کتابخانه روایات شیعه
إلا إذا جعل في أفواهها.
قوله سبحانه- قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ و قوله اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ و قوله وَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ أي إنه يوسع الرزق لمن يشاء على حسب ما يعلم من مصلحته و مصلحة غيره- وَ يَقْدِرُ أي يضيق و يَبْسُطُ الرِّزْقَ هو الزيادة فيه قدر الكفاية و القدر تضييقه على قدر الكفاية.
قوله سبحانه- مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ أي من كان يريد المنافع العاجلة في الدنيا عجلنا له فيها القدر الذي نريده لمن نريد لا على قدر ما يريدونه لأن ما يريدونه ربما كان فيه مفسدة لا يجوز إعطاؤهم إياه ثم بين أنه إذا أعطاهم ما طلبوه عاجلا جعل لهم جهنم جزاء على معاصيهم و كفرهم.
قوله سبحانه- قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ احتجاجا منهم في منع الحقوق بأن يقولوا كيف نطعم من الله تعالى قادر على إطعامه و لو شاء الله أطعمه فإذا لم يطعمه دل على أنه لا يشاء إطعامه فنحن إذا أحق بذلك و ذهب عليهم أن الله تعالى تعبد بذلك لما هم فيه من المصلحة و اللطف في فعل الواجبات و ترك المحرمات و لذلك كلفهم الله إطعام غيرهم.
قوله سبحانه- مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ شرط الله في هذه الآية أن من أراد الدنيا دون الآخرة فإن الله موفيه جزاء عمله فيها لا يبخسهم شيئا منه و قال الضحاك و مجاهد نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ أي يعطي سائلا ما سأله أو يرحم مضطرا و غير ذلك من أفعال الخير فإن الله تعالى يعجل له جزاء عمله في الدنيا بتوسع الرزق و إقرار العين بما حول و دفع مكاره الدنيا و قال الجبائي الغزو مع النبي ص دون ثواب الآخرة و أمر الله نبيه أن يوفيهم قسمهم.
قوله سبحانه- فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَ حُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ قال قتادة و الربيع و ابن جريح هو نصر المسلمين على عدوهم حتى ظفروا بهم و أخذوا الغنيمة و يجوز أن يكون ما آتاهم الله في الدنيا من النصر و الظفر و أخذ الغنيمة ثوابا مستحقا لهم على طاعاتهم لأن في ذلك تعظيما لهم و تبجيلا و لذلك نقول إن المدح على أفعال الطاعة و التسمية بالأسماء الشريفة بعض الثواب و يجوز أن يكون الله أعطاهم ذلك تفضلا منه تعالى أو ما لهم فيه من اللطف فيكون تسميته بأنه ثواب مجازا.
قوله سبحانه- وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا قال ابن عباس الأجر في الدنيا الثناء الحسن و الولد الصالح و قال الجبائي هو ما أمر الله به المكلفين من تعظيم الأنبياء ع و قال البلخي و ذلك يدل على أنه يجوز أن يثيب الله تعالى في دار التكليف ببعض الثواب.
قوله سبحانه- ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ ما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ معناه نفي الإيهام عن خلقه إياهم لعبادته عن أن يكون ذلك لعائده نفع تعود إليه تعالى فبين أنه لعائده النفع على الخلق دونه تعالى لاستحالة النفع عليه و دفع المضار عنه لأنه غني بنفسه لا يحتاج إلى غيره و الخلق محتاجون إليه.
قوله سبحانه- وَ ارْزُقْنا وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ قال الجبائي أي اجعل ذلك رزقا لنا و ارزقنا الشكر عليه لأن الشكر لطف فيه و في الآية دلالة على أن العباد يرزق بعضهم بعضا بدلالة قوله وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لأنه لو لم يصح ذلك لم يجز أن يقول خَيْرُ الرَّازِقِينَ كما أنه لما لم يجز أن يكونوا آلهة لم يصح أن يقول أنت خير الآلهة و صح أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ و أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ و أَحْسَنُ الْخالِقِينَ و إنما قال خَيْرُ الرَّازِقِينَ لأنه تعالى إذا غضب على عبده لا يقطع رزقه ما دام حيا بخلاف الآدميين.
قوله سبحانه- فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّباً إنما ذكر ذلك على وجه التأكيد-
كما قال وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً .
قوله سبحانه- وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ أي حظكم و قال ابن عباس أي شكركم و هي لغة أزد شنوءة يقال ما رزق فلانا أي ما شكره.
قوله سبحانه- لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ الرزق الكريم هو الخير المعطى على الإدراك المهنأ من غير تبعيض بالامتنان و هو رزق الله تعالى الذي يعم جميع العباد و يختص من يشاء بالزيادة.
قوله سبحانه- لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً وَ لا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ يعني النفقة التي يريدون بها إعزاز دين الله و نفع المسلمين و التقرب إلى الله و الإنفاق إذا كان للشهوة أو ليذكر بالجود كان ذلك مباحا و إذا كان للرياء و السمعة أو للمعاونة على فساد كان معصية.
قوله سبحانه- تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ أي النبوة و الإمامة و الأرزاق الكثيرة و الأملاك الخطيرة إلا أنه لا يجوز أن يمكن ظالما من الظلم أو غاصبا من الغصب.
قوله سبحانه- قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ قال البلخي و الجبائي لا يجوز أن يعطي الله الملك للفاسق لأنه تمليك الأمر العظيم من السياسة و التدبير مع المال الكثير لقوله لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ و الملك من أعظم العهود و لا ينافي ذلك قوله أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ لقول مجاهد الهاء كناية عن إبراهيم و الملك أراد به النبوة و التقدير أن آتاه الله إبراهيم النبوة و يقال المراد بالملك المال دون السياسة. قوله سبحانه- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ
الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً رد على من قال إن النبوة و الإمامة و الملك لا يجتمع في بيت واحد
فصل [في الاجل]
قوله تعالى ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ و قوله فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ و قوله يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ يُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثم قال فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ و قال إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لا تناقض بينها لأن الأجل الوقت المعلوم أنه يحدث فيه أمر من الأمور لأن التأجيل يكون به الوقت أجلا لأمر و ما في المعلوم ليس بأمر و الأجل لا يتأخر و لا يتقدم و الأجل المشروط بحسب الشرط و لا يجوز أن يكون المقدر أجلا كما لا يجوز أن يكون ملكا و الظاهر عند حصول الأجل لا يصح وقوع التقديم و التأخير فأما قبل ذلك فلا يبعد أن يقع هناك ما يقطع عند بلوغه الأجل من قتل و غيره فإن سمى ما يعلم الله تعالى أنه لو لم يقتل فيه لعاش إليه أجلا كان ذلك مجازا لأن الحي لم يعش إليه و لا يمتنع أن يعلم الله تعالى من حال المقتول أنه لو لم يقتله القاتل لعاش إلى وقت آخر و كذلك ما روي في قصة يونس و أن الله تعالى صرف عنهم العذاب و زاد في آجالهم و ما روي أن الصدقة و صلة الرحم يزيدان في الأجل لا يمنع منه مانع و إنما منع من التسمية لما قلناه.
قوله سبحانه- ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ الظاهر أنه قضى أجلا و أن عنده أجلا مسمى و ليس فيه أنهما أجلان لأمر واحد فيمكن أن يكون أحدهما الموت في الدنيا و أجل حياتهم في الأخرى ثم إنه يعم الجميع و ليس للجميع أجلان عند المخالف ثم إنه أضافه إلى نفسه فقال عنده و قال ثم أنتم تفترون في هذا الأجل المسمى يعني به القيامة و كانوا يشكون فيه و أكثر ما في القرآن من قوله أَجَلٌ مُسَمًّى يكون معنى به يوم القيامة نحو وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ .
قوله سبحانه- وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا قال الجبائي
في الآية دلالة على أن أجل الإنسان أنما هو أجل واحد و هو الوقت الذي يموت فيه لأنه لا يقتطع عن الأجل الذي أخبر الله أنه أجل لموته و خالفه ابن الإخشيد و الأقوى الأول.
قوله سبحانه- لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ و قوله يُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لا دلالة فيهما على مقالهم لأنا لا نمتنع من تسمية المقدر بأنه أجل و إنما منعنا من أن يكون ذلك حقيقة.
قوله سبحانه- لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ قال البلخي لكل أجل مقدر كتاب أثبت فيه فلا تكون آية إلا بأجل قد قضاه الله في كتاب على ما يوجبه التدبير و قال الجبائي لكل أمر قضاه الله كتاب كتبه فيه فهو عنده كأجل الحياة و الموت و قال ابن عباس لكل كتاب وقت يعمل به من التوراة و الإنجيل.
قوله سبحانه- يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ الظاهر لا يقتضي أنه يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء و إن الذي محاه هو الذي أثبته و لو أطلقنا ذلك لم يكن بداء لأن البداء أنما يلزم إذا عزم على فعل ثم قبل أن يفعله يكرهه فلا يفعله- ابن عباس و قتادة و ابن زيد و ابن جريح و أبو علي الفارسي- يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ في الأحكام من الناسخ و المنسوخ- الكلبي و الضحاك و الحسن و الجبائي يمحو من كتاب الحفظة المباحات و ما لا جزاء فيه- ابن جبير يمحو ما يشاء من ذنوب المؤمنين فضلا و يثبت ذنوب من يريد عقابه عدلا- عكرمة يمحو بالتوبة جميع الذنوب و يثبت بدل الذنوب الحسنات لقوله إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ - السدي يمحو ما يشاء يعني القمر و يثبت يعني الشمس بيانه فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ و قيل يمحو ما يشاء من القرون و يثبت ما يشاء منها قوله وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ
ابن مسعود قال النبي ص هما كتابان سوى أم الكتاب- يَمْحُوا اللَّهُ منه ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ و أم الكتاب لا يغير منه شيء.
حمران قال الصادق ع هما أمران موقوف و محتوم فما كان من محتوم أمضاه فله فيه المشية يقضي فيه ما يشاء.
قوله سبحانه- وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً معناه لو لا ما أخبر الله به- 4
و ضربه من الآجال التي يبقى عباده إليها لكان الهلاك الذي تقدم ذكره أن الله أوقعه بالأمم السالفة لازما مستمرا يشهد بذلك ما قبل الآية- أَ فَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ الآية و يكون معنى الآية لو لا الأجل المضروب في التبقية و استمرار التكليف لكان الهلاك لازما.
قوله سبحانه- قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ كتب لا يخلو إما أن يكون لإيجاب فرض أو حكم أو قضاء أو علم فلو فرض قتلهم لكان قاتلهم مطيعا لذلك و أن يكون قتل المقتول واجبا على القاتل و لا يجوز بمعنى الحكم لأنهم يكونون مستحقين للقتل و إنما يحكم بالقتل على من يستحق القتل دون من لا يستحق و لا يجوز بمعنى القضاء لأن ذلك خارج عن اللغة فلم يبق إلا العلم و ما علم الله كونه فهو كأين لكن العلم لا يوجب المعلوم.
قوله سبحانه- وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ و قوله وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً الوجه في إحصاء الأشياء في الكتاب ما في اعتبار الملائكة فيما لا تقدم به الإثبات مع أن تصور ذلك يقتضي الاستكثار من الخير و الاستبعاد من الشر كما يقتضي إذا قيل للإنسان ما تعلمه فإنه لك و عليك
فصل [في الموت]
قوله تعالى هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ يحييكم و يميتكم- اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها و قال قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ و قال فِيها تَحْيَوْنَ وَ فِيها تَمُوتُونَ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ أضاف الفعل في ذلك إلى جماعتهم تارة لأنهم أعوانه و إليه تارة لأنه المؤمر و إلينا تارة للسبب المؤدي إليه و إلى نفسه تارة لأنه بحكمه و قيل الميت في القتال تتوفاه الملائكة و الميت على الفراش يتوفاه ملك الموت و الميت في المنام يتوفاه الله و يقال النزع من الملائكة و القبض من ملك الموت و الإماتة من الله و قال مجاهد المشارق و المغارب كالمائدة الصغيرة بين يديه يتناول منها ما يشاء يدعو
الأرواح فتجيبه و اختلفوا في الموت فقالت الفلاسفة الموت عن ضعف الطبيعة و قلة اقتدارها على إمساك الروح فتقفز الروح و ترجع إلى العالم و قال النظام الموت آفة تدخل على الإنسان فتمنعه عن الحس و العلم و قال البلخي و الأسواري هو عرض مضاد للحياة كمضادة السكون الحركة و قال غيرهما هو تفرق القلب و تباين أجزائه و قال الشيخ المفيد هو شيء يضاد الحياة و يبطل معه النمو و يستحيل معه الإحساس و هو يحل محل الحياة فينفيها و الصحيح أنه انتفاء الحياة و إنه ليس بمعنى و هو اختيار المرتضى.
قوله سبحانه- حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا قالت الفلاسفة إن فوت الفجأة يقع لمعنيين إما بامتلاء العروق أو خلائها كالمسرجة تنطفئ إذا كثر دهنها و لا تزهر إذا قل دهنها و قالت الديانون هو بتقدير الله تعالى عند نفاد أجله و انقضاء أكله.
قوله سبحانه- قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ يقتضي أن روح الإنسان هي الإنسان و الإضافة وقعت فيها كما وقعت في نفس الإنسان.
قوله سبحانه- إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ و قوله إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ يعني إذا قرب أحدكم من الموت و لو لم يكن كذلك لما أسند إليه القول بعد الموت.
قوله سبحانه- حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ قال الجبائي فيها دلالة على أن أحدا لا يموت حتى يعرف اضطرارا منزلته عند الله تعالى و أنه من أهل الثواب أو العقاب و يمكن أن يستدل على ذلك بقوله لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ .