کتابخانه روایات شیعه
تقريب المعارف
[مقدمة المحقق]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الإهداء:
رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فِيهِمْ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ، وَ مُؤْمِنُ الطَّاقِ، وَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ، وَ الطَّيَّارُ، وَ جَمَاعَةٌ فِيهِمْ هِشَامُ ابْنُ الْحَكَمِ وَ هُوَ شَابٌّ.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا هِشَامُ.
قَالَ: لَبَّيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ.
قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنِي كَيْفَ صَنَعْتَ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَ كَيْفَ سَأَلْتَهُ؟
فَقَالَ هِشَامٌ: إِنِّي أُجِلُّكَ وَ أَسْتَحْيِي مِنْكَ، فَلَا يَعْمَلُ لِسَانِي بَيْنَ يَدَيْكَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا أَمَرْتُكَ بِشَيْءٍ فَافْعَلْهُ.
قَالَ هِشَامٌ: بَلَغَنِي مَا كَانَ فِيهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَ جُلُوسُهُ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، وَ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَدَخَلْتُ الْبَصْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَتَيْتُ مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ، فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ كَبِيرَةٍ، وَ إِذَا أَنَا بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ عَلَيْهِ شَمْلَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ صُوفٍ مُتَّزِرٌ بِهَا وَ شَمْلَةٌ مُرْتَدِي بِهَا، وَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ، فَاسْتَفْرَجْتُ النَّاسَ، فَأَفْرَجُوا لِي، ثُمَّ قَعَدْتُ فِي آخِرِ الْقَوْمِ عَلَى رُكْبَتَيَّ.
ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا الْعَالِمُ أَنَا رَجُلٌ غَرِيبٌ، فَأْذَنْ لِي فَأَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ.
قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَ لَكَ عَيْنٌ؟
قَالَ: يَا بُنَيَّ أَيُّ شَيْءٍ هَذَا مِنَ السُّؤَالِ، أَ رَأَيْتَكَ شَيْئاً كَيْفَ تَسْأَلُ؟.
فَقُلْتُ: هَكَذَا مَسْأَلَتِي.
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ سَلْ وَ إِنْ كَانَ مَسْأَلَتُكَ حُمْقاً.
قُلْتُ: أَجِبْنِي فِيهَا.
قَالَ: فَقَالَ لِي: سَلْ.
قَالَ: قُلْتُ: أَ لَكَ عَيْنٌ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: فَمَا تَرَى بِهَا؟
قَالَ: الْأَلْوَانَ وَ الْأَشْخَاصَ.
قَالَ: قُلْتُ: فَلَكَ أَنْفٌ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟
قَالَ: أَشْتَمُّ بِهِ الرَّائِحَةَ.
قَالَ: قُلْتُ: فَلَكَ فَمٌ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟
قَالَ: أَذُوقُ بِهِ الطَّعْمَ.
قَالَ: قُلْتُ: أَ لَكَ قَلْبٌ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟
قَالَ أُمَيِّزُ بِهِ كُلَّ مَا وَرَدَ عَلَى هَذِهِ الْجَوَارِحِ.
قَالَ: قُلْتُ: أَ لَيْسَ فِي هَذِهِ الْجَوَارِحِ غِنًى عَنِ الْقَلْبِ؟
قَالَ: لَا.
قُلْتُ: وَ كَيْفَ ذَاكَ وَ هِيَ صَحِيحَةٌ سَلِيمَةٌ؟