کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان عج


صفحه قبل

سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان عج، المقدمة، ص: 1

كلمة المكتبة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

لو تفحّصنا التاريخ و رأينا ما فعلته الأيّام بأهل الحق من بني آدم من ظلم و عدوان و تجاوز و طغيان، المتجاوز لحدّ المألوف في كثير من الأحيان، لعلمنا مدى فداحة الخطر الجاثم على البشريّة جمعاء إذ لم يخلص من مخالب أخطبوط الغدر و الخيانة حتّى أشرف الخلائق أجمعين صلوات اللّه و سلامه عليه و على أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين!

و قد أرتنا صفحات التاريخ أنّ صاحب الحقّ و الداعي إليه متّهم أمام أصحاب النزوات النفسانيّة و الرغبات الماديّة الآنيّة الزائلة، و لذلك استمرّ مسلسل الغدر و الخيانة بملاحقة الخيرة بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و بقي أهل بيته عليهم السّلام و من سار على نهجهم القويم و صراطهم المستقيم عرضة لتلك السهام الخائبة، و ستبقى الدنيا على هذه الوتيرة، و لن تستقرّ البشريّة إلّا بظهور قائم آل محمّد عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف، فيملؤها قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا، على ما جاء في الأحاديث النبويّة الشريفة و رواية أئمّة الهدى و سبل النجاة، و عندها سيتمّ التحرّر من نير الظلم و قساوة البؤس و مرارة الحرمان، ليعمّ العدل كلّ ربوع العالم، فتسعد البشريّة بالحياة السعيدة الهنيئة.

سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان عج، المقدمة، ص: 2

و قد أخبرنا الأنبياء و المرسلون و أئمّة الدين القويم بذلك الإمام الهمام، الّذي نعتته بعض الأديان بالمنقذ و المصلح، و هو ما يشير إلى أنّ البشريّة على مختلف مشاربها و مساربها بحال الترقّب لسطوع شمس العدل و الإيمان؛ و هناك مسألة قد شغلت أذهان الكثير من الناس تدور حول زمان تحقّق الوعد الإلهي في إظهار دين اللّه على الدين كلّه، و إذن الظهور للإمام المنقذ الحجّة المنتظر ليملأ الأرض قسطا و عدلا، وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ‏ 1 .

أقول: يعدّ البحث في موضع المنجي المنقذ المخلّص من البحوث المهمّة جدّا الّتي شغلت عقول و أفكار الكثير من العلماء و المحقّقين و الباحثين، كلّ حسب تخصّصه، فحفلت المكتبة الإنسانيّة بالعديد من المؤلّفات الّتي طرقت باب البحث بأدلّة نقليّة و عقليّة، فتناولت معرفة جوانب شخصيّة القائد المنتظر، و علّة غيبته و انتظاره، و ما على المنتظرين من واجبات، كما أشارت إلى العلامات الّتي ستحصل قبل ظهوره المبارك و ما سيقع منها أثناء ظهوره، مضافا إلى تبيان كيفيّة الأساليب المضادّة التي يتوسّل بها الجبابرة و الطغاة و المعاندين لإطفاء نور اللّه! يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ‏ 2 . و تطرّقت تلك البحوث أيضا إلى الإرهاصات السياسيّة و الاجتماعيّة و العقائديّة الّتي ستكون في تلك الفترة، و ما سيقوم به قائد البشريّة و حجّة اللّه على خلقه لإقرار القسط و العدل و إقامة الحقّ و إزهاق الباطل في كافّة ربوع المعمورة.

و من بين تلك المؤلّفات، كتاب: «سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب‏

سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان عج، المقدمة، ص: 3

الزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف» الّذي تناول موضوع أخبار و علامات ظهور صاحب الولاية الكبرى بقيّة اللّه الأعظم عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف، لمؤلّفه السيّد الأجلّ الأكمل الأرشد المؤيّد، صاحب المقامات الباهرة و الكرامات الزاهرة، العلّامة المبدع و النسّابة البارع «بهاء الدين عليّ بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسينيّ النيليّ النجفيّ» المتوفّى نحو سنة ثمانمائة من الهجرة.

و من دواعي الفخر و السرور لمكتبة «العلّامة المجلسي رحمه اللّه» أن تكون باكورة إصداراتها هذا الكتاب القيّم، الشافي الكافي لمن يروم معرفة لباب حقيقة الحال بعيدا عن الزيف و التزوير و الخيال؛

راجين من المولى عزّ و جلّ و من رسوله الكريم صلّى اللّه عليه و آله و أهل بيته الأطهار عليهم السّلام أن يقبلوا منّا هذا الجاهد المتواضع، و أن يجعلوه ذخرا لنا ليوم لا ينفع مال و لا بنون إلّا من أتى اللّه بقلب سليم أو عمل كريم.

و لا يفوتنا أن نذكر محقّق الكتاب، زميلنا العزيز الأستاذ الشيخ قيس بهجت العطّار، و سماحة السيّد حسن الموسوي البروجردي دامت توفيقاتهما، و نتقدّم لهما بالشكر الجزيل و الثناء الجميل تقديرا لجهودهما المبذولة في إحياء هذا الأثر النفيس، جزاهما اللّه عنّا و عن الإسلام خير الجزاء، راجين لهما و لنا كلّ توفيق و سداد.

و الحمد للّه أوّلا و آخرا ..

صفحه بعد