کتابخانه روایات شیعه
مَكْتُوبَةً فَلَهُ فِي أَثَرِهَا 229 دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ قَالَ ابْنُ الْفَحَّامِ رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي النَّوْمِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْخَبَرِ فَقَالَ صَحِيحٌ إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ فَقُلْ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ رَوَاهُ وَ بِحَقِّ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ صَلِّ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ وَ افْعَلْ بِي كَيْتَ وَ كَيْتَ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الصَّلَاةَ فِي أَحَبِّ الْأَوْقَاتِ [أَفْضَلِ السَّاعَاتِ] إِلَيْهِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ حَوَائِجَكُمْ عَقِيبَ فَرَائِضِكُمْ [فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَدْبَارِ الصَّلَاةِ].
وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لَا يَنْفَتِلُ 230 الْعَبْدُ مِنْ صَلَاتِهِ حَتَّى يَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ يَسْتَجِيرَ بِهِ مِنَ النَّارِ وَ أَنْ يُزَوِّجَهُ حُورَ الْعِينِ [مِنَ الْحُورِ].
وَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ إِذَا قَامَ الْمُؤْمِنُ فِي الصَّلَاةِ بَعَثَ اللَّهُ حُورَ الْعِينِ حَتَّى يُحْدِقْنَ بِهِ فَإِذَا انْصَرَفَ وَ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ مِنْهُنَّ شَيْئاً تَفَرَّقْنَ مُتَعَجِّبَاتٍ [انْصَرَفْنَ مُتَعَجِّبَاتٍ].
وَ رَوَى فَضْلٌ الْبَقْبَاقُ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ يُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ فِي الْوَتْرِ وَ بَعْدَ الْفَجْرِ وَ بَعْدَ الظُّهْرِ وَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَ فِي رِوَايَةٍ- أَنَّهُ يَسْجُدُ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَ يَدْعُو فِي سُجُودِهِ.
و مما يرجع إلى الفعل دعاء السائل ليعطيه عند العطاء 231 و لا يستجاب له في نفسه لو دعا في تلك الحال.
وَ كَانَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع يَقُولُ لِلْخَادِمِ أَمْسِكْ قَلِيلًا حَتَّى يَدْعُوَ.
وَ قَالَ ع دَعْوَةُ السَّائِلِ الْفَقِيرِ لَا تُرَدُّ
وَ كَانَ ع يَأْمُرُ الْخَادِمَ إِذَا أَعْطَيْتَ السَّائِلَ أَنْ تَأْمُرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِالْخَيْرِ
وَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع إِذَا أَعْطَيْتُمُوهُمْ فَلَقِّنُوهُمُ الدُّعَاءَ 232 فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيكُمْ وَ لَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ.
وَ كَانَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع يُقَبِّلُ يَدَهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ وَ سُئِلَ عَنْ [فِي] ذَلِكَ فَقَالَ ع إِنَّهَا تَقَعُ فِي يَدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ.
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِذَا نَاوَلْتُمُ 233 السَّائِلَ فَلْيَرُدَّ الَّذِي يُنَاوِلُهُ يَدَهُ إِلَى فِيهِ فَيُقَبِّلْهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَأْخُذُهَا قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ- فَإِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَ يَأْخُذُ الصَّدَقاتِ .
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا تَقَعُ الصَّدَقَةُ [صَدَقَةُ] الْمُؤْمِنِ فِي يَدِ السَّائِلِ حَتَّى تَقَعَ فِي يَدِ اللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ- أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 234 .
وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَ قَدْ وَكَّلْتُ [بِهِ] مَنْ يَقْبِضُهُ غَيْرِي إِلَّا الصَّدَقَةَ فَإِنِّي أَتَلَقَّفُهَا بِيَدِي تَلَقُّفاً حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ أَوِ الْمَرْأَةَ لَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ أَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَأُرْبِيهَا
لَهُ كَمَا يُرْبِي الرَّجُلُ فَلُوَّهُ 235 وَ فَصِيلَهُ 236 فَيَلْقَانِي [فَيَأْتِي] يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ هِيَ [هُوَ] مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ [وَ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ].
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ.
وَ قَالَ ع لِابْنِهِ مُحَمَّدٍ يَا بُنَيَّ كَمْ فَضَلَ [مَعَكَ] مِنْ تِلْكَ النَّفَقَةِ- فَقَالَ أَرْبَعُونَ دِينَاراً قَالَ اخْرُجْ فَتَصَدَّقْ بِهَا قَالَ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعِي غَيْرُهَا- قَالَ تَصَدَّقْ [فَتَصَدَّقْ] بِهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخْلِفُهَا أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ مِفْتَاحاً وَ مِفْتَاحَ الرِّزْقِ الصَّدَقَةُ فَتَصَدَّقْ بِهَا فَفَعَلْتُ [فَفَعَلَ] فَمَا لَبِثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَّا عَشَرَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُ مِنْ مَوْضِعٍ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ.
وَ قَالَ ع الصَّدَقَةُ تَقْضِي الدَّيْنَ وَ تَخْلُفُ بِالْبَرَكَةِ.
وَ قَالَ ع إِذَا أَمْلَقْتُمْ 237 فَتَاجِرُوا اللَّهَ بِالصَّدَقَةِ.
وَ قَالَ الْبَاقِرُ ع إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتَدْفَعُ سَبْعِينَ عِلَّةً [بَلِيَّةً] مِنَ الْبَلَايَا [بَلَايَا] الدُّنْيَا مَعَ مِيتَةِ السَّوْءِ إِنَّ صَاحِبَهَا لَا يَمُوتُ مِيتَةَ السَّوْءِ أَبَداً 238 .
وَ قِيلَ بَيْنَا عِيسَى ع مَعَ أَصْحَابِهِ جَالِساً إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ هَذَا مَيِّتٌ أَوْ يَمُوتُ فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ رَجَعَ عَلَيْهِمْ وَ هُوَ يَحْمِلُ حُزْمَةَ حَطَبٍ- فَقَالُوا يَا رُوحَ اللَّهِ أَخْبَرْتَنَا أَنَّهُ مَيِّتٌ وَ هُوَ ذَا نَرَاهُ حَيّاً فَقَالَ عِيسَى ع ضَعْ حُزْمَتَكَ فَوَضَعَهَا فَفَتَحَهَا وَ إِذَا فِيهَا أَسْوَدُ قَدْ أُلْقِمَ حَجَراً فَقَالَ لَهُ عِيسَى ع أَيَّ شَيْءٍ صَنَعْتَ الْيَوْمَ فَقَالَ يَا رُوحَ اللَّهِ وَ كَلِمَتَهُ كَانَ
مَعِي رَغِيفَانِ فَمَرَّ بِي سَائِلٌ فَأَعْطَيْتُهُ وَاحِداً 239 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع مَا أَحْسَنَ عَبْدٌ الصَّدَقَةَ إِلَّا أَحْسَنَ اللَّهُ الْخِلَافَةَ 240 عَلَى وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ.
وَ قَالَ ع الْقَانِعُ الَّذِي يَسْأَلُ وَ الْمُعْتَرُّ صَدِيقُكَ 241 .
وَ كَانَ الصَّادِقُ ع بِمِنًى فَجَاءَهُ سَائِلٌ فَأَمَرَ لَهُ بِعُنْقُودٍ 242 فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِي هَذَا إِنْ كَانَ دِرْهَمٌ فَقَالَ ع يَسَعُ اللَّهُ لَكَ فَذَهَبَ وَ لَمْ يُعْطِهِ شَيْئاً فَجَاءَهُ آخَرُ فَأَخَذَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ثَلَاثَةَ حَبَّاتٍ مِنْ عِنَبٍ فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ فَأَخَذَهَا السَّائِلُ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الَّذِي رَزَقَنِي فَقَالَ ع مَكَانَكَ فَحَثَى 243 لَهُ مِلْءَ كَفَّيْهِ فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ فَقَالَ السَّائِلُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ
الْعالَمِينَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَكَانَكَ يَا غُلَامُ أَيُّ شَيْءٍ مَعَكَ مِنَ الدَّرَاهِمِ قَالَ فَإِذَا مَعَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ دِرْهَماً فِيمَا حَرَزْنَاهُ 244 أَوْ نَحْوَهَا- فَقَالَ ع نَاوِلْهَا إِيَّاهُ فَأَخَذَهَا ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ هَذَا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَقَالَ ع مَكَانَكَ فَخَلَعَ قَمِيصاً كَانَ عَلَيْهِ فَقَالَ الْبَسْ هَذَا فَلَبِسَهُ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي وَ سَرَّنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ جَزَاكَ اللَّهُ لَمْ يَدْعُ لَهُ ع إِلَّا بِذَا ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ فَظَنَنَّا أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَدْعُ لَهُ ع لَمْ يَزَلْ يُعْطِيهِ لِأَنَّهُ كَانَ كُلَّمَا حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى أَعْطَاهُ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع مَنْ تَصَدَّقَ ثُمَّ رُدَّتْ [عَلَيْهِ] فَلَا يَبِعْهَا وَ لَا يَأْكُلْهَا لِأَنَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ [لِلَّهِ] فِي شَيْءٍ مِمَّا جُعِلَ لَهُ إِنَّمَا هِيَ [هُوَ] بِمَنْزِلَةِ الْعَتَاقَةِ 245 لَا يَصْلُحُ لَهُ رَدُّهَا بَعْدَ مَا يُعْتِقُ.
وَ عَنْهُ ع فِي الرَّجُلِ يَخْرُجُ بِالصَّدَقَةِ [الصَّدَقَةَ] لِيُعْطِيَهَا [يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَهَا] السَّائِلَ فَيَجِدُهُ قَدْ ذَهَبَ [فَلَا يَجِدُهُ] قَالَ ع فَلْيُعْطِهَا غَيْرَهُ وَ لَا يَرُدَّهَا فِي مَالِهِ.
(تتمة) الصدقة على خمسة أقسام الأول صدقة المال و قد سلفت الثاني صدقة الجاه و هي الشفاعة.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةُ اللِّسَانِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا صَدَقَةُ اللِّسَانِ قَالَ الشَّفَاعَةُ تَفُكُّ بِهَا الْأَسِيرَ وَ تَحْقِنُ بِهَا الدَّمَ وَ تَجُرُّ بِهَا الْمَعْرُوفَ إِلَى أَخِيكَ وَ تَدْفَعُ بِهَا الْكَرِيهَةَ
وَ قِيلَ الْمُوَاسَاةُ فِي الْجَاهِ وَ الْمَالِ عُوذَةُ 246 بَقَائِهَا.
الثالث صدقة العلم و الرأي 247 و هي المشورة.
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص تَصَدَّقُوا عَلَى أَخِيكُمْ بِعِلْمٍ يُرْشِدُهُ وَ رَأْيٍ يُسَدِّدُهُ.
الرابع صدقة اللسان و هي واسطة بين الناس و السعي فيما يكون سببا لإطفاء النائرة 248 و إصلاح ذات البين قال الله تعالى- لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ .
الخامس صدقة العلم و هي بذله لأهله و نشره على مستحقه.
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص مِنَ الصَّدَقَةِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْعِلْمَ وَ يُعَلِّمَهُ النَّاسَ.
وَ قَالَ ص زَكَاةُ الْعِلْمِ تَعْلِيمُهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ.
وَ عَنِ الصَّادِقِ ع لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ وَ زَكَاةُ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمَهُ أَهْلَهُ.
رَوَى صَاحِبُ كِتَابِ مُنْتَقَى الْيَوَاقِيتِ [مناقب] فِيهِ مَرْفُوعاً إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي الرِّضَا ع عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ وَ اقْتَبِسُوهُ مِنْ أَهْلِهِ فَإِنَّ تَعْلِيمَهُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ حَسَنَةٌ وَ طَلَبَهُ عِبَادَةٌ وَ الْمُذَاكَرَةَ بِهِ تَسْبِيحٌ وَ الْعَمَلَ بِهِ جِهَادٌ- وَ تَعْلِيمَهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ وَ بَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِأَنَّهُ مِنْ مَعَالِمِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ مَنَارُ سَبِيلِ الْجَنَّةِ وَ الْمُؤْنِسُ فِي الْوَحْشَةِ-
وَ الصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ وَ الْوَحْدَةِ وَ الْمُحَدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ وَ الدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ السِّلَاحُ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَ الزَّيْنُ عَلَى [عِنْدَ] الْأَخِلَّاءِ يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً يُقْتَبَسُ آثَارَهُمْ وَ يُهْتَدَى بِفِعَالِهِمْ وَ يُنْتَهَى إِلَى رَأْيِهِمْ وَ تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خَلَّتِهِمْ وَ بِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ وَ فِي صَلَاتِهِمْ تُبَارِكُ عَلَيْهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ وَ يَابِسٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ هَوَامُّهُ- وَ سِبَاعُ الْبَرِّ وَ أَنْعَامُهُ وَ إِنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنَ الْجَهْلِ وَ ضِيَاءُ الْأَبْصَارِ مِنَ الظُّلْمَةِ وَ قُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ يَبْلُغُ بِالْعَبْدِ مَنَازِلَ الْأَخْيَارِ وَ مَجَالِسَ الْأَبْرَارِ وَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ الْفِكْرَةُ فِيهِ يَعْدِلُ بِالصِّيَامِ وَ مُدَارَسَتُهُ بِالْقِيَامِ وَ بِهِ يُطَاعُ الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يُعْبَدُ وَ بِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ وَ يُعْرَفُ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ الْعِلْمُ إِمَامُ الْعَمَلِ وَ الْعَمَلُ تَابِعُهُ- يُلْهِمُهُ السُّعَدَاءَ وَ يَحْرِمُهُ الْأَشْقِيَاءَ فَطُوبَى لِمَنْ لَا يَحْرِمُهُ اللَّهُ مِنْهُ حَظَّهُ 249 .