کتابخانه روایات شیعه
أظهر الإيمان فقط.
قوله سبحانه وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ قال ابن عباس و مجاهد و قتادة و ما يؤمن أكثرهم بالله في إقراره بأنه الخالق إلا و هو مشرك بعبادة الأوثان تقديره أنهم ما يصدقون بعبادة الله إلا و هم يشركون الأوثان معه في العبادة و قال الرماني لا تنافي بين أن يؤمنوا بالله من وجه و يكفروا به من وجه آخر كما قال أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ و أنكره البلخي و قال إنما هو في المنافقين يؤمنون في الظاهر و يشركون في الباطن و المعنى الصحيح أنه لا يؤمن أكثرهم إلا و أشرك في توحيده و عدله
فصل [في أن الطاعات من الايمان]
قد استدلت المعتزلة على أن الطاعات من الإيمان بآيات منها قوله تعالى وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَ يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكاةَ وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ و لفظة ذلك عبارة عن الواحد فكيف يكون عبارة عن جميع ما تقدم ثم إن لفظة ذلك كناية عن التذكير و العبادات التي تقدم ذكرها إنما يشار إليها بلفظه تلك و ينبغي أن يكون عدة الشهور في قوله- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً من الدين. و منها
قوله سبحانه- بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ لا يدل على بطلان حكم الإيمان و ارتفاع التسمية به و قد قال تعالى- وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ و معلوم أن التفرقة لما حدثت بعد البينة لم تبطل حكم البينة بل كانت ثابتة على ما كانت عليه و إنما أراد تعالى بعد مجيء البينة ثم إن هذا الاستدلال مبني على القول بالعموم و نحن نخالف فيه و إذا جاز أن يكون لفظ الفسوق مخصوصا جاز أن يحمل على حكم الفسوق. و منها
قوله سبحانه- وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ أراد به التصديق الذي لا يعرف القوم في الإيمان سواه و القرآن غير ناطق بأن الإيمان المراد به الصلاة و لا معول في مثل ذلك على أخبار آحاد.
و منها
قوله سبحانه إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ الآية لا يقتضي نفي اسم الإيمان عمن لم يكن بالصفات المذكورة فيها و إنما يقتضي التفضيل و التعظيم فكأنه تعالى قال إنما أفاضل المؤمنين و خيارهم من فعل كذا و كذا كما يقول الرجل من يضبط نفسه عند الغضب و إن كان من لا يفعل ذلك لا يخرج من أن يكون رجلا.
قوله سبحانه حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ كان ذلك إيمان إلجاء لا يستحق به الثواب كما لا يستحق بالإيمان الضروري و هذا كقوله فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا .
قوله سبحانه فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ إنما لا يقبل معذرتهم لأنهم ملجئون في تلك الحال وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ أي لا يقبل عتبهم و لا يقبل منهم الإعتاب
فصل [في تكفير كل عاص]
و قد تعلقت الخوارج في تكفير كل عاص بآيات منها قوله تعالى وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ لفظة من يعم و يخص و إنما يعلم أحدهما بدليل. و منها
قوله سبحانه فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى. الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى هذه الآية إنما يستفاد بظاهرها أن النار المتلظية الموصوفة في الآية لا يصلاها إلا من كذب و تولى فليدلوا بعد ذلك على أنه لا نار لله سوى هذه النار الموصوفة. و منها
قوله سبحانه وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ لا يدل على أن هناك وجوه أقوام ليست بهذه الصفة بل بصفة أخرى إما أن يكون عليها غبرة بل سمة أخرى أو بأن يكون عليها غبرة و لا تلحقها قترة و لو دل ذلك على ما قالوه لوجب أن يدل قوله يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ على أن كل من لا يبيض وجهه من المؤمنين يجب أن يكون مرتدا
لأنه تعالى قال لهم- أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ و الخوارج لا تقول ذلك لأن من المعلوم أن هاهنا كفارا من الأصل ليسوا بمرتدين عن الإسلام. و منها
قوله سبحانه- يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ ليست من ألفاظ العموم عند أحد فغير ممتنع أن يكون الله تعالى أراد بعضها أو أراد سوادا مخصوصا يلحق الوجوه و إن لم يكن لاحقا بها. و منها
قوله سبحانه- وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ لا يمتنع من أن تكون محيطة بغيرهم أيضا
و منها قوله سبحانه- وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ لو اقتضى نفي المجازاة عمن ليس بكفور لاقتضى أن يكون المؤمن غير مجاز بإيمانه و طاعته و يمكن أن يحمل الجزاء على الاصطلاح في الدنيا لأن الله تعالى أجرى العادة أن يعاقب بهذا الضرب من جزاء الكفار دون غيرهم كما قال فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ الآية و منها
قوله سبحانه- لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ و المؤمن عندنا لا يجوز أن يكفر لأنه يؤدي إلى اجتماع استحقاق الثواب الدائم و العقاب الدائم معا لبطلان التحابط و الإجماع يمنع من ذلك فالوجه فيه لا تعتذروا المعاذير الكاذبة فإنكم بما فعلتموه قد كفرتم بعد أن كنتم مظهرين الإيمان الذي يحكم لمن أظهره أنه مؤمنين. و منها
قوله سبحانه- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً المراد به من أظهر الإيمان و ليس كل من أظهر الإيمان يكون مؤمنا على الحقيقة في باطنه عند الله تعالى لجواز أن يكون ما أظهره نفاقا واقعا عن تقليد و الثواب إنما يستحق بالإيمان الحقيقي أو يكون بحكم الظاهر كما قال فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ و كما قال فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ . و منها
قوله سبحانه إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً قال الحسن و قتادة و عطا نزلت في اليهود كفروا بعيسى و الإنجيل ثم ازدادوا كفرا بمحمد و القرآن قال أبو العالية نزلت في اليهود و النصارى- كَفَرُوا بمحمد بَعْدَ إِيمانِهِمْ بنعته
و صفته- ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً بإقامتهم على كفرهم. و منها
قوله سبحانه- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ أي الذين آمنوا باللسان ظاهرا آمنوا بالجنان باطنا قال مجاهد و ابن زيد يعني بذلك أهل النفاق إنهم آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ثم ازدادوا كفرا على كفرهم و قال قتادة عنى بذلك الَّذِينَ آمَنُوا بموسى ثُمَّ كَفَرُوا به بأن عبدوا العجل ثُمَّ آمَنُوا يعني النصارى آمنوا بعيسى- ثُمَّ كَفَرُوا به ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً بنبوة محمد ص و الأول أقوى و يكون خطابا للمنافقين و قال الجبائي و البلخي و الزجاج الخطاب لجميع المؤمنين أمرهم الله تعالى بأن يؤمنوا به في المستقبل بأن يستديموا الإيمان و لا ينتقلوا عنه لأن الإيمان الذي هو التصديق لا يبقى و إنما يستمر بأن يجدده الإنسان حالا بعد حال و هذا وجه جيد. و منها
قوله سبحانه إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ليس فيها ما يدل على أن المؤمن على الحقيقة يجوز أن يكفر لأنه لا يمتنع أن يكون المراد من رجع عن إظهار الإيمان بعد وضوح الأمر فيه و قيام الحجة عليه بالصحة. و منها
قوله سبحانه- لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَ آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا الإيمان الأول هو التصديق و الإيمان الثاني هو الاطمينان إلى الصواب بفعله مع الثقة به. و منها
قوله سبحانه- الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ و في موضع إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ المراد بالأول أنه يذكر ثوابه و إنعامه فيسكن إليه و الثاني يذكر عقابه و انتقامه فيخافه و يجل قلبه
باب ما يدخل في أبواب العدل
مذهب الجبر ينافي الأصول الخمس أ لا ترى أنه يؤدي إلى فساد معرفة شيء من طريق الاكتساب و معرفة الصانع و الملائكة و الرسل و الكتب و اليوم الآخر و ارتفاع الأمر و النهي و بطلان التكليف و زوال الحمد و الذم و سقوط الثواب و العقاب و إذ لم تقع معرفة
من طريق الاكتساب و الاستدلال فالأدلة باطلة و المعجزات عبث و الهداية فاسدة لأن من جبر على معرفة الحق يعرفه ضرورة و من جبر على معرفة الباطل لم يعرفه بالاستدلال و الاكتساب و إذا فقد الاستدلال فقد معرفة الصانع لحصولها بالاستدلال و هو مبني على أن الفعل في الشاهد متعلق بالفاعل و إذا فسد الأصل لم يكن إلى إثباته سبيل و النبوات إنما تعلم من طريق الاكتساب بأن يظهر الله على أيديهم المعجزات و إذا فسد الأصل فسد الفرع و متى ما صح بطل التكليف و الأمر و النهي و الحمد و الذم و الثواب و العقاب و متى ما بطل ذلك بطلت النبوات رأسا لأنها مبنية على هذه الأصول و إن الله تعالى إذا خلق بعضهم كفارا و بعضهم مؤمنين و لا يقدران على التغيير فلما ذا يبعث الأنبياء و إذا جاز أن يضل الله الحق جاز أن يبعث من يضلهم عنه فلم يؤمن أن يكون داعيا إلى الضلال و إذا كان جميع الأفعال لله فبأي شيء يؤمر و ينهى و يكلف و يحث و يرغب و يرهب و هو لا يقدر على تقديم و تأخير و لا نقض و إبرام و لا فعل و ترك و لئن جاز تكليف من هذا حاله جاز تكليف الجماد و إن الله تعالى فرق بين فعل نفسه و فعل خلقه فقال هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها و قد ألزم على أفعالهم فقال إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ مَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ - وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ذكر أن الجزاء بالأعمال فقال فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى. وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً و فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ
وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ - لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ و يجزيهم أسوأ الذين عملوا وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها لَها ما كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ و أضاف أفعالهم إلى أعضائهم فقال يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ يَتَمَتَّعُونَ وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ و أمرهم بالأوامر فقال آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ وَ عِدْهُمْ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ وَ لِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اقْتُلُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً و نهاهم بالنواهي فقال- وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَ لا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَ تَصُدُّونَ وَ لا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ وَ لا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ و وصف المحسنين بأفعالهم فقال قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ و لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ و عنف المجرمين و ذكر عقوبتهم فقال السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَ بَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَ