کتابخانه تفاسیر
تفسير الصافى، ج5، ص: 373
في ثواب الأعمال و المجمع عن الصادق عليه السلام: من قرأ و العصر في نوافله بعثه اللَّه يوم القيامة مشرقاً وجهه ضاحكاً سنّه قريراً عينه حتّى يدخل الجنّة.
تفسير الصافى، ج5، ص: 374
سُورة الهُمزة
(مكيّة و هي تسع آيات بالإِجماع) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ اصل الهمز الكسر و اللّمز الطّعن و شاعا في كسر الأعراض بالطّعن القمّيّ قال هُمَزَةٍ الّذي يغمز الناس و يستحقر الفقراء و قوله لُمَزَةٍ الذي يلوي عنقه و رأسه و يغضب إذا رأى فقيراً أو سائلًا.
الَّذِي جَمَعَ مالًا وَ عَدَّدَهُ و جعله عدّة للنّوازل أو عدّة مرّة بعد أخرى و القمّيّ قال أعدّه و وضعه و قرئ جمع بالتّشديد للتكثير.
يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ تركه خالداً في الدّنيا القمّيّ قال و يبقيه.
كَلَّا لَيُنْبَذَنَ ليطرحنّ فِي الْحُطَمَةِ القمّيّ النّار التي تحطم كلّ شيء.
وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ .
نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ التي أو قدها اللَّه و ما اوقده اللَّه لا يقدر أن يطفأه غيره.
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ القمّيّ قال تتلهّب على الفؤاد.
إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ قال مطبقة.
فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ في اعمد ممدودة اي موثّقين في اعمد ممدودة القمّيّ قال إذا مدّت العمد عليهم كان و اللَّه الخلود.
و العيّاشي عن الباقر عليه السلام: ما في معناه
و قرئ عُمد بضمّتين
تفسير الصافى، ج5، ص: 375
في ثواب الأعمال و المجمع عن الصادق عليه السلام: من قرأ ويل لكلّ همزة لمزة في فريضة من فرائضه بعّد اللَّه عنه الفقر و جلب عليه الرزق و يدفع عنه ميتة السوء.
تفسير الصافى، ج5، ص: 376
سُورة الفيل
(خمس آيات بالإِجماع) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ .
أَ لَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ في هدم الكعبة فِي تَضْلِيلٍ في تضييع و إبطال بأن دمّرهم و عظّم شأنها.
وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ جماعات.
تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ من طين متحجّر معرّب سنگ گل.
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ كورق زرع وقع فيه الاكّال أو أكل حبّة فبقي صفرا منه أو كتبن أكلته الدوابّ
القمّيّ قال: نزلت في الحبشة حين جاءوا بالفيل ليهدموا به الكعبة فلمّا ادنوه من باب المسجد قال له عبد المطّلب تدري اين يأمّ بك قال برأسه لا قال أتوا بك لتهدم كعبة اللَّه أ تفعل ذلك فقال برأسه لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسّيوف و قطعوه وَ أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ قال بعضها إلى أثر بعض تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ قال كان مع كلّ طير ثلاثة أحجار حجر في منقاره و حجران في مخالسه و كانت ترفرف على رؤوسهم و ترمي في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم و يخرج من أدبارهم و ينتقض أبدانهم فكانوا كما قال فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ قال العصف التّبن و المأكول هو الذي يبقى من فضله.
و في الكافي عن الصادق عليه السلام ما في معناه بروايتين مع زيادات و اختلافات في ألفاظه و قال في إحداهما: و بعث اللَّه عليهم الطّير كالخطاطيف في
تفسير الصافى، ج5، ص: 377
مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها فكانت تحاذي برأس الرجل ثمّ يرسلها على رأسه فيخرج من دبره حتّى لم يبق منهم أحد الّا رجل هرب فجعل يحدّث النّاس بما رأى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال هذا الطّير منها و جاء الطير حتّى حاذى رأسه ثمّ ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.
و عن الباقر عليه السلام: أنّه سئل عن قوله تعالى وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً قال كان طير سافّ جاءهم من قبل البحر رؤوسها كأمثال رؤوس السّباع و أظفارها كأظفار السباع من الطير مع كلّ طائر ثلاثة أحجار في رجليه حجران و في منقاره حجر فجعلت ترميهم بها حتّى جدرت أجسادهم فقتلهم بها و ما كان قبل ذلك و اتى شيء من الجدري و لا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم و لا بعده قال و من أفلت منهم يومئذ انطلق حتّى إذا بلغوا حضرموت و هو واد دون اليمن أرسل اللَّه عليهم سيلًا فغرقهم أجمعين قال و ما رأى في ذلك الوادي ماء قطّ قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة قال و لذلك سمّي حضرموت حين ماتوا فيه.
و في العلل عنه عليه السلام: ما يقرب منه.
و في قرب الإسناد عن الكاظم عليه السلام: انّ ابرهة بن يكسوم قاد الفيل الى بيت اللَّه الحرام ليهدمه قبل مبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله فقال عبد المطّلب انّ لهذا البيت ربّا يمنعه ثمّ جمع أهل مكّة فدعا و هذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن فَأَرْسِلْ اللَّه عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ و دفعهم عن مكّة و أهلها
و في الأمالي في هذه القصّة زيادات: قيل و كان السّبب فيه انّ ابرهة بن الصبّاح الاشرم ملك اليمن من قبل اصخمة النّجاشي بنى كنيسة بصنعاء و سمّاها القليس و أراد بصرف إليها الحاجّ فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلًا فأغضبه ذلك فحلف ليهدمنّ الكعبة فخرج بجيشه و معه فيل قويّ اسمه محمود إلى آخر القصّة.
في ثواب الأعمال و المجمع عن الصادق عليه السلام: من قرأ في فرائضه أ لم تر كيف فعل ربّك شهد له يوم القيامة كلّ سهل و جبل و مدر بأنّه كان من المصلّين و ينادي يوم القيامة مناد صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له و عليه أدخلوه الجنّة و لا تحاسبوه
تفسير الصافى، ج5، ص: 378
فانّه ممّن أحبّه اللَّه و أحبّ عمله قد سبق انّ هذه السورة مع ما بعدها تقرءان في الصلاة معاً.
و في المجمع عن العيّاشي عن أحدهما عليهما السلام قال: أ لم تر كيف فعل ربّك و لإيلاف قريش سورة واحدة
قال و روي: أنّ ابيّ بن كعب لم يفصل بينهما في مصحفه.
تفسير الصافى، ج5، ص: 379
سُورة ايلاف
(مكيّة و هي خمس آيات حجازيّ أربع آيات عند غيرهم اختلافها آية مِنْ جُوعٍ حجازي) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ و هو متعلّق بقوله فَلْيَعْبُدُوا او كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ او بمحذوف كاعجبوا.
إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَ الصَّيْفِ .
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ .
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ .
القمّيّ قال: نزلت في قريش لأنّه كان معاشهم من الرّحلتين رحلة في الشّتاء الى اليمن و رحلة في الصيف إلى الشّام و كانوا يحملون من مكّة الأدم و اللّبّ و ما يقع من ناحية البحر من الفلفل و غيره فيشترون بالشام الثياب و الدّرمك و الحبوب و كانوا يتألّفون في طريقهم و يثبتون في الخروج في كلّ خرجة رئيساً من رؤساء قريش و كان معاشهم من ذلك فلمّا بعث اللَّه نبيّه صلّى اللَّه عليه و آله استغنوا عن ذلك لأنّ الناس و فدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و حجّوا الى البيت فقال اللَّه فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ فلا يحتاجون ان يذهبوا إلى الشام وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ يعني خوف الطريق.