کتابخانه روایات شیعه
اليهود و اليهود ليخالف النصارى كما حكى عنهم- وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَ قالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ و قال الحسن إنهم يختلفون بالأرزاق و الأحوال و تسخير بعضهم لبعض.
قوله سبحانه فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ أي إغراء اليهود بمعاداة النصارى في ادعاء النصارى أن لله ولدا و اعتقادهم التثليث و إغراء النصارى بمعاداة اليهود بجحدهم بنبوة المسيح و شتمهم أمه و قال البلخي يكون الإغراء بين النصارى خاصة بعضهم لبعض على ظاهر الآية و هو أن الله تعالى نصب الأدلة على إبطال كل فرقة من فرق النصارى فإذا عرفت طائفة منها فساد مذهب الأخرى فيما نصب الله لها من الأدلة و إن جهلت فساد مقالة نفسها لتفريطها في ذلك و سوء اختيارها فجاز على هذا إضافة الإغراء إلى الله تعالى.
قوله سبحانه يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ معنى تتقون للتقوا لأن لعل بمعنى لام كي و عند المفسرين لعل من الله واجب فإذا كان خلق جميعهم للتقوى فقد أراد من جميعهم التقوى.
قوله سبحانه وَ هذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَ اتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أمر من الله باتقاء معاصيه و اتباع نبيه- لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ لكي ترحموا و إنما قال- وَ اتَّقُوا لَعَلَّكُمْ مع أنهم إذا اتقوا رحموا لا محالة لأمرين أحدهما اتقوا على رجاء الرحمة لأنكم لا تدرون ما توافون في الآخرة و الثاني اتقوه لترحموا و معناه ليكون الغرض بالتقوى منكم طلب ما عند الله من الرحمة و الثواب.
قوله سبحانه حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ الآية فيها دلالة على أنهم كانوا يقدرون على الطاعة فتمنوا الرجوع ليعملوا الخير بخلاف ما تقول المجبرة.
قوله سبحانه فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ يدل على أنهم كانوا قادرين على الإيمان في الدنيا فلذلك طلبوا تلك الحال و لو لم يكونوا قادرين لما طلبوا الرد إلى الدنيا و إلى حالهم الأولى و تدل أيضا على بطلان مذهب الحسين النجار في تكليف أهل الآخرة و هو خلاف القرآن و الإجماع.
قوله سبحانه لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ و لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ و لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ و لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ و لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ و لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ فيها دلالات على أن الله تعالى أراد منهم المذكورات لأن كلها لامات الغرض
فصل [في الاستقامة]
قوله تعالى وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ قال أكثر المفسرين إنه لو استقام العقلاء على طريقة الهدى و استمروا عليها و عملوا بموجبها لجازاهم على ذلك بأن أسقاهم ماء غدقا أي كثيرا و في ذلك ترغيب في الهدى و قال الفراء معناه و أن لو استقاموا على طريقة الكفر لفعلنا بهم ما ذكرناه تغليظا للمحنة في التكليف و لذلك قال لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ .
قوله سبحانه فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً علمنا في الجملة أن هذه الآيات مخصوصة فلا نعتقد فيها تخصيص و ليس يلزمنا أكثر من ذلك و من تكلف و قال إنما فتح أبواب كل شيء ليفرحوا و يبطروا فيستحقوا العقاب قلنا انصرفنا عنه بدليل كما انصرفنا عن آيات الجبر و التشبيه ثم إن لفظة الكل هاهنا المراد به التكثير دون العموم مثل قوله وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ و قوله وَ لَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها و يقال هذا قول أهل العراق و أهل الحجاز و يراد به قول أكثرهم.
قوله سبحانه وَ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة الإرادة لا تتعلق بألا يكون الشيء و إنما تتعلق بما يصح حدوثه قال ابن إسحاق يريد الله أن يحبط أعمالهم بما استحقوه من المعاصي و الكبائر و قال غيره إن الله يريد أن يحكم بحرمان ثواب الذين عوضوا بتكليفهم و هو لائق بمذهبنا لأن الإحباط باطل.
قوله سبحانه وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَ لكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى يعني أنه تعالى لو يؤاخذ الكفار و العصاة بذنوبهم و يعاجلهم بعقوباتهم لما ترك على الأرض أحدا من الظالمين و إنما يؤخرهم تفضلا منه ليتوبوا و لما في ذلك من المصلحة لباقي المكلفين ليعتبروا بهم و الوجه في تعميمهم بالإهلاك مع أن فيهم مؤمنين أن الإهلاك و إن عمهم فهو عقاب الظالم دون المؤمن لأن المؤمن يعوض عليه على أن ذلك يكون خاصة و التقدير ما ترك عليها من دابة من أهل الظلم ثم إنه لو هلك الآباء بكفرهم لم يؤاخذ الأبناء.
قوله سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا إلى قوله فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها قال ابن عباس المعنى عبد الله بن سلام و غيره فلما أسلموا دوفع عنهم و قال أبي و كعب الطمس إن ترد عن بصائر الهدى و تحول الوجوه إلى الأقفاء و يكون المعنى أن يحول بالمعصية و تسمى بالضلال و قال الحسن و مجاهد و الضحاك و السدي نطمسها عن الهدى فنردها على أدبارها في ضلالتها ذما لها بأنها لا تنصلح أبدا و إن كانوا في الضلالة في الحال فتوعدهم بأنهم متى لم يؤمنوا بالنبي ع ازدادوا بذلك ضلالا إلى ضلالتهم و إما أن يسألهم أن يؤمنوا من بعد و هو المروي عن أبي جعفر ع و يقال يكون ذلك في القيامة تقلب وجوههم إلى أدبارهم
فصل [في الارادة]
قوله تعالى وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً الإهلاك على سبيل الامتحان أو الاستحقاق حسن و إنما يقبح إذا كان ظلما و الله تعالى منزه عن ذلك و لا ظاهر الآية يقتضي ذلك و إذا قامت الدلالة على أنه تعالى منزه عن القبائح علمنا أن هذه الآية لم تتعلق إلا بالإهلاك الحسن قوله أَمَرْنا مُتْرَفِيها المأمور به محذوف و ليس يجب أن يكون المأمور به هو الفسق و إن وقع بعده الفسق و هذا كما يقول أمرته فعصى و دعوته فأبى و المراد أمرته بالطاعة و دعوته إلى الإجابة و إنه تعالى لم يعلق الإرادة إلا بإهلاك مستحق بما تقدم من الذنوب و الذي حسن قوله إِذا أَرَدْنا هو أن في تكرار الأمر بالطاعة و الإيمان إعذارا إلى العصاة و إنذارا لهم و إثباتا للحجة عليهم حتى يكونوا متى خالفوا بعد تكرار الإنذار ممن يحق عليه القول و يجب عليه الحجة يوضح ذلك قوله قبل الآية- وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا و يكون أَمَرْنا مُتْرَفِيها من صفة القرية و صلتها و لا يكون جوابا لقوله- وَ إِذا أَرَدْنا و يكون تقدير الكلام و إذا أردنا أن نهلك قرية من صفتها أنا إذا أمرنا مترفيها ففسقوا فيها و لم يأت لها جواب ظاهر في الآية للاستغناء عنه بما في الكلام من الدلالة عليه نحو حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ الآية و لم يأت لإذا جواب في طول الكلام للاستغناء عنه قال الهذلي
حتى إذا سلكوهم في قنائدة
شلا كما تطرد الحمالة الشردا
حذف جواب إذا و البيت آخر القصيدة و يكون ذكر الإرادة في الآية مجازا و إنهم متى أمروا فسقوا و يجري ذكر الإرادة في الآية هاهنا مجرى قولهم إذا أراد التاجر أن يفتقر أتته النوائب من كل جهة و الخسران من كل طريق و قولهم إذا أراد العليل أن يموت خلط في مأكله و تسرع إلى ما تتوق إليه نفسه و هذا كقوله فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ و يحمل الآية على التقديم و التأخير فيكون تلخيصها إذا أمرنا مترفي قرية بالطاعة فعصوا و استحقوا العقاب أردنا إهلاكهم و يشهد بذلك قوله- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ و قوله وَ إِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ و الطهارة قبل القيام إلى الصلاة و قيام الطائفة معه يكون قبل إقامة الصلاة و يحتمل كأنه قال تعالى و إذا أردنا أن نهلك قرية مأمورا مترفوها كررنا الأمر
عليهم أو أعدنا للوعظ لهم أو أمرناهم ثانيا ففسقوا فيها فحق عليهم القول و يمكن أن يتحمل لإذا في الآية جواب و هو أن يجعل الفاء في قوله- فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً زائدة و يجعل دمرناها جوابا لإذا كقولهم أخوك فمجده و زيدا فاضرب و عمرا فأكرمه و منه وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ .
قوله سبحانه سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ لا يقتضي أكثر من أنه يستدرج من كذب بآياته و لم يذكر ما يستدرجه إليه و أصله من الدروج و هو الهلاك و يقال من دب و درج و سينه لا يمكن إجراؤها عن السؤال في أوصافه قال ابن عباس إنهم كلما أحدثوا خطيئة جدد لهم نعمة و إنما يستدرجهم إلى الضرر و العقاب الذي استحقوه بما تقدم من كفرهم و لله تعالى أن يعاقب المستحق بما شاء أي وقت شاء فكأنه تعالى لما كفروا و بدلوا نعمه و عاندوا رسله لم يغير نعمه في الدنيا بل أملهم إلى وقت أراد و لو جاز أن يستدرجهم إلى الكفر ثم يعذبهم عليه لجاز أن يعذبهم ابتداء و لو جاز أن يأمرهم بالفسق لكانوا بفعله مطيعين ففسقوا فيها دال على أنه إنما أمرهم بالطاعة فصاروا بمفارقة أمره فاسقين و لو كان أمرهم بالفسق ففعلوا ذلك لكانوا بذلك مطيعين و الإرادة لإهلاك قوم قد يكون حسنا إذا كانوا مستحقين و قد بين أنه لا يهلك أحدا إلا بالاستحقاق قوله وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى وَ ما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى
فصل [في أن الله مريد]
قوله تعالى فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كافِرُونَ - ابن عباس و قتادة في الكلام تقديم و تأخير فلا يعجبك يا محمد و لا يعجب المؤمنين معك أموال هؤلاء الكفار و المنافقين و لا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة عقوبة لهم على منعهم حقوقها و مثله فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ المعنى فألقه إليهم فانظر ما ذا يرجعون ثم تول عنهم و معنى التعذيب بالأموال و الأولاد في الدنيا ما هو جعله للمؤمنين من قتالهم و غنيمة أموالهم و سبي أولادهم و في ذلك إيلام لهم و قد أخبر الله تعالى نبيه ع أنه يرزق الكفار الأولاد و الأموال لا لكرامة لهم بل للمصلحة
الداعية إلى ذلك و أنهم مع هذه الحال معذبون بها بالوجه المذكور و المراد بذلك كل ما يدخل عليهم في الدنيا من الغموم و المصائب بأموالهم عقاب و جزاء و هو للمؤمنين محنة و جالبة للعوض و يجوز أيضا أن يراد به ما ينذر به الكافر قبل موته و عند احتضاره و عند انقطاع التكليف عنه مع أنه حي من العذاب الدائم الذي قد أعد له و إعلامه أنه صائر إليه و منتقل إلى قراره- الحسن و الطبري المراد بذلك ما ألزمه هؤلاء الكفار من الفرائض و الحقوق في أموالهم لأن ذلك يؤخذ منهم على كره و هم إذا أنفقوا بغير نية فتصير نفقتهم غرامة و عذابا من حيث لا يستحقون عليها أجرا و هذا غير صحيح و قال المرتضى تقدير الآية أنما يريد الله ليعذبهم بأموالهم و أولادهم الواقع ذلك منهم في الحياة الدنيا من إنفاقهم الأموال في وجوه المعاصي و حملهم الأولاد على الكفر.
قوله سبحانه وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ أي يموتون على الكفر و ليس يجب إن كان مريدا لا تزهق أنفسهم و هم على هذه الحال أن يكون مريدا للحال نفسها على ما ظنوه لأن الواحد منا قد يأمر غيره و يريد منه أن يقاتل أهل البغي و هم محاربون و لا يقاتلهم و هم منهزمون و لا يكون مريدا لحرب أهل البغي للمؤمنين و إن أراد قتالهم على هذه الحال و كذلك قد يقول لغلامه أريد أن تواظب إلي في السجن و أنا محبوس و للطبيب صر إلي و لازمني و أنا مريض و لا يريد الحبس و لا المرض و إن كان قد أراد ما هو متعلق بهاتين الحالتين و لا يكون قوله وَ هُمْ كافِرُونَ حالا لزهوق أنفسهم بل يكون كأنه كلام مستأنف و التقدير فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ و هم مع ذلك كلهم كافرون صائرون إلى النار و تكون الفائدة أنهم مع عذاب الدنيا قد اجتمع عليهم عذاب الآخرة و يكون معنى تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ على هذا الجواب غير الموت بل المشقة الشديدة.
قوله سبحانه وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ لم يقل إلا و قد آمن به في الماضي و إنما قال- إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ في مستقبل من الزمان فيجوز أن يكون ذلك عند
نزول عيسى و خروج المهدي ع و يجوز أن يريد بقوله قَبْلَ مَوْتِهِ إذا عاين حاله لأن المعاين لم يمت إلا و قد عرف ما كان عليه من هدى أو ضلال.
قوله سبحانه سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ لما سمع أبو لهب هذه السورة لو كان آمن لكان فيه تكذيب الله تعالى و إن لم يجب عليه الإيمان فهو خلاف الإجماع الجواب خبر الله تعالى مشروط بأنه سيصلى نارا إن لم يؤمن و يجب عليه أن يعلم ذلك و أنه يدل على صدق معجزة النبي ع.
قوله سبحانه ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ - فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَ يَلْعَبُوا إجماع أن الله تعالى لا يطلق الكفر به و الشتم له و الفرية عليه فالمجوز له خارج عن الإجماع و قوله يَلْعَبُونَ ليس بجواب ذَرْهُمْ .
قوله سبحانه وَ لكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ أخبر أنه منعهم من الخروج فليسوا يخلون من أن يكونوا قادرين على الخروج أو غير قادرين فمنع غير قادرين محال و إن كانوا قادرين و قد منعهم الله فقد صح مذهبنا و بعد فقوله وَ لكِنْ كَرِهَ اللَّهُ و الله تعالى غير كاره على قاعدتكم
فصل [في القتل]