کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير العياشي


صفحه قبل

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 163

78- و عنه في رواية المفضل بن سويد أنه قال‏ انظر ما أصبت به فعد به على إخوانك، فإن الله يقول: « إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ‏ » قال المفضل: كنت خليفة أخي على الديوان، قال: و قد قلت: جعلت فداك- قد ترى مكاني من هؤلاء القوم و ما ترى قال: و لم تكن كنت‏ 2802 .

79- عن المفضل بن مزيد الكاتب قال‏ دخل علي أبو عبد الله ع و قد أمرت أن أخرج لبني هاشم جوائز- فلم أعلم إلا و هو على رأسي و أنا مستخل- فوثبت إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب، فقال: ما أرى لإسماعيل هاهنا شيئا، فقلت: هذا الذي خرج إلينا، ثم قلت له: جعلت فداك- قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فقال لي: انظر ما أصبت به- فعد به على أصحابك [إخوانك‏] فإن الله يقول:

« إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ‏ » 2803 .

80- عن إبراهيم الكرخي قال‏ إني كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فقال له أبو عبد الله ع: يا فلان من أين جئت ثم قال له:

جئت من هاهنا و هاهنا- لغير معاش تطلبه و لا لعمل آخرة - انظر بما ذا تقطع يومك و ليلتك، و اعلم أن معك ملكا كريما موكلا بك- يحفظ عليك ما تفعل، و يطلع على سرك- الذي تخفيه من الناس- فاستحي و لا تحقرن سيئة فإنها ستسوؤك يوما، و لا تحقرن حسنة و إن صغرت عندك و قلت في عينك، فإنها ستسرك يوما، و اعلم أنه ليس شي‏ء أضر عاقبة و لا أسرع ندامة- من الخطيئة، و أنه ليس شي‏ء أشد طلبا- و لا أسرع دركا للخطيئة من الحسنة، أما إنها لتدرك العظيم القديم المنسي عند عامله فيجديه و يسقط و يذهب به بعد إساءته، و ذلك قول الله: « إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرِينَ‏ » 2804

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 164

و قرأ ابن خراس‏ 2805 عن أبي عبد الله ع قال: « إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ‏ » قال: صلاة الليل يكفر ما كان من ذنوب النهار 2806 .

81- عن عبد الله بن سنان قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن قول الله: « وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً » إلى « مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ‏ » قال: كانوا أمة واحدة فبعث الله النبيين- ليتخذ عليهم الحجة 2807 .

82- عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل قال‏ سألت علي بن الحسين ع عن قول الله: « وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ‏ » قال: عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة، و كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم، و أما قوله « إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏ » فأولئك أولياؤنا من المؤمنين- و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة- أ ما تسمع لقول إبراهيم « رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً- وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ‏ » قال: إيانا عنى و أولياءه و شيعته و شيعة وصيه- قال: « وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى‏ عَذابِ النَّارِ » قال: عنى بذلك [و الله‏] من جحد وصيه- و لم يتبعه من أمته، و كذلك و الله حال هذه الأمة 2808 .

83- عن يعقوب بن سعيد عن أبي عبد الله ع قال‏ سألته عن قول الله « وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‏ » قال: خلقهم للعبادة، قال: قلت و قوله: « وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ- وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏ » فقال: نزلت هذه بعد تلك‏ 2809 .

84- عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين ع‏ في قوله: « وَ لا يَزالُونَ‏

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 165

مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ- وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏ » فأولئك هم أولياؤنا من المؤمنين- و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة، أ ما تسمع لقول إبراهيم: « رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً- وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ‏ » إيانا عنى بذلك و أولياءه [و شيعته‏] و شيعة وصيه ف مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى‏ عَذابِ النَّارِ ، عنى بذلك [و الله‏] من جحد وصيه و لم يتبعه من أمته، و كذلك و الله حال هذه الأمة 2810 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 166

(12) من سورة يوسف‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول‏ من قرأ سورة يوسف ع [في كل يوم أو] في كل ليلة- بعثه الله يوم القيمة و جماله على جمال يوسف ع، و لا يصيبه يوم القيامة ما يصيب الناس من الفزع- و كان جيرانه من عباد الله الصالحين،- ثم قال: إن يوسف كان من عباد الله الصالحين- و أومن في الدنيا أن يكون زانيا أو فحاشا 2811 .

2- عن مسعدة بن صدقة قال: قال جعفر بن محمد ع: قال والدي ع‏ و الله إني لأصانع بعض ولدي و أجلسه على فخذي، و أكثر له المحبة و أكثر له الشكر، و إن الحق لغيره من ولدي، و لكن محافظة عليه منه و من غيره، لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف و إخوته، و ما أنزل الله سورة يوسف إلا أمثالا- لكي لا يحسد بعضنا بعضا- كما حسد بيوسف إخوته، و بغوا عليه- فجعلها حجة [رحمة] على من تولانا، و دان بحبنا، و جحد أعداءنا على من نصب لنا الحرب و العداوة 2812 .

3- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال‏ الأنبياء على خمسة أنواع، منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة، فيعلم ما عنى به- و منهم من ينبأ في منامه مثل يوسف و إبراهيم، و منهم من يعاين، و منهم من ينكت في قلبه و يوقر في أذنه‏ 2813 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 167

4- عن أبي خديجة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال‏ إنما ابتلي يعقوب بيوسف أنه ذبح كبشا سمينا- و رجل من أصحابه يدعى بقوم محتاج- لم يجد ما يفطر عليه فأغفله و لم يطعمه- فابتلي بيوسف، و كان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادي:

من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب، فإذا كان المساء نادى: من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب‏ 2814 .

5- عن أبي حمزة الثمالي قال‏ صليت مع علي بن الحسين ص الفجر بالمدينة في يوم الجمعة، فدعا مولاة له يقال، لها وشيكة 2815 و قال لها:

لا يقفن على بابي اليوم سائل- إلا أعطيتموه، فإن اليوم الجمعة فقلت: ليس كل من يسأل محق جعلت فداك فقال: يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه و نرده، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب و آله، أطعموهم أطعموهم ثم قال: إن يعقوب كان كل يوم يذبح كبشا- يتصدق منه و يأكل هو و عياله، و إن سائلا مؤمنا صواما قواما- له عند الله منزلة مجتازا غريبا- اعتر 2816 بباب يعقوب عشية جمعة عند أوان إفطاره، فهتف ببابه: أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع- من فضل طعامكم- يهتف بذلك على بابه مرارا- و هم يسمعونه جهلوا 2817 حقه و لم يصدقوا قوله، فلما أيس منهم أن يطعم و تغشاه الليل- استرجع و استعبر 2818 و شكا جوعه إلى الله و بات طاويا 2819 و أصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله، و بات يعقوب و آله شباعا بطانا- و أصبحوا و عندهم فضلة من طعامهم.

قال: فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت عبدي ذلة

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 168

استجررت بها غضبي، و استوجبت بها أدبي و نزول عقوبتي- و بلواي عليك و على ولدك يا يعقوب، أ ما علمت أن أحب أنبيائي إلي و أكرمهم علي- من رحم مساكين عبادي، و قربهم إليه و أطعمهم- و كان لهم مأوى و ملجأ، يا يعقوب أ ما رحمت ذميال‏ 2820 عبدي- المجتهد في عبادتي، القانع باليسير من ظاهر الدنيا- عشاء أمس لما اعتر ببابك عند أوان إفطاره- يهتف بكم: أطعموا السائل الغريب المجتاز- فلم تطعموه شيئا، و استرجع و استعبر و شكا ما به إلي، و بات طاويا حامدا صابرا و أصبح لي صائما، و بت يا يعقوب و ولدك ليلكم شباعا- و أصبحتم و عندكم فضلة من طعامكم و ما علمت يا يعقوب إني بالعقوبة و البلوى إلى أوليائي- أسرع مني بها إلى أعدائي و ذلك مني حسن نظر لأوليائي، و استدراج مني لأعدائي، أما و عزتي لأنزلن بك بلواي و لأجعلنك و ولدك غرضا لمصابي- و لأؤدبنك بعقوبتي، فاستعدوا لبلاي و ارضوا بقضائي و اصبروا للمصائب.

قال أبو حمزة: فقلت لعلي بن الحسين ع: متى رأى يوسف الرؤيا فقال:

في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب و ولده شباعا، و بات فيها ذميال جائعا رائها 2821 فأصبح فقصها على يعقوب من الغد- فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا- مع ما أوحى الله إليه أن استعد للبلاء، فقال ليوسف: لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ‏ هذه‏ عَلى‏ إِخْوَتِكَ‏ فإني أخاف أن يكيدوك، فلم يكتم يوسف رؤياه و قصها على إخوته، فقال علي بن الحسين ع فكان أول بلوى نزلت بيعقوب و آله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا التي رآها، قال: و اشتد رقة يعقوب على يوسف و خاف أن يكون ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء إنما ذلك في يوسف فاشتدت رقته عليه، و خاف أن ينزل به البلاء في يوسف من بين ولده فلما أن رأوا إخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من إكرامه و إيثاره إياه عليهم اشتد ذلك عليهم، و ابتدأ البلاء فيهم- فتأمروا 2822 فيما بينهم و قالوا: إن يوسف‏

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 169

و أخاه‏ أَحَبُّ إِلى‏ أَبِينا مِنَّا وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ ، ... اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ ألقوه‏ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ- وَ تَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ‏ ، أي تتوبون- فعند ذلك قالوا: « يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى‏ يُوسُفَ‏ أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ‏ » قال يعقوب: « إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ- وَ أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَ أَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ‏ » حذرا منه عليه أن يكون البلوى من الله- على يعقوب في يوسف، و كان يعقوب مستعدا للبلوى في يوسف خاصة قال: فغلبت قدرة الله و قضاؤه، و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و إخوته، فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء عن نفسه- و لا عن يوسف و إخوته، فدفعه إليهم- و هو لذلك كان‏ 2823 متوقع البلاء من الله في يوسف خاصة- لموقعه من قلبه و حبه له.

صفحه بعد