کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير روح البيان

الجزء العاشر

تفسير سورة التغابن تفسير سورة الطلاق تفسير سورة التحريم سورة الملك مكية تفسير سورة ن تفسير سورة الحاقة تفسير سورة المعارج سورة نوح تفسير سورة الجن تفسير سورة المزمل تفسير سورة المدثر تفسير سورة القيامة تفسير سورة الإنسان تفسير سورة المرسلات تفسير سورة النبأ تفسير سورة النازعات تفسير سورة عبس تفسير سورة التكوير تفسير سورة الانفطار تفسير سورة المطففين تفسير سورة الانشقاق تفسير سورة البروج تفسير سورة الطارق تفسير سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية تفسير سورة الفجر تفسير سورة البلد تفسير سورة الشمس تفسير سورة الليل تفسير سورة الضحى تفسير سورة الم نشرح تفسير سورة التين تفسير سورة العلق تفسير سورة القدر تفسير سورة القيامة تفسير سورة الزلزلة تفسير سورة العاديات تفسير سورة القارعة تفسير سورة التكاثر تفسير سورة العصر تفسير سورة الهمزة تفسير سورة الفيل تفسير سورة الإيلاف تفسير سورة الماعون تفسير سورة الكوثر تفسير سورة الكافرين تفسير سورة النصر تفسير سورة المسد تفسير سورة الإخلاص تفسير سورة الفلق تفسير سورة الناس

تفسير روح البيان


صفحه قبل

تفسير روح البيان، ج‏5، ص: 408

و بين الجامع بين الايمان و العمل حيث ان الدرجات العالية للثانى و غيرها لغيره‏ جَنَّاتُ عَدْنٍ‏ بدل من الدرجات العلى‏ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [پيوسته ميرود از زير منازل آن يا أشجار آن جويها] حال من الجنات‏ خالِدِينَ فِيها حال من الضمير فى لهم و العامل معنى الاستقرار او الاشارة وَ ذلِكَ‏ اى المذكور من الثواب‏ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى‏ الجزاء ما فيه الكفاية من المقابلة ان خيرا فخير و ان شرا فشر يقال جزيته كذا و بكذا و الفرق بين الاجر و الجزاء ان الاجر يقال فيما كان عن عقد و ما يجرى مجرى العقد و لا يقال الا فى النفع دون الضر و الجزاء يقال فيما كان عن عقد و عن غير عقد و يقال فى النافع و الضار و المعنى جزاء من تطهر من دنس الكفر و المعاصي بما ذكر من الايمان و الأعمال الصالحة و هذا تحقيق لكون ثواب اللّه تعالى أبقى و فى الحديث (ان اهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدرىّ فى أفق السماء و ان أبا بكر و عمر منهم و أنعما) اى هما اهل لهذا* قالوا ليس فى القرآن ان فرعون فعل باولئك المؤمنين ما أوعدهم به و لم يثبت فى الاخبار كما فى الاخبار و قال فى التفسير الكبير نقلا عن ابن عباس رضى اللّه عنهما كانوا أول النهار سحرة و آخره شهداء و فى بحر العلوم أصبحوا كفرة و امسوا أبرارا شهداء: و فى المثنوى‏

ساحران در عهد فرعون لعين‏

چون مرى كردند با موسى بكين‏ «1»

ليك موسى را مقدم داشتند

ساحران او را مكرّم داشتند

زانكه كفتندش كه فرمان آن تست‏

كر تو مى‏خواهى عصا بفكن نخست‏

كفت نى أول شما اى ساحران‏

افكنيد آن مكرها را در ميان‏

اين قدر تعظيم ايشانرا خريد

و از مرى آن دست و پاهاشان بريد

ساحران چون قدر او نشناختند

دست و پا در جرم آن در باختند

فدلت هذه الاخبار على كونهم شهداء و ان فرعون استعمل الصلب فيهم و الا لم يكن أول من صلب فعلى العاقل ان يختار اللّه تعالى و يتزكى عن الأخلاق الذميمة النفسانية و الأوصاف الشنيعة الشيطانية و يتحلى بالأخلاق الروحانية الربانية و يبذل المال و الروح لينال أعلى الفتوح جعلنا اللّه و إياكم من اهل الولاء و ممن هان عليه البلاء وَ لَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ و باللّه لقد أوحينا اليه بعد اجراء الآيات التسع فى نحو من عشرين سنة كما فى الإرشاد يقول الفقير يخالفها ما فى بعض الروايات المشهورة من ان موسى عليه السلام دعا ربه فى حق فرعون و قومه فاستجيب له و لكن اثره بعد أربعين سنة على ما قالوا عند قوله تعالى‏ قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما أَنْ‏ مفسرة بمعنى اى او مصدرية اى بان‏ أَسْرِ بِعِبادِي‏ السرى و الإسراء سير الليل اى قال سر ببني إسرائيل من مصر ليلا: و بالفارسية [بشب ببر بندگان مرا] امر بذلك لئلا يعوقهم أعوان فرعون‏ فَاضْرِبْ لَهُمْ‏ فاجعل من قولهم ضرب له فى ماله سهما او فاتخذوا عمل من قولهم ضرب اللبن ادا عمله* و فى الجلالين فاضرب لهم بعصاك‏ طَرِيقاً الطريق كل ما يطرقه طارق معتادا كان او غير معتاد قال الراغب الطريق السبيل الذي يطرق بالأرجل و يضرب‏ فِي الْبَحْرِ البحر

(1) در اواسط دفتر يكم در بيان تعظيم كردن ساحران موسى را كه أول تو عصا بينداز

تفسير روح البيان، ج‏5، ص: 409

كل مكان واسع جامع للماء الكثير و المراد هنا بحر القلزم* قال فى القاموس هو بلد بين مصر و مكة قرب جبل الطور و اليه يضاف بحر القلزم لانه على طرفه او لانه يبتلع من ركبه لان القلزمة الابتلاع‏ يَبَساً صفة لطريقا و اليبس المكان الذي كان فيه ماء فذهب قال فى الإرشاد اى يابسا على انه مصدر وصف به الفاعل مبالغة: و بالفارسية [خشك كه درو آب و لاى نبود] لا تَخافُ دَرَكاً حال مقدرة من المأمور اى موسى و الدرك محركة اسم من الإدراك كالدرك بالسكون. و المعنى حال كونك آمنا من ان يدرككم العدو وَ لا تَخْشى‏ الغرق‏ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ‏ الفاء فصيحة اى ففعل ما امر به من الاسراء بهم و ضرب الطريق و سلوكه فتبعهم فرعون و معه جنوده حتى لحقوهم وقت اشراق الشمس و هو اضاءتها يقال اتبعهم اى تبعهم و ذلك إذا كانوا سبقوك فلحقتهم فالفرق بين تبعه و اتبعه ان يقال اتبعه اتباعا إذا طلب الثاني اللحوق بالأول و تبعه تبعا إذا مر به و مضى معه- روى- ان موسى خرج بهم أول الليل و كانوا ستمائه و سبعين الفا فاخبر فرعون بذلك فاتبعهم بعساكره و كانت مقدمته سبعمائة الف فقص اثرهم فلحقهم بحيث تراءى الجمعان فعند ذلك ضرب موسى عليه السلام بعصاه البحر فانفلق على اثنى عشر فرقا كل فرق كالطود العظيم و بقي الماء قائما بين الطرق فعبر موسى بمن معه من الأسباط سالمين و تبعهم فرعون بجنوده‏ فَغَشِيَهُمْ‏ سترهم و علاهم‏ مِنَ الْيَمِ‏ اى بحر القلزم‏ ما غَشِيَهُمْ‏ اى الموج الهائل الذي لا يعلم كنهه الا اللّه‏ وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ‏ اى سلك بهم مسلكا ادّاهم الى الخيبة و الخسران فى الدين و الدنيا معا حيث ماتوا على الكفر بالعذاب الهائل الدنيوي المتصل بالعذاب الخالد الأخروي‏ وَ ما هَدى‏ اى ما ارشدهم قط الى طريق موصل الى مطلب من المطالب الدينية و الدنيوية و هو تقرير لاضلاله و تأكيد له إذ رب مضل قد يرشد من يضله الى بعض مطالبه و فيه نوع تهكم فى قوله‏ وَ ما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ فان نفى الهداية من شخص مشعر بكونه ممن تتصور منه الهداية فى الجملة و ذلك انما يتصور فى حقه بطريق التهكم يقول الفقير موسى مع قومه اشارة الى الروح القدسي مع قواه و فرعون مع قومه اشارة الى النفس الامارة مع قواها و البحر هو بحر الدنيا فموسى الروح يعبره اما بسفينة الشريعة او بنور الكشف الإلهي و يغرق فرعون النفس لانها تابعة لهواها لا شريعة لها و لا كشف فعلم منه ان اتباع اهل الضلال أنفسا و آفاقا يؤدى الى الهلاك الصوري و المعنوي و اقتداء اهل الهدى يفضى الى النجاة الابدية

زينهار از قرين بد زنهار

و قنا ربنا عذاب النار

و احسن وجوه الاتباع الايمان و التوحيد لان جميع الأنبياء متفقون على ذلك و المؤمن فى حصن حفظه اللّه تعالى من الأعداء الظاهرة و الباطنة فى الدنيا و الآخرة- حكى- عن عبد اللّه بن الثقفي ان الحجاج احضر انس بن مالك و قال له أريد ان أقتلك شر قتلة فقال انس لو علمت ان ذلك بيدك لعبدتك من دون اللّه تعالى قال الحجاج و لم ذلك قال لان رسول اللّه عليه السلام علمنى دعاء و قال (من دعا به فى كل صباح لم يكن لاحد عليه سبيل)

تفسير روح البيان، ج‏5، ص: 410

و قد دعوت به فى صباحى فقال الحجاج علمنيه قال معاذ اللّه ان اعلمه لاحد و أنت حى فقال خلوا سبيله فقيل له فى ذلك فقال رأيت على عاتقيه أسدين عظيمين فاتحين افواههما و لما حضرته الوفاة قال لخادمه ان لك على حقا اى حق الخدمة فعلمه الدعاء المذكور و قال له قل (بسم اللّه خير الأسماء بسم اللّه الذي لا يضر مع اسمه شى‏ء فى الأرض و لا فى السماء) ثم ان هذا فى الدنيا و اما فى الآخرة فيحفظه من النار و العذاب* و اعلم ان موسى نصح فرعون و لكن لم ينجعه الوعظ فلم يدر قدره و لم يقبل فوصل من طريق الرد و العناد الى الغرق و الهلاك نعوذ باللّه رب العباد فعلى العاقل ان يستمع الى الناصح: قال الحافظ

امروز قدر پند عزيزان شناختم‏

يا رب روان ناصح ما از تو شاد باد

قوله امروز يريد به وقت الشيخوخة و فيه اشارة الى ان وقت الشباب ليس كوقت الكهولة و لذا ترى اكثر الشباب منكبين على سماع الملاهي معرضين عن الناصح الإلهي فمن هداه اللّه تعالى رجع الى نفسه و دعا لناصحه لانه ينصح حروفه بالفارسية [ميدوزد دريدهاى او] و لا بد للسالك من مرشد و مجاهدة و رياضة فان مجرد وجود المرشد لا ينفعه مادام لم يسترشد ألا ترى ان فرعون عرف حقية موسى و ما جاء به لكنه ابى عن سلوك طريقه فلم ينتفع به فالاول الاعتقاد ثم الإقرار ثم الاجتهاد و قد قال بعضهم «ان السفينة لا تجرى على اليبس» و النفس تجر الى الدعة و البطالة و قد قال تعالى‏ انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالًا فالعبادة لازمة الى ان يأتى اليقين حال النشاط و الكراهة و الجهاد ماض الى يوم القيامة: قال المولى الجامى قدس سره‏

بي رنج كسى چون نبرد ره بسر گنج‏

آن به كه بكوشم بتمنا ننشينم‏

نسأل اللّه تعالى ان يوفقنا لطريق مرضاته و يوصلنا الى جناب حضرته‏ يا بَنِي إِسْرائِيلَ‏ اى قلنا لهم بعد إغراق فرعون و قومه و انجائهم منهم‏ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ‏ فرعون و قومه حيث كانوا يذبحون ابناءكم و يستحيون نساءكم و يستخدمونكم فى الأعمال الشاقة و العدو يجئ فى معنى الوحدة و الجماعة وَ واعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ‏ بالنصب على انه صفة للمضاف اى واعدناكم بوساطة نبيكم إتيان جانبه الايمن نظرا الى السالك من مصر الى الشام و الا فليس للجبل يمين و لا يسار اى إتيان موسى للمناجاة و إنزال التوراة عليه و نسبة المواعدة إليهم مع كونها لموسى نظرا الى ملابستها إياهم و سراية منفعتها إليهم‏ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَ‏ هو شى‏ء كالطل فيه حلاوة يسقط على الشجر يقال له الترنجبين معرب «كرنكبين» وَ السَّلْوى‏ طائر يقال له السمانى كان ينزل عليهم المن و هم فى التيه مثل الثلج من الفجر الى الطلوع لكل انسان صاع و يبعث عليهم الجنوب السمانى فيذبح الرجل ما يكفيه و التيه المفازة التي يتاه فيها و ذلك حين أمروا بان يدخلوا مدينة الجبارين فابوا ذلك فعاقبهم اللّه بان يتيهوا فى الأرض أربعين سنة كما مر فى سورة المائدة و مثل ذلك كمثل الوالد المشفق يضرب ولده العاصي ليتأدب و هو لا يقطع عنه إحسانه فقد ابتلوا بالتيه و رزقوا بما لا تعب فيه‏

اى كريمى كه از خزانه غيب‏

كبر و ترسا وظيفه خوردارى‏

تفسير روح البيان، ج‏5، ص: 411

دوستانرا كجا كنى محروم‏

تو كه با دشمنان نظر دارى‏

كُلُوا اى و قلنا لكم كلوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ‏ اى من لذائذه او حلالاته* قال الراغب اصل الطيب ما تستلذه الحواس و النفس و الطعام الطيب فى الشرع ما كان متناولا من حيث ما يجوز و بقدر ما يجوز و من المكان الذي يجوز فانه متى كان كذلك كان طيبا عاجلا و آجلا لا يستوخم و الا فانه و ان كان طيبا عاجلا لم يطب آجلا وَ لا تَطْغَوْا فِيهِ‏ الطغيان تجاوز الحد فى العصيان اى و لا تتجاوزا الحد فيما رزقناكم بالإخلال بشكره و بالسرف و البطر و المنع من المستحق و الادخار منه لا كثر من يوم و ليلة فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي‏ جواب للنهى اى فيلزمكم عقوبتى و تجب لكم من حل الدين يحل بالكسر إذا وجب أداؤه و اما يحل بالضم فهو بمعنى الحلول اى النزول و الغضب ثوران دم القلب عند ارادة الانتقام و إذا وصف اللّه تعالى به فالمراد الانتقام دون غيره: و فى المثنوى‏

شكر منعم واجب أمد در خرد

ور نه بگشايد در خشم ابد

وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى‏ اى تردى و هلك واصله ان يسقط من جبل فيهلك و من بلاغات الزمخشري من أرسل نفسه مع الهوى فقد هوى فى ابعد الهوى و فى التأويلات النجمية و نزلنا عليهم المن من صفاتنا و السلوى سلوى أخلاقنا كلوا من طيبات ما رزقناكم اى اتصفوا بطيبات صفاتنا و تخلقوا بكرائم أخلاقنا التي شرفناكم بها اى لو لم تكن العناية الربانية لما نجا الروح و القلب و صفاتهما من شر فرعون النفس و صفاتها و لو لا التأييد الإلهي لما اتصفوا بصفات اللّه و لا تخلقوا بأخلاقه ثم قال و لا تطغوا فيه اى إذا استغنيتم بصفاتى و اخلاقى عن صفاتكم و أخلاقكم فلا تطغوا بان تدعوا العبودية و تدعوا الربوبية و تسموا باسمي بان اتصفتم بصفاتى كما قال بعضهم انا الحق و بعضهم سبحانى و ما أشبه هذه الأحوال مما يتولد من طبيعة الانسانية فان الإنسان ليطغى ان رآه استغنى و ان طغيان هذه الطائفة بمثل هذه المقالات و ان كانت هى من أحوالهم لان الحالات لا تصلح للمقامات و هى موجبة للغضب كما قال تعالى‏ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى‏ اى نجعل كل معاملاته فى العبودية هباء منثورا و لهذا الوعيد امر اللّه عباده فى الاستهداء بقوله‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ اى اهدنا هداية غير من أنعمت عليه بتوفيق الطاعة و العبودية ثم ابتليته بطغيان يحل عليه غضبك‏ وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لستور لِمَنْ تابَ‏ من الشرك و المعاصي التي من جملتها الطغيان فيما ذكر قال فى المفاتيح شرح المصابيح الفرق بين الغفور و الغفار ان الغفور كثير المغفرة و هى صيانة العبد عما استحقه من العقاب للتجاوز عن ذنوبه من الغفر و هو إلباس الشي‏ء ما يصونه عن الدنس و لعل الغفار ابلغ منه لزيادة بنائه و قيل الفرق بينه و بين الغفار ان المبالغة فيه من جهة الكيفية و فى الغفار باعتبار الكمية وَ آمَنَ‏ بما يجب الايمان به‏ وَ عَمِلَ صالِحاً مستقيما عند الشرع و العقل و فيه ترغيب لمن وقع منه الطغيان فيما ذكر و حث على التوبة و الايمان‏ ثُمَّ اهْتَدى‏ اى استقام على الهدى و لزمه حتى الموت و هو اشارة الى ان من لم يستمر عليه بمعزل من الغفران و ثم للتراخى الرتبى قال فى بحر العلوم ثم لتراخى الاستقامة على الخير عن الخير

تفسير روح البيان، ج‏5، ص: 412

نفسه و فضلها عليه لانها أعلى منه و أجل لان الشأن كله فيها و هى مزلة أقدام الرجال قال ابن عطاء وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ‏ اى رجع من طريق المخالفة الى طريق الموافقة و صدق موعود اللّه فيه و اتبع السنة ثُمَّ اهْتَدى‏ اقام على ذلك لا يطلب سواه مسلكا و طريقا

راه سنت روا كر خواهى طريق مستقيم‏

كز سنن راهى بود سوى رضاى ذو المنن‏

هر مژده در چشم وى همچون سنانى باد تيز

كر سنان زندگى خواهد زمانى بي سنن‏

و فى التأويلات النجمية اى رجع من الطغيان بعبادة الرحمن‏ وَ عَمِلَ صالِحاً بالعبودية للربوبية ثُمَّ اهْتَدى‏ اى تحقق له ان تلك الحضرة منزهة عن دنس الوهم و الخيال و ان الربوبية قائمة و العبودية دائمة* اعلم ان التوبة بمنزلة الصابون فكما ان الصابون يزيل الأوساخ الظاهرة فكذلك التوبة تزيل الأوساخ الباطنة اعنى الذنوب- روى- ان رجلا قال للدينورى ما اصنع فكلما وقفت على باب المولى صرفتنى البلوى فقال كن كالصبى مع امه كلما ضربته يجزع بين يديها فلا يزال كذلك حتى تضمه إليها و التوبة على اقسام. فتوبة العوام من السيئات. و توبة الخواص من الزلات و الغفلات. و توبة الأكابر من رؤية الحسنات و الالتفات الى الطاعات و شرائط التوبة ثلاثة. الندم بالقلب. و الاعتذار باللسان بان يستغفر اللّه. و الإقلاع بالجوارح و هو الكف عن الذنب و فى الحديث (المستغفر باللسان المصر على الذنوب كالمستهزئ بربه): و قال المولى الجامى قدس سره‏

دارم جهان جهان كنه اى شرم روى من‏

چون روى ازين جهان بجهان دكر نهم‏

ياران دواسبه عازم ملك يقين شدند

تا كى عنان عقل بدست كمان دهم‏

با خلق لاف توبه و دل بر كنه مصر

كس پى نمى‏برد كه بدين كونه كمرهم‏

وَ ما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى‏ مبتدأ و خبر اى و قلنا لموسى عند ابتداء موافاته الميقات بموجب المواعدة المذكورة أي شى‏ء حملك على العجلة و أوجب سبقتك منفردا عن قومك و هم النقباء السبعون المختارون للخروج معه الى الطور و ذلك انه سبقهم شوقا الى ميعاد اللّه و أمرهم ان يتبعوه كما فى الجلالين قال فى العرائس ضاق صدر موسى من معاشرة الخلق و تذكر ايام وصال الحق فعلة العجلة الشوق الى لقاء اللّه تعالى قال الكاشفى [آورده‏اند كه بنى إسرائيل بعد از هلاك فرعون از موسى عليه السلام استدعا نمودند كه از براى ما قواعد شريعتى و احكام آن مبين ساز موسى در آن باب با حضرت رب الأرباب مناجات كرد خطاب رسيد كه با جمعى از اشراف بنى إسرائيل بكوه طور آي تا كتابى كه جامع احكام شرع باشد بتو دهم موسى هارون را بجاى خود بگذاشت و با وجوه قوم كه هفتاد تن بودند متوجه طور شدند قوم را وعده كرد كه چهل روز ديكر مى‏آيم و كتاب مى آورم و چون بنزديك طور رسيدند قوم را بگذاشت و از غايت اشتياق كه بكلام و پيام الهى داشت زودتر بالاى كوه بر آمد خطاب ربانى رسيد كه‏ وَ ما أَعْجَلَكَ‏ إلخ وجه چيز شتابان ساخت ترا تا تعجيل كردى و پيش آمدى از كروه خود اى موسى‏] يقول الفقير هذا سؤال انبساط كقوله تعالى‏ وَ ما تِلْكَ بِيَمِينِكَ‏ لا سؤال انكار كما ظن اكثر المفسرين من الاجلاء

تفسير روح البيان، ج‏5، ص: 413

و غيرهم‏ قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى‏ أَثَرِي‏ يجيؤن بعدي: و بالفارسية [كفت موسى كه ايشان كروه مردان اينك مى‏آيند بر پى من و ساعت بساعت برسند] وَ عَجِلْتُ‏ بسبقى إياهم‏ إِلَيْكَ‏ [بسوى تو] رَبِ‏ [اى پروردگار من‏] لِتَرْضى‏ عنى بمسارعتى الى الامتثال بامرك و اعتنائى بالوفاء بعهدك و فى الآيتين اشارة الى معانى مختلفة* منها ليعلم ان السائر لا ينبغى ان يتوانى فى السير الى اللّه و يرى ان رضى اللّه فى استعجاله فى السير و العجلة ممدوحة فى الدين قال تعالى‏ وَ سارِعُوا إِلى‏ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ‏ و الأصل الطلب: و فى المثنوى‏

كر كران و كر شتابنده بود

آنكه جوينده است يابنده بود «1»

در طلب زن دائما تو هر دو دست‏

كه طلب در راه نيكو رهبر است‏

و قد ورد (ان الأمور مرهونة باوقاتها) و لذا قال‏

چو صبح وصل او خواهد دميدن عاقبت جامى‏

مخور غم كر شب هجران بپايان دير مى‏آيد

و منها ينبغى ان السائر لا يتعوق بعائق فى السير و ان كان فى اللّه و للّه كما كان حال موسى فى السير الى اللّه فما تعوق بقومه و استعجل فى السير و بطلت العوائق و قد صح ان المجنون العامري ترك الناقة فى طريق ليلى لكونها عائقة عن سرعة السير الى جنابها فمشى على الوجه كما قال فى المثنوى‏

راه نزديك و بماندم سخت دير

سير كشتم زين سوارى سير سير «2»

سرنكون خود را ز اشتر در فكند

كفت سوزيدم ز غم تا چند چند

تنك شد بروى بيابان فراخ‏

خويشتن افكند اندر سنكلاخ‏

چون چنان افكند خود را سوى پست‏

از قضا آن لحظه پايش هم شكست‏

پاى را بر بست و كفتا كو شوم‏

در خم چوكان غلطان مى‏روم‏

عشق مولى كى كم از ليلى بود

كوى كشتن بهر او اولى بود

كوى شو مى‏كرد بر پهلوى صدق‏

غلط غلطان در حم چوكان عشق‏

و منها ان قصد السائر الى اللّه تعالى و نيته ينبغى ان يكون خالصا للّه و طلبه لا لغيره كما قال‏ وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِ‏ كان قصده الى اللّه: قال الكمال الخجندي‏

سالك پاك رو نخوانندش‏

آنكه از ما سوى منزه نيست‏

و منها ان يكون مطلوب السائر من اللّه رضاه لا رضى نفسه منه كما قال‏ لِتَرْضى‏ كما فى التأويلات النجمية قالَ‏ اللّه تعالى و هو استئناف بيانى‏ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ‏ القيناهم فى فتنة من بعد خروجك من بينهم و ابتليناهم فى ايمانهم بخلق العجل و هم الذين خلفهم مع هارون على ساحل البحر و كانوا ستمائة الف ما نجا منهم من عبادة العجل الا اثنا عشر الفا قال اللّه تعالى لموسى أ تدرى من اين أتيت قال لا يا رب قال حين قلت لهارون اخلفني فى قومى اين كنت انا حين اعتمدت على هارون* و فيه اشارة الى ان طريق الأنبياء و متبعيهم محفوف بالفتنة و البلاء كما قال عليه السلام (ان البلاء موكل بالأنبياء الأمثل فالامثل) و قد قيل ان البلاء للولاء كاللهب للذهب و الى ان فتنة الامة و المريد مقرونة بمفارقة الصحبة من النبي و الشيخ‏

(1) در أوائل دفتر سوم در بيان حكايت ماركيرى كه اژدهاى افسرده إلخ‏

(2) در اواسط دفتر چهارم در بيان چاليش عقل با نفس همچون تنازع مجنون با ناقه و ميل مجنون سوى حره و ميل ناله سوى كره إلخ‏

تفسير روح البيان، ج‏5، ص: 414

كما قال تعالى (فانا قد فتنا قومك من بعدك) اى بعد مفارقتك إياهم فان المسافر إذا انقطع عن صحبة الرفقة افتتن بقطاع الطريق و الغيلان: قال الحافظ

قطع اين مرحله بي همرهئ خضر مكن‏

ظلماتست بترس از خطر گمراهى‏

صفحه بعد