کتابخانه روایات شیعه
يَا كُمَيْلُ مَنْفَعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيْلُ مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ- وَ الْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَ أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ- 1113 هَاهْ هَاهْ إِنَّ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ لَعِلْماً جَمّاً لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً 1114 بَلَى أُصِيبُ لَهُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ فِي الدُّنْيَا- وَ يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ بِنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ لِيَتَّخِذَهُ الضُّعَفَاءُ وَلِيجَةً دُونَ وَلِيِّ الْحَقِ 1115 أَوْ مُنْقَاداً لِلْحِكْمَةِ 1116 لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ فَقَدَحَ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ أَلَا لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ- 1117
فَمَنْهُومٌ بِاللَّذَّاتِ 1118 سَلِسُ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ أَوْ مُغْرًى بِالْجَمْعِ وَ الِادِّخَارِ- لَيْسَ مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ أَقْرَبُ شَبَهاً بِهَؤُلَاءِ الْأَنْعَامُ السَّائِمَةُ كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ- اللَّهُمَّ بَلَى لَا تُخْلِي الْأَرْضَ 1119 مِنْ قَائِمٍ بِحُجَّةٍ ظَاهِرٍ مَشْهُورٍ أَوْ مُسْتَتِرٍ مَغْمُورٍ لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَيِّنَاتُهُ فَإِنَّ أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ 1120 عَدَداً- الْأَعْظَمُونَ خَطَراً بِهِمْ يَحْفَظُ اللَّهُ حُجَجَهُ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَ يَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقَائِقِ الْأُمُورِ فَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ- وَ اسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ 1121 وَ أَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ- صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ- هَاهْ هَاهْ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ ثُمَّ نَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي وَ قَالَ انْصَرِفْ إِذَا شِئْتَ 1122 .
4 قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَخْرَمِيُ 1123 قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ إِنَّ بِنَا خَتَمَ اللَّهُ الدِّينَ 1124 كَمَا بِنَا فَتَحَهُ- وَ بِنَا يُؤَلِّفُ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ بَعْدَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ.
5 قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الطَّيِّبِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْأَنْبَارِيِ 1125 يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ هَامَانَ يُنْشِدُ لِلْمَازِنِيِ
إِذَا أَنَا لَمْ أَقْبَلْ مِنَ الدَّهْرِ كُلَّ مَا
تَكَرَّهْتُ مِنْهُ طَالَ عَتَبِي عَلَى الدَّهْرِ
تَعَوَّدْتُ مَسَّ الضُّرِّ حَتَّى أَلِفْتُهُ
فَأَسْلَمَنِي حُسْنُ الْعَزَاءِ إِلَى الصَّبْرِ
وَ وَسَّعَ قَلْبِي لِلْأَذَى الْأُنْسُ بِالْأَذَى
وَ قَدْ كُنْتُ أَحْيَاناً يَضِيقُ بِهِ صَدْرِي
وَ صَيَّرَنِي يَأْسِي مِنَ النَّاسِ رَاجِياً
لِسُرْعَةِ صُنْعِ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا أَدْرِي .
و صلى الله على سيدنا محمد النبي و آله الطاهرين و سلم تسليما
المجلس الثلاثون
مجلس يوم السبت الرابع عشر من شهر رمضان سنة تسع و أربعمائة مما سمعه أبو الفوارس وحده
1 حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الْمُفِيدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَيَّدَ اللَّهُ تَمْكِينَهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: طُوبَى لِمَنْ لَمْ يُبَدِّلْ نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً طُوبَى لِلْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ 1126 .
2 قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُ 1127 قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَطَاءٍ 1128 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ لَكُمْ أَنْ يُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ-
وَ أَنْ يُثَبِّتَ قَائِمَكُمْ وَ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّكُمْ وَ أَنْ يَجْعَلَكُمْ نُجَدَاءَ 1129 جُوَدَاءَ رُحَمَاءَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَفَّ قَدَمَيْهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ مُصَلِّياً وَ لَقِيَ اللَّهَ- بِبُغْضِكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ لَدَخَلَ النَّارَ.
3 قَالَ أَخْبَرَنِي الشَّرِيفُ الصَّالِحُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الطَّبَرِيِّ قَالَ كُنْتُ قَائِماً عَلَى رَأْسِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ع بِخُرَاسَانَ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنْهُمْ إِسْحَاقُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَى 1130 فَقَالَ لَهُ يَا إِسْحَاقُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنَّا نَقُولُ إِنَّ النَّاسَ عَبِيدٌ لَنَا لَا وَ قَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص مَا قُلْتُهُ قَطُّ وَ لَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ آبَائِي وَ لَا بَلَغَنِي عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ قَالَهُ لَكِنَّا نَقُولُ النَّاسُ عَبِيدٌ لَنَا فِي الطَّاعَةِ 1131 مَوَالٍ لَنَا فِي الدِّينِ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ.
4 قَالَ وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى ع يَتَكَلَّمُ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَقَالَ: أَوَّلُ عِبَادَةِ اللَّهِ مَعْرِفَتُهُ وَ أَصْلُ مَعْرِفَةِ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ تَوْحِيدُهُ وَ نِظَامُ تَوْحِيدِهِ نَفْيُ التَّحْدِيدِ عَنْهُ لِشَهَادَةِ الْعُقُولِ أَنَّ كُلَّ مَحْدُودٍ
مَخْلُوقٌ وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَخْلُوقٍ أَنَّ لَهُ خَالِقاً لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ الْمُمْتَنِعُ مِنَ الْحَدَثِ هُوَ الْقَدِيمُ فِي الْأَزَلِ- فَلَيْسَ اللَّهَ عَبَدَ مَنْ نَعَتَ ذَاتَهُ وَ لَا إِيَّاهُ وَحَّدَ مَنِ اكْتَنَهَهُ 1132 وَ لَا حَقِيقَتَهُ أَصَابَ مَنْ مَثَّلَهُ وَ لَا بِهِ صَدَّقَ مَنْ نَهَّاهُ وَ لَا صَمَدَ صَمْدَهُ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَوَاسِ 1133 وَ لَا إِيَّاهُ عَنَى مَنْ شَبَّهَهُ وَ لَا لَهُ عَرَفَ 1134 مَنْ بَعَّضَهُ وَ لَا إِيَّاهُ أَرَادَ مَنْ تَوَهَّمَهُ كُلُّ مَعْرُوفٍ بِنَفْسِهِ مَصْنُوعٌ 1135 وَ كُلُّ قَائِمٍ فِي سِوَاهُ مَعْلُولٌ بِصُنْعِ اللَّهِ يُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ وَ بِالْعُقُولِ تُعْتَقَدُ مَعْرِفَتُهُ وَ بِالْفِطْرَةِ تَثْبُتُ حُجَّتُهُ- 1136 خَلْقُهُ تَعَالَى الْخَلْقَ حِجَابٌ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ 1137 وَ مُبَايَنَتُهُ إِيَّاهُمْ مُفَارَقَتُهُ لَهُمْ 1138 وَ ابْتِدَاؤُهُ لَهُمْ دَلِيلٌ عَلَى أَنْ لَا ابْتِدَاءَ لَهُ لِعَجْزِ كُلِّ مُبْتَدِئٍ مِنْهُمْ عَنِ