کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كشف المحجة لثمرة المهجة

الإهداء مقدمة التحقيق‏ الفصل الأوّل: حول الكتاب‏ اسمه‏ ماهيّته‏ مكان تأليف الكتاب‏ عمره حين ألّفه‏ تلخيص الكتاب‏ الفصل الثاني: حول المؤلّف‏ [وقفة قصيرة] اسمه و نسبه‏ اسرته‏ والده‏ والدته‏ اخوته‏ زوجته‏ أولاده‏ ولادته و نشأته‏ اساتذته و شيوخه‏ تلامذته و الراوون عنه‏ اطراء العلماء له‏ مؤلفاته‏ وفاته و مدفنه‏ مصادر الترجمة النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق‏ منهجية التحقيق‏ شكر و تقدير [مقدمة المؤلف‏] [فوائد الأصول في بيان هذه الأصول‏] [الفصل الأوّل في بيانه لشرف نسبه و عدم معارضة ذلك لآية التقوى‏] [الفصل الثّاني في تضمن الكتب لوجوب تعداد النعم بطهارة الأصول‏] [الفصل الثالث في بيان عدم معارضة ذكر شرف النسب مع المنع من تزكية النفس‏] [الفصل الرابع في تمني ذوي الشرف و النسب انتسابهم إلى النبي ص‏] [الفصل الخامس في بيان انتسابه إلى النبي ص‏] [الفصل السادس في بيان أن ولادته كانت في دولة الإسلام‏] [الفصل السابع في بيان أن ولادته كانت بين آباء ظافرين و في بلد أهله من الفرقة الناجية] [الفصل الثامن في بيان أن معرفته لله تعالى كانت بالإلهام‏] [الفصل التاسع في بيان سنة ولادته و ولادة ولديه محمد و علي و سنة تأليفه هذا الكتاب‏] [الفصل العاشر في بيان وصية الأنبياء و الأئمة ع و العلماء بعدة وصايا لأولادهم‏] [الفصل الحادي عشر في بيان سبب اختصاص هذا الكتاب بولده محمد] [الفصل الثاني عشر في تفصيل الله الذكور على الإناث في الإرث‏] [الفصل الثالث عشر في تسميته هذا الكتاب بعدة أسماء] [الفصل الرابع عشر في بيانه سبب الاختصار في هذا الكتاب على المواهب العقلية] [الفصل الخامس عشر في بيان طرق معرفة الله‏] [الفصل السادس عشر في بيان حثه على النظر في نهج البلاغة و كتاب المفضل بن عمر و الإهليلجة] [الفصل‏السابع عشر في بيان تحذيره من متابعة المعتزلة في طريق معرفة الله تعالى‏] [الفصل الثامن عشر في بيان أن معرفة الله تعالى محكومة بحصولها للإنسان‏] [الفصل التاسع عشر في تتميم بيان أن معرفة الله تعالى محكومة بحصولها للإنسان‏] [الفصل العشرون في ذمه للمشتغلين بعلم الكلام‏] [الفصل الحادي و العشرون في كون معرفة الله تعالى بالوفادة عليه‏] [الفصل الثاني و العشرون في تجويزه النظر في الجواهر و الأجسام و الأعراض‏] [الفصل الثالث و العشرون في مناظرته مع أحد المتكلمين و إثباته أن معرفة الله بحسب ما يعلم به و يقدر عليه المكلف‏] [الفصل الرابع و العشرون في وجوب تعريف المبتدئ المولود على الفطرة و ما يقوي عنده ما في فطرته‏] [الفصل الخامس و العشرون في بيان غضب الله تعالى على من قطع رجاءه به‏] [الفصل السادس و العشرون في بيان معرفته بعلم الكلام و قراءته لكتبه‏] [الفصل السابع و العشرون في ذكره لعدة روايات من كتاب عبد الله الأنصاري ذامة للمتكلمين‏] [الفصل الثامن و العشرون متكلموا هذه العصابة من شرارهم‏] [الفصل التاسع و العشرون في تأويل المراد من كلام الإمام الصادق‏] [الفصل الثلاثون جمع الراوندي لخمس و تسعين مسألة كلامية اختلف فيها المفيد و المرتضى‏] [الفصل الحادي و الثلاثون: ذمّه الطريقة التي يتبعها المعتزلة في معرفة تعالى.] [الفصل الثاني و الثلاثون: ضلالة كلّ من عدل في التعريف عن الأمرا لمكشوف الى الأمر الخفيّ اللطيف.] [الفصل الثالث و الثلاثون: احتياج الإنسان الى معرفة ثبوت تماثل الأجسام‏] [الفصل الرابع و الثلاثون: مخالفة شيوخ المعتزلة للطريق السهل المعروف في اثبات الخالق‏] [الفصل الخامس و الثلاثون: بيان الطريق الذي يتبعه المعتزلة في معرفة اللّه‏] [الفصل السادس و الثلاثون: وجوب تعليم المسترشدين ما يقوي عندهم الفطرة الأولية بالتنبيهات العقلية و القرآنية] [الفصل السابع و الثلاثون: وجوب تعليم المسترشدين سبل معرفة النبوة و الإمامة] [الفصل الثامن و الثلاثون: عدم منعه من النظر في معرفة اللّه تعالى‏] [الفصل التاسع و الثلاثون: شهادة العقول المستقيمة و القلوب السليمة بلابدية استناد الممكنات و الوجودات الى فاعل لها] [الفصل الأربعون: عدم مناسبة وجود اللّه تعالى و صفاته لوجودنا و صفاتنا] [الفصل الحادي و الأربعون: ردّه القائلين بأن الموجودات صدرت عن علّة موجبة] [الفصل الثاني و الأربعون: دلالة اختلاف الناس في ألوانهم و أشكالهم و أصواتهم على أن خالقهم مختار قادر] [الفصل الثالث و الأربعون: دلالة اختلاف الناس في ألوانهم و أشكالهم و أصواتهم على أن خالقهم مختار قادر] [الفصل الرابع و الأربعون: توصيته بالتزام الصوم و التذلل لله تعالى عند طروء شبهة] [الفصل الخامس و الأربعون: هداية لأهل الكهف و سحرة فرعون و امرأته و مريم بنت عمران و ام موسى‏] [الفصل السادس و الأربعون: اعتبار التكليف بمعرفة و رسوله و أئمته (ع) من المنن و الاحسان‏] [الفصل السابع و الأربعون: أهلية المكلفين لإنزال الكتب السماوية عليهم و إبعاث الأنبياء لهم‏] [الفصل الثامن و الأربعون: اعتبار يوم بلوغ المكلف من أعظم الأعياد و أشرف الأوقات‏] [الفصل التاسع و الأربعون: أهلية اللّه تعالى للعبادة] [الفصل الخمسون: عدم احتياج معرفة النبي محمد (ص) و رسالته الى كثير أدلة] [الفصل الحادي و الخمسون: عدم قدرة العقول بذاتها على كشف مراد الله منها على التفصيل‏] [الفصل الثاني و الخمسون: ذكر دلالات على نبوّة النبيّ محمد (ص)] [الفصل الثالث و الخمسون: الاعتماد على أخبار المعصومين في معرفة معجزات النبيّ (ص)] [الفصل الرابع و الخمسون: الحثّ على قراءة تفسير الإمام الهادي (ع) و تفسير الإمام العسكري (ع) و توقيعات الحجّة (ع)، و غيرها] [الفصل الخامس و الخمسون: سهولة معرفة الأئمّة (ع)] [الفصل السادس و الخمسون: دلالة العقل على وجود الأئمّة (ع)] [الفصل السابع و الخمسون: دلالة أكملية و أتمية نبوّة النبي محمد (ص) على وجود الأئمّة (ع)] [الفصل الثامن و الخمسون: دلالة تنصيب النبي (ص) نائبا عنه في المدينة المنورة عند خروجه في غزواته، على تنصيبه (ص) نائبا عاما بعد وفاته‏] [الفصل التاسع و الخمسون: دلالات تنصيب النبي (ص) عليه ع‏] [دلالة تنصيب النبي (ص) قائدا على كل جيش يبعثه على تنصيبه ع نائبا عاما بعد وفاته‏] [دلالة آيات كثيرة على خلافة الإمام علي (ع)] [تأكيد النبيّ (ص) على الوصية] [الاستدلال بقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم ...) على خلافة الإمام علي (ع)] [بيانه لأدلة كثيرة على خلافة الإمام علي (ع)] [الفصل الستون: ردّه للاستدلال بحديث السقيفة على عدم خلافة الإمام علي (ع)] [الفصل الحادي و الستون: استشكاله على المجتمعين في السقيفة بعدم اجتماعهم في المسجد النبويّ‏] [الفصل الثاني و الستون: دلالة قوله (ص): «الأئمّة من قريش» على خلافة الإمام علي و أولاده (ع)] [الفصل الثالث و الستون: اجتماع أهل المدينة على كون عثمان حلال الدم، ثم تكذيبهم لهذا الإجماع و مطالبتهم بدمه‏] [الفصل الرابع و الستون: تأييد المسلمين لبني أميّة و تركهم لزين العابدين (ع)] [الفصل الخامس و الستون: اعابة الامة للإمام الحسن (ع) صلحه مع معاوية، و تركها للإمام الحسين (ع) عند نهضته‏] [الفصل السادس و الستون: مناقشة مع أحد المخالفين حول ما جرى في السقيفة] [الفصل السابع و الستون: مناقشة اخرى مع أحد المخالفين حول السقيفة] [الفصل الثامن و الستون. حسد المنحرفين و غير المتدينين لأهل الصلاح و السداد] [الفصل التاسع و الستون: عمى المخالفين للنص على الإمام علي (ع)] [الفصل السبعون: مخالفة الأصحاب للنبيّ (ص) في نصّه على الإمام علي (ع) و تركه (ص) في حنين و احد، و خذله في خيبر] [الفصل الحادي و السبعون: عدم حفظ الصحابة لألفاظ الأذان و اختلافهم فيه‏] [الفصل الثاني و السبعون: بيان عدد الأنبياء، و عدم بعثهم بعبادة الأصنام‏] [الفصل الثالث و السبعون: مخالفة الصحابة للإمام علي (ع) ناشئة من امور دنيوية] [الفصل الرابع و السبعون: معرفة الأئمّة عليهم السلام‏] [الفصل الخامس و السبعون: دلالة قوله (ص): «لا يزال الإسلام عزيزا ما وليهم اثنا عشر خليقة كلّهم من قريش» على امامة الأئمّة الإثني عشر (ع)] [الفصل السادس و السبعون: حديث الثقلين‏] [الفصل السابع و السبعون: غيبة الإمام المهدي (عج)] [الفصل الثامن و السبعون: توصيته لولده محمد بالاعتقاد بغيبة المهدي (عج)] [الفصل التاسع و السبعون: مناقشته مع بعض المخالفين لتعرّض الشيعة لبعض الصحابة، و القول بالرجعة، و القول بالمتعة، و غيبة المهدي (عج)] [الفصل الثمانون: رديه للقائلين بتفضيل الخلفاء على الإمام علي (ع) بسبب فتحهم لبعض البلدان‏] [الفصل الحادي و الثمانون: فتح البلدان بعد النبي (ص) كان بتأييده تعالى و وعده ذلك‏] [الفصل الثاني و الثمانون: عدم كون الخلفاء الذين تقدموا على الإمام علي (ع) من أهل الجهاد] [الفصل الثالث و الثمانون: عزل النبيّ (ص) لأبى بكر و عمر في غزوة بدر الكبرى‏] [الفصل الرابع و الثمانون: تولية اسامة بن زيد على أبي بكر و عمر في السرية] [الفصل الخامس و الثمانون: دلالة عزل النبيّ (ص) لأبي بكر و عمر عن الجهاد في حياته، على عدم صلاحيتهما للخلافة بعده‏] [الفصل السادس و الثمانون: بيان سبب إسلام الخلفاء و تزويج النبيّ (ص) بناته لهم و زواجه منهم‏] [الفصل السابع و الثمانون: سبب تزويج النبيّ (ص) بناته للمخالفين‏] [الفصل الثامن و الثمانون: حديث القرطاس عند وفاة النبيّ (ص)] [الفصل التاسع و الثمانون: سبب قول عمر: انه ليهجر] [الفصل التسعون: سبب آخر لقول عمر: إنه ليهجر] [الفصل الحادي و التسعون: عودة أبي بكر و عمر من جيش اسامة] [الفصل الثاني و التسعون: ما سببية السقيفة من الردة و الاضلال‏] [الفصل الثالث و التسعون: شرح الإمام علي (ع) لحاله مع الأعداء] [الفصل الرابع و التسعون: قدم العداء بين الإمام علي (ع) و الذين تقدموا عليه‏] [الفصل الخامس و التسعون: عدم احتياج الإمام علي (ع) الى نصّ على رئاسته و خلافته‏] [الفصل السادس و التسعون: جهل أعداء الإمام علي (ع) بالبلاغة و الأدب و الحكمة و غيرها من العلوم‏] [الفصل السابع و التسعون: ضلال أكثر الناس عن الحقّ في الصور السابقة] [الفصل الثامن و التسعون: مناقشته مع أحد المستنصرية في الإمامة] [الفصل التاسع و التسعون: مناقشته مع أحد الحنابلة في‏الإمامة] [الفصل المائة: مناقشة اخرى له مع أحد الحنابلة في الإمامة] [الفصل الحادي و المائة: مناقشته مع أحد الزيدية في الإمامة] [الفصل الثاني و المائة: مناقشة اخرى له مع أحد الزيدية في الإمامة] [الفصل الثالث و المائة: وصيّته لولده بحفظ تاريخ تكلّفه و الاحتفال به في كلّ سنة، و انه أحضر بنته شرف الأشراف قبل بلوغها بقليل و شرح لها ما يجب أن تفعله عند تكلّفها] [الفصل الرابع و المائة: عزمه على التصدّق بمائة و خمسين دينارا عند بلوغ ولده‏] [الفصل الخامس و المائة: ما ينبغي فعله عند البلوغ‏] [الفصل السادس و المائة: ما يجب تذكره عند البلوغ‏] [الفصل السابع و المائة: وصيّته لولده بأن يتذكر كيفية انتقاله من آدم‏] [الفصل الثامن و المائة: وصيّته لولده بعدم ايثار أحد على اللّه تعالى‏] [الفصل التاسع و المائة: تكوّن الإنسان من جواهر و أعراض‏] [الفصل العاشر و المائة: اشفاق اللّه تعالى على الإنسان بعدم خلقه من مارج من نار] [الفصل الحادي عشر و المائة: أهليّة الإنسان لئن يبعث له رسلا من الملائكة] [الفصل الثاني عشر و المائة: تأكيده على الإخلاص في الطاعة و التوكّل على اللّه تعالى‏] [الفصل الثالث عشر و المائة: بعض مصاديق لطف اللّه تعالى بعبده‏] [الفصل الرابع عشر و المائة: مصاديق اخرى للطف اللّه تعالى بعبده‏] [الفصل الخامس عشر و المائة: مصاديق اخرى للطف اللّه تعالى بعبده‏] [الفصل السادس عشر و المائة: عدم معاملة اللّه تعالى لعبده بعدله بل بإحسانه‏] [الفصل السابع عشر و المائة: مصاديق لطف اللّه تعالى بعبده‏] [الفصل الثامن عشر و المائة: الحثّ على الزواج‏] [الفصل التاسع عشر و المائة: توصيته لولده بعدم مخالطة الناس‏] [الفصل العشرون و المائة: ما يبتلى به المخالط للناس‏] [الفصل الحادي و العشرون و المائة: أصعب المخالطة هي مخالطة العصاة] [الفصل الثاني و العشرون و المائة: ذمّه للدخول على الملوك و مخالطتهم‏] [الفصل الثالث و العشرون و المائة: رفضه لزيارة و مخالطة بعض الملوك الذين طلبوا منه ذلك‏] [الفصل الرابع و العشرون و المائة: مخالطته للناس في داره فقط بعد استخارته للّه تعالى في ذلك‏] [الفصل الخامس و العشرون و المائه: ذكر أمور خاصة و عامة تتعلق بجدّه ورّام‏] [ذكر جدّه ورّام و بعض أحواله و كيفية شروعه في الدرس وبيانه معرفة الملوك و الرؤساء له‏] [رفضه للافتاء و تعليم الناس‏] [رفضه لأن يكون حاكما بين المتخاصمين‏] [الفصل السادس و العشرون و المائة: بيان زواجه و ما ترتب عليه هذا الزواج‏] [الفصل السابع و العشرون و المائة: طلب الخليفة المستنصر المؤلّف للفتوى، و اعتذاره عن ذلك‏] [الفصل الثامن و العشرون و المائة: نهيه لولده عن الدخول مع الملوك في أمورهم و هزلهم و دعوة الخليفة المستنصر المؤلف بأن يتولى نقابة الطالبيين، و رفضه ذلك‏] [الفصل التاسع و العشرون و المائة: طلب ابن الوزير القمي من المؤلّف أن يكون نديما له، و رفضه ذلك‏] [الفصل الثلاثون و المائة: اختيار الخليفة المستنصر المؤلّف لئن يكون رسولا للتتر، و رفضه ذلك.] [الفصل الحادي و الثلاثون و المائة: تحذيره ولده من أغراء الشيطان له‏] [الفصل الثاني و الثلاثون و المائة: تحذيره ولده من الدخول مع الولادة] [الفصل الثالث و الثلاثون و المائة: تفصيله الاصابة بالجنون أو البرص و الجذام على الدخول على الولاة] [الفصل الرابع و الثلاثون و المائة: بيان انتسابه إلى الإمام الحسين (ع)، و بيان انتقاله من الحلّة الى النجف ثم الى كربلاء، و عزمه على الاستيطان في سامراء] [الفصل الخامس و الثلاثون و المائة: توصيته ولده بذكر اللّه دوما] [الفصل السادس و الثلاثون و المائة: جوارح الإنسان بضائعه الى اللّه تعالى‏] [الفصل السابع و الثلاثون و المائة: حفظ اللّه تعالى لعبده في السفر] [الفصل الثامن و الثلاثون و المائة: ما يجب فعله عند النوم‏] [الفصل التاسع و الثلاثون و المائة: العبد و ما في يده ملك للّه تعالى‏] [الفصل الأربعون و المائة: عدم ترك الأنبياء ذهبا و فضة لأبنائهم‏] [الفصل الحادي و الأربعون و المائة: اعتقاد البعض فقر النبيّ (ص) و الإمام علي (ع)، و ردّه لهذا الاعتقاد] [الفصل الثاني و الأربعون و المائة: إخباره بفطام ولده دون تكلّف و وصيته بتعليم الخط] [الفصل الثالث و الأربعون و المائة: وصيته بتعلم الفقه و قراءة كتب الشيخ الطوسي الفقهية و بيان ابتداء دراسته للعلوم الإسلامية] [الفصل الرابع و الأربعون و المائة: ذكره للصلاة] [الفصل الخامس و الأربعون و المائة: ذكره للزكاة] [الفصل السادس و الأربعون و المائة: ذكره للصيام‏] [الفصل السابع و الأربعون و المائة: ذكره للحجّ‏] [الفصل الثامن و الأربعون و المائة: ذكره للجهاد] [الفصل التاسع و الأربعون و المائة: احتلال التتر لبغداد، و سعي المؤلّف للصلح بين المسلمين و التتر] [الفصل بيان بعض الأمور المتعلقة بالإمام المهدي ع و طرح بعض الشبهات في غيبته‏] [الفصل الحادي و الخمسون و المائة في انتظار فرج الإمام المهدي ع‏] [الفصل الثاني و الخمسون و المائة في القول بالرجعة و الشوق إلى رؤية الإمام المهدي ع‏] [الفصل الثالث و الخمسون و المائة: وصيّته ولده ببعض الوصايا الأخلاقية و اعتراف أبناء الحسن (ع) بأن المهدي (عج) ليس من ذرية الإمام الحسن (ع)] [الفصل الرابع و الخمسون و المائة: وصية الإمام علي (ع) لولده الإمام الحسن (ع)] [الفصل الخامس و الخمسون و المائة: رسالة الإمام علي (ع) إلى شيعته و من يعزّ عليه‏] [الفصل السادس و الخمسون و المائة: رسالة الإمام علي (ع) بعض أكابر أصحابه، و التي يذكر فيها أن الأئمّة (ع) من ذريته‏] [الفصل السابع و الخمسون و المائة: بيانه لإنتهاء الكتاب، و انه يسأل ولده يوم القيامة عنه‏] [الفصل الثامن و الخمسون و المائة: ذكره لعمره حين الانتهاء من تأليف هذا الكتاب، و انه مطابق لعمر الإمام علي (ع)] [الفصل التاسع و الخمسون و المائة: بيانه لمعنى قول الإمام علي (ع): «ما كان يلقى في روعي كذا و كذا ...»] فهارس الكتاب‏ (1) فهرس الآيات القرآنية (2) فهرس الأحاديث‏ (3) فهرس أسماء الأئمة عليهم السلام‏ (4) فهرس أسماء الأنبياء عليهم السلام‏ (5) فهرس الأعلام‏ (6) فهرس الأمكن و البقاع‏ (7) فهرس المذاهب و الأديان‏ (8) فهرس الأبيات الشعرية (9) فهرس أسماء الكتب الواردة في المتن‏ (10) مصادر التحقيق‏ فهرس الموضوعات‏

كشف المحجة لثمرة المهجة


صفحه قبل

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 181

الْمَالِ الصَّامِتِ»، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: «يَضَعُهُ فِي الْحَائِطِ [يَعْنِي فِي‏] 236 وَ الْبُسْتَانِ وَ الدَّارِ» 237 .

و اعلم يا ولدي أنني كنت اشتري هذه المليكات باللّه عزّ و جل و للّه جلّ جلاله، بنية أن الأملاك و أنا و الأثمان كلنا ملك للّه جلّ جلاله، هذا الذي اقتضاه العقل و النقل، أن العبد لا يملك مع مولاه و إنّما كلما ملّكه شيئا فهو مجاز، و حقيقة التملك لمن أنشأه و أعطاه. و علمت أنني إذا اشتريته بهذه النية فإن كلما ينفق أحد منه أو يخرج عنه فهو محسوب في ديوان معاملته جلّ جلاله، المرضية في حياتي و بعد وفاتي، و ذخيرة عند اللّه جلّ جلاله لي لأوقات ضروراتي.

[الفصل الحادي و الأربعون و المائة: اعتقاد البعض فقر النبيّ (ص) و الإمام علي (ع)، و ردّه لهذا الاعتقاد]

(الفصل الحادي و الأربعون و المائة) و اعلم يا ولدي محمد أطلعك اللّه جلّ جلاله على ما تحتاج إليه، و زادك إقبالا عليه، أن جماعة ممن أدركتهم كانوا يعتقدون أن جدك محمّدا و أباك عليا صلوات اللّه عليهما كانا فقيرين؛ لأجل ما يبلغهم ايثارهم بالفوت و احتمال الطوى و الجوع و الزهد في الدنيا، فاعتقد السامعون لذلك الآن أن الزهد لا يكون إلّا مع الفقر و تعذر مع الامكان.

و ليس الأمر كما اعتقدوه أهل الضعف المهملين للكشف؛ لأن الأنبياء عليهم السّلام أغنى أهل الدنيا بتمكين اللّه جلّ جلاله لهم مما يريدون منه جلّ جلاله من الاحسان إليهم، و من طريق نبوتهم كانوا أغنى أممهم و أهل ملّتهم، و لولا اللطف برسالتهم ما كان لأهل وقتهم مال و لا حال، و إنّما كانوا عليهم السّلام‏

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 182

يؤثرون بالموجود، و لا يسبقون اللّه جلّ جلاله بطلب مال يريد أن يطلبوه من المفقود.

و قد وهب جدك محمدا صلّى اللّه عليه و آله امك فاطمة صلوات اللّه عليها فدكا و العوالي من جملة مواهبه، و كان دخلها في رواية الشيخ عبد اللّه بن حماد الأنصاري أربعة و عشرون ألف دينار في كل سنة، و في رواية غيره سبعين ألف دينار. و هي و زوجها المعظّم و الواهب الأعظم صلّى اللّه عليه و آله من أعظم الزهاد و الأبرار، و كان يكفيهم منها أيسر اليسير. و لكن العارفين ما ينازعون اللّه جلّ جلاله في تملك قليل و لا كثير، و لكنهم كالوكلاء و الامناء و العبيد الضعفاء، فيصرفون في الدنيا و فيما يعطيهم منها كما يصرفهم هو جلّ جلاله، و هم في الحقيقة زاهدون فيها و خارجون عنها.

وَ وَجَدْتُ فِي أَصْلٍ تَارِيخُ كِتَابَتِهِ سَبْعٌ وَ ثلاثين [ثَلَاثُونَ‏] وَ مِائَتَيْنِ [مِائَتَانِ‏]، وَ قَدْ نَقَلْتُهُ فِي أَوَّلِ كِتَابٍ عِنْدِي الْآنَ لَطِيفٌ تَرْجَمَتُهُ مِنْ أَخْبَارِ آلِ أَبِي طَالِبٍ، وَ أَوَّلُ رِجَالِ رِوَايَتِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، فَقَالَ فِيهِ عَنْ مَوْلَانَا عَلِيٍّ أَبِيكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَ مَا كَانَ لِي فِرَاشٌ وَ صَدَقَتِي الْيَوْمَ لَوْ قُسِمَتْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ لَوَسِعَتْهُمْ».

وَ قَالَ فِي الْكِتَابِ: إِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَفَ أَمْوَالَهُ وَ كَانَتْ غَلَّتُهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَ بَاعَ سَيْفَهُ وَ قَالَ: «مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِي، وَ لَوْ كَانَ عِنْدِي عَشَاءٌ مَا بِعْتُهُ».

وَ رَوَى فِيهِ أَنَّهُ قَالَ مَرَّةً عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِيَ الْفُلَانِيَ، وَ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَمَنُ إِزَارٍ مَا بِعْتُهُ».

قال: و كان يفعل هذا و غلته أربعون ألف دينار من صدقته.

و و اللّه يا ولدي محمد الذي حضر قسمي به جلّ جلاله و كتابي هذا و شهدت به ملائكته، لقد كان في يد والدك علي بن موسى هذه المليكات و غيرها من الموجودات، و لا يكون معه في كثير من أوقاته درهم واحد؛ لأنّه كان يخرج ما ينفق له من دخل ملك و غيره في مؤنة عياله، ثم في الصدقات و الايثار و الصلات.

و كان جماعة من الناس يعتقدون أنه ينفق من ذهب مذخور، هيهات هيهات‏

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 183

لقد ضلوا عن ابيك و والدك كما ضل كثير من الخلق عمن هو أعظم حالا و أشرف كمالا و أتم جلالا، و هو اللّه ربّ العالمين و أنبيائه، و من ضلوا عنه من المرسلين و الصالحين، حتى قال جلّ جلاله عن جماعة يشاهدون جدك محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و هم حاضرون‏ وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ‏ 238 و لو جاءت الدنيا إلى والدك دفعة واحدة خرجت في أسرع الأوقات و لكنها كانت تأتينا كما يريده اللّه تعالى في أزمان متفرقات، فاقتد يا ولدي محمد و جماعة أخوتك أو ذريتك بمن سلك من آبائك سبيل الحق و الصدق، و صدق اللّه جلّ جلاله في قوله جلّ جلاله في ضمان الرزق‏ فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌ‏ 239 .

وَ رَأَيْتُ فِي كِتَابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ الثِّقَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «قُبِضَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عَلَيْهِ دَيْنُ ثَمَانُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَبَاعَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ضَيْعَةً لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَضَاهَا عَنْهُ، وَ بَاعَ ضَيْعَةً أُخْرَي لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَضَاهَا عَنْهُ».

، و ذلك أنه لم يكن يذر من الخمس شيئا، و كان تنوبه نوائب.

وَ رَأَيْتُ فِي كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ أَنَّ الْحُسَيْنَ قُتِلَ وَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، وَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ زَيْنَ الْعَابِدِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَاعَ ضَيْعَةً لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفٍ لِيَقْضِىَ دَيْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عِدَاتٍ كَانَتْ عَلَيْهِ.

و قد ذكرت طرفا من يسارهم و ايثارهم صلوات اللّه عليهم في أوائل الجزء السادس من كتاب (ربيع الألباب)، فانظر ففيه أخبار تدل على الصواب.

و كان وقف جدك أمير المؤمنين عليه السّلام على أولاده خاصة من فاطمة عليها السّلام لها عامل من ذريته، فكيف وقع للضعفاء أنه كان فقيرا، و أن الغني لا يكون لمن جعله اللّه جلّ جلاله من خاصته، و هل خلق اللّه جلّ جلاله، الدنيا و الآخرة إلّا لأهل عنايته.

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 184

[الفصل الثاني و الأربعون و المائة: إخباره بفطام ولده دون تكلّف و وصيته بتعليم الخط]

(الفصل الثاني و الأربعون و المائة) و مما أرجو به حسن توفيق اللّه جلّ جلاله لك يا ولدي محمد و عنايته بك، أنني وجدته جلّ جلاله قد ألهمك الفطام من مرضعتك من غير أن نكلّفك نحن ذلك أو نمنعك من دايتك، و وجدته قد ألهمك طلب طريق الاستاذ لتعليم الخط و الكتابة، فرجوت من رحمته و رأفته أن يكمّل لك شرف الاجابة و الإنابة.

فاوصيك بتعلم الخط على التمام، فإنه معونة لك على السلوك إلى اللّه جلّ جلاله، و دخول غاية رضاه في دار المقام. ثم بتعلم العربية بمقدار ما يحتاج إليه مثلك من الطالبين للمراضي الإلهية و إحياء السنن النبوية، ثم تتعلم من القرآن الشريف ما تحتاج إليه لإقامة الصلوات، و ما يتعلق بمراد اللّه جلّ جلاله من تفسير تلك الآيات بعاجل الحال، و احفظه جميعه بعد ذلك التعظيم و الاجلال.

[الفصل الثالث و الأربعون و المائة: وصيته بتعلم الفقه و قراءة كتب الشيخ الطوسي الفقهية و بيان ابتداء دراسته للعلوم الإسلامية]

(الفصل الثالث و الأربعون و المائة) و اريد من اللّه جلّ جلاله أن يلهمك، و منك أن تقبل من إلهامه، و أن تتعلم الفقه الذي فيه السبيل إلى معرفة الأحكام الشرعية و احياء سنة جدك المحمدية، و يكون قصدك بذلك امتثال أمر اللّه جلّ جلاله في التعليم و سلوك الصراط المستقيم، و لا تكن مقلّدا لغلمان جدك من العوام و ذليلا بين أيديهم لأجل الفتوى‏

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 185

و الاستفهام، فما يقنع بالدون إلّا مغبون.

و أعلم أن جدك وراما قدّس اللّه روحه كان يقول لي و أنا صبي ما معناه: يا ولدي مهما دخلت فيه من الأعمال المتعلقة بمصلحتك، لا تقنع أن تكون فيه بالدون دون أحد من أهل ذلك الحال، سواء كان علما أو عملا، و لا تقنع بالدون. و ذكر أن الحمصي‏ 240 حدّثه أن لم يبق للامامية مفتي على التحقيق، بل كلهم حاك، و كان ذلك الزمان فيه جماعة من أصناف العلماء و ليس في وقتنا الآن من يقاربهم في تلك الأشياء، و أنا اعتذر لهم بطول الغيبة و تباعد الزمان عن الأدلاء الذين كانوا رحمة للّه جلّ جلاله في حفظ و اشتغال و ادراك. و الآن فقد ظهر أن الذي يفتى به و يجاب عنه على سبيل ما حفظ من كلام العلماء المتقدمين، و هذا طريق سهل ما يعجز عنه إلّا مسكين، و من همته همة ضعيف مهين.

و أني لأعلم أنني اشتغلت فيه مدة سنتين و نصف على التقريب و التقدير، و ما بقيت احتاج إلى ما في أيدي الناس لا قليل و لا كثير، و كلّما اشتغلت بعد ذلك فيه ما كان لي حاجة إليه إلّا لحسن الصحبة و الانس و التفريع فيما لا ضرورة إليه.

و من يعلم أن عمره يسير و قصير، و أن وراءه من يحاسبه على الكبير و الصغير و الظاهر و المستور، فإنه يكفيه من الزاد بقدر السفر و المسير.

و إذا أردت الاشتغال بالفقه، فعليك بكتب جدك أبي جعفر الطوسي فإنه رحمه اللّه ما قصّر فيما هداه اللّه جلّ جلاله إليه و دلّه عليه، و قد هيأ اللّه جلّ جلاله لك على يدي كتبا كثيرة في كل فن من الفنون الذي رجوت أن تدلك، بل على ما يقربك من مولاك و مالك دنياك و اخراك.

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 186

فهيأ اللّه جلّ جلاله كتبا في الأصول يكفيك أن تنظر فيها، و تعرف ما تريد معرفته من جملة الأبواب و الفصول.

و هيأ اللّه جلّ جلاله لك كتبا كثيرة في النبوة و الامامة، يكفيك منها نظر ما تريد نظره من المعاني المطلوبة التي قد تعب فيها غيرك، و كانت من اللّه جلّ جلاله لك كالهدية المفرغة الموهوبة.

و هيأ اللّه جلّ جلاله كتبا كثيرة عندي في الزهد، أجعلها عند الجليس الصالح من الجلساء، و تأدب بما أدب اللّه جلّ جلاله من كان قبلك من الأنبياء و الأوصياء و الأولياء، و بما قوى به من كان دونك من الضعفاء، حتى جعله بفضله من الأولياء، و جمع له بين سعادة دار الفناء و دار البقاء، فالسابق و المسبوق من أصل واحد، و لكن السابق ذاهمة عالية فلم يقنع بدون السعادة الفانية و الباقية، و كان المسبوق ذاهمة واهية فقنع بالحالة الواهيه.

و هيأ اللّه جلّ جلاله كتبا كثيرة عندي في تواريخ الخلفاء و الملوك، و غيرهم من الذين طلبوا سراب الدنيا الزائل، و سوّدوا وجوه العقل و الفضل بخسران العاجل و الآجل، و رحلوا من الدنيا بأحمال الذنوب و أثقال العيوب، و كانوا كأنهم في أحلام و منام، و باعوا بتلك الأيام ما لا يبيعه ذوو الهمم العالية الباهرة من سعادة الدنيا و الآخرة.

فاحذرهم على دينك و مولاك فاللّه اللّه أن تتقرب إليهم أو تقرب منهم مهما أمكنك، ففي قربهم السم الناقع و الهلاك.

و إنّما ذخرت لك تواريخهم باللّه جلّ جلاله لتنظر أول امورهم و آخرها، ظواهرها و سرائرها، و ترى ما فعلوا بنفوسهم، و ما رضوا به من نحوسهم و ضرهم و بؤسهم بساعات و لذات يسيرة و اعمار قصيرة، و كيف خدعهم الشيطان عدوهم و عدو مولاهم و سلبهم دنياهم و اخراهم.

و اعلم يا ولدي محمد أنني كنت يوما انظر في كتاب من التواريخ المذكورة فقال لي قائل: في أي شي‏ء تنظر؟

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 187

فقلت: أنا في حياة و بين قبور، أنظر إلى قوم بينا هم في سرور و غرور إذ هجم عليهم هادم اللذات، و مفرّق الجماعات، و صاحب الشتاتات، فنقلهم إلى محلة الأموات، و قطعهم عما كانوا فيه من اللذات، و صاروا في ذل الحسرات و أسر الندامات.

و هيأ اللّه جلّ جلاله ما كنت أشرت إليه من الفقه المروي عن جدك سيد المرسلين و أبيك أمير المؤمنين و عترتهما المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين، تصنيفا من شيعتهم و أخيارا كبارا من الكتب و صغارا، فاشتغل بالقراءة في الفقه باللّه جلّ جلاله و للّه جلّ جلاله، على رجل صالح ورع من أهل هذا العلم الموهوب، فانني أرجو من رحمة ربي فاتح أبواب المطلوب أن يغنيك بالمدة اليسيرة عن المدّة الكثيرة.

و قد تقدّم شرح الحال في الاشتغال بهذا العلم المذكور، و أنا أريد في وصف الاشتغال بما يسهل عليك طلب هذه الامور، فانني اشتغلت بعلم الفقه، و قد سبقني جماعة إلى تعليمه بعدة سنين، فحفظت في نحو سنة ما كان عندهم، و فضلت عليهم بعد ذلك بعناية ربّ العالمين و رحمته لمن يريد جلّ جلاله من ذرية جدك سيد المرسلين صلّى اللّه عليه و آله.

و قد كنت قد ابتدأت بحفظ (الجمل و العقود)، و قصدت معرفة ما فيه بغاية المجهود، و كانوا الذين قد سبقوني ما لأحدهم إلّا الكتاب الذي يشتغل فيه، و كان لي عدة كتب في الفقه من كتب جدي ورّام بن أبي فراس قدّس اللّه سره و زاده من مراضيه، انتقلت إلي من والدتي رضي اللّه عنها بأسباب شرعية في حياتها، و هي من بقايا ما تفضل اللّه جلّ جلاله به منها.

صفحه بعد