کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 107

لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ‏ فيكون عاجزا محتاجا إلى غيره ليعينه- وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ‏ أي لم يكن له حليف حالفه ينصره على من يناويه لأن ذلك صفة ضعيف عاجز و هذه الآية رد على اليهود و النصارى حيث قالوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً و على مشركي العرب حيث قالوا- لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه و ما ملك و على الصابئين و المجوس حيث قالوا لو لا أولياء الله لذل الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا و الحمد في الآية ليس هو على أن لم يفعل ذلك و إنما حمد على أفعاله المحمودة و وجه إلى من هذه صفته لا من أجل أن ذلك صفته كما تقول أنا أشكر فلانا الطويل الجميل ليس أنك تشكره على جماله و طوله بل على غير ذلك من فعله.

قوله سبحانه‏ وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فَادْعُوهُ بِها و قوله‏ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ إنما أمره بذلك لأن مشركي قومه لما سمعوا النبي ع يدعو ربه تارة بأنه الله و تارة بأنه الرحمن ظنوا أنه إلهين حتى قال بعضهم الرحمن رجل باليمامة فأنزل الله هذه الآية احتجاجا لنبيه ع بذلك و أنه شي‏ء واحد و إن اختلف أسماؤه و صفاته و قال نافع بن الأزرق لابن عباس تفتي في النملة و القملة صف لنا إلهك الذي تعبده فقال الحسن بن علي ع يا نافع من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الارتماس مائلا عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل يا ابن الأزرق أصف إلهي بما وصف نفسه و أعرفه بما عرفه نفسه لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس فهو قريب غير ملتصق و بعيد غير منفصل يوحد و لا يبعض معروف بالآيات موصوف بالعلامات لا إله إلا هو الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ‏

فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏]

قوله تعالى- وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً - هُوَ الْغَنِيُ‏ المعنيون بذلك طائفتان أحدهما كفار العرب فإنهم قالوا الملائكة بنات الله و أخرى النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله فكذب الفريقين فقال في العرب- فَاسْتَفْتِهِمْ أَ لِرَبِّكَ الْبَناتُ وَ لَهُمُ الْبَنُونَ‏ الآيات و قال قتادة و السدي كانت قريش تقول الملائكة بنات الله فنزلت الآية على وجه التقريع أن‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 108

يقول كيف يكون لربك البنات يا محمد و لهم البنون مع قوله تعالى‏ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى‏ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا و قوله‏ أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ‏ و من اصطفى الأدون على الأفضل مع القدرة كان ناقصا و من أين علموا أن الملائكة إناث أ شهدوا خلق الله لهم فرآهم إناثا على أنهم من إفكهم ليقولون ولد الله إنما يتخذ الولد من يجوز أن يكون مثل ذلك قد ولد و ذلك مستحيل و لذلك استهزئ بمن قال الملائكة بنات الله فقيل من أمهن و أما جواب النصارى فقد ذكرناه في الفصل الأول.

قوله سبحانه‏ وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ‏ لا يجوز عليه تعالى التبني لأن التبني إقامة المتخذ لولد غيره مقام ولده لو كان له فإذا استحال أن يكون له تعالى ولد على الحقيقة استحال أن يقوم ولد غيره مقام ولده فلذلك لا يجوز أن يشبه بخلقه على وجه المجاز لما لم يكن مشبها به على الحقيقة و حقيقة الولد من ولد على فراشه أو خلق من مائه و لذلك لا يقال تبني الشاب شيخا و لا تبني الإنسان بهيمة و لما استحال أن يكون ذلك صار هذه الحقيقة مستحيلة فيه و لا يجوز أن يقال اتخذه ولدا إذا اختصه بضرب من المحبة لأن ذلك إخراج الشي‏ء عن حقيقته كما أن تسمية ما ليس بطويل عريض عميق جسما إخراج له عن حقيقته.

قوله سبحانه‏ وَ اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا أما الخلة فقد جازت عليه تعالى لأحد شيئين أحدهما أن الخلة إخلاص المودة التي توجب الاختصاص بتخلل الأسرار فلما جاز أن يطلع الله تعالى إبراهيم ع على أمور لا يطلع عليها غيره تشريفا اتخذه خليلا على هذا الوجه و الثاني أن الخلة بالفتح هي الحاجة قال زهير و إن أتاه خليل يوم مسغبة و إنما اختص إبراهيم ع بذلك لانقطاعه عن الخلق و توكله على الخالق‏

فصل [في الايمان و الاسلام‏]

قوله تعالى‏ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 109

لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ‏ الإيمان هو التصديق بالقلب و لا اعتبار بما يجري على اللسان و هو في وضع اللغة التصديق و ليس باسم لأفعال الجوارح يقال فلان يؤمن بكذا و قال الله تعالى‏ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً و قال‏ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ‏ و قال‏ وَ ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَ لَوْ كُنَّا صادِقِينَ‏ أي بمصدق في الحق و قال‏ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ‏ و قال‏ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ‏ و قال‏ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ‏ كذبهم الله مع إظهار الشهادة و قال‏ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏ و قال‏ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ أخبر أنهم مؤمنون و إن لم يهاجروا و قال‏ وَ مَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ‏ يدل على أنه يكون مؤمنا و إن لم يعمل الصالحات و قال‏ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ فرق بين الإيمان و الأعمال و قال‏ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا إلى قوله‏ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ‏ فسماهم في حال البغي و المعصية إخوة للمؤمنين و قال‏ كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ. يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ‏ حكى عنهم كراهة الحق و الجدال فيه بعد وضوحه مع تسميتهم بالإيمان و قال‏ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً العمل لا يطلق إلا على أفعال الجوارح لأنهم لا يقولون عملت بقلبي و إنما يقولون عملت بيدي أو برجلي ثم إن هذا مجاز يحمل على الضرورة و كلامنا مع الإطلاق قال سعيد بن جبير جاء بنو أسد إلى النبي ع في سنة جدبة و أظهروا الإسلام يطلبون الخير فأخبر الله سبحانه بذلك ليكون معجزة له فقال‏ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا أي خضعنا للإسلام و هو الاستسلام-

/ ط- أنس قال النبي ع‏ الإسلام قبل الإيمان و عليه يتوارثون و يتناكحون و الإيمان عليه يثابون.

قوله سبحانه‏ فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏ و قوله‏ وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ‏ و قوله‏ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏ يدل على أن الإسلام هو الإيمان على الحقيقة و متى عرى عنه كان مجازا.

قوله سبحانه‏ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ‏ و قوله‏ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ إنما أراد من‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 110

أظهر الإيمان فقط.

قوله سبحانه‏ وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ‏ قال ابن عباس و مجاهد و قتادة و ما يؤمن أكثرهم بالله في إقراره بأنه الخالق إلا و هو مشرك بعبادة الأوثان تقديره أنهم ما يصدقون بعبادة الله إلا و هم يشركون الأوثان معه في العبادة و قال الرماني لا تنافي بين أن يؤمنوا بالله من وجه و يكفروا به من وجه آخر كما قال‏ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ‏ و أنكره البلخي و قال إنما هو في المنافقين يؤمنون في الظاهر و يشركون في الباطن و المعنى الصحيح أنه لا يؤمن أكثرهم إلا و أشرك في توحيده و عدله‏

فصل [في أن الطاعات من الايمان‏]

قد استدلت المعتزلة على أن الطاعات من الإيمان بآيات منها قوله تعالى‏ وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَ يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكاةَ وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ و لفظة ذلك عبارة عن الواحد فكيف يكون عبارة عن جميع ما تقدم ثم إن لفظة ذلك كناية عن التذكير و العبادات التي تقدم ذكرها إنما يشار إليها بلفظه تلك و ينبغي أن يكون عدة الشهور في قوله- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً من الدين. و منها

قوله سبحانه- بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ‏ لا يدل على بطلان حكم الإيمان و ارتفاع التسمية به و قد قال تعالى- وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ و معلوم أن التفرقة لما حدثت بعد البينة لم تبطل حكم البينة بل كانت ثابتة على ما كانت عليه و إنما أراد تعالى بعد مجي‏ء البينة ثم إن هذا الاستدلال مبني على القول بالعموم و نحن نخالف فيه و إذا جاز أن يكون لفظ الفسوق مخصوصا جاز أن يحمل على حكم الفسوق. و منها

قوله سبحانه- وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ‏ أراد به التصديق الذي لا يعرف القوم في الإيمان سواه و القرآن غير ناطق بأن الإيمان المراد به الصلاة و لا معول في مثل ذلك على أخبار آحاد.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 111

و منها

قوله سبحانه‏ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ‏ الآية لا يقتضي نفي اسم الإيمان عمن لم يكن بالصفات المذكورة فيها و إنما يقتضي التفضيل و التعظيم فكأنه تعالى قال إنما أفاضل المؤمنين و خيارهم من فعل كذا و كذا كما يقول الرجل من يضبط نفسه عند الغضب و إن كان من لا يفعل ذلك لا يخرج من أن يكون رجلا.

قوله سبحانه‏ حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ‏ كان ذلك إيمان إلجاء لا يستحق به الثواب كما لا يستحق بالإيمان الضروري و هذا كقوله‏ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا .

قوله سبحانه‏ فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ‏ إنما لا يقبل معذرتهم لأنهم ملجئون في تلك الحال‏ وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ‏ أي لا يقبل عتبهم و لا يقبل منهم الإعتاب‏

فصل [في تكفير كل عاص‏]

و قد تعلقت الخوارج في تكفير كل عاص بآيات منها قوله تعالى‏ وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ‏ لفظة من يعم و يخص و إنما يعلم أحدهما بدليل. و منها

قوله سبحانه‏ فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى. الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى‏ هذه الآية إنما يستفاد بظاهرها أن النار المتلظية الموصوفة في الآية لا يصلاها إلا من كذب و تولى فليدلوا بعد ذلك على أنه لا نار لله سوى هذه النار الموصوفة. و منها

قوله سبحانه‏ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ لا يدل على أن هناك وجوه أقوام ليست بهذه الصفة بل بصفة أخرى إما أن يكون عليها غبرة بل سمة أخرى أو بأن يكون عليها غبرة و لا تلحقها قترة و لو دل ذلك على ما قالوه لوجب أن يدل قوله‏ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ‏ على أن كل من لا يبيض وجهه من المؤمنين يجب أن يكون مرتدا

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 112

لأنه تعالى قال لهم- أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ‏ و الخوارج لا تقول ذلك لأن من المعلوم أن هاهنا كفارا من الأصل ليسوا بمرتدين عن الإسلام. و منها

قوله سبحانه- يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ‏ ليست من ألفاظ العموم عند أحد فغير ممتنع أن يكون الله تعالى أراد بعضها أو أراد سوادا مخصوصا يلحق الوجوه و إن لم يكن لاحقا بها. و منها

قوله سبحانه- وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ‏ لا يمتنع من أن تكون محيطة بغيرهم أيضا

و منها قوله سبحانه- وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ لو اقتضى نفي المجازاة عمن ليس بكفور لاقتضى أن يكون المؤمن غير مجاز بإيمانه و طاعته و يمكن أن يحمل الجزاء على الاصطلاح في الدنيا لأن الله تعالى أجرى العادة أن يعاقب بهذا الضرب من جزاء الكفار دون غيرهم كما قال‏ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ‏ الآية و منها

قوله سبحانه- لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ‏ و المؤمن عندنا لا يجوز أن يكفر لأنه يؤدي إلى اجتماع استحقاق الثواب الدائم و العقاب الدائم معا لبطلان التحابط و الإجماع يمنع من ذلك فالوجه فيه لا تعتذروا المعاذير الكاذبة فإنكم بما فعلتموه قد كفرتم بعد أن كنتم مظهرين الإيمان الذي يحكم لمن أظهره أنه مؤمنين. و منها

قوله سبحانه- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً المراد به من أظهر الإيمان و ليس كل من أظهر الإيمان يكون مؤمنا على الحقيقة في باطنه عند الله تعالى لجواز أن يكون ما أظهره نفاقا واقعا عن تقليد و الثواب إنما يستحق بالإيمان الحقيقي أو يكون بحكم الظاهر كما قال‏ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ و كما قال‏ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ . و منها

قوله سبحانه‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً قال الحسن و قتادة و عطا نزلت في اليهود كفروا بعيسى و الإنجيل ثم ازدادوا كفرا بمحمد و القرآن قال أبو العالية نزلت في اليهود و النصارى- كَفَرُوا بمحمد بَعْدَ إِيمانِهِمْ‏ بنعته‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 113

و صفته- ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً بإقامتهم على كفرهم. و منها

قوله سبحانه- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏ أي الذين آمنوا باللسان ظاهرا آمنوا بالجنان باطنا قال مجاهد و ابن زيد يعني بذلك أهل النفاق إنهم آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ثم ازدادوا كفرا على كفرهم و قال قتادة عنى بذلك‏ الَّذِينَ آمَنُوا بموسى‏ ثُمَّ كَفَرُوا به بأن عبدوا العجل‏ ثُمَّ آمَنُوا يعني النصارى آمنوا بعيسى- ثُمَّ كَفَرُوا به‏ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً بنبوة محمد ص و الأول أقوى و يكون خطابا للمنافقين و قال الجبائي و البلخي و الزجاج الخطاب لجميع المؤمنين أمرهم الله تعالى بأن يؤمنوا به في المستقبل بأن يستديموا الإيمان و لا ينتقلوا عنه لأن الإيمان الذي هو التصديق لا يبقى و إنما يستمر بأن يجدده الإنسان حالا بعد حال و هذا وجه جيد. و منها

قوله سبحانه‏ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى‏ ليس فيها ما يدل على أن المؤمن على الحقيقة يجوز أن يكفر لأنه لا يمتنع أن يكون المراد من رجع عن إظهار الإيمان بعد وضوح الأمر فيه و قيام الحجة عليه بالصحة. و منها

قوله سبحانه- لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَ آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا الإيمان الأول هو التصديق و الإيمان الثاني هو الاطمينان إلى الصواب بفعله مع الثقة به. و منها

قوله سبحانه- الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ‏ و في موضع‏ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ‏ المراد بالأول أنه يذكر ثوابه و إنعامه فيسكن إليه و الثاني يذكر عقابه و انتقامه فيخافه و يجل قلبه‏

باب ما يدخل في أبواب العدل‏

صفحه بعد