کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 28

و جنس ضده.

قوله سبحانه‏ أَ فَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ. أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ‏ لا يدل على أنه نار الشجر إلا من قادر عليه لأن الطبع غير معقول فلا يجوز أن يستند إليه الأفعال و لو جاز ذلك لجاز في جميع أفعال الله و لو كان الطبع معقولا لكان ذلك الطبع لا بد أن يكون في الشجر و الله الذي أنشأ الشجر و ما فيها فقد رجع إلى قادر عليه و إن كان بواسطة و لو جاز أن تكون النار من غير قادر عليها لجاز أن يكون من عاجز و لو جاز ذلك لجاز وقوع الفعل ممن ليس بقادر عليه منا.

قوله سبحانه‏ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً قال الحسن خوفا من الصواعق التي تكون مع البرق و طمعا في الغيث الذي يزيل الجدب و القحط و قال قتادة خوفا للمسافر من أذاه و طمعا للمقيم في الرزق به و قال مجاهد وَ يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ‏ المعنى أن السحاب ثقال بالماء و قيل خوفا و طمعا ليخافوا من عذابه بالنار و يطمعون في أن يتعقب ذلك مطر ينتفعون به.

قوله سبحانه‏ وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ‏ و قوله‏ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ‏ إنما جمع بينها لما فيها من التسوية فالكتاب يتضمن علم السنن المسوي بين الشريف و المشروف و الميزان يخرج تلك السنن إلى العمل و أما السماء فلما فيها من الكواكب السيارة و غيرها مسببا لإصلاح العالم و أما.

قوله سبحانه‏ وَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْزُونٍ‏ خص الموزون دون المكيل بالذكر لأن غاية المكيل تنتهي إلى الوزن فكان الوزن أعم من الكيل ثم إنه تعالى أراد بالموضوع المقدار الواقع بحسب الحاجة فلا يكون ناقصا عنها و لا زائدا عليها يقال كلام فلان موزون و أفعاله مقدرة موزونة و على هذا تأول المسلمون ذكر الموازين.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 29

قوله سبحانه‏ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ‏ المستقر الموضع الذي يقر فيه الشي‏ء و هو قراره و مكانه الذي يأوي إليه و المستودع المعنى المجعول في القرار كالولد في البطن و النطفة في الظهر.

قوله سبحانه‏ وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً اللباس ساتر مماس لما ستره و الليل ساتر الأشخاص بظلمته مماس لها بجسمه الذي فيه الظلمة

فصل [في خلق العالم‏]

قوله تعالى‏ وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى‏ بَطْنِهِ‏ كالسمك و الحيات‏ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى‏ رِجْلَيْنِ‏ مثل ابن آدم و الطير وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى‏ أَرْبَعٍ‏ كالبهائم و السباع و لم يذكر المشي على أكثر من أربع لأنه كالذي يمشي على أربع في مرأى العين فترك ذكره لأن العبرة تكفي بذكر الأربع و قال البلخي لأن عند الفلاسفة أن ما زاد على الأربع لا يعتمد عليه و اعتماده على أربع فقط.

قوله سبحانه‏ وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍ‏ و قوله‏ وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ لأن أصل الخلق من ماء ثم قلب إلى النار فخلق الجن منها و إلى الريح فخلق الملائكة منها ثم إلى الطين فخلق آدم منه و إنما قال منهم تغليبا لما يعقل على ما لا يعقل إذا اختلط في خلق كل دابة و قال الحسن من ماء أي من نطفة و جعل قوله‏ كُلَّ دَابَّةٍ خاصا فيمن يخلق من نطفة و قوله‏ وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍ‏ و قد رأى أشياء موات منه هذا كما يقول جعلت من هذا الطين صورة كل شي‏ء فعلى هذا يجوز أن يكون جعلت صورة كل طير و كل سبع و لو قلت لم أجعل من هذا الطين إلا صورة كل طير لم يجز أن يكون هاهنا مجعول غير صورة الطير.

قوله سبحانه‏ وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ‏ أي بالمطر و إرسال الرياح تحريكها و إجراؤها في الجهات المختلفة بحسب ما يعلم فيه من المصلحة شمالا و جنوبا و صبا و دبورا لما قدروا عليه فمن قدر على ذلك يعلم أنه قادر لنفسه لا يعجزه شي‏ء للعبادة خالصة.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 30

قوله سبحانه‏ وَ فِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ‏ و قال‏ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ لا تناقض بينهما لأنه غير ممتنع أن تنضم إلى الريح صاعقة في إهلاك قوم عاد فيسوغ أن يخبر في موضع أنه أهلكهم بالريح و في آخر أنه أهلكهم بالصاعقة و قد يجوز أن يكون الريح نفسها هي الصاعقة لأن كل شي‏ء صعق الناس منه فهو صاعقة و كذلك القول في الرجفة أنه غير ممتنع أن يقرن بالصاعقة الرجفة و قد يمكن أن يكون الرجفة هي الصاعقة لأنهم صعقوا عندها.

قوله سبحانه‏ ما تَذَرُ مِنْ شَيْ‏ءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ‏ قالوا إن الماء في عهد نوح لما عم جميع الأرض لم ينج من الغرق إلا أصحاب السفينة كالريح المسخرة لما اعتصم منها هود و صحبه بحيث لم تهب فيه هذه الريح المهلكة و الله تعالى قادر على أن يخص بالريح أرضا دون أرض أو يكف عن هود الجواب أنه غير ممتنع أن يكف عن هود و صحبه هبوبها و تأثير اعتماداتها كما كف إحراق النار عن إبراهيم يبردها في جسمه و إن كان حاصلا فيها.

قوله سبحانه‏ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها و هذه الأشياء جمادات لا يصح تكليفها المراد عرضنا على أهل السماوات و أهل الأرض و أهل الجبال كقوله‏ وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ و قيل المعنى في ذلك تفخيم شأن الأمانة و تعظيم حقها و إن من عظم منزلتها أنها لو عرضت على الجبال و السماوات مع عظمها و كانت تعلم بأمرها لأشفقت منها غير أنه خرج مخرج الواقع لأنه أبلغ في المقدور و قال البلخي معنى العرض و الإباء ليس هو مما يفهم بظاهر الكلام بل إنما أراد تعالى أن يخبر بعظم شأن الأمانة و أنه وجد السماوات مع عظمها لا تحتملها و أن الإنسان حملها أي احتملها ثم خانها و هذا كقولهم سألت الربع و خاطبت الدار فقالت كذا و ربما قالوا فلم تجب و قوله‏ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ‏ و قوله‏ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا. تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا قال جرير لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة و الجبال الخشع و قال آخر فقال لي البحر إذ جئته و كيف يجير ضرير ضريرا و معنى الإباء الامتناع يقال هذه الأرض تأبى الزرع و الغرس أي لا تصلح لهما فيكون المعنى‏ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها أي لا تصلح لحملها لأنه لا يصلح لحمل الأمانة إلا من كان حيا قادرا عالما سميعا بصيرا.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 31

قوله سبحانه‏ فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ‏ أي أهلها كقوله‏ حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها و يقال السخا حاتم و إن الله أراد المبالغة في وصف القوم بسقوط المنزلة كما يقال كسفت الشمس لفقده و أظلم القمر و بكاه الليل و النهار و السماء و الأرض قال جرير

الشمس طالعة ليست بكاسفة

تبكي عليك نجوم الليل و القمرا

و يكون الإخبار عن فقد الانتصار و الأخذ بالثأر و العرب كانت لا تبكي على القتيل إلا بعد الأخذ بثأره و بمعنى الإخلال عن الاختلال بعده.

بكت دارهم من أجلهم فتهلكت‏

دموعي فأي الجازعين ألوم‏

و سئل ابن عباس أ و تبكيان على أحد فقال نعم مصلاه في الأرض و مصعد عمله في السماء و قال المرتضى البكاء كناية عن المطر و العرب تشبه المطر بالبكاء فيكون معنى الآية أن السماء لم تسق قبورهم لأنهم كانوا يستسقون السحاب لقبور من فقدوه قال عدي بن حاتم في وفاة النبي ع.

إن الذي بكت السماء لفقده‏

عميت علينا بعده الأنباء

و الأرض خاشعة لها بجبالها

و الناس لا موتى و لا أحياء

- أبو ذؤيب‏

كسفت لمصرعه النجوم و بدرها

و تزعزعت أركان بطن الأبطح‏

فصل [في خلق آدم‏]

قوله تعالى‏ فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ‏ قال الجبائي في الآية دلالة على بطلان قول الأصم و نفاة الأعراض و قولهم إنه ليس هاهنا غير الأجسام لأنه قال‏ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ‏ فأثبت غيرا لما كانوا فيه و هو العرض اختير متكلم ليناظر ابن الراوندي في إثبات الأعراض فازدحم الناس و نكص المتكلم فلما بلغ الغاية حضر المتكلم فلم ينظر الخليفة إليه لغضبه إليه فقال يا أمير المؤمنين أنشدك هل كنت قبل نكوصي على هذه الصفة أم تجدد حالة أخرى قال بل تجددت قال هي التي ينفيها هذا الرجل و أمير المؤمنين يعرف من نفسه و ناظر بعضهم الصاحب في ذلك فقال الصاحب هل تحصل منا أفعال قال نعم قال هي جواهر أو أعراض فبهت و قال أبو الهذيل للأصم و هو

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 32

ينفى الحركة خبرني عن قوله‏ الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ و عن قوله في القاذف‏ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً أيهما أكثر قال حد الزاني بعشرين قال فما تلك الزيادة هي نفس الجلاد أو نفس المجلود أو الهواء أو الخشب أو ثم شي‏ء غير هذا يسمى الجلد قال لا أقول شيئا من ذلك قال فكأنك قلت لا شي‏ء أكثر من لا شي‏ء بعشرين.

قوله سبحانه‏ وَ لَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ في هذه الآية دلالة على أنه يعلم ما لم يكن أن لو كان كيف يكون و فيه إشارة إلى أن المعدوم معلوم و قال الموبد لهشام بن الحكم أ حول الدنيا شي‏ء قال لا قال فإن أخرجت يدك من الدنيا فثم شي‏ء يردها قال ليس شي‏ء يردك و لا شي‏ء يخرج يدك قال فكيف أعرف هذا قال يا موبد أنت و أنا على طرف الدنيا فقلت لك يا موبد إني لا أرى شيئا فقلت و لم لا ترى فقلت لأنه ليس هاهنا ظلام يمنعني فقلت يا هشام إني لا أرى شيئا فقلت و لم لا ترى فقلت ليس لي ضياء أنظر به فهل تكافأت المسألتان في التناقض قال نعم قال فإذا تكافأتا في التناقض لم لا تتكافأ في الإبطال أن ليس ثم شي‏ء فأشار الموبد بيده أن أصبت.

قوله سبحانه‏ وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً و قوله‏ أَ وَ لا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً و قوله‏ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ‏ و قوله‏ هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً و قوله‏ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً تعلق المثبتون بهذه الآيات و قالت النفاة إنما قال و لم يك شيئا و لم يقل و لم يسم شيئا و الكون إنما يتناول الموجود دون المعدوم و الإنسان خلق من نطفة و آدم خلق من التراب و كلاهما موجودان و خلق الخلق من الآباء و الأمهات و معناه أ خلقوا من غير أصل يرجعون إليه و يقال من غير شي‏ء أي لغير شي‏ء و معنى الآيات أن عادة العرب إذا أرادت الإخبار عن خساسة قدر شي‏ء تصفه بأنه لا شي‏ء و ليس بشي‏ء لا يقصدون إلى أنه غير موجود لأنهم يصفون الموجود الحاضر بذلك كما يصفون المعدوم.

قوله سبحانه‏ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ‏ءٌ عَظِيمٌ‏ قالت النفاة أي يكون شي‏ء عظيم.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 33

قوله سبحانه‏ وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‏ و قوله‏ إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‏ فإنه يسوغ للمثبتين أن يستدلوا بهما و كذلك قوله‏ وَ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ الموجود لا يوصف بالقدرة عليه أحد إلا على سبيل الإعادة و اشتهر عن أهل اللغة قولهم شي‏ء معدوم فلو كان لفظة شي‏ء لا يقع إلا على موجود لكان هذا القول متناقضا و يجري ذلك مجرى قولهم موجود معدوم و نحن نعلم الصوت عند تقضيه و الجسم بعد حجابه.

قوله سبحانه‏ لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى‏ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ‏ إنما خرج مخرج المثل قوله في عقبه‏ وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ‏ المعنى في خشوع الحجارة أنه يظهر فيها ما لو ظهر من حي مختار قادر كان بذلك خاشعا كقوله‏ جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ‏ لأن ما ظهر فيه من فعل الحيوان لو ظهر من حي لدل على أنه يريد أن ينقض ليس أن الجدار يريد شيئا في الحقيقة.

قوله سبحانه‏ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ‏ يريد بذلك التذلل تسخيرا قال جرير لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة و الجبال الخشع و يقال يهبط من خشية الله كأنه يفعل ذلك بغيره ممن يعقل لدلالته على الخالق فكأنه يقول يدعو إلى خشية الله إذا نظر إليه قالوا سبحان الله كما تقول العرب لما لا ينطق إذا نطق عجبا له فقالوا سبحان الله.

قوله سبحانه‏ تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا هذا كما تقول العرب هذا الكلام يفلق الصخر و يهد الجبال و يستنزل الوعول قال الشاعر

و لو أن ما بي بالحصى فلق الحصى‏

و بالريح لم يسمع لهن هبوب‏

قال ابن عباس و قتادة و الضحاك يتفطرن من فوقهن من عظمة الله و جلاله و قالوا إن السماوات تكاد تتفطرن من فوقهن استعظاما لله للكفر بالله و العصيان له مع حقوقه الواجبة

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 34

على خلقه و ذلك على وجه التمثيل.

قوله سبحانه‏ وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكى‏ و الضحك و البكاء من فعل الإنسان و قوله‏ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَ لْيَبْكُوا كَثِيراً و قوله‏ أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ. وَ تَضْحَكُونَ وَ لا تَبْكُونَ‏ و قوله‏ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ‏ نسب الضحك و البكاء إلينا و لو لم يكن فعلنا لم يحسن ذلك أما الآية الأولى فمعناها أنه أضحك و أبكى بأن فعل سبب ذلك من السرور و الحزن كما يقال أضحكني فلان و أبكاني أي من سببها و قال الحسن إن الله هو الخالق للضحك و البكاء و الضحك تفتح أسرار الوجه عن سرور في القلب فإذا هجم على الإنسان منه ما لا يمكنه دفعه فهو من فعل الله و كذلك البكاء و قيل أضحك الأرض بالنبات و أبكى السماء بالمطر

فصل [في الشمس و القمر]

صفحه بعد