کتابخانه ادبیات عرب
المقتضب
الجزء الأول
ترجمة المؤلف ..... ص : 5
أبواب الإدغام ..... ص : 223
الجزء الثاني
هذا باب الحروف التي تكون استفهاما و خبرا و سنذكرها مفسرة في أبوابها إن شاء الله ..... ص : 563
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الفهارس ..... ص : 3
الرعد: 13 ..... ص : 13
4 فهرس الشواهد الشعرية ..... ص : 34
5 فهرس قوافي الأشعار ..... ص : 56
6 فهرس قوافي الأرجاز ..... ص : 75
8 فهرس الأعلام ..... ص : 84
باب الهمزة ..... ص : 84
باب الجيم ..... ص : 93
باب الحاء ..... ص : 96
باب الخاء ..... ص : 101
باب الزاي ..... ص : 105
باب السين ..... ص : 108
باب الشين ..... ص : 111
باب الطاء ..... ص : 113
باب العين ..... ص : 115
باب القاف ..... ص : 129
باب الكاف ..... ص : 132
باب الميم ..... ص : 135
باب النون ..... ص : 143
باب الهاء ..... ص : 145
باب الياء ..... ص : 148
9 فهرس الأساليب و الألفاظ ..... ص : 150
10 فهرس المصادر و المراجع ..... ص : 302
فأمّا «غدوة»، فليس من هذا الباب؛ لأنّها بنيت اسما للوقت علما على خلاف بنائها و هي نكرة.
تقول: «هذه غداة طيّبة»، و «جئتك غداة يوم الأحد».
فإذا أردت الوقت بعينه، قلت: «جئتك اليوم غدوة يا فتى»، فهي ترفع و تنصب، و لا تصرف لأنّها معرفة.
*** فأمّا «بكرة» ففيها قولان:
قال قوم: نصرفها؛ لأنّا إذا أردنا بها يوما بعينه فهي نكرة؛ لأنّ لفظها في هذا اليوم و في غيره واحد.
و قال قوم: لا نصرفها؛ لأنّها في معنى «غدوة»؛ كما أنّك تجري «كلّهم» مجرى «أجمعين»، فتجريه على المضمر و إن كان «كلّهم» قد يكون اسما و إن لم يكن جيّدا، نحو قولك: «رأيت كلّهم»، و «مررت بكلّهم». و لكن لمّا أشبهتها في العموم، و أجريت مجراها على المضمر، فقلت: «إنّ قومك في الدار كلّهم»، كما تقول: «أجمعون»؛ و كما فتحت «يذر» و ليس فيها حرف من حروف الحلق؛ لأنّها في معنى «يدع»، و كلا القولين مذهب، و القائل فيها مخيّر، أعني في جعل «بكرة» إذا أردت يومك، نكرة، إن شئت، و معرفة إن شئت.
*** و من المعدول قولهم: «مثنى»، و «ثلاث»، و «رباع»، و كذلك ما بعده.
و إن شئت جعلت مكان «مثنى» «ثناء يا فتى» حتّى يكون على وزن: «رباع» و «ثلاث». و كذلك «أحاد»، إن شئت قلت: «موحد»؛ كما قلت: «مثنى». قال اللّه عزّ و جلّ: أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ 728 و قال عزّ و جلّ: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ 729 و قال الشاعر [من الوافر]:
[383]-
منت لك أن تلاقيني المنايا
أحاد أحاد في شهر حلال
و قال الآخر [من الطويل]:
[384]-
و لكنّما أهلي بواد أنيسه
ذئاب تبغّى الناس مثنى و موحد
______________________________ شرح أشعار الهذليين 1/ 245؛ و بلا نسبة في تذكرة النحاة ص 17؛ و الدرر 1/ 90؛ و شرح المفصل 1/ 62؛ و همع الهوامع 1/ 26. (و يروى: «في الشهر الحرام»).
اللغة: منت: قدّرت. و أحاد أحاد: واحدا واحدا.
المعنى: يقول: لقد قدّرت لك المنايا أن التقيك وحدي، و أن تلتقيني وحدك.
الإعراب: منت: فعل ماض، و «التاء»: للتأنيث. لك: جار و مجرور متعلقان بالفعل (منت). أن: حرف ناصب و مصدري. تلاقيني: مضارع منصوب ب (أن) و علامة نصبه الفتحة، و «النون»: للوقاية، و «ياء» المتكلم: مفعول به، و الفاعل مستتر وجوبا تقديره (أنت). و المصدر المؤول من (أن) و الفعل (تلاقيني) مفعول به للفعل (منت). المنايا: فاعل ل (منت). أحاد أحاد: حال منصوبة. في شهر: جار و مجرور متعلقان بالفعل (تلاقيني). حلال: صفة ل (شهر).
و جملة «منت المنايا»: ابتدائية لا محل لها. و جملة «تلاقيني»: صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
و الشاهد فيه: أن (أحاد أحاد) معدولان عن (واحدا واحدا).
[384]- التخريج: البيت لساعدة بن جؤية الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص 1166؛ و شرح أبيات سيبويه 2/ 235؛ و شرح شواهد المغني 2/ 942؛ و الكتاب 3/ 225، 226؛ و المقاصد النحوية 4/ 350؛ و بلا نسبة في أدب الكاتب ص 567؛ و الجنى الداني ص 619؛ و شرح المفصل 1/ 62، 8/ 57؛ و اللمع ص 238؛ و ما ينصرف و ما لا ينصرف ص 44.
اللغة: أنيسه: ضد وحشه، و لعلّها معدولة عن أناسه. تبغّى: تطلب.
المعنى: إن أهلي موجودون في واد تسكنه الحيوانات المتوحشة، فألطف و آنس ما فيه ذئاب تطلب الناس و تطاردها واحدا، أو اثنين معا. أو: هم في واد بشره كالذئاب التي تطارد الناس.
الإعراب: و لكنما: «الواو»: حرف استئناف، «لكنما»: كافّة و مكفوفة. أهلي: مبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، و «الياء»: ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. بواد: جار و مجرور بكسرة مقدّرة على الياء المحذوفة بسبب تنوين الاسم المقصور، متعلّقان بخبر (أهلي) المحذوف، بتقدير (أهلي موجودون أو مقيمون). أنيسه: مبتدأ مرفوع بالضمّة، و «الهاء»: ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة.
ذئاب: خبر (أنيسه) مرفوع بالضمّة. تبغى: (أصلها تتبغى) فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف، و «الفاعل»: ضمير مستتر تقديره (هي). الناس: مفعول به منصوب بالفتحة. مثنى: صفة (ذئاب) مرفوعة بضمّة مقدّرة على الألف. و موحد: «الواو»: للعطف، «موحد»: معطوف على (مثنى) مرفوع بالضمّة.
و جملة «أهلي مقيمون»: استئنافية لا محلّ لها. و جملة «أنيسه ذئاب»: في محلّ جرّ صفة ل (الوادي).
و جملة «تبغى»: في محلّ رفع صفة ل (ذئاب).
و الشاهد فيه قوله: «مثنى و موحد» حيث جاء بالعددين (واحد و اثنان) معدولين إلى (مثنى و موحد).
و تأويل العدل في هذا: أنّه أراد واحدا واحدا، و اثنين اثنين.
أ لا تراه يقول: أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ 730 و العدل يوجب التكثير؛ كما أنّ «يا فسق» مبالغة في قولك: «يا فاسق»، و كذلك «يا لكع» [2]، و «يا لكاع».
و أمّا قولهم: «الثلاثاء» و «الأربعاء» يريدون: «الثالث» و «الرابع»، فليس بمعدول؛ لأنّ المعنى واحد، و ليس فيه تكثير، و لكنّه مشتقّ بمعنى اليوم ك «العديل» و «العدل».
و «العديل»: ما كان من الناس، و «العدل»: ما كان من غير ذلك، و المعنى في المعادلة سواء.
أ لا ترى أنّ «الخميس» مصروف فهذان دليلان، و كذلك لزوم الألف و اللام، لهذه الأيّام؛ كما يلزم «النّجم»، و «الدّبران» [3]؛ لأنّهما معرفة. و قد أبان ذلك «الأحد» و «الاثنان»؛ لأنّه على وجهه.
و قد فسّرت لك باب العدل لتتناول القياس من قرب، و تميز بعضه من بعض إن شاء اللّه.
و نظير «العدل» و «العديل» قولهم: «امرأة ثقال»، و «رزان». و تقول لما ثقل وزنه:
«ثقيل»، و «رزين». إنّما تريد في المرأة أنّها متوقّرة لازمة لموضعها؛ فعلى هذا بناؤه إن شاء اللّه.
هذا باب الأمثلة التي يمثّل بها أوزان الأسماء و الأفعال
تقول: كلّ «أفعل» في الكلام يكون نعتا، فغير مصروف، و إن كان اسما، انصرف.
فإن قال قائل: لم قلت، كلّ «أفعل» يكون وصفا، لا ينصرف، و أنت قد صرفت «أفعلا» هذه التي ذكرت أنّها تكون وصفا؟
قيل له: «أفعل» ليس وصفا في الكلام مستعملا و إنّما هو مثال يمثّل به.
فإنّما قلت: إذا كان هذا المثال وصفا، لم ينصرف، و لو كان هذا شيئا قد علم وصفا، لم تصرفه، و لم تقل: إذا كان وصفا، و لكن تقول: لأنّه وصف؛ كما تقول: كلّ «آدم» في الكلام لا ينصرف؛ لأنّ «آدم» نعت مفهوم و على هذا تقول: كلّ «أفعل» في الكلام، تريد به الفعل فهو مفتوح؛ لأنّ «أفعلا» مثال، و ليس بفعل معروف، و موقعه بعد كلّ و هو مفرد يدلّك على أنّه اسم.
و لكن لو قلت: كلّ «أفعل زيد» مفتوح، لم يكن إلّا هكذا؛ لأنّك قد رفعت به «زيدا»، فأخلصته فعلا، و وقعت «كلّ» عليه؛ لأنّه عامل و معمول فيه، فهو حكاية.
و نظير ذلك قولك: «هذا رجل أفعل» فاعلم؛ فلا تصرف «أفعل»؛ لأنّك وضعته موضع النعت؛ كما وضعت الأوّل موضع الفعل، هذا قول الخليل و سيبويه.
و كان المازنيّ يقول: «هذا رجل أفعل»، فيصرف «أفعلا» هذا، و يقول: لأنّه ليس بنعت معلوم.
و أمّا «أفعل زيد»، فيجعله «فعلا»؛ لأنّه قد رفع «زيدا» به، و هو مذهب.
و قول الخليل و سيبويه أقوى عندنا.
فإذا قلت «أفعل» إذا كان نعتا، لم ينصرف «أفعل» لأنّه معرفة و إنما بدأت به لذلك.
فكأنّك قلت: «هذا البناء»، إذا كان نعتا.
و تقول: كلّ «فعلان» له «فعلى» لا ينصرف، و إن لم تكن له «فعلى» فمصروف.
و إنّما صرفت «فعلانا» هاهنا؛ لأنّه ليس بشيء معروف له «فعلى» و القول فيه القول في الأوّل. و على ذلك تقول: «فعلان»، إذا كانت له «فعلى»، لم ينصرف، فلا تصرف «فعلان» لأنّه معرفة؛ كما قلنا فيما قبله.
و تقول: كلّ «فعنلى» في الكلام، فاصرفه؛ لأنّ هذا مثال ما ينصرف في النكرة.
و «كلّ» لا يقع بعدها إلّا نكرة، و إنّما هو مثال: «حبنطى» [1]، و «سرندى» [2]، و «سبندى» [3] و نحوه.
و تقول: كلّ «فعلى» في الكلام، و «فعلى» فلا ينصرف؛ لأنّ الألف للتأنيث، و إن شئت، قلت: كلّ «فعلى» في الكلام و «فعلى يا فتى»، فتصرفه، لأنّ هذا المثال للإلحاق يكون و للتأنيث. و إنّما تمنعه ألفه لا معناه، فإن قدّرتهما تقدير الملحق انصرفتا. و كانت ك «معزى» و «أرطى».
فإن قدّرتهما تقدير التأنيث، كانتا ك «دفلى» و «تترى» تكون للأمرين جميعا، و الأجود التأنيث.
و تقول: كلّ «فعلى» في الكلام لا ينصرف لأنّ هذا المثال لا يكون إلّا للتأنيث، و هو باب «حبلى»، و «بهمى».
و كذلك كلّ «فعلاء» في الكلام لا ينصرف. هذا المثال لا يكون إلّا للتأنيث نحو:
«حمراء»، و «صحراء».
و تقول: كلّ «فعلاء»، و «فعلاء» فمصروف؛ لأنّه مثال لا يكون إلا ملحقا مصروفا في المعرفة و النكرة. و ذلك نحو: «علباء»، و «حرباء».
***______________________________ [1] الحبنطى: الممتلئ غضبا أو بطنة. (لسان العرب 7/ 271 (حبط)).
[2] السرندى: الجريء، و قيل: الشديد. (لسان العرب 3/ 212 (سرد)).
[3] السبندى: الجريء من كلّ شيء. (لسان العرب 3/ 203 (سبد)).
و أما «فعلاء» فنحو قولك: «قوباء [1] فاعلم»: لأنّه ملحق ب «فسطاط»؛ كما أنّ «علباء» ملحق ب «سرداح» [2]. فهذا يبيّن لك جميع هذه الأمثلة إن شاء اللّه.
***______________________________ [1] القوباء و القوباء: داء جلديّ. (انظر: لسان العرب 1/ 693 (قوب)).