کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير العياشي


صفحه قبل

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 219

إلى الأرض ظللا- من الملائكة على آدم، و هو بواد يقال له الروحاء، و هو واد بين الطائف و مكة [قال: فمسح على ظهر آدم‏] ثم صرخ بذريته و هم ذر، قال: فخرجوا كما يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي- فقال الله لآدم: انظر ما ذا ترى فقال آدم: ذرا كثيرا على شفير الوادي، فقال: الله يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك- لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، و لمحمد بالنبوة- كما أخذت عليهم في السماء- قال آدم: يا رب و كيف وسعتهم ظهري ق ال الله: يا آدم بلطف صنعي و نافذ قدرتي، قال آدم: يا رب فما تريد منهم في الميثاق قال الله: أن لا يشركوا بي شيئا- قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه قال الله: أسكنه جنتي، قال آدم فمن عصاك فما جزاؤه قال: أسكنه ناري، قال آدم: يا رب لقد عدلت فيهم، و ليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم.

قال أبو جعفر: ثم عرض الله على آدم أسماء الأنبياء و أعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي، ع فإذا عمره أربعون سنة، فقال: يا رب ما أقل عمر داود و أكثر عمري- يا رب إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة- أ ينفذ ذلك له قال: نعم يا آدم، قال: فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة، فأنفذ ذلك له و أثبتها له عندك- و أطرحها من عمري! قال: فأثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة- و لم يكن له عند الله مثبتا، و محا من عمر آدم ثلاثين سنة- و كانت له عند الله مثبتا، فقال أبو جعفر ع: فذلك قول الله « يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ » قال: فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم و أثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت ع ليقبض روحه، فقال له آدم ع: يا ملك الموت قد بقي من عمري ثلاثون- فقال له ملك الموت أ لم تجعلها لابنك داود النبي و أطرحتها من عمرك- حيث عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذريتك- و عرض عليك أعمارهم- و أنت يومئذ بوادي الروحاء فقال آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل- أ لم تسأل الله أن يثبتها لداود و يمحوها من عمرك- فأثبتها لداود في الزبور و محا ها من عمرك من الذكر قال: فقال آدم: فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر: و كان آدم صادقا لم‏

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 220

يذكر [و لم يجهل جود الألفاظ] 3082 قال أبو جعفر: فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم- إذا تداينوا و تعاملوا إلى أجل مسمى، لنسيان آدم و جحوده ما جعل على نفسه‏ 3083 .

74- عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع‏ سئل عن قول الله: « يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ » قال: إن ذلك الكتاب- كتاب يمحو الله فيه ما يشاء و يثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، و ذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى أم الكتاب- لم يغن الدعاء فيه شيئا 3084 .

75- عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله ص‏ إن المرء ليصل رحمه و ما بقي من عمره إلا ثلاث سنين- فيمدها الله إلى ثلاث و ثلاثين سنة- و إن المرء ليقطع رحمه- و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة- فيقصرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى- قال الحسين و: كان جعفر يتلو هذه الآية « يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‏ » 3085 .

76- عن بريد بن معاوية العجلي قال‏ قلت لأبي جعفر ع: « قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ » قال: إيانا عنى و علي أفضلنا و أولنا- و خيرنا بعد النبي ص‏ 3086 .

77- عن عبد الله بن عطاء قال‏ قلت لأبي جعفر ع: هذا ابن عبد الله بن سلام [بن عمران‏] يزعم أن أباه الذي يقول الله: « قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ » قال: كذب هو علي بن أبي طالب ع‏ 3087 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 221

78- عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قوله « قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ » فقال: نزلت في علي بعد رسول الله ص و في الأئمة بعده و علي عنده علم الكتاب‏ 3088 .

79- عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع‏ في قوله: « وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‏ » قال: نزلت في علي ع، أنه عالم هذه الأمة بعد النبي ص‏ 3089 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 222

(14) من سورة إبراهيم‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله ع قال‏ من قرأ سورة إبراهيم و الحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا، و لا جنون و لا بلوى‏ 3090 .

2- عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله « وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ‏ » قال: بآلائه يعني نعمه‏ 3091 .

3- عن أبي عمر المدائني قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ أيما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه- و في رواية أخرى فأقر بها بقلبه- و حمد الله عليها بلسانه- لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة 3092 .

4- و في رواية أبي إسحاق المدائني‏ حتى يأذن الله له بالزيادة، و هو قوله: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ » 3093 .

5- و عن أبي ولاد قال‏ قلت لأبي عبد الله ع: أ رأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله- أ ليس إن شكرناه عليها و حمدناه زادنا- كما قال الله في كتابه: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ » فقال: «نعم من حمد الله على نعمه و شكره- و علم أن ذلك منه لا من غيره [زاد الله نعمه‏] 3094 .

6- عن الحسن بن ظريف‏ 3095 عن محمد عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله: « وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ‏ » قال الزارعون‏ 3096 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 223

7- عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال:

قال أمير المؤمنين ع‏ إن أهل النار لما غلى الزقوم و الضريع‏ 3097 في بطونهم‏ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ‏ سألوا الشراب، فأتوا بشراب غساق و صديد 3098 يَتَجَرَّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ- وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ، وَ مِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ ، و حميم يغلي به جهنم منذ خلقت‏ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ، بِئْسَ الشَّرابُ وَ ساءَتْ مُرْتَفَقاً 3099 .

8- عن حريز عمن ذكره عن أبي جعفر في قول الله: « وَ قالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ » قال: هو الثاني و ليس في القرآن [ شي‏ء] « وَ قالَ الشَّيْطانُ‏ » إلا و هو الثاني‏ 3100 .

9- عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع‏ أنه إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس في سبعين غلا و سبعين كبلا 3101 فينظر الأول إلى زفر في عشرين و مائة كبل- و عشرين و مائة غل- فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعفه الله له العذاب- و أنا أغويت هذا الخلق جميعا فيقال: هذا زفر، فيقول: بما حدد له هذا العذاب فيقال: ببغيه على علي ع فيقول له إبليس: ويل لك و ثبور لك، أ ما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته، و سألته أن يجعل لي سلطانا- على محمد و أهل بيته و شيعته فلم يجبني إلى ذلك، و قال: « إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ- إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ‏ » و ما عرفتهم حين استثناهم- إذ قلت: « وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ‏ » فمنتك به نفسك غرورا- فتوقف بين يدي الخلائق فقال له: ما الذي كان منك إلى علي و إلى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف فيقول الشيطان و هو زفر لإبليس: أنت أمرتني بذلك، فيقول له إبليس: فلم عصيت‏

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 224

ربك و أطعتني فيرد زفر عليه ما قال الله: « إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ- وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ‏ » إلى آخر الآية 3102 .

10- عن محمد بن علي الحلبي عن زرارة و حمران عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع‏ في قول الله « ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ- أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ » قال يعني النبي ص و الأئمة من بعده- هم الأصل الثابت- و الفرع الولاية لمن دخل فيها 3103 .

11- عن محمد بن يزيد قال‏ سألت أبا عبد الله ع عن قول الله « وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ » فقال: رسول الله ص أصلها- و أمير المؤمنين ع فرعها، و الأئمة من ذريتهما أغصانها، و علم الأئمة ثمرها، و شيعتهم ورقها، فهل ترى فيها فضلا قلت: لا و الله قال: و الله إن المؤمن ليموت- فتسقط ورقة من تلك الشجرة، و إنه ليولد فتورق ورقة فيها، قال: قلت: « تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها » قال: يعني ما يخرج إلى الناس من علم الإمام- في كل حين يسأل عنه‏ 3104 .

12- عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن عليا ع قال‏ في رجل نذر أن يصوم زمانا قال: الزمان خمسة أشهر، و الحين ستة أشهر- لأن الله يقول: « تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ‏ » 3105 .

13- عن الحلبي قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن رجل- جعل الله عليه صوما حينا في شكر، قال: فقال قد سئل علي بن أبي طالب ع عن هذا- فقال: فليصم ستة أشهر، إن الله يقول « تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها » و الحين ستة أشهر 3106 .

14- عن خالد بن جرير قال‏ سئل أبو عبد الله ع عن رجل- قال لله علي أن أصوم حينا و ذلك في شكر- فقال أبو عبد الله: قد أتى علي ع مثل هذا، فقال: صم ستة أشهر، فإن الله يقول: « تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ‏ » يعني ستة أشهر 3107 .

تفسير العياشي، ج‏2، ص: 225

15- عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه عن أبي عبد الله ع‏ « ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ » الآيتين قال هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه و لمن عاداهم، هو مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ- اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ 3108 .

16- عن صفوان بن مهران عن أبي عبد الله ع قال‏ إن الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا [فيأتيه‏] عند موته، يأتيه عن يمينه و عن يساره- ليصده عما هو عليه، فيأبى الله له ذلك، و كذلك قال الله « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ » 3109 .

17- عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان- ملك عن يمينه و ملك عن يساره- و أقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل- الذي خرج من بين ظهرانيكم- يزعم أنه رسول الله ص فيفزع لذلك فزعة، و يقول إن كان مؤمنا: محمد رسول الله- فيقال له عند ذلك نم نومة لا حلم‏ 3110 فيها- و يفسح له في قبره‏ 3111 تسعة أذرع و يرى مقعده من الجنة و هو قول الله: « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ- فِي الْحَياةِ الدُّنْيا » و إن كان كافرا قالوا: من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول: إنه رسول الله فيقول: ما أدري فيخلى بينه و بين الشيطان‏ 3112 .

صفحه بعد