کتابخانه روایات شیعه
كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ و قوله تَرَى النَّاسَ سُكارى وَ ما هُمْ بِسُكارى أي لا يموت فيها موتا يقضى عليه و لا يحيا حياة تنفعه- وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ أي مثل الموت و كأنهم سكارى لما هم فيه و ليسوا بسكارى كسكر الدنيا قال أبو النجم بلهاء لم تحفظ و لم تضيع و قال ليس بمحفوظ و لا بضائع و قال الآخر فالقوم لا مرضى و لا صحاحا.
قوله سبحانه- سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً و قوله تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ المعنى سمعوا صوت التغيظ و فعل التغيظ من التهابها و توقدها فسمي بذلك تغيظا على سعة الكلام لأن المغتاظ هو المتفطر بما يجد من الألم الباعث على الإيقاع لضره فحال جهنم كحال المغتاظ.
قوله سبحانه- فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ كأنه قال فما صبرهم قال ابن عباس ما الذي أجرأهم عليها بصبره استفهاما و يصبر ما أصبرهم كأنه قال فما صبرهم مثل أكرمته و كرمته و أحسنته و حسنته فكأنه قال فما أصبرهم على النار أي قد عملوا العمل الذي أقدموا به على النار فيصيروا في لفظ التعجب من الآدميين على اللغة و على ما يعقلون.
قوله سبحانه- فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ أي إن يصبروا على آلهتهم لأنهم قالوا- إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها و يقال فإن يصبروا أو يجزعوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ و يكون وَ إِنْ يَسْتَعْتِبُوا كقوله و إن يجزعوا في المعنى لأن المستعتب جزع مما استعتب منه و قال في آية أخرى- فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ و يقال سبب نزولها قول كفار قريش لما دعاهم النبي ص إلى ترك عبادة الأصنام فقال بعضهم لبعض- لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ و اصبروا على آلهتكم.
قوله سبحانه- إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ثم قال أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ الوجه في ذلك أن درك الأسفل هو أشد العذاب أو قلت آل فرعون في أشد العذاب و أشد من أهل الدرك الأسفل بفضل العذاب يوصله إليهم-
لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ الظلل من تحتهم ظلل لمن تحتهم فهذه هي بساط لهم و هي لمن تحتهم ظلل و هلم جرا حتى ينتهوا إلى القعر.
قوله سبحانه- وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ و المعنى و ما وقوع الساعة إلا كلمح البصر في سرعته في حال وقوعه و يكون أَوْ هُوَ أَقْرَبُ أراد يطويه عنا كقولك أكلت رطبة أو تمرة و أنت تعلم ما أكلت و لكن طويت ذلك عن السامع.
قوله سبحانه- إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها و قوله إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها إذا أخرج يده رائيا لها و ناظرا إليها لم يكد أي لم يقرب كقولك ما فعلت و ما كدت أي لم اقترب و يجوز لَمْ يَكَدْ يَراها أي لم يرها و يكون يكد على ما يذكر في أَكادُ أُخْفِيها و ما أكاد أخفيها أي أريد أخفيها قال حسان-
و تكاد تكسل أن تجيء فراشها
في جسم خرعبة و حسن قوام
و قال أبو النجم-
و إن أتاك نعي فاندبن أبا
قد كاد يصطلح الأعداء و الخطباء
و يقال أَكادُ أُخْفِيها أي آتي بها قال صابي-
هممت و لم أفعل و كدت و ليتني
تركت على عثمان تبكي حلائله
و يقال أَكادُ أُخْفِيها أظهرها يقال خفا البرق ظهر قال إمرؤ القيس-
فإن تدفنوا الداء لا تخفه
و إن تبعثوا الحرب لا يقعد
فصل [في الشفاعة]
قوله تعالى- مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ أصل الشفاعة من الشفع الذي هو ضد الوتر فإن الرجل إذا شفع لصاحبه فقد شفعه أي صار ثانية و منه الشفيع في الملك لأنه يضم ملك غيره إلى ملك نفسه و قالت المعتزلة و من تابعهم الشفاعة مقتضاها زيادة المنافع و الدرجات كما قال الحطية-
و ذاك إمرؤ إن تأته في صنيعة
إلى ماله لم تأته بشفيع
و قالت الإمامية مقتضاها إسقاط المضار كما قال المبرد-
تعلم أن مالك إن تصب نفدك
و إن تحبس نذرك و نشفع
-
و تجيء الشفاعة بمعنى المعاونة و قال الشاعر
أتاك امرؤ مستعلن لك بغضه
له من عدو مثل ذلك شافع .
و قد تعلقت المعتزلة بقوله وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى و بقوله فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ و بقوله ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ و بقوله وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ و بقوله وَ لا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ و لا دلالة في شيء من هذه الآيات على اختصاص الشفاعة بزيادة المنافع أما الآية الأولى فلأن المرتضى فيها محذوف فليسوا بأن يقدروا لمن ارتضى جميع أفعاله بأولى منا إذا قدرنا لمن ارتضى أن يشفع له و أما الثانية فمختصة بنفي شفيع يطاع و هذا متفق عليه و إنما يكون لهم دلالة لو نفى شفيعا يجاب لأنه قبول الشفاعة و قبولها ليس بطاعة و إنما هو إجابة و أما الثالثة فصريحة في الكفار لأنهم قالوا فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ و أما الرابعة ففاسد لأن النصرة غير الشهادة و إنما هي المدافعة و المغالبة و يقرن بالشفاعة خشوع و خضوع و أما الخامسة و السادسة فغير نافعة لهم لأن الشفاعة في المؤمنين لا تكون على سبيل التقدم بين يدي الله تعالى و أما السابعة فمتروكة الظاهر بالإجماع لأننا قد اتفقنا أن للنبي ص شفاعة مقبولة نافعة و قد تلقت الأمة بالقبول-
قوله ع ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.
و روى أصحابنا عن النبي ص أني أشفع يوم القيامة فاشفع و يشفع علي فيشفع و يشفع أهل بيتي فيشفعون و إن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين رجلا من إخوانه كل قد استوجب النار.
قوله سبحانه- وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَرْضى قيل إن الغرض بذلك الإنكار على عبدة الأوثان و قولهم إنها تشفع لهم لأن الملك إذا لم تغن شفاعته شيئا فشفاعة من دونه أبعد من ذلك و لا ينافي ذلك ما قلناه من شفاعة النبي و الأئمة و المؤمنين لأن هؤلاء يشفعون بإذن الله و رضاه و مع ذلك يجوز أن لا يشفعوا فيه فالزجر واقع موقعه.
قوله سبحانه- وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ لا تدل على أنه لا شفاعة لمرتكبي الكبائر لأن أحدا لا يقول إن لهم معينا على عدوهم بل إنما يقول له من يسأل في بابهم على وجه
التضرع و لا يسمى ذلك نصرة على حال
فصل [في الجنة و لذاتها]
قوله تعالى وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ و لم يذكر طولها قال أبو مسلم الأصفهاني أي ثمنها لو بيعت كثمنها لو بيعتا كما يقال عرضت المتاع للبيع و المراد عظم قدرها و قيل إن العرب تصف الشيء بالعرض يقال بلاد عريضة و أرض عريضة قال إمرؤ القيس
مواقع غيث في فضاء عريضة
و قوله تعالى فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ قال السدي أي يدعو الله كثيرا عند ذلك إنما قال عريض و لم يقل طويل لأنه أبلغ أ لا ترى أن عرض الإنسان و الدواب و الأشجار و الأنهار لا على حسب طولها و لأن العرض يدل على الطول و لا يدل الطول على العرض إذ قد يصح طويل و لا عرض له و لا يصح عريض و لا طول له لأن العرض الانبساط في خلاف جهة الطول و الطول الامتداد في أي جهة كان و قيل عرضها كعرض السماوات و الأرضين و طولها لا يعلمه إلا الله و قيل معناه أن لكل واحد من أهل الجنة نصيبه منها عرضها كعرض السماوات و الأرض لقوله وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا فإذا كانت لكل واحد مغفرة فينبغي أن يكون له جنة مفردة و لا يلزم على هذا أن الجنة إذا كانت في السماء كيف يكون لها هذا العرض لأنه يزاد فيها يوم القيامة-
و سئل النبي ص إذا كانت الجنة عرضها بعرض السماوات و الأرض فأين يكون النار فقال سبحان الله إذا جاء النهار فأين يكون الليل.
قوله سبحانه- فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ قال الحسن تدل هذه الآية على أن الجنة في السماء و النار في الأرض فلذلك صح منهم الاطلاع و قال الطوسي يجوز أن يكون الجنة مخلوقة في غير السماوات و الأرض و في الناس من قال إن الجنة و النار ما خلقتا بعد و إنما يخلقهما الله تعالى على ما وصفه بقوله كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ .
قوله سبحانه- إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً. خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً قالوا إن النار التي وعد الله مخلوقة لأن ما لا يكون مخلوقا لا يعد-
و هذا كقوله وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ و هذا السؤال ضعيف لأنه يجوز أن يكون المراد أن الجنة و النار معدان في الحكم كائنان لا محالة و الأول يكون الاعتماد عليه.
قوله سبحانه- وَ يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ اختلفوا في هذه الجنة فقال حسن و واصل و أبو علي و الرماني و ابن الإخشيد إنها جنة الخلد لأن الجنة إذا أطلقت معرفة باللام لا يعقل منها في العرف إلا جنة الخلد كما أن السماوات إذا أطلق لم يعقل منها إلا السماوات المخصوصة دون سقف البيت.
قوله سبحانه- هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ قال أبو مسلم الأصفهاني و أبو القاسم البلخي لو كانت جنة الخلد لكان عالما بها فلم يحتج إلى دلالة و الجنة التي كان فيها آدم كانت في الأرض حيث شاء الله تعالى و اختاره الطوسي.
قوله سبحانه- أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ و الميراث للحي من الميت الجواب لما أعدت الجنة للمتقين جاز أن يسموا وارثين.
قوله سبحانه- الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ و قوله الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ قال أكثر المفسرين ما من كافر إلا و له منزلة في الجنة و أزواج فإن أسلم و سعد صار إلى منزله و أزواجه و إن كفر صار منزله و أزواجه إلى من أسلم و قال الجبائي يرثون الفردوس على التشبيه بالميراث المعروف من جهة الملك الذي ينتهي إليه أمره و قيل يعني يئول أمره إلى النعم في الجنة و يملك ما يعطيه الله كما يئول أمر الوارث.
قوله سبحانه- وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ استدل الجبائي
بذلك على أن الثواب مستحق بأعمال الطاعات فلا يستحق من جهة الأصلح لأن الله تعالى بين أنهم أورثوها بما عملوا من طاعاته عز و جل.
قوله سبحانه- وَ فاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ و قوله وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ الوجه في تكرار ذكر الفاكهة البيان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها متخيرة كثيرة ثم وصفت لا مَقْطُوعَةٍ أي لا تنقطع كما ينقطع ثمار الدنيا في الشتاء و لا يمتنع ببعد متناول أو شوك يؤذي اليد و قيل لا مَقْطُوعَةٍ بالأزمان وَ لا مَمْنُوعَةٍ بالأثمان.
قوله سبحانه- وَ فَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ أي من ثمار الأشجار التي من شأنها أن تؤكل دون الثمر المر.
قوله سبحانه- وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا قال مجاهد معناه إن قام ارتفعت و إن قعد تدلت عليه و إن اضطجع تدلت عليه حتى ينالها و قيل لا يرد أيديهم عنها بعد و لا شوك.
قوله سبحانه- وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ قال أبو علي بلطف الله لهم في التوبة حتى يذهب حقد العداوة و قال غيره وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا الظل الظليل هو ستر الشمس اللازم و المراد في الآية الجنة قال ابن دريد يقال فلان في ظل فلان أي في عزه و منعه و قال المبرد- أهل الجنة في ظل لا في فيء لأنه لا شمس فيها كما قال وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ .
قوله سبحانه- لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَ الْآخِرَةِ أي في الدنيا بما أنعم على خلقه من فنون الإحسان و في الآخرة ما يفعل بهم من الثواب و العوض و ضروب التفضل و الآخرة و إن لم تكن دار تكليف فلا يسقط فيها الحمد و الاعتراف بنعم الله تعالى قال أبو الهذيل يكونون مضطرين لفعل ذلك لمعرفتهم الضرورية بنعم الله تعالى عليهم و الصحيح أنهم مخيرون في أفعالهم كما قال وَ فاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ فيجوز أن يشكروا باللسان
إن وجدوا فيه لذة و لا يجوز بالقلب لأنه يرجع إلى اعتقادات و من حمد أهلها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ الآية و قولهم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا الآية و قولهم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ .
قوله سبحانه- خالِدِينَ فِيها الخلود اللزوم أبدا و البقاء و الوجود وقتين فصاعدا و لذلك لم يصح في صفات الله تعالى خالد و جاز باق و موجود.
قوله سبحانه- وَ حُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ اتفقت الأمة أن في الجنة مباشرة-
و جاء في الحديث أن في الجنة جماع ما شئت.
ثم اختلفوا في كيفيتها أنها يكون بالإنزال أو بغيره من اللذات الكثيرة و الصحيح أن الجنة لا تقبل الخبث و لم تحمل آدم و حواء لما ذاقا الشجرة و بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما
فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن]
قوله تعالى وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ ثم قال وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ أما قوله أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ أي أسمع دعوته و لهذا يقال للرجل دعوت من لا يجيب أي دعوت من لا يسمع و قد يكون يسمع بمعنى يجيب كما أن يجيب بمعنى يسمع يقال سمع الله لمن حمده يراد به أجاب الله من حمده أنشد ابن الأعرابي-
دعوت الله حتى خفت ألا
يكون الله يسمع ما أقول .
لم يرد بقوله قريب قرب المسافة بل المراد أني قريب بإجابتي بنعمتي و لعلمي بما يأتي العبد و يذر و يسر و يجهر تشبيها بقرب المسافة لأن من قرب من غيره عرف أحواله و لم يخف عليه و يكون قوله أُجِيبُ على هذا تأكيد للقرب- دَعانِ أي عبدني يكون الإجابة هي الثواب و الجزاء على ذلك فكأنه قال إني أثيب على دعائهم لي.