کتابخانه روایات شیعه
و جنس ضده.
قوله سبحانه أَ فَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ. أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ لا يدل على أنه نار الشجر إلا من قادر عليه لأن الطبع غير معقول فلا يجوز أن يستند إليه الأفعال و لو جاز ذلك لجاز في جميع أفعال الله و لو كان الطبع معقولا لكان ذلك الطبع لا بد أن يكون في الشجر و الله الذي أنشأ الشجر و ما فيها فقد رجع إلى قادر عليه و إن كان بواسطة و لو جاز أن تكون النار من غير قادر عليها لجاز أن يكون من عاجز و لو جاز ذلك لجاز وقوع الفعل ممن ليس بقادر عليه منا.
قوله سبحانه هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً قال الحسن خوفا من الصواعق التي تكون مع البرق و طمعا في الغيث الذي يزيل الجدب و القحط و قال قتادة خوفا للمسافر من أذاه و طمعا للمقيم في الرزق به و قال مجاهد وَ يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ المعنى أن السحاب ثقال بالماء و قيل خوفا و طمعا ليخافوا من عذابه بالنار و يطمعون في أن يتعقب ذلك مطر ينتفعون به.
قوله سبحانه وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ و قوله وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ إنما جمع بينها لما فيها من التسوية فالكتاب يتضمن علم السنن المسوي بين الشريف و المشروف و الميزان يخرج تلك السنن إلى العمل و أما السماء فلما فيها من الكواكب السيارة و غيرها مسببا لإصلاح العالم و أما.
قوله سبحانه وَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ خص الموزون دون المكيل بالذكر لأن غاية المكيل تنتهي إلى الوزن فكان الوزن أعم من الكيل ثم إنه تعالى أراد بالموضوع المقدار الواقع بحسب الحاجة فلا يكون ناقصا عنها و لا زائدا عليها يقال كلام فلان موزون و أفعاله مقدرة موزونة و على هذا تأول المسلمون ذكر الموازين.
قوله سبحانه فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ المستقر الموضع الذي يقر فيه الشيء و هو قراره و مكانه الذي يأوي إليه و المستودع المعنى المجعول في القرار كالولد في البطن و النطفة في الظهر.
قوله سبحانه وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً اللباس ساتر مماس لما ستره و الليل ساتر الأشخاص بظلمته مماس لها بجسمه الذي فيه الظلمة
فصل [في خلق العالم]
قوله تعالى وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ كالسمك و الحيات وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ مثل ابن آدم و الطير وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ كالبهائم و السباع و لم يذكر المشي على أكثر من أربع لأنه كالذي يمشي على أربع في مرأى العين فترك ذكره لأن العبرة تكفي بذكر الأربع و قال البلخي لأن عند الفلاسفة أن ما زاد على الأربع لا يعتمد عليه و اعتماده على أربع فقط.
قوله سبحانه وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ و قوله وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ لأن أصل الخلق من ماء ثم قلب إلى النار فخلق الجن منها و إلى الريح فخلق الملائكة منها ثم إلى الطين فخلق آدم منه و إنما قال منهم تغليبا لما يعقل على ما لا يعقل إذا اختلط في خلق كل دابة و قال الحسن من ماء أي من نطفة و جعل قوله كُلَّ دَابَّةٍ خاصا فيمن يخلق من نطفة و قوله وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ و قد رأى أشياء موات منه هذا كما يقول جعلت من هذا الطين صورة كل شيء فعلى هذا يجوز أن يكون جعلت صورة كل طير و كل سبع و لو قلت لم أجعل من هذا الطين إلا صورة كل طير لم يجز أن يكون هاهنا مجعول غير صورة الطير.
قوله سبحانه وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ أي بالمطر و إرسال الرياح تحريكها و إجراؤها في الجهات المختلفة بحسب ما يعلم فيه من المصلحة شمالا و جنوبا و صبا و دبورا لما قدروا عليه فمن قدر على ذلك يعلم أنه قادر لنفسه لا يعجزه شيء للعبادة خالصة.
قوله سبحانه وَ فِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ و قال فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ لا تناقض بينهما لأنه غير ممتنع أن تنضم إلى الريح صاعقة في إهلاك قوم عاد فيسوغ أن يخبر في موضع أنه أهلكهم بالريح و في آخر أنه أهلكهم بالصاعقة و قد يجوز أن يكون الريح نفسها هي الصاعقة لأن كل شيء صعق الناس منه فهو صاعقة و كذلك القول في الرجفة أنه غير ممتنع أن يقرن بالصاعقة الرجفة و قد يمكن أن يكون الرجفة هي الصاعقة لأنهم صعقوا عندها.
قوله سبحانه ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ قالوا إن الماء في عهد نوح لما عم جميع الأرض لم ينج من الغرق إلا أصحاب السفينة كالريح المسخرة لما اعتصم منها هود و صحبه بحيث لم تهب فيه هذه الريح المهلكة و الله تعالى قادر على أن يخص بالريح أرضا دون أرض أو يكف عن هود الجواب أنه غير ممتنع أن يكف عن هود و صحبه هبوبها و تأثير اعتماداتها كما كف إحراق النار عن إبراهيم يبردها في جسمه و إن كان حاصلا فيها.
قوله سبحانه إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها و هذه الأشياء جمادات لا يصح تكليفها المراد عرضنا على أهل السماوات و أهل الأرض و أهل الجبال كقوله وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ و قيل المعنى في ذلك تفخيم شأن الأمانة و تعظيم حقها و إن من عظم منزلتها أنها لو عرضت على الجبال و السماوات مع عظمها و كانت تعلم بأمرها لأشفقت منها غير أنه خرج مخرج الواقع لأنه أبلغ في المقدور و قال البلخي معنى العرض و الإباء ليس هو مما يفهم بظاهر الكلام بل إنما أراد تعالى أن يخبر بعظم شأن الأمانة و أنه وجد السماوات مع عظمها لا تحتملها و أن الإنسان حملها أي احتملها ثم خانها و هذا كقولهم سألت الربع و خاطبت الدار فقالت كذا و ربما قالوا فلم تجب و قوله ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ و قوله لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا. تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا قال جرير لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة و الجبال الخشع و قال آخر فقال لي البحر إذ جئته و كيف يجير ضرير ضريرا و معنى الإباء الامتناع يقال هذه الأرض تأبى الزرع و الغرس أي لا تصلح لهما فيكون المعنى فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها أي لا تصلح لحملها لأنه لا يصلح لحمل الأمانة إلا من كان حيا قادرا عالما سميعا بصيرا.
قوله سبحانه فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ أي أهلها كقوله حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها و يقال السخا حاتم و إن الله أراد المبالغة في وصف القوم بسقوط المنزلة كما يقال كسفت الشمس لفقده و أظلم القمر و بكاه الليل و النهار و السماء و الأرض قال جرير
الشمس طالعة ليست بكاسفة
تبكي عليك نجوم الليل و القمرا
و يكون الإخبار عن فقد الانتصار و الأخذ بالثأر و العرب كانت لا تبكي على القتيل إلا بعد الأخذ بثأره و بمعنى الإخلال عن الاختلال بعده.
بكت دارهم من أجلهم فتهلكت
دموعي فأي الجازعين ألوم
و سئل ابن عباس أ و تبكيان على أحد فقال نعم مصلاه في الأرض و مصعد عمله في السماء و قال المرتضى البكاء كناية عن المطر و العرب تشبه المطر بالبكاء فيكون معنى الآية أن السماء لم تسق قبورهم لأنهم كانوا يستسقون السحاب لقبور من فقدوه قال عدي بن حاتم في وفاة النبي ع.
إن الذي بكت السماء لفقده
عميت علينا بعده الأنباء
و الأرض خاشعة لها بجبالها
و الناس لا موتى و لا أحياء
- أبو ذؤيب
كسفت لمصرعه النجوم و بدرها
و تزعزعت أركان بطن الأبطح
فصل [في خلق آدم]
قوله تعالى فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ قال الجبائي في الآية دلالة على بطلان قول الأصم و نفاة الأعراض و قولهم إنه ليس هاهنا غير الأجسام لأنه قال حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ فأثبت غيرا لما كانوا فيه و هو العرض اختير متكلم ليناظر ابن الراوندي في إثبات الأعراض فازدحم الناس و نكص المتكلم فلما بلغ الغاية حضر المتكلم فلم ينظر الخليفة إليه لغضبه إليه فقال يا أمير المؤمنين أنشدك هل كنت قبل نكوصي على هذه الصفة أم تجدد حالة أخرى قال بل تجددت قال هي التي ينفيها هذا الرجل و أمير المؤمنين يعرف من نفسه و ناظر بعضهم الصاحب في ذلك فقال الصاحب هل تحصل منا أفعال قال نعم قال هي جواهر أو أعراض فبهت و قال أبو الهذيل للأصم و هو
ينفى الحركة خبرني عن قوله الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ و عن قوله في القاذف فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً أيهما أكثر قال حد الزاني بعشرين قال فما تلك الزيادة هي نفس الجلاد أو نفس المجلود أو الهواء أو الخشب أو ثم شيء غير هذا يسمى الجلد قال لا أقول شيئا من ذلك قال فكأنك قلت لا شيء أكثر من لا شيء بعشرين.
قوله سبحانه وَ لَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ في هذه الآية دلالة على أنه يعلم ما لم يكن أن لو كان كيف يكون و فيه إشارة إلى أن المعدوم معلوم و قال الموبد لهشام بن الحكم أ حول الدنيا شيء قال لا قال فإن أخرجت يدك من الدنيا فثم شيء يردها قال ليس شيء يردك و لا شيء يخرج يدك قال فكيف أعرف هذا قال يا موبد أنت و أنا على طرف الدنيا فقلت لك يا موبد إني لا أرى شيئا فقلت و لم لا ترى فقلت لأنه ليس هاهنا ظلام يمنعني فقلت يا هشام إني لا أرى شيئا فقلت و لم لا ترى فقلت ليس لي ضياء أنظر به فهل تكافأت المسألتان في التناقض قال نعم قال فإذا تكافأتا في التناقض لم لا تتكافأ في الإبطال أن ليس ثم شيء فأشار الموبد بيده أن أصبت.
قوله سبحانه وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً و قوله أَ وَ لا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً و قوله أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ و قوله هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً و قوله كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً تعلق المثبتون بهذه الآيات و قالت النفاة إنما قال و لم يك شيئا و لم يقل و لم يسم شيئا و الكون إنما يتناول الموجود دون المعدوم و الإنسان خلق من نطفة و آدم خلق من التراب و كلاهما موجودان و خلق الخلق من الآباء و الأمهات و معناه أ خلقوا من غير أصل يرجعون إليه و يقال من غير شيء أي لغير شيء و معنى الآيات أن عادة العرب إذا أرادت الإخبار عن خساسة قدر شيء تصفه بأنه لا شيء و ليس بشيء لا يقصدون إلى أنه غير موجود لأنهم يصفون الموجود الحاضر بذلك كما يصفون المعدوم.
قوله سبحانه إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ قالت النفاة أي يكون شيء عظيم.
قوله سبحانه وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ و قوله إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فإنه يسوغ للمثبتين أن يستدلوا بهما و كذلك قوله وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الموجود لا يوصف بالقدرة عليه أحد إلا على سبيل الإعادة و اشتهر عن أهل اللغة قولهم شيء معدوم فلو كان لفظة شيء لا يقع إلا على موجود لكان هذا القول متناقضا و يجري ذلك مجرى قولهم موجود معدوم و نحن نعلم الصوت عند تقضيه و الجسم بعد حجابه.
قوله سبحانه لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إنما خرج مخرج المثل قوله في عقبه وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ المعنى في خشوع الحجارة أنه يظهر فيها ما لو ظهر من حي مختار قادر كان بذلك خاشعا كقوله جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ لأن ما ظهر فيه من فعل الحيوان لو ظهر من حي لدل على أنه يريد أن ينقض ليس أن الجدار يريد شيئا في الحقيقة.
قوله سبحانه وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ يريد بذلك التذلل تسخيرا قال جرير لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة و الجبال الخشع و يقال يهبط من خشية الله كأنه يفعل ذلك بغيره ممن يعقل لدلالته على الخالق فكأنه يقول يدعو إلى خشية الله إذا نظر إليه قالوا سبحان الله كما تقول العرب لما لا ينطق إذا نطق عجبا له فقالوا سبحان الله.
قوله سبحانه تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا هذا كما تقول العرب هذا الكلام يفلق الصخر و يهد الجبال و يستنزل الوعول قال الشاعر
و لو أن ما بي بالحصى فلق الحصى
و بالريح لم يسمع لهن هبوب
قال ابن عباس و قتادة و الضحاك يتفطرن من فوقهن من عظمة الله و جلاله و قالوا إن السماوات تكاد تتفطرن من فوقهن استعظاما لله للكفر بالله و العصيان له مع حقوقه الواجبة
على خلقه و ذلك على وجه التمثيل.
قوله سبحانه وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكى و الضحك و البكاء من فعل الإنسان و قوله فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَ لْيَبْكُوا كَثِيراً و قوله أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ. وَ تَضْحَكُونَ وَ لا تَبْكُونَ و قوله فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ نسب الضحك و البكاء إلينا و لو لم يكن فعلنا لم يحسن ذلك أما الآية الأولى فمعناها أنه أضحك و أبكى بأن فعل سبب ذلك من السرور و الحزن كما يقال أضحكني فلان و أبكاني أي من سببها و قال الحسن إن الله هو الخالق للضحك و البكاء و الضحك تفتح أسرار الوجه عن سرور في القلب فإذا هجم على الإنسان منه ما لا يمكنه دفعه فهو من فعل الله و كذلك البكاء و قيل أضحك الأرض بالنبات و أبكى السماء بالمطر
فصل [في الشمس و القمر]