کتابخانه روایات شیعه
الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة)
الجزء الأول
[مقدمة التحقيق]
حياة المؤلف:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هو السيد علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد [1] بن إسحاق [2] بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود [3] بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.
ولد رضوان اللّه عليه في الحلّة قبل ظهر يوم الخميس في منتصف محرّم سنة 589 ه و نشأ بها- يحدّث نفسه عن تاريخ نشأته و دراسته في كشف المحجّة- ثمّ هاجر إلى بغداد و أقام فيها نحوا من 15 سنة في زمن العباسيّين، و عاد في أواخر عهد المستنصر المتوفّى سنة 640 ه إلى الحلّة، فبقي هناك مدّة من الزمن ثم انتقل إلى المشهد الغروي، فبقي فيها ثلاث سنين.
ثم انتقل إلى كربلاء فبقي هناك ثلاث سنين، ثم انتقل إلى الكاظمين فبقي فيها ثلاث سنين، و كان عازما على مجاورة سامّراء أيضا ثلاث سنين، و كان سامراء يومئذ كصومعة في بريّة، ثم عاد إلى بغداد سنة 652 ه باقتضاء المصالح في دولة المغول، و بقي فيها إلى حين احتلال المغول
______________________________ [1] يكنى أبا عبد اللّه و لقب بالطاوس، لانه كان مليح الصورة و قدماه غير مناسبة لحسن صورته، و هو أول من ولي النقابة بسورا.
[2] قال النوري في المستدرك 3: 466 عن مجموعة الشهيد الأول: «كان إسحاق يصلي في اليوم و الليلة خمسمائة ركعة عن والده».
[3] في عمدة الطالب: 178: كان داود رضيع الامام الصادق عليه السلام حبسه المنصور و أراد قتله ففرّج اللّه تعالى عنه بالدعاء الذي علّمه الصادق لامّه و يعرف بدعاء أم داود في النصف من رجب مذكور العمل به في الإقبال و غيره.
بغداد فشارك في أهوالها و شملته آلامها.
يقول في ذلك في كشف المحجّة: «تمّ احتلال بغداد من قبل التتر في يوم الاثنين 18 محرم سنة 656 ه، و بتنا ليلة هائلة من المخاوف الدنيويّة، فسلّمنا اللّه جلّ جلاله من تلك الأهوال» 1 .
كلّف السيّد في زمن المستنصر بقبول منصب الإفتاء تارة و نقابة الطالبيّين تارة أخرى، حتى وصل الأمر بأن عرض عليه الوزارة فرفضها، غير انه ولي النقابة بالعراق من قبل هولاكو سنة 661 و جلس على مرتبة خضراء، و في ذلك يقول الشاعر علي بن حمزة مهنّئا:
فهذا عليّ نجل موسى بن جعفر
شبيه عليّ نجل موسى بن جعفر
فذاك بدست للإمامة أخضر
و هذا بدست للنقابة أخضر
لأنّ المأمون العبّاسي لما عهد إلى الرضا عليه السلام ألبسه لباس الخضرة و أجلسه على و سادتين عظيمتين في الخضرة و أمر الناس بلبس الخضرة 2 .
و استمرّت ولاية النقابة إلى حين وفاته و كانت مدّتها ثلاث سنين و أحد عشر شهرا 3 .
كانت بين السيد و بين مؤيد الدين القمّي وزير الناصر ثم ابنه الظاهر ثم المستنصر مواصلة و صداقة متأكّدة، كما كانت صلة أكيدة بينه و بين الوزير ابن العلقمي و ابنه صاحب المخزن.
و لمّا فتح هولاكو بغداد في سنة 656 ه أمر أن يستفتي العلماء أيّما أفضل: السلطان الكافر العادل أو السلطان المسلم الجائر؟ فجمع العلماء بالمستنصرية لذلك، فلمّا وقفوا على المسألة أحجموا عن الجواب، و كان رضي الدين علي بن الطاوس حاضر المجلس و كان مقدّما محترما، فلمّا رأى احجامهم تناول الورقة و كتب بخطّه: الكافر العادل أفضل من المسلم الجائر، فوضع العلماء خطوطهم معتمدين عليه 4 .
أسرته، اخوته، خلفه الصالح:
الف- أبوه:
هو السيد الشريف أبو إبراهيم موسى بن جعفر [1] بن محمد بن أحمد بن محمد بن الطاوس، كان من الرواة المحدثين، كتب رواياته في أوراق و لم يرتّبها، فجمعها ولده رضي الدين في أربع مجلدات و سماه: «فرحة الناظر و بهجة الخاطر ممّا رواه والدي موسى بن جعفر».
روى عنه ولده السيد علي، و روى عن جماعة منهم: علي بن محمد المدائني و الحسين بن رطبة، توفّي في المأة السابعة، و دفن في الغريّ 5 .
ب- امّه:
كانت أمّه بنت الشيخ ورام بن أبي فراس [2]، فهو جدّه لأمّه- كما صرّح به في تصانيفه-، و كانت أمّ والده سعد الدين بنت ابنة الشيخ الطوسي، و لذا يعبّر في تصانيفه كثيرا عن الشيخ الطوسي بالجدّ أو جدّ والدي، و عن الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي بالخال أو خال والدي.
ج- اخوته:
1- السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس، فقيه أهل البيت و شيخ الفقهاء و ملاذهم، صاحب التصانيف الكثيرة البالغة إلى حدود الثمانين التي منها: كتاب البشرى في الفقه في ستّ مجلّدات، شواهد القرآن، بناء المقالة العلوية.
هو من مشايخ العلامة الحلّي و ابن داود صاحب الرجال، قال عنه ابن داود في كتابه الرجال: «ربّاني و علّمني و أحسن إلىّ» 6 ، توفّي بعد أخيه السيد رضي الدين بتسع سنين، أي في سنة 673 ه.
2- السيد شرف الدين محمد بن موسى بن طاوس، استشهد عند احتلال التتر بغداد سنة 656 ه.
3- السيد عز الدين الحسن بن موسى بن طاوس، توفّي سنة 654 ه 7 .
______________________________ [1] هو صهر الشيخ الطوسي على بنته.
[2] ما ذكره الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين و تبعه في ذلك السيد الخونساري في الروضات من ان أمّ السيد ابن طاوس هي بنت الشيخ الطوسي. فباطل من وجوه- راجع خاتمة المستدرك 3: 471.
د- زوجته:
هي زهراء خاتون بنت الوزير ناصر بن مهدي، تزوّجها بعد هجرته إلى مشهد الكاظم عليه السلام.
ه- أولاده:
1- صفي الدين محمد بن علي بن طاوس، الملقب بالمصطفى، ولد يوم الثلثاء المصادف 9 محرّم سنة 643 ه في مدينة الحلّة، و قد كتب والده كشف المحجّة وصيّة إليه، ولي النقابة بعد أبيه، توفّي سنة 680 ه دارجا.
2- رضي الدين علي بن علي بن طاوس، ولد يوم الجمعة 8 محرم سنة 647 ه، نسب إليه كتاب «زوائد الفوائد» الذي هو في بيان اعمال السنة و الآداب المستحسنة، ولي النقابة بعد أخيه و بقيت النقابة بعده في ولده. [1] 3- شرف الاشراف: قال والدها عنها في سعد السعود: ابنتي الحافظة لكتاب اللّه المجيد شرف الاشراف، حفظته و عمرها اثنا عشرة سنة.
4- فاطمة: قال والدها عنها فيها أيضا: فيما نذكره من مصحف معظم تامّ أربعة أجزاء، وقفته على ابنتي الحافظة للقرآن الكريم فاطمة، حفظته و عمرها دون تسع سنين.
الثناء عليه:
قد اثنى عليه كل من تأخر عنه و اطراه بالعلم و الفضل و التّقي و النسك و الكرامة:
قال عنه الشيخ النوري في خاتمة المستدرك: «السيد الأجل الأكمل الأسعد الأورع الأزهد، صاحب الكرامات الباهرة رضي الدين أبو القاسم و أبو الحسن علي بن سعد الدين موسى بن جعفر طاوس آل طاوس، الّذي ما اتفقت كلمة الأصحاب على اختلاف مشاربهم