کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 191

لم يكن المراد ما تعملون فيه ليصير تقدير الكلام ما تعبدون الأصنام التي تنحتونها و الله خلقكم و خلق هذه الأصنام التي تفعلون فيها التخطيط و التصوير لم يكن للكلام معنى على أن إضافة العمل إليهم بقوله‏ تَعْمَلُونَ‏ يبطل تأويلهم الآية لأنه لو كان خالقا لها لم يكن عملا لهم لأن العمل أنما يكون عملا لمن أحدثه فكيف يكون عملا لهم و الله خلقه و إن قوله‏ وَ ما تَعْمَلُونَ‏ يقتضي الاستقبال و كل فعل لم يوجد فهو معدوم و محال أن يقول تعالى إني خالق للمعدوم و لو كان كما ظنوه لقال و الله خلقكم و خلق عبادتكم للأصنام فيكون عاذرا و مزيلا اللوم عنهم لأن الإنسان لا يذم على ما خلق فيه و الخلق إذا كان بمعنى التقدير فقد يكون الخالق خالقا لفعل غيره إذا كان مقدرا يقال خلق الأديم إذا قدر و إن الله تعالى قال‏ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏ و هذه الآية تدل على بطلان الجبر و إن الله تعالى لا يريد من الكفار الكفر لأنه صرح هاهنا أنه يريد من جميع المكلفين الإيمان و الطاعة.

قوله سبحانه‏ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً هذه الآية تدل على أربعة أشياء أحدها على بطلان التقليد و صحة الاستدلال في أصول الدين لأنه حث و دعا إلى التدبر و ذلك لا يكون إلا بالفكر و النظر و الثاني يدل على فساد مذهب الجبرية و الحشوية أن القرآن لا يفهم معناه إلا بتفسير الرسول ع لأنه تعالى حث على تدبره ليعلموا به و الثالث يدل على أنه لو كان من عند غير الله لكان على قياس كلام الخلق من وجوه الاختلاف فيه و الرابع يدل على أن المتناقض من الكلام ليس من فعل الله لأنه لو كان من فعله لكان من عنده لا من عند غيره منصور الفقيه‏

لي جار جمعت فيه من الشر أمور

كلما أبصر شخصي ظل يغلي و يفور

لا لجرم غير أني قلت ربي لا يجور

قوله سبحانه‏ وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ‏ اللام لام العاقبة و المعنى أنه خلق الخلق كلهم و تصير عاقبة كثير منهم إلى جهنم بسوء اختيارهم من الكفر بالله و ارتكاب معاصيه.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 192

قوله سبحانه‏ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‏ دليل على أنه لم يخلق الثقلين إلا لعبادته فاللام لام الغرض و لا يجوز أن يكون لام العاقبة لحصول العلم بأن عالما لا يعبدون الله تعالى.

قوله سبحانه‏ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ‏ هذا التعوذ أنما هو من شر ما خلق من أنواع خلقه من السباع و الهوام و ما أشبه ذلك مما يؤذي الناس.

قوله سبحانه‏ وَ ما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ دلالة على بطلان قول المجبرة في أن الكافر لا يقدر على الإيمان لأن الآية نزلت على أنه لا عذر للكافر في ترك الإيمان و لو كانوا غير قادرين لكان فيه أوضح العذر لهم و لما جاز أن يقال و ما ذا عليهم لو آمنوا بالله و إنهم لا يقدرون عليه و لا يجدون السبيل إليه و لذلك لا يجوز أن يقال لأهل النار ما ذا عليهم لو خرجوا منها إلى الجنة من حيث لا يقدرون عليه و لا يجدون السبيل إليه و كذلك لا يجوز أن يقال للمريض ما ذا عليه لو كان صحيحا و لا للفقير ما ذا عليه لو كان غنيا- ابن الصوفي‏

من رأى الظلم قبيحا فعله‏

لا لنهي الآمر المقتدر

ثم لا يأمن من موبقة

يزدريها و هي إحدى الكبر

قال مثله بشي‏ء بين‏

قلت في التحصيل كسب الأشعري‏

فصل [في الظلم‏]

قوله تعالى- إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ اعلم أن الله تعالى قد نفى الظلم عن نفسه في الدنيا و الآخرة فأما في الدنيا فقوله‏ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَ ما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ‏ ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى‏ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ‏ أَ لَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏ وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا وَ ما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى‏ وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى‏ و نحوها و أما في الآخرة فقوله‏ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ‏ وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً وَ وُضِعَ الْكِتابُ‏ 2

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 193

وَ جِي‏ءَ بِالنَّبِيِّينَ‏ الْيَوْمَ تُجْزى‏ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ

دخل يزيد بن معاوية الشامي على الرضا ع بمرو و سأل عن قول الصادق ع لا جبر و لا تفويض بل أمر بين الأمرين فقال ع من زعم أن الله فعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر و من زعم أن الله فوض أمر الخلق و الرزق إلى حججه فقد قال بالتفويض و القائل بالجبر كافر و القائل بالتفويض مشرك قال فما أمر بين أمرين فقال ع وجود السبيل إلى إتيان ما نهوا عنه قال فهل لله إرادة و مشية في ذلك فقال أما الطاعات فإرادة الله و مشيته فيها الأمر بها و الرضا بها و المعاونة عليها و إرادته و مشيته في المعاصي النهي عنها و السخط لها و العقوبة عليها و الخذلان بها قال فلله فيه القضاء قال نعم ما من فعل فعله العباد من خير و شر إلا و لله فيه القضاء قال فما معنى هذا القضاء قال الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب و العقاب في الدنيا و الآخرة.

الفقيه الأصفهاني‏

أ يكلف الذنب العظيم عباده‏

و به يعذبهم فذا ظلمان‏

و الله ليس بظالم لعباده‏

و بذلك أنطق محكم القرآن‏

قوله سبحانه‏ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ‏ و إذا لم يحب الظالم لم يحب فعل الظلم لأنه إنما لم يحب الظالم لظلمه و المحبة هي الإرادة

قوله سبحانه‏ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ‏ رد على المجبرة لأنه لو أراد ظلم بعضهم لبعض لكان قد أراد ظلمهم و كذلك لو أراد ظلم الإنسان لغيره لجاز أن يريد أن يظلمه هو لأنه لا يفعل ما لا يريد و قوله‏ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ‏ نفي لإرادة ظلمهم على كل حال قوله سبحانه‏ وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى‏ بِظُلْمٍ‏ أي بظلم صغير يكون منهم مع أن أكثرهم المصلحون لأن القليل لا يعتد به في جنب الكثير و قيل إن المعنى بظلم منا كما قال‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً بيت جل إله الخلق من ظلم البشر

قوله سبحانه‏ وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ذكره بلفظ المبالغة في نفي الظلم عن‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 194

نفسه و إن كان لا يفعل القليل منه لأنه خرج جوابا للمجبرة و ردا عليهم لأنهم ينسبون كل ظلم في العالم إليه تعالى فبين أنه لو كان كما قالوا لكان ظلاما و إنه ليس بظالم و سئل متكلم لم ورد على وزن فعال الذي صيغ للكثير و هو متنزه عن الظلم اليسير فقال لأنه لو فعل أقل الظلم لكان عظيما منه لأنه غير محتاج إليه مع علمه بقبحه و بأنه غني عنه و القبيح لا يتأتى إلا من جاهل أو محتاج فلو فعله من غير حاجة إليه فهو أعظم من كل ظلم فعله فاعل لحاجة إليه‏

فصل [في الحسنة]

قوله تعالى‏ ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ‏ قال ابن عباس و الحسن الحسنة ما أصاب النبي عليه السلام يوم بدر من الظفر و الغنيمة و السيئة ما أصابه يوم أحد من كسر رباعيته و قال أبو العالية و أبو القاسم إن الحسنة و السيئة الطاعة و المعصية و يكون المعنى أن الحسنة التي هي الطاعة من أمر الله و ترغيبه فيها و لطفه لها و السيئة بخذلانه على وجه العقوبة على المعاصي المتقدمة و سماه سيئة كما قال‏ وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها و التقدير ما أصابك من ثواب حسنة فمن الله لأنه الذي عرضك للثواب و أعانك عليه و أصابك من عقاب سيئة فمن نفسك لأنه تعالى نهاك عنها و زجرك عن فعلها فلما ارتكبتها كنت الجاني على نفسك و يجوز أن يكون المراد بالسيئة ما يصيبهم في دار الدنيا من المصائب لأنه لا يجوز أن يكون ذلك عقابا أو بعض ما يستحقونه و قوله‏ فَمِنْ نَفْسِكَ‏ قال الحسن و قتادة و السدي و ابن جريح و الضحاك أي فبذنبك أضاف المعصية إلى العبد في هذه الآية و نفاها عن نفسه و لو كانت من خلقه لكانت منه على أو كذا لوجوه‏

قوله سبحانه‏ وَ إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏ قال الحسن و أبو القاسم و أبو علي هذه حكاية عن‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 195

المنافقين و قال الزجاج و الفراء إن اليهود لما قدم النبي عليه السلام المدينة فكانت إذا زكت ثمارهم و أخصبوا قالوا هذه من عند الله و إذا جدبوا و خاصت ثمارهم قالوا هذا لشوم محمد ص و قال ابن عباس و قتادة الحسنة و السيئة هو السراء و الضراء و البؤس و الرخاء و النعمة و المصيبة و الخصب و الجدب و قال الحسن و ابن زيد هو النصر و الهزيمة و قال ابن زيد قوله‏ مِنْ عِنْدِكَ‏ معناه بسوء تدبيرك و قال الجبائي و البلخي و الزجاج أي بشومك الذي يلحقنا بك كما حكي عن موسى‏ وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى‏ وَ مَنْ مَعَهُ‏ فأمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يقول إن جميع ذلك من عند الله و الآية معارضة بقوله تعالى‏ وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏ ... وَ يَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ‏ نظم‏

و ليس بمجزي كاسب غير ما جنى‏

إذا ما سواه كان محتقب الوزر

و ما ذا عليهم قال لو آمنوا و لم يقل‏

لمريض لم مرضت و ذي قبر

و لكنه أبدى الخطاب لعاقل‏

تباين عن جنس المستبين بالقهر

فصل [في قضاء الله‏]

قوله تعالى- لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا القضاء له أربعة عشر وجها- فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ‏ خلق‏ إِذا قَضى‏ أَمْراً فعل‏ وَ اللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِ‏ يفعل و منه‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 196

سمي القاضي الحاكم- وَ قَضى‏ رَبُّكَ‏ أمر وَ قَضَيْنا إِلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ‏ أعلمنا فهذا يأتي مقرونا بإلى- إِذْ قَضَيْنا إِلى‏ مُوسَى الْأَمْرَ عهدنا فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ‏ فرغتم‏ فَوَكَزَهُ مُوسى‏ فَقَضى‏ عَلَيْهِ‏ مات‏ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ‏ وجب‏ أَمْراً مَقْضِيًّا كتابا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى‏ إتمام‏ فَلَمَّا قَضى‏ مُوسَى الْأَجَلَ‏ وفى‏ فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ‏ فاصنع‏ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً يقدر

النبي ع يقول الله تعالى‏ من لم يرض بقضائي و لم يشكر لنعمائي و لم يصبر على بلائي فليتخذ ربا سوائي.

زرارة بن أعين قال الصادق ع‏ إذا كان يوم القيامة و جمع الله الخلائق سألهم عما عهد إليهم و لم يسألهم عما قضى عليهم.

النبي ع‏ سيكون في آخر هذه الأمة قوم يعملون بالمعاصي ثم يقولون هذه من الله قضاء و قدر فإذا لقيتموهم فأعلموهم أني منهم بري‏ء.

1- و أتي أمير المؤمنين ع بمفتر قاذف فقال له يا هذا لم قذفت هذا المؤمن فقال يا أمير المؤمنين من قضاء الله و قدره فقال كذبت يا عدو الله على الله- وَ اللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِ‏ و هذا هو الباطل فأمر بحد الفرية ثم أمر ثانيا حتى أقيم عليه حد الافتراء فلما أفاق و قام قال يا أمير المؤمنين جمعت علي بين ما لم يجمع الله علي فقال ع كذبت يا عدو الله ما ضربتك إلا حد الله أما الأربعين فلإفكك على الله حين نسبت إليه قضاء المعصية و أما الثمانين فهو حد القذف.

و قال جميع الحشوية و معظم رواة العامة و نقله أحمد بن حنبل إن عمر بن الخطاب أتي بسارق فقال ما حملك على هذا فقال قضاء الله و قدره فضربه عمر ثلاثين سوطا ثم قطع يده فقال قطعت يدك بسرقتك و ضربتك بكذبك على الله و قال أبو مريم الثنوي لأبي موسى الأسواري ما أحسن دينكم لو لا أنكم تقولون إن الله يقضي هذه الفواحش ثم يعذب عليها فقال الحسن هذه حجة الله قامت على لسان أبي مريم أعلموه أننا لا نقول هذا إنما يقول السفهاء منا فأسلم أبو مريم و قال أبو محمد المدائني أقول إذا أعطيت الكتاب يا رب إني معترف بما فيه و لكن خبرني أ هو شي‏ء ركبته أم شي‏ء قضي علي فإن كنت فعلت فعبدك أخطأ و أساء فإن تعف فبفضلك و إن تعذب فبعدلك و إن كان قضي علي قلت يا معشر الخلائق أين العدل الذي كنا نسمع به في دار الدنيا ليس هاهنا منه قليل و لا كثير و قال بعض الناس لو كان الزناء كما قضى الله لكان الرضا به خيرة لإجماع الناس على قولهم الخيرة فيما يصنع الله نظم‏

أصفع المجبر الذي بقضاء السوء قد رضي‏

فإذا قال لم فعلت فقل هكذا قضي‏

- الملك الصالح‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 197

و لو قد قضى الله المعاصي بقولكم‏

لمهد للاتي بها أوسع العذر

و لم يعذر الأعمى بما قد قضى به‏

عليه و لا أهل الزمانة و الضر

و لكنه لم يعذر السارق الذي‏

تعدى و لا الزاني و لا شارب الخمر

يكون معاصي الخلق جورا و باطلا

و نسبة بارينا لذاك من النكر

و حاشاه يبدأ باطلا في قضائه‏

و قد قال يقضي الحق في محكم الذكر

و لكن قضا الله فيها عقابه‏

عليها و تعجيل النكال الذي يجري‏

أ يغضب مما قد قضاه مقدر

له إن هذا ليس من قول ذي حجر

فكيف يكون الحمد و الذم لامرئ‏

على فعله يلجأ إليها و لا يدري‏

(فصل)

قوله تعالى‏ وَ قَضَيْنا إِلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ‏ لم يقل قضينا عليهم أو قضينا فسادهم و إنما قال قضينا إليهم‏ فِي الْكِتابِ‏ فهذا القضاء مما حصل في التورية و القضاء بمعنى الخلق لا يحصل فيها و لا خلاف أنه لا يأمره و قال‏ لَتُفْسِدُنَ‏ فأضاف إليهم و أخبر أنهم يفعلون في المستقبل و معناه أنه أخبرهم فيها بفسادهم مرتين يدل عليه‏ وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ‏

صفحه بعد