کتابخانه روایات شیعه
فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو بُرْدَةَ بْنِ عَوْفٍ الْأَزْدِيُّ وَ كَانَ عُثْمَانِيّاً تَخَلَّفَ عَنْهُ يَوْمَ الْجَمَلِ وَ حَضَرَ مَعَهُ صِفِّينَ عَلَى ضَعْفِ نِيَّةٍ فِي نُصْرَتِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَ رَأَيْتَ الْقَتْلَى حَوْلَ عَائِشَةَ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ بِمَ قُتِلُوا فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِمَا قَتَلُوا شِيعَتِي وَ عُمَّالِي وَ بِقَتْلِهِمْ أَخَا رَبِيعَةَ الْعَبْدِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا لَا نَنْكُثُ الْبَيْعَةَ كَمَا نَكَثْتُمْ وَ لَا نَغْدِرُ كَمَا غَدَرْتُمْ- فَوَثَبُوا عَلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُمْ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً فَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَدْفَعُوا إِلَيَّ قَتَلَةَ إِخْوَانِي مِنْهُمْ أَقْتُلُهُمْ بِهِمْ 565 ثُمَّ كِتَابُ اللَّهِ حَكَمٌ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ فَأَبَوْا عَلَيَّ وَ قَاتَلُونِي- وَ فِي أَعْنَاقِهِمْ بَيْعَتِي وَ دِمَاءُ نَحْوِ أَلْفٍ مِنْ شِيعَتِي فَقَتَلْتُهُمْ بِذَلِكَ 566 أَ فِي شَكٍّ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ قَدْ كُنْتُ فِي شَكٍّ فَأَمَّا الْآنَ فَقَدْ عَرَفْتُ وَ اسْتَبَانَ لِي خَطَأُ الْقَوْمِ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُهْتَدِي الْمُصِيبُ- ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاً ع تَهَيَّأَ لِيَنْزِلَ فَقَامَ رِجَالٌ لِيَتَكَلَّمُوا فَلَمَّا رَأَوْهُ قَدْ نَزَلَ جَلَسُوا وَ لَمْ يَتَكَلَّمُوا قَالَ أَبُو الْكَنُودِ وَ كَانَ أَبُو بُرْدَةَ مَعَ حُضُورِهِ صِفِّينَ يُنَافِقُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ يُكَاتِبُ مُعَاوِيَةَ سِرّاً فَلَمَّا ظَهَرَ مُعَاوِيَةُ أَقْطَعَهُ قَطِيعَةً بِالْفَلُّوجَةِ 567 وَ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيماً.
6 قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى 568 غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ نَكِّسُوا رُءُوسَكُمْ- حَتَّى تَجُوزَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ ص الصِّرَاطَ قَالَ فَتَغُضُّ الْخَلَائِقُ أَبْصَارَهُمْ فَتَأْتِي فَاطِمَةُ ع عَلَى نَجِيبٍ مِنْ نُجُبِ الْجَنَّةِ يُشَيِّعُهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَتَقِفُ مَوْقِفاً شَرِيفاً مِنْ مَوَاقِفِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تَنْزِلُ عَنْ نَجِيبِهَا فَتَأْخُذُ قَمِيصَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع بِيَدِهَا مُضَمَّخاً بِدَمِهِ وَ تَقُولُ يَا رَبِّ هَذَا قَمِيصُ وَلَدِي وَ قَدْ عَلِمْتَ مَا صُنِعَ بِهِ- فَيَأْتِيهَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَا فَاطِمَةُ لَكِ عِنْدِي الرِّضَا فَتَقُولُ يَا رَبِّ انْتَصِرْ لِي مِنْ قَاتِلِهِ فَيَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى عُنُقاً 569 مِنَ النَّارِ فَتَخْرُجُ مِنْ جَهَنَّمَ فَتَلْتَقِطُ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع كَمَا يَلْتَقِطُ الطَّيْرُ الْحَبَّ ثُمَّ يَعُودُ الْعُنُقُ بِهِمْ 570 إِلَى النَّارِ فَيُعَذَّبُونَ فِيهَا بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ ثُمَّ تَرْكَبُ فَاطِمَةُ ع نَجِيبَهَا حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ مَعَهَا الْمَلَائِكَةُ الْمُشَيِّعُونَ لَهَا وَ ذُرِّيَّتُهَا بَيْنَ يَدَيْهَا- وَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ النَّاسِ عَنْ يَمِينِهَا وَ شِمَالِهَا.
7 قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُ 571 قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ.
قَالَ أَخْبَرَنِي الصَّبَّاحُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع لِشِيعَتِهِ كُونُوا فِي النَّاسِ كَالنَّحْلَةِ فِي الطَّيْرِ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الطَّيْرِ إِلَّا وَ هُوَ يَسْتَضْعِفُهَا 572 وَ لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي أَجْوَافِهَا مِنَ الْبَرَكَةِ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِهَا 573 خَالِطُوا النَّاسَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ- وَ زَايِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ- لِكُلِّ امْرِئٍ ... مَا اكْتَسَبَ وَ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَ 574 .
8 قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكَاتِبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ الْإِسْكَافِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ التِّرْمِذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ أَتَيْتُ الْجَبَّانَةَ 575 فَوَقَفْتُ عَلَيْهَا ثُمَّ قُلْتُ-
أَتَيْتُ الْقُبُورَ فَنَادَيْتُهَا
فَأَيْنَ الْمُعَظَّمُ وَ الْمُحْتَقَرُ
وَ أَيْنَ الْمُلَبِّي 576 إِذَا مَا دُعِيَ
وَ أَيْنَ الْعَزِيزُ إِذَا مَا افْتَخَرَ
وَ أَيْنَ الْمُدِلُ 577 بِسُلْطَانِهِ
وَ أَيْنَ الْقَوِيُّ إِذَا مَا قَدَرَ
قَالَ فَأَجَابَنِي صَوْتٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَقَابِرِ وَ لَا أَرَى لَهُ صُورَةً-
تَفَانَوْا جَمِيعاً فَمَا مُخْتَبَرٌ
فَمَاتُوا جَمِيعاً وَ مَاتَ الْخَبَرُ
تَرُوحُ وَ تَغْدُو بَنَاتُ الثَّرَى
فَتَمْحُو مَحَاسِنُ تِلْكَ الصُّوَرِ
فَيَا سَائِلِي عَنْ أُنَاسٍ مَضَوْا
أَ مَا لَكَ فِيمَا تَرَى مُعْتَبَرٌ .
و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين و سلم تسليما
المجلس السادس عشر
مجلس يوم السبت العاشر من شعبان سنة سبع و أربعمائة
1 حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الْمُفِيدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ خَالِدٍ الْمَرَاغِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ 578 قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الْمُحَمَّدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ الْغَسَّانِيُّ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ 579 عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ قَالَ بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَرَأَيْتُهُ يُكْثِرُ الِاخْتِلَافَ مِنْ مَنْزِلِهِ وَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ فَدَخَلَ كَبَعْضِ مَا كَانَ يَدْخُلُ فَقَالَ أَ نَائِمٌ أَنْتَ أَمْ رَامِقٌ- 580
فَقُلْتُ بَلْ رَامِقٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا زِلْتُ أَرْمُقُكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ بِعَيْنِي وَ أَنْظُرُ مَا تَصْنَعُ قَالَ يَا نَوْفُ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ قَوْمٌ يَتَّخِذُونَ أَرْضَ اللَّهِ بِسَاطاً وَ تُرَابَهُ وِسَاداً وَ كِتَابَهُ شِعَاراً وَ دُعَاءَهُ دِثَاراً 581 وَ مَاءَهُ طِيباً- يَقْرِضُونَ الدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ الْمَسِيحِ ع 582 إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى عِيسَى ع يَا عِيسَى عَلَيْكَ بِالْمِنْهَاجِ الْأَوَّلِ تَلْحَقْ مَلَاحِقَ الْمُرْسَلِينَ قُلْ لِقَوْمِكَ يَا أَخَا الْمُنْذِرِينَ أَنْ لَا يَدْخُلُوا بَيْتاً مِنْ بُيُوتِي إِلَّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَيْدٍ نَقِيَّةٍ وَ أَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ فَإِنِّي لَا أَسْمَعُ مِنْ دَاعٍ دَعَانِي- 583 وَ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِي عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ وَ لَا أَسْتَجِيبُ لَهُ دَعْوَةً وَ لِي قِبَلَهُ حَقٌّ لَمْ يَرُدَّهُ إِلَيَّ- فَإِنِ اسْتَطَعْتَ يَا نَوْفُ أَنْ لَا تَكُونَ عَرِيفاً 584 وَ لَا شَاعِراً 585 وَ لَا صَاحِبَ كُوبَةٍ وَ لَا صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ فَافْعَلْ- 586 فَإِنَّ دَاوُدَ ع رَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِينَ خَرَجَ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فَنَظَرَ
فِي نَوَاحِي السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ رَبِّ دَاوُدَ إِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ لَسَاعَةٌ مَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ- يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْراً إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَرِيفاً أَوْ شَاعِراً أَوْ صَاحِبَ كُوبَةٍ أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ 587 .
2 قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بِلَالٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ الْأَصْفَهَانِيُ 588 قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شِمْرٍ 589 قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ ع إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع أُتِيَ بِخَبِيصٍ 590 فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ فَقَالُوا لَهُ أَ تُحَرِّمُهُ قَالَ لَا وَ لَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تَتُوقَ إِلَيْهِ نَفْسِي فَأَطْلُبَهُ 591 ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ- أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها 592 .
3 قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو