کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 98

و جلى بمعنى واحد كما يقال تصدق و صدق و تحدث و حدث و النظر إلى الشي‏ء يقول تجلى فلان لفلان إذا نظر إليه و تجلى البازي للصيد إذا رفع رأسه ناظرا إليه فالأول غير جائز على الله تعالى لأن الظهور و الكمون تغير و هو من صفات المحدث و لو أراد تعالى ذاته لم يكن لذلك معنى لأن المتجلي يكون إما بمقابلة أو ظهور فلو أريد به المقابلة فصار الجبل دكا وجب أن يستقر له مكان في العرش و غيره بل يصير دكا و إن أراد ظهر لكان لا يصح لأنه تعلق نفي الرؤية بأن لا يستقر الجبل و المعلوم أنه لا يستقر بأن ينكشف له و يرى لأن ذلك في حكم أن يجعل الشرط في أن لا يرى ما يوجب أن يرى و ذلك متناقض و يحتمل أنه لما أظهر الله تعالى للجبل من آيات الآخرة صار الجبل دكا إذ قد بينا أن ظهوره ظهور آياته كما قال الحسن تجلى ربه بدا له نور العرش-

و في رواية تجلى الله علما من أعلام يوم القيامة فاقتلع الجبل.

و يحتمل أن يكون في الكلام تقديم و تأخير فيكون معناه فلما تجلى موسى للجبل أي فلما رفع رأسه ناظرا إليه جعله ربه دكا و ذلك أنه قال‏ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ و نظيره‏ أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ‏ و تقديره أ لم تر إلى الظل كيف مده ربك‏

فصل [في اللقاء]

قوله تعالى‏ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ‏ - يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى‏ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ‏ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ‏ التعلق بظواهرها لا يصح لأن اللقاء عندهم أفضل ثواب الله و الله تعالى حذرهم من لقائه بعد الأمر باتقائه و هم متى ما اتقوه لقوه بزعمهم و متى ما لم يتقوه لم يلقوه فالتوعد بذلك لا يصح عندهم لأنه من أفضل الثواب و لو كان اللقاء الرؤية لرآه المؤمنون و الكافرون لأنه أخبر أنهم الذين يعلمون و يعتقدون أنهم ملاقو الله و عندهم أنه إنما يراه المستحقون لثوابه و ليس أحد يعلم يقينا أنه مستحق للثواب فإذا لم يجز أن يعلم أحد أنه يراه صح أن الملاقاة غير الرؤية و الملاقاة مفاعلة من اللقاء و أصله استقبال الشيئين أحدهما للآخر يقال داري تلقاء داره و يستعمل في الرؤية لاستقبال الرائي المرئي و الظاهر يقتضي أنهم يستقبلون الله و الله يستقبلهم و لو تركوا الظاهر سقط تعلقهم و إن كانت الملاقاة استقبال أحد الشيئين للآخر فلا معنى للتوعد به لأنهما لا يوجبان تحذيرا و لا تخويفا و ظاهر اللفظ يوجب أنهم يعلمون أنهم يلقونه في الوقت-

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 99

لأنه أخبر أنهم يعلمون أنهم ملاقوه و لم يقل سيلقونه في الآخرة و متى قلت فلان يلاقي فلانا فإنه يجب للحال و إذا لم يكن في الوقت كذلك سقط التعلق و لا يرد إلى الاستقبال لأنه عدول عن الظاهر و اللقاء مجاز في الرؤية لأنه يستعمل في ممارسة الشي‏ء و إن لم يصح الرؤية عليه يقال لقيت منه شرا و برحا و لقيت منه الأمرين- لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً وَ لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ‏

فمن يلق خيرا يحمد الله أمره‏

يلاقي كما لاقى مجير أم عامر

و على سبيل التوعد يجب أن تلقى الأمير- فَإِذا لَقِيتُمُ‏ وَ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ‏ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ‏ و إذا كان مجازا لم يجز رده إليها إلا بدليل و متى منع الجري على ظاهره وجب رد المعنى إلى ما يصح الجري عليه كقوله‏ وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ‏ يؤكد ذلك قوله‏ فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى‏ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ‏ معناه يوم يلقون جزاءه لأن المنافقين لا يرون الله عند أحد من أهل الصلاة و كذلك قوله‏ وَ لَوْ تَرى‏ إِذْ وُقِفُوا عَلى‏ رَبِّهِمْ‏ إلى آخر الآية معناه إذ وقفوا على جزاء ربهم لأن الكفار لا يرون الله عند أحد من الأمة و يستحيل الرؤية لموجب كون المرئي جسما كثيفا بأكثف من شعاع العين في محاذاة مخصوصة متوسطا في القرب و البعد من الرائي فلما استحال عليه ما به تصح الرؤية استحالت الرؤية عليه فوجب صرف ما ينفى عنه من الألفاظ إلى غيره و قد فسره الله تعالى بما لا إشكال فيه أن جميع الناس يلقونه ثم بين كيفية اللقاء من سرور أو ثبور.

قوله سبحانه‏ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى‏ ما فَرَّطْنا فِيها أي خسر هؤلاء الكفار الذين كذبوا بلقاء ما وعد الله به من الثواب و العقاب و جعل لقاءهم لذلك لقاءه تعالى مجازا كما يقول المسلمون لمن مات منهم لقد لقي الله و صار إليه يعنون لقاء ما يستحقه من الله كما قال‏ وَ لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ‏ و الموت لا يشاهد أي رأيتم أسبابه و أنتم تنظرون‏

فصل [في الحجاب‏]

قوله تعالى‏ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‏ وَ زِيادَةٌ الظاهر أنه لا دلالة

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 100

على ما قالوه لأن الزيادة لا تعقل بمعنى الرؤية فإذا لا يجوز أن يخاطب الله عباده بما ليس في لغتهم إلا مع البيان لذلك و إنما يصح ذلك في الشرع من حيث لم يكن لما أمر به في أصل اللغة اسم موضوع و ليس كذلك الرؤية و لا بيان هاهنا و أما حمل الآية على الحديث المروي عن أبي بكر فإسناده غير مرضي ثم إن رد ذلك إلى مخصوص جائز ما لم يرده اللغة و الأصول فاللغة تنفي ذلك لأن الزيادة على الشي‏ء لا تكون إلا من جنس ذلك الشي‏ء أ لا ترى أنه لا يجوز أن يقول له عشرة دراهم و زيادة ثم تكون الزيادة ثوبا و إن الزيادة على الشي‏ء لا تكون أفضل من الشي‏ء المذكور بل تكون دونه فلما كانت رؤيته أفضل من جميع الثواب و من الجنة لم يجز أن يكون المراد بلفظ الزيادة الرؤية و قوله‏ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‏ مثل قوله‏ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى‏ فمعنى الحسنى الثواب و معنى السوء العقاب و معنى الآية مفسر في القرآن في مواضع و هو أنه يعني به أن للمحسن جزاء إحسانه و زيادة تحصل له لا يستحقها بفعله كما قال‏ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ‏ فبين أن الزيادة من فضله و لم يقل من رؤيته و لا معدل عما بينه الله و قد فسره المفسرون قال ابن عباس و الحسن و مجاهد و قتادة الحسنى الثواب المستحق و الزيادة التفضل على قدر المستحق على طاعاتهم من الثواب و هي المضاعفة المذكورة في قوله- فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها و قال أبو صالح و الكلبي نحو ذلك و قيل ما يأتيهم في كل وقت من فضل الله مجددا-

الباقر ع‏ الزيادة هي ما أعطاهم الله من النعم في الدنيا لا يحاسبهم به في الآخرة.

أمير المؤمنين ع‏ الزيادة غرفة من لؤلؤه واحدة لها أربعة أبواب.

قوله سبحانه‏ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‏ ليس في الآية ذكرها و لا محجوبين إثبات لكونهم غير محجوبين لأن اللفظ لا يدل عليه و لا ينبئ عنه و المتروك ذكره لا يدل على أنه بخلاف المذكور بل يكون موقوفا على الدليل على أن ما ذكر أنهم محجوبون عنه في يوم القيامة و عند القوم لا يراه أحد في ذلك الوقت بل الكل محجوبون و لو كان منعا عن الرؤية لناقض قوله- وَ لَوْ تَرى‏ إِذْ وُقِفُوا عَلى‏ رَبِّهِمْ‏ فهذه تخبر عن وقوفهم عليه و تلك تخبر عن كونهم غير محجوبين عنه و يأتي لفظ الحجاب فيما هو أبلغ من الرؤية فيقال فلان محجوب عن الإرث إذا كان من لأجله لا يستحق الإرث و فلان محجوب عن ماله أي ممنوع من التوصل إليه و على هذا تأول الآية على أن الاستدلال بالآية مبني على دليل الخطاب و هو باطل‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 101

فصل [في الرؤية]

قوله تعالى‏ ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‏ تعلقهم بذلك فاسد لأن التدلي في أول الآية أنما هو النزول لا الصعود يقال أدليت الدلو و تدلى الشي‏ء و تدليت من السطح قوله‏ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أي نزولا ليعلم أن تدلي بمعنى النزول و لو لم يكن كذلك لم يصح قوله‏ نَزْلَةً أُخْرى‏ و الأول ليس بنزلة و قوله‏ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى‏ يوجب أنه رآه مرتين و ليس ذلك مذهبهم و قوله‏ لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آياتِ رَبِّهِ‏ و لو كان كما زعموا لقال ربه و قد فسر المخالفون قوله- لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ أنه في الدنيا و عندنا أنه في الدنيا و العقبى فعلى قول الجميع لا يجوز أن رآه أحد في الدنيا فكيف يفسر آية بما يبطل هذه الآية و نمط الآية يبطل قولهم كما قال‏ وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ فبين أنه وحي و الموحي إليه إنما هو جبريل و بين أنه‏ شَدِيدُ الْقُوى‏ ذُو مِرَّةٍ أي عقل- فَاسْتَوى‏ أي عقل‏ وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى‏ يعني بالسماء العليا ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى‏ أي نزل‏ فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏ أي كان جبريل من محمد على هذا المقدار- فَأَوْحى‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏ يعني جبريل إلى النبي ع- ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‏ لم يكن فيما رأى شبهة يرتاب بها بل كانت رؤية صحيحة و هذه كلها من صفات الأجسام ثم قال‏ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى‏ يعني بها عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‏ و زعموا أن السدرة في الجنة فيجب أن يكون رآه في الجنة فتارة يقولون إنه رآه على العرش و تارة يقولون إنه رآه في الجنة على أنه لم يقل في الجنة و لكن قال‏ عِنْدَها و معنى ذلك كقوله‏ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً ثم قال‏ ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‏ أي لم يزغ في رؤيته و لم يكن فيه مخطئا ثم قال‏ لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‏ فبين أنه رأى الكبرى من آيات ربه‏ وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‏ الآية بين أنه لا يجوز أن يكلم أحد إلا على هذه الوجوه الثلاثة فلا يجوز أن يكلمهم مخاطبة و مشافهة-

14- و روى الترمذي في صحيحة قال مسروق‏ دخلت على عائشة فقلت هل رأى محمد ربه فقالت لقد تكلمت بشي‏ء وقف له شعري فقلت رويدا ثم قرأت- لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‏ فقالت أين يذهب بك إنما هو جبريل ثم قالت بعد كلامه لكنه رأى جبريل لم يره في صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى و مرة في أجياد له ستمائة جناح قد سد الأفق.

أبو ذر سئل رسول الله ص أ رأيت ربك فقال ع أ نور إن أراه.

ابن عباس- ما كَذَبَ‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 102

الْفُؤادُ ما رَأى‏ قال رآه بقلبه و روى المفسرون عن ابن عباس و ابن مسعود و الحسن و عائشة و مسروق و عمر بن دينار و معمر و هشام بن عروة نحو ما قلناه من الوجوه قال الجبائي في قوله- لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى‏ رَبَّنا الكفار مجسمة فلذلك جوزوا الرؤية عليه و كذلك اليهود حيث قالت- لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً و قد تكون الرؤية في النوم و الرؤية بالقلب فإذا قال جهرة لم يكن إلا رؤية العين على التحقيق.

قوله سبحانه‏ وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى‏ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً استدل البلخي بهذه الآية على أن الرؤية لا تجوز على الله تعالى لأنها إنكار تضمن أمرين ردهم على نبيهم و تجويزهم الرؤية على ربهم و يبين ذلك قوله- فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى‏ أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ‏ فدل ذلك على أن المراد إنكار الأمرين‏

فصل [في الواحد]

قوله تعالى‏ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏ أي تعلمون أن الأنداد التي تعبدونها من الأصنام و غيرها لا تضر و لا تنفع و لا تسمع و لا تبصر و المشركون لا يعتقدون أن الأصنام خلقت السماء و الأرض من دون الله فالوصف لهم هاهنا بالعلم أنما هو لتأكيد الحجة عليهم ليكونوا أضيق عذرا و يقال‏ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏ أي تعقلون أن من كان بهذه الصفة فقد استوفى شروط التكليف و ضاق عذره في التخلف عن النظر و إصابة الحق كما قال‏ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ‏ و قال مجاهد المراد بذلك اليهود و النصارى خاصة و معنى‏ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏ أي إنكم تعلمون في التوراة و الإنجيل أنه إله واحد-

1- شريح بن هاني‏ إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين ع فسأله عن التوحيد فقال الناس أ ما تراه في تقسم القلب فقال ع دعوه فإن الذي يريد الأعرابي هو الذي نريده من القوم ثم قال يا أعرابي إن الكلام في أن الله تعالى واحد على أربعة أقسام فوجهان منها لا يجوزان على الله تعالى و وجهان يثبتان فيه فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز عليه لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد أ ما ترى أنه كفر من قال‏ ثالِثُ ثَلاثَةٍ و قول القائل هو واحد من الناس-

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 103

يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه و جل ربنا عن ذلك و أما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبه كذلك ربنا و قول القائل إنه عز و جل أحدي المعنى يعني به أنه لا ينقسم في وجود و لا عقل و لا وهم كذلك ربنا.

و قال متكلم قولنا إنه واحد على أربعة أوجه الأول واحد ليس بذي أبعاض و لا يجوز عليه الانقسام و الثاني واحد في استحقاق العبادة و الثالث واحد ليس له نظير و الرابع في الصفات النفسية-

و قال أمير المؤمنين ع‏ و كل معدود بنفسه مخلوق و كل قائم بسواه معلول.

قوله سبحانه‏ وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ‏ أي المنفرد بالتدبير في السماوات و في الأرض لا أن أحل فيهما أو في شي‏ء منهما لأنه لا يجوز أن يقال هو زيد في البيت و الدار إلا أن يكون في الكلام ما يدل على أن المراد به التدبير كقول القائل فلان الخليفة في الشرق و الغرب لأن المعنى في ذلك أنه المدبر فيهما و يجوز أن يكون خبرا بعد خبر كأنه قال هو الله و هو في السماوات و في الأرض و قال أبو علي إن قوله‏ وَ هُوَ اللَّهُ‏ قد تم الكلام و قوله‏ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ‏ متعلق بقوله‏ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ‏ في السماوات و في الأرض لأن الخلق إنما يكونون ملائكة فهم في السماء أو الإنس و الجن فهم في الأرض فهو تعالى عالم بجميع ذلك لا يخفى عليه خافية و يقويه قوله‏ وَ يَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ‏ و قال هشام بن الحكم للمؤبد أ هما في القوة سواء قال نعم قال فجوهرهما واحد قال المؤبد لنفسه إن قلت إن جوهرهما واحد عاد إلى نعت واحد و إن قلت مختلف اختلفا أيضا في الهم و الإرادات و لم يتفقا في الخلق فقال هشام كيف لا تسلم قال هيهات و قال أبو الهذيل لصالح بن عبد القدوس على أي شي‏ء تعزم يا صالح قال أستخير الله و أقول بالاثنين قال فأيهما استخرت لا أم لك. شاعر

لو كان للخير سواه رب‏

تبتت الملك و جاء الحرب‏

لو كان في الخلق له نظير

لقيل هذا عاجز حقير

قوله سبحانه‏ وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ‏ -

قال الديصاني لهشام‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 104

بن الحكم إن في القرآن هذه الآية قوة لنا فكتب هشام إلى الصادق ع فأجابه قل له ما اسمك بالكوفة فإنه يقول فلان فقل ما اسمك بالبصرة فإنه يقول فلان فقل له كذلك ربنا في السماء إله و في الأرض إله و في البحار إله و في كل مكان إله قال فأتيته و أخبرته فقال هذا نقل من الحجاز.

الفضل بن شاذان‏ قال ثنوي للرضا ع إني أقول إن صانع العالم اثنان فما الدليل على أنه واحد فقال ع قولك اثنان دليل على أنه واحد لأنك لم تدع الثاني إلا بعد إثباتك الواحد فالواحد مجمع عليه و أكثر من ذلك مختلف فيه.

قوله سبحانه‏ وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ‏ دخول من فيه يدل على عموم النفي لكل إله غير الله و لو قال ما إله إلا الله لم يفد ذلك و إنما أفادت من هذا المعنى لأن أصلها لابتداء الغاية فدلت على استغراق النفي لابتداء الغاية إلى انتهائها و قال ثنوي لهشام بن الحكم أنا أقول بالاثنين فقال حفظك الله يقدر أحدهما يفعل شيئا لا يستعين بصاحبه عليه قال نعم قال فما ترجو من اثنين واحد خلق كل شي‏ء- أبو الخير فاذشاه-

تبارك الله العزيز الفرد

من أن يرى ضد له أو ند

قوله سبحانه‏ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ معناه ليس مثله شي‏ء على وجه من الوجوه و تكون الكاف زيادة تقديره ليس مثل الله شي‏ء من الموجودات و المعلومات قال أوس‏

و قتلي كمثل جذوع النخيل‏

يغشاهم سبل منهم‏

صفحه بعد