کتابخانه روایات شیعه
كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ الآية و منه في الجمع لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ . جمع العقلاء لمن لا يعقل فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي يعني الأصنام لما وصفها بالعداوة التي تكون من العقلاء جمعها جمع العقلاء لأنها كالعدو في الضرر بعبادتها و يجوز أن يكون المراد من يعبد الله مع عبادة الأصنام فيكون جمع من يعقل و لذلك استثنى فقال إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ فعلى الوجه الأول يكون الاستثناء منقطعا و يكون إلا بمعنى لكن و يقال أرض و أرضون و لقيت منهم الأمرين عبدة بن الطبيب-
إذ أشرف الديك يدعو بعض أسرته
إلى الصياح و هم قوم معازيل .
إضافة الاسم إلى الفعل- عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ يقال هذا يوم يدخل الأمير. إضافة الشيء إلى نفسه وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ تقديره لهو الحق اليقين و يقال صلاة الأولى و مسجد الجامع و كتاب الكامل و حماد عجرد و خاتم فضة و خبز شعير و عنقاء مغرب. إقامة وصف الشيء مقام اسمه- وَ حَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ يعني السفينة- إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ يعني الخيل كما يقال ركب الأغر و الأشقر إقامة الإنسان مقام من يشبهه- وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ أي مثلهن في التحريم يقال زيد عمرو أي في الشبه و أبو يوسف أبو حنيفة أي في الفقه و البختري أبو تمام أي في الشعر. وصف الشيء بما يقع فيه فِي يَوْمٍ عاصِفٍ كما يقال ليل نائم و ليل ساهر إضافة الفعل إلى غير فاعل قال غلام للعباس بن الحسن العلوي يا مولاي كنت عند فلان فإذا هو يريد أن يموت فضحك الكسائي و البريدي من قوله فقال العباس قد قال الله تعالى فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ أي يكاد- الراعي
في مهمة قلقت به هاماتها
قلق الفئوس إذا أردن تصولا .
الراجز امتلأ الحوض و قال قطني أضافه إلى الله تعالى بيت الله خليل الله ناقة الله نار الله في أرض الله في لعنة الله النسبة إلى ما لم يكن- يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ و هم لم يكونوا في النور من قبل- وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَ الْمُنافِقِينَ -
يقال عاد فلان شيخا و عاد الماء آجنا- إمرؤ القيس
و ما كلون البول قد عاد آجنا
قليل الأصوات ذي كلإ محلى .
الهذلي
أطعت العرض في الشهوات حتى
أعادتني أسيفا عند عبد
فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر]
التغيير هو ما يقتضيه ظاهره و ذلك على وجوه منها تعميم الخصوص قوله فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ معناه خطاب للجماعة و قوله عن موسى ع- وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ أي مؤمني زمانه و كذلك قوله عن النبي ص وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ و قال قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا و إنما قاله قوم و ما لفظه لفظ الخاص و معناه العام- فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ و ما لفظه لفظ العام و معناه الخاص قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ و المزكي في الركوع كان عليا ع و قوله الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ و القائل نعيم بن مسعود و قوله تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ و إنما دمرت قوم عاد و قوله وَ السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما و لا يجوز قطع كل سارق نحو سارق حبة من حرز أو سارق دينار من غير حرز. تعميم بعد خصوص قوله وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ فخصص السبع ثم أتى بالقرآن العام. تخصيص بعد عموم قوله حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى فِيهِما فاكِهَةٌ وَ نَخْلٌ وَ رُمَّانٌ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ يقال جاء القوم و الرئيس و القاضي تخصيص البعض قوله مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ خصص البعض بكونه محكما من حيث وصفه بأنه أم الكتاب أي منه آيات ظاهرات المعاني و إليها المرجع إذ أم كل شيء ما يرجع إليه. حمل اللفظ على المعنى في تذكير المؤنث و السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ حمل على السقف و كل ما علاك فهو سماء- وَ أَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً حمل على المكان- الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ عنى الجنة يضم إلى كشحية كفا مخضبا حمل على العضو حمل اللفظ
على المعنى في تأنيث المذكر قوله وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً و السعير مذكر ثم قال إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها حمله على النار- إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ - الأعشى
شرابهم قبل تنقادها
حمل على الخمر غيره سائل بني أسد ما هذه الصوت أي الجلبة حمل الكلام على اللفظ تارة و على المعنى تارة قوله وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً . الحمل على اللفظ و المعنى للمجاورة- فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكاءَكُمْ و لا يقال أجمعت شركائي و أجمعت أمري-
و قول النبي ص ارجعن مأزورات غير مأجورات.
و الأصل موزورات و قولهم الغدايا و العشايا أصله الغدوات جحر ضب خرب- إمرؤ القيس
كبير أناس في بجاد مزمل .
التسمية بالمجاورة يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً أي ينزل المطر من السماء- إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً أي عنبا عفيف الإزار أي الفرج عطف الشيء على آخر لا يصح في الثاني و حور عين بالخفض عطف على قوله يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ و الحور لا يطاف بهن- إمرؤ القيس
يا ليت شخصك قد غدا متقلدا سيفا و رمحا
و الرمح لا يتقلد استثناء الشيء من غير جنسه- فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَ اسْتَكْبَرَ قال النابغة
و لا عيب فيهم غير أن سيوفهم
بهن فلول من قراع الكتائب .
و الفلول ليس بعيب استثناء لم يدخل في لفظ المستثنى منه- إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي يعني لكن الذي فطرني- لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ إنما يريد المكره لأنه مظلوم- لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى المعنى لكن الموتة الأولى أو دع الموتة الأولى- الجعدي
فتكاملت أخلاقه غير أنه
جواد فما يبقى من المال باقيا
المعنى لكنه جواد. ذكر الشيء و المراد غيره يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ و هذا كثير في القرآن الرجوع من المخاطبة إلى المغائبة- هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَ فَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ خاطب الجماعة بالتفسير ثم
خص راكب البحر- وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَ لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ المعنى فاجلدوا كل واحد منهم ثمانين جلدة- أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ ثم قال مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ فكأنه أخبر النبي ثم خاطبه معهم- إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَ يَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ. فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً . أوس
لا زال مسك و ريحان له أرج
على صداك بصافي اللون سلسال .
الرجوع من الكناية إلى المخاطبة- وَ يَقُولُ الْإِنْسانُ أَ إِذا ما مِتُ إلى قوله وارِدُها و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ إلى قوله نَسْتَعِينُ - النابغة
يا دار مية بالعلياء فالسند
أقوت و طال عليها سالف الأبد .
الانتقال من خطاب مخاطب إلى خطاب غيره و من كناية إلى خلافها قوله إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فانصرف من مخاطبة المرسل إلى مخاطبة المرسل إليهم ثم قال وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ و هو يعني مرسل الرسول قال الهذلي
يا لهف نفسي كان خدة خالد
و بياض وجهك للتراب الأعفر .
لم يقل بياض وجهه ذكر المكان و المراد ساكنه وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ و المراد ساكنها وَ إِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً يقال شربت كأسا و أكلت قدرا الاقتصار على البعض للكل- قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ و من للتبعيض و المراد الكل- وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ أي ربك قعد فلان على ظهر دابته- لبيد
و يرتبط بعض النفوس حمامها
أي كلها ذكر جملة ثم يتلوها التفصيل- وَ الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَ الْإِيمانَ و هم الأنصار- يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَ لا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ و قال فيمن جاء من بعدهم يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ و قوله فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ و إنهم يَقُولُونَ مع علمهم آمَنَّا بِهِ فوقع آمنا به موقع الحال و المعنى أنهم يعلمونه قائلين آمنا به كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا و قوله ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إلى قوله شَدِيدُ الْعِقابِ و قوله لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا إلى قوله رَؤُفٌ رَحِيمٌ - العرب تجعل كل ما يقع عليه الإفهام أو يدل على شيء قولا
و كلاما و نطقا و فعلا كما جاء في حكاية عيسى ع- إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ثم كان هذا الكلام على طوله بالإشارة و قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ و أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ و عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ و يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَ الطَّيْرَ و ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ - الطائي
الدار ناطقة و ليست تنطق
بدثورها إن الجديد سيخلق .
عنترة في الفرس
فأزور من وقع القنا بلبانه
و شكا إلى بعيرة و تحمحم .
و قال شاعر عن ناقته-
تقول إذا دارت لها وضيني
أ هذا دينه أبدا و ديني
أ كل الدهر حل و ارتحال
أ ما يبقى علي و لا يقيني .
غيره في ذئب
يستمحر الذئب إذا لم يسمع
بمثل مقراع الصفاء الموقع .
و قال في الذباب
مستأسد ذبابة في غيطل
يقلن للرائد أعشت انزل
يعني أنه دل بطنينه على المرعى. نفى أريد به الإثبات لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ يعني أنها شرقية و غربية و يصيبانها جميعا يقال هذا لا أسود و لا أبيض و لا حلو و لا حامض و فلان كالخنثى لا ذكر و لا أنثى أي جميع ذلك ثبت-
أبو فصالة لا رسم و لا طلل
مثل النعامة لا طير و لا جمل .
و قال المبرد و ثعلب معنى الآية بل شرقية و غربية و هو أحسن ما يكون من الشجر تطلع الشمس و تغرب عليها إثبات أريد به النفي و فيه مبالغة قولهم فلان لا يرجى خيره أي لا خير عنده على وجه من الوجوه و مثله قل ما رأيت مثل هذا الرجل أي إن مثله لم ير إلا قليلا قال إمرؤ القيس
على لاحب لا يهتدي بمناره
أي لا منار له يهتدي بها و قال سويد
من أناس ليس في أخلاقهم
عاجل الفحش و لا سوء الجزع .
أراد نفي الفحش و الجزع عن أخلاقهم و قولهم فلان غير سريع إلى الخنى أي لا يقرب الخنى و على هذا تأويل آيات منها- وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِ و قوله وَ قَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ فدل على أن قتلهم
لا يكون إلا بغير حق ثم وصف القتل بما لا بد أن يكون عليه من الصفة و هي وقوعه على خلاف الحق و قوله وَ مَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ أنما هو وصف لهذا الدعاء و أنه لا يكون إلا عن غير برهان و قوله اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها أي لو كان هناك عمد لرأيتموه فإذا نفى رؤية العمد نفى وجوده و قوله وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ تأكيد في تحذيرهم في الكفر و هو أبلغ من أن يقول و لا تكفروا به و قوله لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً أي لا مسألة تقع منهم و قوله وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا صار نفي الثمن القليل نفيا لكل ثمن و قوله قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ و الإثم و البغي بغير الحق و قوله سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ نفى الشيء لعدم كمال صفته- لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحْيى نفى الموت و الحياة لأنهما ليسا بصريحين- وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى وَ ما هُمْ بِسُكارى من مشرب و لكن سكارى من فزع و وله- أبو النجم
يلقين بالخيار و الأجارع
كل جهيض لين الأكارع
ليس بمحفوظ و لا بضائع .
الدعاء على جهة الذم لا يراد به الوقوع- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ النبي ص عقرى حلقى الشاعر ماله لا عد من نفره
فصل [في معاني القرآن]
معاني القرآن على أقسام ما اختص الله بالعلم به فلا يجوز لأحد تكلف القول فيه كقوله إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ السورة و ما لا يمكن معرفته إلا بالأثر الصحيح كقوله أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ و ما يكون ظاهره مطابقا لمعناه كقوله قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ و ما كان اللفظ مشتركا بين معنيين كلاهما يمكن أن يكون مرادا فيجوز كلاهما و إذا دل الدليل على فساد أحدهما حمل المعنى الآخر مثل الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ و هو المتشابه. و محكم و هو ما يجب العمل بظاهره كقوله قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً و عام و هو ما يعم المكلفين بالخطاب- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ