کتابخانه روایات شیعه
القيم و التدين بها واجب و التحويل عنها كفر و لا خلاف أن معرفة الشهور و السنين ليست بواجبة غير شهر رمضان و ذي الحجة لقوم دون قوم و إن من مات و لم يعرف الشهور و الأعوام ليس يلحقه ذم و من مات و لم يعرف الأئمة مات ميتة جاهلية فالوجه ما فسره الباقر و الصادق ع أن الشهور اثنا عشر إماما و إجماع أهل البيت حجة لأن الأمة قد أجمعت على أن النبي ص قرنهم بالكتاب و قرن الكتاب بهم أخبر بإزالة الضلالة عمن تمسك بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فصح أنهم حفظة الدين دون غيرهم إذ كان الدين لا يخرج من حدود الكتاب و السنة و إذا كانت العترة حفظة الدين دون غيرهم وجب أن يكونوا هم الحكام على الأمة دون جميع الأمة فمن تبعهم كان الإجماع معه و إن قلوا و إذا تقررت هذه الجملة وجبت معرفتهم أولا حتى يعرف صحة إجماعهم
فصل [في الخلافة]
قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً الآيتين 30 3 و قوله في آدم خاصة إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً و في إبراهيم وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا و في موسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ و في طالوت إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ و في مريم إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ و في سائر الأنبياء و الأوصياء- اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ و قال وَ إِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ و قال ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا و قال وَ لَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ و قال وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا و قال وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا و قال وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ و غير ذلك من الآيات فكل من سماهم الله تعالى أو نعتهم أنه قد اصطفاهم و اختارهم و فضلهم للنبوة أو الإمامة فقد حصل لنا العلم باتباعهم و كل من لم يذكر اسمه أو نعته احتجنا إلى نص عن نبينا ص فالنصوص الواردة على ساداتنا صلوات الله عليهم أجمعين نوعان ما اجتمع أهل البيت خلفا عن سلف عن آبائهم و عن النبي ص على عددهم و أسمائهم و ذكر استخلافهم ما نعجز عن حصرها و إجماعهم حجة كما بيناه و ما نقله مخالفونا و هو نوعان ما وافقنا في العدد المخصوص دون التعيين و ما وافقنا في أنهم المعنيون بالإمامة-
فالأول مثل ما رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما و السجستاني في السنن و الخطيب في التأريخ و أبو نعيم في الحلية بأسانيدهم عن جابر بن سمرة عن النبي ص أنه قال لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش رواه أحمد بن حنبل في مسنده
من أربع و ثلاثين طريقا
و روى الخطيب في تاريخ بغداد عن حماد بن سلمة عن أبي الطفيل و روى الليث بن سعد في أماليه بإسناده عن سفين الأصبحي كلاهما عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله ص يقول يكون بعدي اثنا عشر خليفة.
و من رواه النص عليهم ما حدثني جماعة بأسانيدهم عن سليمان بن قيس الهلالي و أبي حازم الأعرج و السائب بن أبي أوفى و عليم الأزدي و أبي مالك و القاسم عن سلمان الفارسي. و روى محمد بن عمار و أبو الطفيل و أبو عبيدة عن عمار بن ياسر و روى سعيد بن المسيب و الحارث بن الحنسي بن المعتمر عن أبي ذر و روى أحمد بن عبد الله بن زيد بن سلام عن حذيفة بن اليمان و روى عطية العوفي و أبو هارون العبدي و سعيد بن المسيب و الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري. و روى جابر الجعفي و واسلة بن الأسقع و القاسم بن حسان و محمد الباقر ع عن جابر الأنصاري. و روى سعيد بن جبير و أبو صالح و مجاهد و عطا و الأصبغ و سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس. و روى عطاء بن السائب عن أبيه و مسروق و يس بن عبد و حنش بن المعتمر عن ابن مسعود. و روى أبو الطفيل و أبو جحيفة و هشام عن حذيفة بن أسيد. و روى محمد بن زياد و يزيد بن حسان- و الواضحي و السدي عن زيد بن أرقم. و روى مكحول و الأجلح و خالد بن معدان- و أبو سليمان الضبي و إبراهيم بن علبة- و القاسم عن واثلة بن الأسقع. و روى الأجلح الكندي و أبو سليمان الضبي و القاسم عن أسعد بن زرارة. و روى سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك. و روى أبو عبد الله الشامي و مطرف بن عبد الله- و الأصبغ عن عمران بن الحصين. و روى القاسم بن حسان و أبو الطفيل عن زيد بن ثابت. و روى زياد بن عقبة و عبد الملك بن عمير- و سماك بن حرب و الأسود بن سعيد- و عامر الشعبي عن جابر بن سمرة. و روى هشام بن زيد و أنس بن سيرين- و حفصة بن سيرين و أبو العالية- و الحسن البصري عن أنس بن مالك. و روى أبو سعيد المقتري و عبد الرحمن الأعرج- و أبو صالح السمان و أبو مريم- و أبو سلمة عن أبي هريرة. و روى المفضل بن حصين و عبد الله بن مالك- و عمرو بن عثمان عن عمر بن الخطاب. و روى أبو الطفيل الكناني و شقيق الأصبحي عن عبد الله بن عمر. و روى شعبة عن قتادة عن الحسن البصري عن أبي سلمة عن عائشة. و روى عماد الذهبي و ابن جبير عن مقلاص عن أم سلمة. و روى أبو جحيفة و أبو قتادة و هما صحابيان كلهم عن النبي ص في روايات متفقات المعاني أن الأئمة اثنا عشر مهدناها في المناقب و من رواه هذا العدد الثوري و الأعمش- و الرقاشي و عكرمة و مجالد و غندر و ابن عون- و أبو معاوية و أبو أسامة و أبو عوانة- و أبو كريت و علي بن
الجعد و قتيبة بن سعد- و أبو بكر بن أبي شيبة و محمد بن زياد العلائي- و محمود بن غيلان و زياد بن علاقة و حبيب بن ثابت
فقد اشتهرت على ألسنة المخالفين و وافقوا فيه المتواترين بمثله و وجبت الحجة على ألسنة أعدائهم و إذا ثبت بهذه الأخبار هذا العدد المخصوص ثبت إمامتهم لأنه ليس في الأمة من قد ادعى هذا العدد سوى الإمامية و ما أدى إلى خلاف الإجماع يحكم بفساده-
و الثاني مثل قوله ص إني مخلف فيكم الثقلين- كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
اجتمعت الإمامية و الزيدية على صحة ذلك-
و رواه أبو ذر الغفاري و زيد بن ثابت و زيد بن أرقم و أبو سعيد الخدري و عائشة و أم سلمة و سلمة بن الأكوع و أبو هريرة و جابر الأنصاري و ابن عباس و جبير بن مطعم و أبو رافع و عبد الله بن عمر و بشير بن معبد و حذيفة بن أسيد و علي بن أبي طالب ع ذكره الخركوشي و السمعاني و العكبري و شيرويه و الموصلي و أحمد و الترمذي و أبو يوسف النسوي و الثعلبي و أبو السعادات و مسلم و صاحب الصحيح
و صنف فيه أبو نعيم الأصفهاني كتابا سماه منقبة المطهرين فأمر ص على جهة الإخبار بالتمسك بالكتاب و العترة و خص المرادين من العترة بصفة تقتضي عصمتهم و هي أمان المتمسك بهم من الضلال إذ لو كان الخطأ عليهم جائزا لم يكن المتمسك به آمنا من الضلال و إنه ص بين أنهم يختصون بالكتاب و بامتثال ما فيه من الأحكام و الحدود و إنه ص جمع بينهما على كل حجة و ذلك مقتض لكونهم حججا و إنه ص أوجب إطلاق التمسك بهما من غير تخصيص و المساواة بينهما يوجب الاقتداء بالكتاب و بأقوال العترة و أفعالهم المتعلقة بالتكليف و هو دال أيضا على عصمتهم لأن عموم الاقتداء يقتضي عصمة المقتدى به و هذا معنى فرض الطاعة الذي لا يستحقه إلا الإمام-
و مثل قوله مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق.
و في رواية هلك و في رواية وقع في النار-
و قوله ص مثل أهل بيتي كباب حطة مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً نقلهما علماء الإسلام و رواه الخاص و العام عن أبي ذر الغفاري و أبي سعيد الخدري و حذيفة بن أسيد و غيرهم
فنص ص على نجاة متبع أهل بيته و أمانه من الضلال و النجاة في اتباع الإمام و الهلاك في التجاوز عنه لا عن غيره و ذلك برهان عصمتهم إذ لو جاز عليهم الخطأ لما صح القطع على نجاة متبعهم و أمانه من الضلال و ثبوت عصمتهم مقتض لإمامتهم لأنه لا أحد فرق بين الأمرين-
و مثل قوله ص النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض.
و رواه العلماء الثقات من المخالف و المؤالف-
و ثبوت هذه الأمور فيمن تعلق به مقتضى الأخبار دال على تخصيصها بالأئمة الاثني عشر دون سائر العترة لأنها لم تثبت لأحد غيرهم و لا ادعيت له
فصل [مما يدل على امامتهم]
قوله تعالى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى - إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ و مما يدل على إمامتهم بعد اعتبار العصمة و إثبات النصوص و كونهم أفضل خلق الله تعالى و أكثرهم ثوابا عنده و تقدمهم بالفضل على أهل العصر في العلم و الشجاعة و الزهد و العبادة و ظهور المعجز على أيديهم و بطلان مقال من ادعيت له الإمامة لغيرهم في زمانهم مع ثبوت أن الزمان لا يخلو من نبي أو إمام و أن الإمام يجب أن يكون عالما بجميع أحكام الشريعة و لم يحصل هذا لغيرهم إنهم خصوا بالعلوم من الله تعالى مثل جدهم لأنهم لم يدخلوا مكتبا و لا تعلموا من معلم و لا تلقنوا من راو و استغنوا عن أعدائهم و احتاج إليهم أولياؤهم فكانوا أعلم الأمة بجميع الأحكام دقيقة و جليلة و ثبت حجتهم فيه على علماء مخالفيهم و ظهر علومهم على أهل الأعصار و صح سلامتهم من النقص عند المعضلات و المعجز عند المشكلات فصار ذلك دلالة على صدقهم و من ذلك نباهة قدرهم عند الولي و العدو و نزاهة أعراضهم من وصمة إليهم ثابتة أو متخرصة و براءة ذممهم منها عند الكل و شهادة الجميع بضلال من قرفهم بشيء من القبائح مع كثرة أعدائهم و هذا برهان عصمتهم و كونهم حججا حبس الله تعالى الألسن من التخرص عليهم مع اجتهاد أعدائهم أولا و آخرا على إطفاء نورهم و من ذلك دعواهم الإمامة في أنفسهم و كونهم حججا لا يسع أحد مخالفتهم و تدينهم بضلال المتقدم عليهم و من اتبعه و ظهور هذه الدعوى من شيعتهم فيهم و فيمن خالفهم و حمل حقوق الأموال إليهم و أخذ معالم الدين عنهم و ذلك مقتض لصحة مقالهم إذ لو كانوا كاذبين بها لوجب الحكم بضلالهم و لا أحد من الأمة يعتد بقوله يذهب إلى ذلك فيهم و من ذلك ظهور المعجزات على أيديهم مقترنة بدعواهم الإمامة بإجماع هذه الطائفة و اتفاق بعض العامة و ذلك كتواتر الناقلين لمعجزات الرسول ص يعلم ذلك من حالهم كل متأمل لنقلهم و من ذلك ما حصل من تعظيمهم بعد الوفاة من المؤالف و المخالف و قصد مشاهدهم من أطراف البلاد و الخضوع لتربتهم و التوسل إلى الله بحقهم في الخوف و الرجاء للدنيا و الآخرة و حصول ضد هذه القضية في المتغلبين عليهم قديما و حديثا مع علو سلطانهم و كثرة
أعوانهم و أما قوله سبحانه- يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَ يَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ و فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَ مَثَلًا لِلْآخِرِينَ ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ
و قال النبي ص كأين في أمتي ما كان في بني إسرائيل الخبر.
ثم وجدنا الله تعالى يقول إن مواريث الأنبياء و الوصية و الخلافة لم تزل جارية في ذراريهم من بعدهم لا في أصحابهم و أتباعهم قوله وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ و وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَ مِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَ إِسْرائِيلَ وَ مِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى وَ هارُونَ إلى ثلاث آيات- وَ جَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ. ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَ أَهْلَكَ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ أ ليس إذا كان النبي ص أفضل الأنبياء وجب أن يكون أولاده أفضل الأولاد فلا يجوز العدول عنهم أصلا
فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة]
قوله تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا إنها نسخت بقوله- قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ و قوله قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ و قوله وَ ما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ فهذه الآيات لا تخلو إما أن تكون نزلت قبلها أو بعدها فإن كانت نزلت قبلها فلا تكون ناسخة لها و إن كانت نزلت بعدها فهي تؤكده فإنه ليس في ظاهر الآية ما يوجب سقوط الأجر و الله تعالى أخبرهم بأن ذلك الأجر لهم يثابون فيه بمودتهم أهل بيته إذا فعلوا ذلك و قال الحسين بن الفضل و أبو القاسم القشيري و جماعة من المفسرين إن الناسخة قوله قُلْ لا
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و كفى قبحا ممن زعم أن التقرب إلى الله تعالى بطاعته و نبوة نبيه منسوخ و من ادعى النسخ توهم أن الاستثناء منفصل و رأى إبطال الأجر في الآيات المذكورات و قال الكسائي هذا الاستثناء منقطع لأن المودة في القربى ليست من الأجر و يكون التقدير أذكركم المودة في قرابتي و قال الزجاج الاستثناء حقيقة و يكون معناه أجري المودة في القربى و إن لم يكن أجر ثم اختلف المفسرون في القربى فقال الحسن التقرب إلى الله بطاعته و لا دليل عليه و قال ابن عباس العرب كلها و الخطاب بذلك بجميع المؤمنين من العرب و العجم قوله في أول الآية ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ و قالوا قريش و فيهم المؤمن و الكافر قوله وَ كَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَ هُوَ الْحَقُ و قالوا علي و فاطمة و أولادهما و هو الصحيح دليلنا ما رواه أبو عبيد و الزجاج و الحسن و قتادة و ابن جبير و الثعلبي و الواحدي و القشيري و غيرهم من المفسرين عن ابن عباس و أنس و أبي هريرة و أم سلمة أن الأنصار قالت أموالنا و أنفسنا بيد الله و قد هدانا الله على يديك و تنوبك نوائب و حقوق و ليست عندك لها سعة و هذا تنفقه و ائتوا إليه بثمان مائة دينار فنزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً يعني على الإيمان و القرآن جعلا و لا رزقا- إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى إلا أن تحبوني و تحبوا أهل بيتي و أقربائي و في رواية إلا أن تودوا قرابتي و تحفظوني فيهم رواه سعيد بن جبير و عمر بن شعيب و علي بن الحسين و أبو جعفر و أبو عبد الله ع ثم شرح القربى
بما رواه الواحدي في البسيط و أبو نعيم في الحلية و شاهفور في تاج التراجم و أبو تراب في الحدائق و جماعة من المفسرين و المحدثين عن ابن عباس و مجاهد و ابن جبير و مقاتل و الضحاك و أبي صالح و الأعمش و أبي مالك و سالم بن سعيد و الكلبي و شهر بن حوشب أنه لما نزلت هذه الآية قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا بمودتهم قال علي و فاطمة و أولادهما و في رواية و ولديهما.
و في تفسير الثعلبي و فضائل أحمد عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي و فاطمة و ابناهما.
و راوي هذين الخبرين ابن عباس و هو أحد الأقرباء يوضح ما ذكرناه
14، 5، 6- ما روى علماؤهم مثل مالك بن أنس و أبو يعلى الموصلي عن حميد و عطية عن الخدري و السدي و مجاهد أنه لما نزلت قوله وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا النبي ص فاطمة و أعطاها فدك و هو المروي عن الجعفرين ع.
قوله سبحانه- سَلامٌ عَلى إِلْياسِينَ قالوا إلياسين يعنون إلياس و من معه قال نافع
هذا باطل لأن اللام في المصحف مفصولة من ياسين و قالوا يا سين معناه يا رجل يدلك وضوحا إنك لمن المرسلين ثم اختلفوا فمنهم من قال أهل دين الرجل و تمسك بقوله أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ قال الصادق ع و الله ما عنى بهذا إلا بنته و قال أبو محمد النوبختي يجوز أن يكون آل فرعون من أهل بيته ممن كان على كفر فرعون و لو كان آل محمد من اتبعه من لم يكن من ذوي نسبه لكان من اتبع جبريل من آل جبريل فيكون محمد من آل جبريل و لكان المسلمون من آل نوح و إبراهيم و موسى و عيسى لأن المسلمين متبعون للأنبياء و يكون من اتبع أبا حنيفة في فقه من آله-
و قال ابن عباس و مجاهد و ابن جبير و الأعمش و الكلبي و نافع و يعقوب و أبو حازم و ابن مردويه و القشيري ياسين محمد و آله أهله و هو المروي عن أمير المؤمنين و عن الباقر و الصادق و زيد بن علي ع
يدل على ذلك من الكتاب قوله في قصة زكريا- فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ إنما عنى الأولاد و في قصة لوط فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ ثم قال إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ و ما نجا من قومه إلا ابنتيه ريثا و زعرقا فسمى بنتيه آله و قوله وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ كان ابن عمه خربيل و هو الذي قال لموسى- إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ نسبه إلى القرابة لا إلى الدين و قوله إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ الآية ثم قال ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ و الذرية النسل-
14- و من السنة ما رواه أحمد في المسند عن أبي هريرة و عن عائشة و عن أبي رافع و روى جماعة عن جابر و عن أبي طلحة أن النبي ص أتي بكبشين فأضجع أحدهما و قال- بسم الله و الله أكبر اللهم عن محمد و آل محمد و أضجع الآخر و قال بسم الله و الله أكبر عن محمد و أمته الخبر.
و في رواية قتادة عن أنس أنه قال ع بسم الله عني و عن آلي و هم أهل بيتي و قال في الثاني بسم الله عن أزواجي و أمتي.