کتابخانه روایات شیعه
[مقدمة المصحح]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه الّذى خلق الخلائق بقدرته و جعل في انفسهم رسولا و هو العقل كما ارسل اليهم من انفسهم بالدلائل الساطعة و البراهين الواضحة رسولا اميّا و نبيّا هاديا و قال في كتابه الكريم هو الّذى ارسل رسوله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون و نشهد ان لا إله الّا اللّه وحده لا شريك له شهادة حقّ يسبق القلب اللسان و يطابق فيها السر الاعلان و انّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله سيّد انبيائه و نخبة اصفيائه عبده المنتجى و رسوله المجتبى و حجّته كافّة على الورى و انّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام نبؤه العظيم و صراطه المستقيم سيّد الوصيّين و امام الخلق و انّ أطايب ذريّته و ابرار اهل بيته ائمّة الأنام و أنوار الظلام خلقهم اللّه من أنوار عظمته و اودعهم اسرار حكمته و اختارهم على جميع بريّته و لعنة اللّه على اعدائهم اعداء دين اللّه من الاولين و الآخرين من الآن الى قيام يوم الدين:
امّا بعد فيقول الفقير الى رحمة ربّه الكريم ابن المنتقل الى رحمة ربّ لعالمين.
«الميرزا عباسعلى كوچه باغى» طيّب اللّه رمسه الحاجّ ميرزا محسن كوچه باغى، عفى اللّه عن جرائمهما و حشرهما مع الائمّة الطاهرين.
اعلموا يا معاشر الطالبين للحقّ المتمسكين
بعروة أهل بيت المرسلين و إحدى الثقلين لمّا كان العلم كلّه في كتاب اللّه العزيز الّذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و أحاديث أهل بيت الرسالة الّذين جعلهم اللّه خزّانا لعلمه و تراجمة لوحيه و أبوابا لتوحيده و قد دوّنه علمائنا المتقدّمين الحافظين للاحاديث في كتبهم الموضوعة لهذا العلم ككتاب الكافي و التهذيب و الاستبصار و من لا يحضره الفقيه و غيرها و من جملتها كتاب شريف بصائر الدرجات لمحمّد بن الحسن بن فروح الصفار القمّيّ المتوفّى سنة 290 هجرى من أصحاب الامام الحسن العسكريّ عليه السّلام و قد طبع بايران سنة 1285 و كانت نسخته نادر الوجود بل هو كالمعدوم مع اشتهاره بين العلماء و اشتماله على الأحاديث الواردة في مدائح الائمّة الطاهرين و لعمرى لقد وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات و كاشفا لبصائر أولو الالباب فمن فضل اللّه علينا و على طلبة العلم و الحديث انّ عمدة الحاجّ و التجّار الاقا حاج محمود (ريسمانچى صادقى نزيل تبريز ابن المرحوم المغفور محمّد صادق اطاب اللّه ثراه لمّا كان من اخيار الزمان و من العاملين بشريعة سيّد الأنام و المتمسكين بحجزة العلماء العاملين المتمسّكين بحجزة الائمّة الطاهرين الآخذين بحجزة سيّد المرسلين، أراد أن يقدم على طبعه و يجعله لنفسه من الباقيات الصالحات «و الباقيات الصالحات خير عند ربّك ثوابا و خير املا.
اللّهمّ وفّقه لآماله في الدارين و احفظه و دينه و أولاده عن الفتن في آخر الزمان و احشره مع محمّد و آله الاطهار حيث اقدم على مثل ذلك الامر فلهذا التمسوا عنّى انّ اصححه مع التطبيق على النسخ المتعدّدة مع انضمام مقدّمة في ترجمة المصنّف قده فاجبت داعيه فتصديت بعون اللّه الملك العلام لتصحيحه و مقابلته مع النسخ المتعدّدة و سائر المدارك الناقلة عن هذا الكتاب ككتاب بحار الأنوار، و إثبات الهداة، و مدينة المعاجز و غيرها بقدر الجهد و الطاقة خصوصا في تطبيق رجاله و اختلاف نسخه و رجائى من اللّه
تعالى أن يكون نسخة نفيسة ثمينة و مع ذلك نرجوا من القارئين ان يعفونا إذا عشروا على خطاء فانّ السلامة من الخطاء من صفات ربّ العالمين و سميّناه.
ب (سرد المقال) في تنقيح حال الصفار.
الحاجّ ميرزا محسن كوچه باغى
الكلام حول كتاب بصائر الدرجات
هذا غير بصائر الدرجات لسعد بن عبد اللّه ابن أبي خلف الأشعريّ، كان معاصرا مع الامام العسكريّ عليه السّلام توفّى سنة 301 او 299 فانّه لا يوجد في زماننا نسخته الّا منتخبه للشيخ حسن بن سليمان تلميذ الشهيد صاحب كتاب المحتضر و كتاب الرجعة نعم قد نقل عنه في تفسير البرهان و بحار الأنوار و مدينة المعاجز و إثبات الهداة إذا علمت هذا: فاعلم انّ لهذا الكتاب (بصائر الدرجات للصفار) نسخ مختلفة مخطوطة و الاكثر ينقص عمّا بأيدينا من النسخة الشريفة و الّذى ظهر لنا بعد التتبّع انّ بصائر الدرجات كان للمصنّف قدّه في الاوّل كتابا صغيرا مخالفا في ترتيب أبوابه ثمّ زاد عليه مصنّفه و رتّبه الى ان بلغ ما بأيدينا يشهد لما ذكرنا ما في اوّل كتاب وسائل الشيعة عند عدّ مدارك كتابه الشريف قال:
كتاب بصائر الدرجات الصغرى لمحمّد بن الحسن الصفار رحمه اللّه تعالى و كتاب بصائر الدرجات الكبرى له، و نصّ في آخر الكتاب المزبور: كتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة الصدوق محمّد بن الحسن الصفار و هي نسختان صغرى و كبرى، و يؤيّد ما ذكرناه أيضا قول الشيخ قده في الفهرست «و زيادة كتاب بصائر الدرجات إلخ.
و لقد صرّح بكون ما بأيدينا من النسخة هي بصائر الدرجات الكبرى زيادة على ما صرّح به في اول المطبوع منه بما هذا عبارته (هو النسخة الكبرى من كتاب بصائر الدرجات) شيخي و أستادى في الاجازة آية اللّه العلّامة الشيخ الآغابزرك الطهرانيّ في كتاب الذريعة جلد 3 ص 140 طبع النجف: بعد ذكره كلام النجاشيّ و الشيخ في حقّ المؤلّف: رأيت منه (بصائر الدرجات) نسخا عديدة مطابقة مع ما قد طبع بايران مع نفس الرحمن سنة 1285 و هو أربعة اجزاء اوّله (باب في العلم و انّ طلبه فريضة على الناس) و هذا المطبوع هو البصائر الكبير الكامل و رايت منه نسخا اخرى مخالفة مع المطبوع في الاجزاء و الأبواب و الترتيب و لعلّها مختصرة منه إلخ.
ثمّ اعلم انّ الكتاب ممّا قد اعتمد عليه فحول الرجال كصاحب الوسائل على ما سمعت منه و المجلسيّ قده في بحار الأنوار و قد جعل له علامة «ير» و صرّح في الفصل الاوّل من مقدمات البحار عند عد مدارك البحار: كتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة العظيم الشأن محمّد بن الحسن الصفّار.
و في الفصل الثاني في بيان الوثوق على الكتب المؤلّفة منه البحار: كتاب بصائر الدرجات من الأصول المعتبرة الّتى روى عنها الكليني و غيره.
و قال العالم الجليل السيّد محمّد باقر الجيلانى الأصفهانيّ الملقّب بحجّة الإسلام في رسالته في العدة في شرح كلام الفاضل الأسترآبادي: الصفار الّذى هو من أعاظم المحدّثين و العلماء و كتبه معروفة مثل بصائر الدرجات و نحوه.
قال النجاشيّ أخبرنا أبو عبد اللّه ابن شاذان قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عنه (الصفّار) بجميع كتبه و ببصائر الدرجات، قال الشيخ في الفهرست اخبرنا الحسين بن عبيد اللّه عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عنه.