کتابخانه روایات شیعه
مقدمة التحقيق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد للّه ربّ العالمين كما هو أهله، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمّد و آله الطّيبين الطاهرين و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين.
قانون الأفضليّة واحد من قوانين الكون، و بالفضيلة يتميّز شيء عن آخر، و يسمو عليه، و التفاضل ثابت في كلّ شيء خلقه اللّه تعالى، فإنّه ثابت حتّى في بقاع أرض اللّه تعالى، فأرض مكّة أو المدينة أو مسجد الكوفة أو أرض كربلاء لها ما يميّزها عن غيرها و يفضّلها على بقيّة الأراضي، و فضّل اللّه شهر رمضان على بقيّة الشهور، و فضّل ليلة القدر على سائر الليالي ...
بل إنّ التفضيل جار بين أنبياء اللّه تعالى، و قد ذكرت الأفضليّة في القرآن الكريم، حيث قال اللّه تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ 1 ، و قال تعالى: وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَ آتَيْنا داوُدَ زَبُوراً 2 ،
و قال تعالى: وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ* 3 .
هذا؛ و قد قامت الأدلّة القرآنيّة و الروائيّة على أفضليّة سيّد الرسل محمّد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله على سائر الخلائق أجمعين.
ثمّ إنّه قد ثبت بالقرآن الكريم و أحاديث السنّة الشريفة أنّ أفضل خلق اللّه تعالى بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، و قد أفردت لبيان أفضليّته كتب؛ مثل خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام للنسائي و مثل كتاب أسنى المطالب في مناقب سيّدنا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام للجزري الشافعي .. و غيرها من عشرات الكتب إن لم نقل مئاتها، و هذا ممّا لا غبار عليه.
هذا و إنّ إثبات أفضليّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام على غيره و أولويّته بالخلافة لم يكن بالأمر الرائق للمناوئين و المخالفين، بل كانت السلطة الأمويّة تبذل جهودها في سبيل كتم هذه الحقيقة، فسنّ معاوية بن أبي سفيان- عليهما لعائن اللّه سنّة رواية الفضائل و الكرامات في الصحابة من أجل رفع مستواهم إلى مستوى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، و أعقب ذلك برواية الأباطيل فيه، لكن يأبى اللّه إلّا أن يظهر الحقّ و الحقيقة.