کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تبيين القرآن

الخطبة كلمة الناشر المقدمة 1: سورة الفاتحة 2: سورة البقرة 3: سورة آل عمران 4: سورة النساء 5: سورة المائدة 6: سورة الأنعام 7: سورة الأعراف 8: سورة الأنفال 9: سورة التوبة 10: سورة يونس 11: سورة هود 12: سورة يوسف 13: سورة الرعد 14: سورة إبراهيم 15: سورة الحجر 16: سورة النحل 17: سورة الإسراء 18: سورة الكهف 19: سورة مريم 20: سورة طه 21: سورة الأنبياء 22: سورة الحج 23: سورة(المؤمنون) 24: سورة النور 25: سورة الفرقان 26: سورة الشعراء 27: سورة النمل 28: سورة القصص 29: سورة العنكبوت 30: سورة الروم 31: سورة لقمان 32: سورة السجدة 33: سورة الأحزاب 34: سورة سبأ 35: سورة فاطر 36: سورة يس 37: سورة الصافات 38: سورة ص 39: سورة الزمر 40: سورة غافر 41: سورة فصلت 42: سورة الشورى 43: سورة الزخرف 44: سورة الدخان 45: سورة الجاثية 46: سورة الأحقاف 47: سورة محمد صلى الله عليه و آله و سلم 48: سورة الفتح 49: سورة الحجرات 50: سورة ق 51: سورة الذاريات 52: سورة الطور 53: سورة النجم 54: سورة القمر 55: سورة الرحمن 56: سورة الواقعة 57: سورة الحديد 58: سورة المجادلة 59: سورة الحشر 60: سورة الممتحنة 61: سورة الصف 62: سورة الجمعة 63: سورة(المنافقون) 64: سورة التغابن 65: سورة الطلاق 66: سورة التحريم 67: سورة الملك 68: سورة القلم 69: سورة الحاقة 70: سورة المعارج 71: سورة نوح 72: سورة الجن 73: سورة المزمل 74: سورة المدثر 75: سورة القيامة 76: سورة الإنسان(الدهر) 77: سورة المرسلات 78: سورة النبأ 79: سورة النازعات 80: سورة عبس 81: سورة التكوير 82: سورة الانفطار 83: سورة المطففين 84: سورة الانشقاق 85: سورة البروج 86: سورة الطارق 87: سورة الأعلى 88: سورة الغاشية 89: سورة الفجر 90: سورة البلد 91: سورة الشمس 92: سورة الليل 93: سورة الضحى 94: سورة الشرح 95: سورة التين 96: سورة العلق 97: سورة القدر 98: سورة البينة 99: سورة الزلزلة 100: سورة العاديات 101: سورة القارعة 102: سورة التكاثر 103: سورة العصر 104: سورة الهمزة 105: سورة الفيل 106: سورة قريش 107: سورة الماعون 108: سورة الكوثر 109: سورة الكافرون 110: سورة النصر 111: سورة المسد 112: سورة الإخلاص 113: سورة الفلق 114: سورة الناس دعا ختم القران الفهرس

تبيين القرآن


صفحه قبل

تبيين القرآن، ص: 427

32: سورة السجدة

مكية آياتها ثلاثون‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[1] الم‏ رمز بين الله و الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

[2] هذا تَنْزِيلُ الْكِتابِ‏ إنزاله من قبل الله تعالى‏ لا رَيْبَ فِيهِ‏ ليس محل ريب و إن شك فيه المعاند أو الجاهل‏ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ .

[3] أَمْ‏ بل‏ يَقُولُونَ‏ أي الكفار افْتَراهُ‏ نسبه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى الله كذبا، و ليس كذلك‏ بَلْ هُوَ الْحَقُ‏ المطابق للواقع، حال كونه نازلا مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً الكفار المعاصرين للرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‏ ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ‏ لأن الأنبياء عليهم السّلام بعثوا على أجيال سابقة لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ‏ بإنذارك.

[4] اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏ مقدار ستة أيام‏ ثُمَّ اسْتَوى‏ استولى‏ عَلَى الْعَرْشِ‏ على السلطة، بأن خلق ثم أخذ في تدبير المخلوق‏ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍ‏ يلي أموركم و يدبرها وَ لا شَفِيعٍ‏ ينقذكم من عذابه، فإن الشفعاء إنما يشفعون بإذن الله‏ أَ فَلا تَتَذَكَّرُونَ‏ فتعلمون صحة ما ذكرناه.

[5] يُدَبِّرُ الله‏ الْأَمْرَ أمر الكائنات فينزله‏ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ‏ الملك، أو الأمر أي نتائج ما فعله البشر و ما صار في العالم‏ إِلَيْهِ‏ تعالى‏ فِي يَوْمٍ‏ المسافة بين محل نزول الأمر إلى الأرض أو عروجه إلى السماء كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ‏ من سنوات الدنيا، فإن الشخص إذا أراد أن يسير من محل الأمر في السماء إلى الأرض الذي يأتي في يوم واحد كانت المسافة له ألف سنة «1» .

[6] ذلِكَ‏ الذي يفعل و يأمر هو عالِمُ الْغَيْبِ‏ ما غاب عن الحواس‏ وَ الشَّهادَةِ ما حضر لدى الحواس بأن كان محسوسا الْعَزِيزُ الغالب‏ الرَّحِيمُ‏ بعباده.

[7] الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلَقَهُ‏ أي خلقه خلقا حسنا وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ‏ آدم عليه السّلام‏ مِنْ طِينٍ‏ .

[8] ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ‏ ذرية آدم‏ مِنْ سُلالَةٍ صفوة منسلة مِنْ ماءٍ مني، و سمي سلالة لانسلاله من صلبه‏ مَهِينٍ‏ ضعيف حقير.

[9] ثُمَّ سَوَّاهُ‏ جعله بشرا سويا كاملا وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ‏ أي روح خلقه، و الإضافة للتشريف‏ وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ جمع فؤاد أي القلب‏ قَلِيلًا ما (ما) زائدة للتأكيد تَشْكُرُونَ‏ أي قليل شكركم على هذه النعم.

[10] وَ قالُوا أي منكرو القيامة أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ‏ بأن صار ترابنا مخلوطا بتراب الأرض فلم يعرف‏ أَ إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أي نخلق مرة ثانية بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ‏ أي لقاء ثوابه و جزائه‏ كافِرُونَ‏ منكرون فإنهم لا يريدون الاعتراف بلقاء الله و لذا ينكرون البعث.

[11] قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ‏ يميتكم‏ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ‏ لأجل إماتتكم، فلا يميتكم الدهر كما زعمتم‏ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّكُمْ‏ إلى جزائه‏ تُرْجَعُونَ‏ في الآخرة.

(1) ثم إن الألف قد لا يكون من باب التحديد، بل للدلالة على الكثرة، كما في قوله تعالى: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ‏ سورة التوبة: 80، و الله العالم.

تبيين القرآن، ص: 428

[12] وَ لَوْ تَرى‏ إِذِ يوم القيامة الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا مطأطئو رُؤُسِهِمْ‏ ذلا و خجلا عِنْدَ حساب‏ رَبِّهِمْ‏ قائلين‏ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا إلى الدنيا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ‏ اليوم بما رأينا، لكن طلبهم هذا يقابل بالرد لأنهم (لو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لكاذبون) «1» .

[13] وَ لَوْ شِئْنا لَآتَيْنا أعطينا كُلَّ نَفْسٍ هُداها بأن نلجئها على الهداية وَ لكِنْ حَقَ‏ ثبت‏ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ‏ الكافرين منهم، و ذلك حيث إن التكليف يقارن الاختيار، و إلا بطلت الحجة أيضا.

[14] فيقال ذوقوا بِما فعلتم من الكفر و الآثام التي هي وليدة ما نَسِيتُمْ‏ عن عمد بأن تركتم حتى أخذكم النسيان‏ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ‏ اليوم بأن تركناكم حتى يأخذكم العذاب‏ وَ ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ الذي لا فناء له‏ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ بسبب أعمالكم.

[15] إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها بتلك الآيات‏ خَرُّوا سقطوا على الأرض‏ سُجَّداً ساجدين‏ وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ‏ أي نزهوا الله حامدين له‏ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ‏ عن عبادته.

[16] تَتَجافى‏ ترتفع‏ جُنُوبُهُمْ‏ أطراف أبدانهم‏ عَنِ الْمَضاجِعِ‏ الفرش و مواضع النوم، لأجل العبادة يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً من عذابه‏ وَ طَمَعاً في رحمته‏ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ‏ في سبيل الله.

[17] فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ‏ شخص‏ ما أُخْفِيَ لَهُمْ‏ أي ادّخر لهم في الآخرة مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ‏ ما تستقر به أعينهم فإن السرور يوجب قرار العين أما الخائف فينظر هنا و هناك‏ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ من الطاعات.

[18] أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً خارجا عن طاعة الله، و الاستفهام للإنكار لا يَسْتَوُونَ‏ عند الله.

[19] أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ الأعمال الصالحة فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى‏ التي يأوون إليها نُزُلًا عطاء «2» بِما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ في الدنيا من الحسنات.

[20] وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا خرجوا عن طاعة الله‏ فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها فإنهم يريدون الفرار لكن زبانية جهنم يرجعونهم إليها بالعنف‏ وَ قِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي‏ صفة (عذاب) كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ‏ و تقولون إنه لا عذاب.

(1) سورة الأنعام: 28.

(2) النزل: ما يهيأ للضيف إذا نزل على الإنسان، و عمم للعطية مطلقا.

تبيين القرآن، ص: 429

[21] وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى‏ في الدنيا على أيدي المسلمين‏ دُونَ‏ قبل‏ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ في الآخرة لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‏ بأن يتوبوا و يسلموا.

[22] وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها بأن لم يقبلها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ‏ الذين أجرموا بالكفر و العصيان‏ مُنْتَقِمُونَ‏ في الدنيا و الآخرة.

[23] وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ‏ كما أعطيناك‏ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ شك‏ مِنْ لِقائِهِ‏ لقائك للكتاب، فأن أهل الكتاب كانوا يشككون المسلمين في أن القرآن ليس كتابا من عند الله‏ وَ جَعَلْناهُ‏ أي كتاب موسى عليه السّلام‏ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ‏ .

[24] وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ‏ من بني إسرائيل‏ أَئِمَّةً يَهْدُونَ‏ الناس‏ بِأَمْرِنا حيث أمرناهم بالهداية لَمَّا صَبَرُوا جعلناهم أئمة وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ‏ لإمعانهم النظر فيها.

[25] إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ‏ بين أهل الكتاب المختلفين فيميز المحق من المبطل‏ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ‏ من أمر الدين.

[26] أَ وَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ‏ ألم يسبب هدايتهم ما رأوا و علموا من إهلاك القوم الكافرين‏ كَمْ‏ للكثرة أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ‏ الأمم‏ يَمْشُونَ‏ هؤلاء الكفار فِي مَساكِنِهِمْ‏ حيث يمرون على أراضي عاد و ثمود و قوم لوط إِنَّ فِي ذلِكَ‏ الإهلاك‏ لَآياتٍ‏ عبرا أَ فَلا يَسْمَعُونَ‏ سماع تدبر.

[27] أَ وَ لَمْ يَرَوْا آيات قدرتنا حيث‏ أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ ماء المطر أو ماء العيون و الأنهار إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ التي لا نبات فيها فَنُخْرِجُ بِهِ‏ بواسطة الماء زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ‏ من ذلك الزرع‏ أَنْعامُهُمْ وَ أَنْفُسُهُمْ أَ فَلا يُبْصِرُونَ‏ هذه الآية فيستدلوا بها على عظيم قدرة الله.

[28] وَ يَقُولُونَ‏ أي الكفار مَتى‏ هذَا الْفَتْحُ‏ أي نصر المؤمنين الذي تقولونه، و هذا قالوه على سبيل الاستهزاء إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏ في كلامكم إن الله ينصركم علينا.

[29] قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ‏ لأن الحرب توجب القتل و الأسر فإذا آمنوا بعد الفتح لم ينفعهم في الأسر وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ‏ إذ لا مهلة بعد الحرب.

[30] فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ‏ و لا تصر على دعوتهم بعد أن أظهروا العناد وَ انْتَظِرْ لمجي‏ء يوم الفتح‏ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ‏ لأنهم ينتظرون القضاء على المسلمين و انتظر أنت حتى تظهر النتيجة.

تبيين القرآن، ص: 430

33: سورة الأحزاب‏

مدنية آياتها ثلاث و سبعون‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[1] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ‏ اثبت على تقواك، و هذا مثل‏ (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) «1» وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَ الْمُنافِقِينَ‏ فيما يريدون، و لا يخفى أن الإمكان العقلي‏ «2» كاف في الأمر و النهي و فائدته الإعلام للعموم‏ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً بالمصالح و المفاسد حَكِيماً فيما يأمر و ينهى.

[2] وَ اتَّبِعْ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏ أي القرآن‏ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً فيجازيكم على أعمالكم.

[3] وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ‏ في أعمالك‏ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ وَكِيلًا حافظا لك.

[4] و حيث أن المشركين كانوا يظنون أن بعض الناس لهم قلبين، و أنه إذا قال الرجل لزوجته: أنت كأمي، صارت كأمه، و أنه إذا جعل شخص ولدا لنفسه، صار ولدا حقيقة في الأحكام، جاءت الآية لإنكار الأمور الثلاثة فقال عز و جل: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ‏ أي داخله‏ وَ ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي‏ جمع التي‏ تُظاهِرُونَ مِنْهُنَ‏ بأن تقولوا لهن: (أنت عليّ كأمي، أو كظهر أمي) و كان طلاقا جاهليا أُمَّهاتِكُمْ‏ على الحقيقة وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ‏ الدعي هو الذي يدعيه الإنسان ابنا له‏ أَبْناءَكُمْ‏ حتى يجري عليهم حكم الأبناء ذلِكُمْ‏ أي ما تقدم من قولكم في الأمور الثلاثة و (كم) للخطاب‏ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ‏ أي مجرد لفظ وَ اللَّهُ يَقُولُ الْحَقَ‏ من أنه ليس كما تقولون‏ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏ طريق الحق.

[5] ادْعُوهُمْ‏ أي الأدعياء لِآبائِهِمْ‏ أي انسبوهم إلى آبائهم الحقيقيين‏ هُوَ أَقْسَطُ أعدل‏ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ‏ فلا تتمكنوا أن تقولوا: يا ابن فلان‏ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ‏ قولوا لهم: يا أخي‏ وَ مَوالِيكُمْ‏ أي أبناء عمكم، فقولوا لهم: يا ابن عمي‏ وَ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ‏ حرج‏ فِيما أَخْطَأْتُمْ‏ أي في نسبة المتبنى إلى غير أبيه الحقيقي‏ بِهِ‏ عائد إلى (ما) وَ لكِنْ‏ الإثم‏ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ‏ بأن تعمدتم نسبتهم إلى غير آبائهم‏ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً يغفر ذنبكم و يرحمكم إذا تبتم عما سلف منكم.

[6] النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏ فإذا أراد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شيئا منهم وجب عليهم تنفيذه و لا يحق لهم أن يقدموا مطلب أنفسهم على مطلب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‏ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ‏ كأمهاتهم في وجوب الاحترام و حرمة الزواج بهن بعد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‏ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ‏ ذوو القرابات‏ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ‏ في الإرث و سائر الشؤون‏ فِي كِتابِ اللَّهِ‏ في حكمه الذي كتبه‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ‏ فالقريب أولى بقريبه من مؤمنين ليست بينهما قرابة، أو مهاجرين كذلك‏ إِلَّا لكن‏ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى‏ أَوْلِيائِكُمْ‏ المؤمنين و المهاجرين‏ مَعْرُوفاً تبرعا بوصية أو غيرها، كان جائزا كانَ ذلِكَ‏ جواز فعل المعروف‏ فِي الْكِتابِ‏ الذي كتبه الله و قدره‏ مَسْطُوراً مكتوبا.

(1) سورة الفاتحة: 6.

(2) أي باعتبار الإنسان بما هو انسان، و الا فالمعصوم عليه السّلام لا يمكن أن يعصي أو يخطئ و إن كان قادرا على ذلك.

تبيين القرآن، ص: 431

[7] وَ إِذْ اذكر يا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم زمان‏ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ‏ عهدهم الأكيد بتبليغ الرسالة وَ أخذنا مِنْكَ‏ يا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‏ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً شديدا.

[8] و إنما أخذنا الميثاق‏ لِيَسْئَلَ‏ الله الأنبياء عليهم السّلام‏ الصَّادِقِينَ‏ في عهدهم مع الله‏ عَنْ صِدْقِهِمْ‏ عما قالوه لقومهم من الكلام الصادق، أي أخذنا منهم الميثاق لنسألهم عن أنهم هل أدوا الرسالة أو لا وَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ‏ الذين لم يقبلوا كلام الأنبياء عليهم السّلام‏ عَذاباً أَلِيماً مؤلما.

[9] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ من الكفار، في غزوة الأحزاب‏ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً تقلع خيامهم و تنشر التراب و الرمل عليهم‏ وَ أرسلنا جُنُوداً من الملائكة لَمْ تَرَوْها بأعينكم‏ وَ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ‏ لأجل الدفاع‏ بَصِيراً فيجازيكم بما عملتم.

[10] إِذْ جاؤُكُمْ‏ أي الكفار مِنْ فَوْقِكُمْ‏ أعلى الوادي‏ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ‏ أسفل الوادي‏ وَ إِذْ زاغَتِ‏ مالت‏ الْأَبْصارُ عن مواضعها خوفا وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ خوفا، إذ عند شدة الفزع تنتفخ الرئة لتأخذ هواء أكثر لأجل إطفاء الحرارة المتولدة من الخوف، فتضغط الرئة على القلب فيرتفع القلب إلى الحنجرة وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا يظن المخلصون نصرة الله لهم، و المنافقون نصرة الكفار عليهم بتخلي الله عنهم.

[11] هُنالِكَ‏ في ذلك المكان‏ ابْتُلِيَ‏ اختبر الْمُؤْمِنُونَ‏ فظهر المخلص من المنافق‏ وَ زُلْزِلُوا أزعجوا زِلْزالًا شَدِيداً من الخوف و ظهور ضعف العقيدة.

[12] وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏ ضعف يقين‏ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ‏ بالنصرة إِلَّا غُرُوراً وعدا باطلا.

[13] وَ إِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ‏ من المنافقين كابن أبي و جماعته‏ يا أَهْلَ يَثْرِبَ‏ أي المدينة لا مُقامَ‏ موضع‏ لَكُمْ‏ هاهنا في ساحة الحرب لأن الكفار يغلبونكم‏ فَارْجِعُوا إلى منازلكم في المدينة وَ يَسْتَأْذِنُ‏ يطلب الإذن‏ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَ‏ في أن يرجعوا يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ غير حصينة فنخاف من السارق إن لم نكن فيها وَ ما هِيَ بِعَوْرَةٍ بل حصينة إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً من القتال بهذا العذر السخيف.

[14] وَ لَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ‏ أي دخل الكفار على هؤلاء المنافقين‏ مِنْ أَقْطارِها جوانب المدينة ثُمَّ سُئِلُوا أي الكفار من المنافقين‏ الْفِتْنَةَ بأن جاء الكافر إلى المنافق يطلب منه أن يقوم بفتنة لَآتَوْها لأعطوها بدون إبداء الأعذار كما يبدونها لك يا رسول الله‏ وَ ما تَلَبَّثُوا بِها أي لم يمكثوا للإتيان بالفتنة إِلَّا زمانا يَسِيراً و هذا كناية عن أنهم مسرعون إلى الفتنة، أما إلى الجهاد فإنهم يريدون الفرار.

[15] وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ‏ قبل الخندق، عند ما فروا في أحد لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَ كانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا عن الوفاء به، و من لم يف به فيجازى على تركه.

تبيين القرآن، ص: 432

[16] قُلْ‏ يا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لهم: إن كان حضر أجلكم‏ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَ إِذاً إن نفعكم الفرار فرضا لا تُمَتَّعُونَ‏ في الدنيا إِلَّا زمانا قَلِيلًا فلم هذا الخوف من الموت.

[17] قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ‏ يمنعكم‏ مَنْ‏ بأس‏ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ من يتمكن من أن يمنعه إن‏ أَرادَ الله‏ بِكُمْ رَحْمَةً فالكل بيد الله‏ وَ لا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏ غير الله‏ وَلِيًّا يلي أمورهم‏ وَ لا نَصِيراً ينصرهم.

[18] قَدْ للتحقيق‏ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ‏ المبطئين عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الجهاد مِنْكُمْ‏ و هم المنافقون‏ وَ الْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ‏ المؤمنين‏ هَلُمَ‏ تعالوا إِلَيْنا و لا تذهبوا إلى الحرب‏ وَ لا يَأْتُونَ الْبَأْسَ‏ القتال‏ إِلَّا قَلِيلًا إتيانا قليلا، لأنهم منافقون.

[19] أَشِحَّةً بخلاء عَلَيْكُمْ‏ بالمال و المعاونة فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ‏ من حرب أو شبهها رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ‏ في أحداقهم كدوران عين الذي‏ يُغْشى‏ عَلَيْهِ‏ تأخذه الغشوة مِنَ‏ جهة الْمَوْتِ‏ فإن الموت غشوة فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ‏ و جاء الأمن و الغنيمة سَلَقُوكُمْ‏ خاصموكم‏ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ طوال ذربة طلبا للغنيمة أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ يشاحون المؤمنين على الغنيمة عند القسمة أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا عن إخلاص‏ فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ‏ الخيرية أي لم يقبلها وَ كانَ ذلِكَ‏ الإحباط عَلَى اللَّهِ يَسِيراً سهلا.

[20] يَحْسَبُونَ‏ هؤلاء المنافقون‏ الْأَحْزابَ‏ التي أتت لحرب الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‏ لَمْ يَذْهَبُوا عن المدينة و قد فرت الأحزاب‏ وَ إِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ‏ مرة ثانية يَوَدُّوا تمنى هؤلاء المنافقون‏ لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ‏ خارجون في البادية عند الأعراب، حتى لا يكونوا في المدينة يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ‏ أي يسألون الناس القادمين من المدينة عن أخباركم ماذا فعلتم مع الأحزاب‏ وَ لَوْ كانُوا فِيكُمْ‏ في المرة الثانية ما قاتَلُوا إِلَّا قتالا قَلِيلًا لأنهم لا يقاتلون عن إيمان.

[21] لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ قدوة حَسَنَةٌ في الثبات في الحرب و غيره‏ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا ثواب‏ اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً .

[22] وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا الخطب و البلاء ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ‏ في الوعد، بأن الكفار يتكالبون علينا ثم نحن ننتصر عليهم‏ وَ ما زادَهُمْ‏ ما رأوا إِلَّا إِيماناً وَ تَسْلِيماً لأمره تعالى.

تبيين القرآن، ص: 433

[23] مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ‏ من الثبات في الحرب و التسليم لأوامر الله‏ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ‏ مات، أي عمل بما التزم على نفسه، كحمزة (رضي اللّه عنه) حيث قتل‏ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ الشهادة كعلي‏ وَ ما بَدَّلُوا العهد تَبْدِيلًا كما بدل المنافقون.

[24] لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ‏ اللام للعاقبة، أي عاقبة هذه الامتحانات جزاء الصادقين بسبب صدقهم‏ وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ‏ إن تابوا، فإن شاء عذبهم بنقضهم العهد و إن شاء تاب عليهم‏ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً .

[25] وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا أي الأحزاب، ئ إلى أماكنهم خائبين‏ بِغَيْظِهِمْ‏ أي مع الغيظ الذي احتملوه بسبب الهزيمة لَمْ يَنالُوا خَيْراً غنيمة من المسلمين، لأنهم لم ينتصروا عليهم‏ وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ‏ لأنه أنزل جنودا من الريح و الملائكة وَ كانَ اللَّهُ قَوِيًّا قادرا لما يريد عَزِيزاً لا يغالب.

[26] وَ أَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ‏ عاونوا الأحزاب‏ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ‏ بيان ل (الذين) و المراد بهم قريظة مِنْ صَياصِيهِمْ‏ حصونهم‏ وَ قَذَفَ‏ ألقى الله‏ فِي قُلُوبِهِمُ‏ أي قلوب قريظة الرُّعْبَ‏ الخوف‏ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ‏ أيّها المسلمون تقتلون فريقا منهم‏ وَ تَأْسِرُونَ فَرِيقاً الذراري و النساء.

[27] وَ أَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ‏ مزارعهم‏ وَ دِيارَهُمْ‏ حصونهم‏ وَ أَمْوالَهُمْ‏ نقودهم و أثاثهم‏ وَ أورثكم‏ أَرْضاً لَمْ تَطَؤُها بأقدامكم، و هي خيبر وَ كانَ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيراً فقد نقضت قريظة عهدهم مع الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين جاء الأحزاب، ثم عاقبهم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى قتلهم و أسرهم و أخذ أراضيهم.

[28] يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ‏ و كن أردن زيادة النفقة إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا التنعم بها وَ زِينَتَها زخارفها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَ‏ أعطيكن متعة الطلاق‏ وَ أُسَرِّحْكُنَ‏ أطلقكن‏ سَراحاً جَمِيلًا طلاقا بلا خصومة.

[29] وَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ‏ طاعة الله‏ وَ رَسُولَهُ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً في نعيم الجنة.

صفحه بعد