کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 247

اكتفى بتأنيثهما عن تأنيث أي كما قال الشاعر

لما أتى خبر الزبير تهدمت‏

سور المدينة و الجبال الخشع .

أنث السور لإضافته إلى المدينة فلما جاز تأنيث المذكر لإضافته إلى المؤنث جاز أيضا تذكير المؤنث لإضافته إلى المذكر و قيل المراد بالأرض القدم و القدم يذكر و يؤنث.

قوله سبحانه- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏ ذكر السماوات بلفظ الجماعة و الأرض بلفظ الواحد قال أهل البصرة الأرض لفظه لفظ المصدر و المصدر لا يثنى و لا يجمع نظيره‏ خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ‏ و قوله‏ أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً و لم يقل رتقين لأن لفظه لفظ المصدر

فصل [في الواحد و الجمع‏]

قوله تعالى‏ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَ إِذْ هُمْ نَجْوى‏ وحد نجوى لأنه مصدر يوصف به الواحد و الاثنان و الجمع و المذكر و المؤنث كقولهم الرجال صوم و المنازل حمد و يقال معناه و إذ هم أصحاب نجوى فحذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه.

قوله سبحانه- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا وَ النَّصارى‏ وَ الصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ‏ فوحد الفعل ثم قال‏ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏ لأن لفظة من تعم الواحد و الجمع و الأنثى و الذكر فإن ذهب إلى اللفظ وحد و إن ذهب إلى المعنى جمع قال‏ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَ فَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ لَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ‏ فجمع مرة من الفعل لمعناه و وحد أخرى على اللفظ.

قوله سبحانه- وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ‏ بلفظ الجماعة- وَ النُّورَ بلفظ الواحد لأن النور يقع على الواحد و الجمع قال‏ جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً و سمى الظلمات و هي مختلفة في ذلك قوله‏ يَسْعى‏ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‏ و نظيره‏ وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً قال ابن‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 248

الزبعرى راتق ما فتقت إذا أنا بور.

قوله سبحانه- الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ‏ للواحد و قوله‏ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ‏ للجمع فالعلة في ذلك أن واحده و جمعه سواء.

قوله سبحانه- أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ‏ و كان واحدا و هو الخفاش و قال في الجمع‏ وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ‏ و قال‏ أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ‏ و قال‏ يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَ الطَّيْرَ .

قوله سبحانه- الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ قدم النساء على الرجال لأن الزناء في النساء أشهر و قوتهن فيه أكثر-

كما جاء في الخبر أن الشهوة عشرة أجزاء تسعة منها للنساء و واحد منها للرجال.

و قدم الرجال في السرقة قوله‏ وَ السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ لأنها فيهم أكثر لأنها تكون بقوة القلب و قوة القلب في الرجال أكثر و قيل إنما قدم النساء في الزناء على الرجال لأن بدء الزناء منهن و ذلك أن الزناء تبع الزينة و الزخرف و قدم الرجال في السرقة لأن السرقة مع السلاح و هذا من عمل الرجال.

قوله سبحانه- يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ‏ إنما قدم السجود على الركوع لأن اعتقادات الأنبياء في العقليات سواء و مختلفة في الشرعيات فيمكن أن يكون السجود قبل الركوع-

و قيل‏ إنها سألت زكريا ع أ يجوز للنسوة أن يصلين مع الرجال في الجماعات فقال يجوز.

كما أخبر الله تعالى عنهما فقال‏ يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ‏ الآية أي صلي مع الرجال في الجماعة كما قال في موضع آخر- أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ‏ فلما قال‏ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ فقد أجمل الصلاة بأسرها ثم أمر بهذه الصلاة فقال‏ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ‏ نظيره‏ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ .

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 249

قوله سبحانه- لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ‏ تأكيد و لا يجوز الاستثناء بعده الجواب الاستثناء وقع على الأمر لا على الدخول و التأكيد وقع على الدخول معناه‏ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ‏ غير خائفين.

قوله سبحانه- قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا 60 15 قال أبو عبيدة كان أبو يوسف يتأول فيها أن الله تعالى استثنى آل لوط من المجرمين ثم استثنى امرأة لوط فرجعت امرأته في التأويل إلى القوم المجرمين لأنه استثناء رد إلى استثناء كان قبله و كذلك كل استثناء في الكلام إذا جاء بعد الآخر عاد المعنى إلى الأول كقول الرجل لفلان علي عشرة دراهم إلا أربعة إلا درهما فإنه يكون إقراره بسبعة و كذلك إن قال له علي خمسة إلا درهما إلا ثلاثا كان إقراره بأربعة و ثلاث و لو قال لامرأته أنت طالق ثلاثا إلا اثنتين إلا واحدة كانت بثنتين.

قوله سبحانه- كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا كلام مبني على الشرط و الجزاء مقصود به إليهما و المعنى من يكن في المهد صبيا كيف نكلمه و قال قطرب معناه من صار في المهد و من هو في المهد كما تقول إن كنت أبي فصلني قال زهير

أجزت إليه حرة أرجبية

و قد كان لون الليل مثل الأزندج .

و قيل كان هاهنا بمعنى خلق و وجد يقال كان الحر و البرد و قيل لفظة كان و إن أريد به الماضي فقد يراد به الحال و الاستقبال قوله‏ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا و كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً قال الشاعر

فأدركت من قد كان قبلي و لم أدع‏

لمن كان بعدي في القصائد مصعدا .

قوله سبحانه- لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ قال الفراء و الزجاج هو من صفة الراسخين لكن لما طال و اعترض بينهما كلام نصب المقيمين على المدح مثل قوله‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 250

وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ و قال آخرون هو من صفة غير الراسخين في العلم هاهنا و إن كان الراسخون في العلم من المقيمين قالوا و موضع المقيمين خفض عطفا على ما في قوله- يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ‏ و يؤمنون بالمقيمين المعنى يؤمنون بإقام الصلاة و قوله‏ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ قالوا عطف على قوله‏ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏ و قالوا المعنى و المؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و يؤمنون بالمقيمين الصلاة و هم المعصومون- وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ كما قال‏ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ‏ و قالوا الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏ منهم من المقيمين الصلاة قالوا فموضعه خفض و هذا ضعيف و قال الطبري المقيمون الصلاة هم الملائكة و إقامتهم الصلاة تسبيحهم ربهم و استغفارهم لمن في الأرض و معنى الكلام و المؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و بالملائكة. 6

قوله سبحانه- إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً نكرة بعد المعرفة و النكرة بعد المعرفة تكون منصوبة على القطع نظيره‏ وَ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً و قوله‏ وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً و قال بعضهم نصب على الحال كقوله‏ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً و قوله‏ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً و الكسائي لا يفرق بين الحال و القطع يقول إذا تم الكلام انتصب الاسم بعده على الحال و القطع.

قوله سبحانه- يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ‏ الآية انتصب حذر الموت لأنه مفعول له معناه يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت و هذا قول أهل البصرة و قيل نصب على الحال معناه في حال حذرهم من الموت كقولك جاءني زيد راكبا نظيره‏ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً و يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً و قيل انتصب على نزع الخافض معناه يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق من حذر الموت نظيره‏ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَ الصَّيْفِ‏

فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة]

قوله تعالى‏ إِنْ هذانِ لَساحِرانِ‏ ارتفع هذان على معنى الابتداء لأن إن هاهنا بمعنى نعم و قيل هذا لغة بلحرث بن كعب من اليمن و إنهم يرفعونه في حال الخفض‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 251

و النصب يقولون إن أخواك عندك و مررت بأخواك و ابتعت ثوبان و اشتريته بدرهمان و قال الشاعر

إن أباها و أبا أباها

و قال الفراء ألفه أصلية و قال غيره إنها عماد و ليس بألف التثنية و ألف التثنية ترجع إلى الياء في التثنية فلما كان هذا مبهما غير متمكن من الإعراب زيد في آخره نون بدل التثنية و أخرى في الإعراب على حالة واحدة وحدانه و جمعه و تثنيته تقول رأيت هذا و مررت بهذا و جاءني هذا و في الجمع رأيت هؤلاء و مررت بهؤلاء و جاءني هؤلاء و لو بني على قياس الأسماء المتمكنة لوجب أن يقال هذاان بألفين ثم يثنى ألف التثنية دون ألف الوصل أو العماد و قرئ بتسكين النون بمعنى ما و اللام على معنى الاستثناء معناه ما هذان إلا ساحران نظيره‏ وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ‏ .

قوله سبحانه- صَغَتْ قُلُوبُكُما القلب لا يصغى و إنما يتعلق بغيره ما يحل فيه من محبات و إرادات و دواع فحذف ذكر الحال و أقام المحل مقامه و جمع المحل الذي هو القلب لما كان الحال جمعا كما أقام المضاف إليه مقام المضاف في قوله‏ وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ و قوله‏ صَغَتْ قُلُوبُكُما و هما قلبان مثل قوله‏ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ‏ و هما اثنان عائشة و صفوان و كذلك قوله‏ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا و قوله‏ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا و هو الواحد و قيل إنما ذكر فعل اثنين بلفظ الجماعة لأن العدد عدد مفرد في بابه و كل ما خرج من حيز الواحد دخل في حيز الجماعة نحو الرجلين يصليان جماعة على مذهب من يقول أقل الجمع اثنان.

قوله سبحانه- هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا و في موضع‏ هَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ‏ كل اسم جاء على لفظ المصدر فالواحد و التثنية و الجمع فيه سواء نظير حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ‏ و قال‏ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ‏ و قيل إنما قال اختصموا لأنهما جمعان ليسا برجلين عنى به اليهود و النصارى و إذا كان اثنان غير مقصود بهما ذهب بهما مذهب الجمع لأنه يكون عاما كقوله‏ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ‏

فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر]

قوله تعالى‏ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 252

أي فمتعوهن متاعا فيه ضمير ناصب و مثله‏ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا و كل مرفوع لا يظهر رافعه فهناك ضمير نحو سُورَةٌ أَنْزَلْناها يعني هذه السورة لأن النكرة لا يبدأ بها و مثله‏ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْ‏ءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ‏ و مثله‏ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ‏ .

قوله سبحانه- فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ و قوله‏ وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ إنما يريد بالكل التوكيد و التكثير كقولك أكلنا اليوم كل شي‏ء و كنا في كل سرور و كقولك هذا قول أهل العراق و أهل الحجاز.

قوله سبحانه- وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ‏ المعنى أن الخلق جميعا يتقلبون في رحمته و رزقه و سأكتب ثوابها للمتقين خاصة و المعنى الآخر وسعت كل شي‏ء دخل فيها و أرادها.

قوله سبحانه- لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ‏ إلى قوله‏ الْمُتَّقُونَ‏ أراد تعالى ليس الصلاة هي البر كله بل تبقى عليكم صنوف الواجبات و ضروب الطاعات و يقال إن النصارى لما توجهوا إلى المشرق و اليهود إلى بيت المقدس و اعتقدوا في الصلاة إليهما أنها بر و طاعة خلافا على الرسول ص أكذبهم الله تعالى في ذلك و بين أن ذلك ليس من البر إذ كان منسوخا بشريعة النبي ص و أن البر ما تضمنه الآية.

قوله سبحانه- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ كانُوا عَنْها غافِلِينَ‏ ذمهم بالغفلة و هي من فعله تعالى لأنها السهو أو ما جرى مجراه مما تنافي العلوم الضرورية و لا تكليف على الساهي قلنا المراد هاهنا بالغفلة التشبيه لا الحقيقة و ذلك أنهم لما أعرضوا عن تأمل آيات الله تعالى و الانتفاع بها أشبهت حالهم حال من كان ساهيا غافلا عنها فأطلق ذلك عليهم كما قال‏ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ‏ و يقال أنت ميت و راقد و ما لك لا تسمع و لا تبصر.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 253

قوله سبحانه- ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَ الذِّكْرِ الْحَكِيمِ‏ و إن كان حكمة فإنما وصفه بأنه حكيم لما كان فيه من الدلالة بمنزلة الناطق بالحكمة حسن وصفه بأنه حكيم من هذه الجهة كما وصفت بأنها دليل لما فيها من الدليل و البرهان.

قوله سبحانه- رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها و يكون فيها الأطفال و المجانين و إنما قلنا ذلك تغليبا للأكثر كقولك قال أهل البصرة و إن كان قولا لبعضهم‏

فصل [في لفظ من‏]

قوله تعالى‏ وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ‏ علق الخلود بدوام السماوات و الأرض و هما يفنيان الجواب أنما علق به على طريق التبعيد و تأكيد الدوام تقول العرب لا أفعل كذا ما لاح كوكب و ما أضاء الفجر و ما اختلف العصران و ما تغنت حمامة و نحوها و مرادهم التأبيد و يجري ذلك مجرى قولهم لا أفعل كذا أبدا لأنهم يعتقدون أنه لا يزول و لا يتغير و عباراتهم تجري بحسب اعتقاداتهم لا بحسب ما يجري عليه الشي‏ء في نفسه كما اعتقد بعضهم في الأصنام أن العبادة تحق لها فسماها آلهة بحسب اعتقاده لا بحسب الحقيقة و قيل إنه أراد به الشرط و عنى بالآية دوام السماوات و الأرض المبدلتين لأنه تعالى قال‏ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ‏ فأعلمنا أنهما تبدلان و قد يجوز أن يديمهما بعد التغيير أبدا بلا انقطاع و إنما المنقطع هو دوام السماوات و الأرض التي يعلم الله تعالى انقطاعهما ثم يزيدهم الله على ذلك و يخلدهم و يؤبد مقامهم.

قوله سبحانه- وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ‏ و في موضع‏ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ‏ لأن من لفظ الواحد و معناها الجمع فمرة يحمل على اللفظ و أخرى على المعنى.

صفحه بعد