کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفضائل (لابن شاذان القمي)

المقدمة حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏ مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ خَبَرُ عِطْرِفَةَ الْجِنِّيِ‏ خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏ خَبَرُ الْجَامِ‏ خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏ خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏ خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏ خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏ خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏ حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏ حِكَايَةُ وَفَاةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ خَبَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏ فهرس مواضيع الكتاب‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)


صفحه قبل

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 9

يُدْنِيهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ عَلَى فَخِذِهِ الْأَيْسَرِ ثُمَّ أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ ع فَلَمَّا رَآهَا بَكَى ثُمَّ قَالَ إِلَيَّ إِلَيَّ يَا بُنَيَّةُ فَمَا زَالَ يُدْنِيهَا حَتَّى أَجْلَسَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمَّا رَآهُ بَكَى ثُمَّ قَالَ إِلَيَّ إِلَيَّ يَا أَخِي فَمَا زَالَ يُدْنِيهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَرَى أَحَداً مِنْ هَؤُلَاءِ إِلَّا بَكَيْتَ أَ وَ مَا فِيهِمْ مَنْ تُسَرُّ بِرُؤْيَتِهِ فَقَالَ ص وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ اصْطَفَانِي عَلَى جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ إِنِّي وَ إِيَّاهُمْ لَأَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ نَسَمَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَإِنَّهُ أَخِي وَ شَفِيقِي وَ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدِي وَ صَاحِبُ لِوَائِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ صَاحِبُ حَوْضِي وَ شَفَاعَتِي وَ هُوَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ قَائِدُ كُلِّ تَقِيٍّ وَ هُوَ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي فِي حَيَاتِي وَ بَعْدَ مَمَاتِي مُحِبُّهُ مُحِبِّي وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِي وَ بِوَلَايَتِهِ صَارَتْ أُمَّتِي مَرْحُومَةً وَ بَعْدَ وَفَاتِي صَارَتْ بِالْمُخَالَفَةِ لَهُ مَلْعُونَةً فَإِنِّي بَكَيْتُ حِينَ أَقْبَلَ لِأَنِّي ذَكَرْتُ غَدْرَ الْأُمَّةِ بِهِ بَعْدِي حَتَّى إِنَّهُ لَيُزَالُ عَنْ مَقْعَدِي وَ قَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ بَعْدِي لَهُ ثُمَّ لَا يَزَالُ الْأَمْرُ بِهِ حَتَّى يُضْرَبَ عَلَى قَرْنِهِ ضَرْبَةً تُخْضَبُ مِنْهَا لِحْيَتُهُ فِي أَفْضَلِ الشُّهُورِ وَ هُوَ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَ الْفُرْقانِ‏ وَ أَمَّا ابْنَتِي فَاطِمَةُ ع فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ وَ هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَ هِيَ نُورُ عَيْنِي وَ ثَمَرَةُ فُؤَادِي وَ هِيَ رُوحِيَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيَّ وَ هِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةُ مَتَى قَامَتْ فِي مِحْرَابِهَا بَيْنَ يَدَيِ رَبِّهَا جَلَّ جَلَالُهُ زَهَرَ نُورُهَا لِلْمَلَائِكَةِ فِي السَّمَاءِ كَمَا يَزْهَرُ الْكَوَاكِبُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمَلَائِكَةِ يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا أَمَتِي فَاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِسَاءِ خَلْقِي قَائِمَةً بَيْنَ يَدَيَّ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهَا مِنْ خِيفَتِي وَ قَدْ أَقْبَلَتْ بِقَلْبِهَا عَلَى عِبَادَتِي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ شِيعَتَهَا مِنَ النَّارِ وَ أَنِّي لَمَّا رَأَيْتُهَا تَذَكَّرْتُ مَا يُصْنَعُ بِهَا بَعْدِي وَ كَأَنِّي بِهَا وَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْهَا الذُّلُّ فِي بَيْتِهَا وَ انْتُهِكَتْ حُرْمَتُهَا وَ غُصِبَتْهَا حَقَّهَا وَ مُنِعَتْ إِرْثَهَا وَ كُسِرَ جَنْبُهَا وَ سَقَطَ جَنَيْنُهَا وَ هِيَ تُنَادِي وَا مُحَمَّدَاهْ فَلَا تُجَابُ وَ تَسْتَغِيثُ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 10

فَلَا تُغَاثُ فَلَا تَزَالُ بَعْدِي مَحْزُونَةً مَكْرُوبَةً بَاكِيَةً فَتَذْكُرُ انْقِطَاعَ الْوَحْيِ عَنْ بَيْتِهَا مَرَّةً وَ تَذْكُرُ فِرَاقِي أُخْرَى وَ تَسْتَوْحِشُ إِذَا جَنَّهَا اللَّيْلُ لِفَقْدِي وَ فَقْدِ صَوْتِي الَّذِي كَانَتْ تَسْتَمِعُ إِلَيْهِ إِذَا تَهَجَّدْتُ بِالْقُرْآنِ ثُمَّ تُرَى ذَلِيلَةً بَعْدَ أَنْ كَانَتْ عَزِيزَةً فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْنِسُهَا اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِمَلَائِكَةٍ فَتُنَادِيهَا بِمُنَادَاةِ مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى‏ نِساءِ الْعالَمِينَ‏ يَا فَاطِمَةُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ‏ ثُمَّ يَبْتَدِئُ بِهَا الْوَجَعُ فَتَمْرَضُ وَ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهَا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ فَتُمَرِّضُهَا وَ تُؤْنِسُهَا فِي عِلَّتِهَا فَتَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَبِّ إِنِّي قَدْ سَئِمْتُ الْحَيَاةَ وَ تَبَرَّمْتُ بِأَهْلِ الدُّنْيَا فَأَلْحِقْنِي بِأَبِي فَيُلْحِقُهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَلْحَقُنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَتَقْدَمُ عَلَيَّ مَحْزُونَةً مَكْرُوبَةً مَغْمُومَةً مَغْصُوبَةً مَقْتُولَةً فَأَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ اللَّهُمَّ الْعَنْ ظَالِمَهَا وَ عَاقِبْ مَنْ غَصَبَهَا حَقَّهَا وَ أَذِلَّ مَنْ أَذَلَّهَا وَ خَلِّدْ فِي النَّارِ مَنْ ضَرَبَهَا عَلَى جَنْبِهَا حَتَّى أَلْقَتْ وَلَدَهَا فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ آمِينَ وَ أَمَّا الْحَسَنُ فَإِنَّهُ ابْنِي وَ وَلَدِي وَ مِنِّي وَ قُرَّةُ عَيْنِي وَ ضِيَاءُ قَلْبِي وَ ثَمَرَةُ فُؤَادِي وَ هُوَ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ حُجَّةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْأَئِمَّةِ أَمْرُهُ أَمْرِي وَ قَوْلُهُ قَوْلِي فَمَنْ تَبِعَهُ فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ عَصَاهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَ إِنِّي نَظَرْتُ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ مَا يَجْرِي عَلَيْهِ مِنَ الذُّلِّ بَعْدِي فَلَا يَزَالُ الْأَمْرُ بِهِ حَتَّى يُقْتَلَ بِالسَّمِّ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً فَعِنْدَ ذَلِكَ تَبْكِي الْمَلَائِكَةُ وَ السَّبْعُ الشِّدَادُ بِمَوْتِهِ وَ يَبْكِيهِ كُلُّ شَيْ‏ءٍ حَتَّى الطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ وَ الْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ فَمَنْ بَكَاهُ لَمْ تَعْمَ عَيْنَاهُ يَوْمَ تَعْمَى الْأَعْيُنُ وَ مَنْ حَزَنَ عَلَيْهِ لَمْ يَحْزَنْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَحْزَنُ الْقُلُوبُ وَ مَنْ زَارَهُ فِي الْبَقِيعِ ثَبَتَتْ قَدَمَاهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ وَ أَمَّا الْحُسَيْنُ فَإِنَّهُ مِنِّي وَ هُوَ ابْنِي وَ وَلَدِي وَ خَيْرُ الْخَلْقِ بَعْدَ أَخِيهِ وَ هُوَ إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ وَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ خَلِيفَةُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ كَهْفُ الْمُتَحَيِّرِينَ وَ حُجَّةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَ هُوَ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ بَابُ نَجَاةِ الْأُمَّةِ أَمْرُهُ أَمْرِي وَ طَاعَتُهُ طَاعَتِي وَ مَنْ تَبِعَهُ فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ عَصَاهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُهُ تَذَكَّرْتُ مَا يُصْنَعُ بِهِ بَعْدِي‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 11

وَ كَأَنِّي بِهِ وَ قَدِ اسْتَجَارَ بِحَرَمِي فَلَا يُجَارُ فَأَضُمُّهُ فِي مَنَامِي إِلَى صَدْرِي وَ آمُرُهُ بِالرِّحْلَةِ مِنْ دَارِ هِجْرَتِي فَأُبَشِّرُهُ بِالشَّهَادَةِ فَيَرْتَحِلُ إِلَى أَرْضِ مَقْتَلِهِ وَ مَوْضِعِ مَصْرَعِهِ لِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ وَ قَتْلٍ وَ فَنَاءٍ فَتَنْصُرُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أُولَئِكَ سَادَةُ شُهَدَاءِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ قَدْ رُمِيَ بِسَهْمٍ فَخَرَّ مِنْ فَرَسِهِ صَرِيعاً ثُمَّ يُذْبَحُ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ مَظْلُوماً ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ ص وَ بَكَى مَنْ حَوْلَهُ وَ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالضَّجِيجِ ثُمَّ قَالَ ص وَ هُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ مَا يَلْقَى أَهْلُ بَيْتِي ثُمَّ قَالَ ص إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُزَيَّنُ الْعَرْشُ بِكُلِّ زِينَةٍ ثُمَّ يُؤْتَى بِمِنْبَرَيْنِ مِنْ نُورٍ طُولُهُمَا مِائَةُ مِيلٍ فَيُوضَعُ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ وَ الْآخَرُ عَنْ يَسَارِ الْعَرْشِ ثُمَّ يُؤْتَى بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع فَيَقُومُ الْحَسَنُ ع عَلَى أَحَدِهِمَا وَ الْحُسَيْنُ ع عَلَى الْآخَرِ يُزَيِّنُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِهِمَا عَرْشَهُ كَمَا تُزَيِّنُ الْمَرْأَةَ قُرْطَاهَا ثُمَّ قَالَ ص إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَأْتِي ابْنَتِي فَاطِمَةُ ع عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةَ الْجَنْبَيْنِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ قَوَائِمُهَا مِنَ الزُّمُرُّدِ الْأَخْضَرِ ذَنَبُهَا مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ عَيْنَاهَا مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ عَلَيْهَا قُبَّةٌ مِنْ نُورٍ يُرَى بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَ ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ عَفْوِ اللَّهِ وَ ظَاهِرُهَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عَلَى رَأْسِهَا تَاجٌ مِنْ نُورٍ وَ لِلتَّاجِ سَبْعُونَ رُكْناً كُلُّ رُكْنٍ مُرَصَّعٌ بِالدُّرِّ وَ الْيَاقُوتِ يُضِي‏ءُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا يُضِي‏ءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ عَنْ يَمِينِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ جَبْرَئِيلُ آخِذٌ بِخِطَامِ النَّاقَةِ وَ هُوَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا أَهْلَ الْمَوْقِفِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّى تَجُوزُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ نَبِيٌّ وَ لَا كَرِيمٌ وَ لَا صِدِّيقٌ وَ لَا شَهِيدٌ إِلَّا غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ حَتَّى تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ فَتَجُوزُ حَتَّى تُحَاذِيَ عَرْشَ رَبِّهَا جَلَّ جَلَالُهُ فَتَنْزِلُ بِنَفْسِهَا عَنْ نَاقَتِهَا فَتَقُولُ إِلَهِي وَ سَيِّدِي احْكُمْ بَيْنِي وَ بَيْنَ مَنْ ظَلَمَنِي وَ احْكُمْ بَيْنِي وَ بَيْنَ مَنْ قَتَلَ وَلَدِي فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا حَبِيبَتِي وَ بِنْتَ حَبِيبِي سَلِي تُعْطَيْ وَ اشْفَعِي تُشَفَّعِي وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُجَاوِزَنَّ ظُلْمَ ظَالِمٍ فَتَقُولُ يَا إِلَهِي‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 12

ذُرِّيَّتِي وَ شِيعَةَ ذُرِّيَّتِي وَ مُحِبِّي ذُرِّيَّتِي فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَيْنَ ذُرِّيَّةُ فَاطِمَةَ وَ شِيعَتُهَا وَ شِيعَةُ ذُرِّيَّتِهَا وَ مُحِبُّو ذُرِّيَّتِهَا فَيُقْبِلُونَ وَ قَدْ أَحَاطُوا بِهِمْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ فَتَقْدَمُهُمْ فَاطِمَةُ حَتَّى تُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَا وَ عَلَى أَبِيهَا.

خَبَرٌ آخَرُ قَالَ سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ‏ إِنَّ الصَّادِقَ ع قَالَ لَهُ يَا سَمَاعَةُ مَنْ شَرُّ النَّاسِ قَالَ نَحْنُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَغَضِبَ ع حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ثُمَّ اسْتَوَى جَالِساً وَ كَانَ مُتَّكِئاً وَ قَالَ يَا سَمَاعَةُ مَنْ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَحْنُ شَرُّ النَّاسِ لِأَنَّهُمْ سَمَّوْنَا كُفَّاراً وَ رَفَضَةً فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ كَيْفَ بِكُمْ وَ بِهِمْ إِذَا سِيقَ بِكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَ سِيقَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْكُمْ فَيَقُولُونَ‏ ما لَنا لا نَرى‏ رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ يَا ابْنَ مِهْرَانَ إِنَّهُ مَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ إِسَاءَةً مَشَيْنَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِأَقْدَامِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنَشْفَعُ فِيهِ وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ عَشْرَةُ رِجَالٍ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَنَافَسُوا فِي الدَّرَجَاتِ وَ أَكِّدُوا عَدُوَّكُمُ الْمَفْزَعَ.

حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏

قَالَ الْوَاقِدِيُّ أَوَّلُ مَا افْتَتَحَ بِهِ عَقِيلُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ حِينَ خَطَبَ آمِنَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ قَالَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الحمد لله الذي جعلنا من نسل إبراهيم و من شجرة إسماعيل من غصن نزال و من ثمرة عبد مناف ثم أثنى على الله تعالى ثناء بليغا و قال فيه جميلا و أثنى على اللات و العزة و مناة و ذكرهم بالجميل و قال لا يستغنى عنكم مع هذا كله و عقد النكاح و نظر إلى وهب و قال يا أبا الوداج زوجت كريمتك آمنة من ابن سيدنا عبد المطلب على صداق أربعة آلاف درهم بيض هجرية جياد و خمسمائة مثقال ذهب أحمر قال نعم ثم قال يا عبد الله قبلت بهذا الصداق يا أيها السيد الخاطب قال نعم ثم دعا لهما بالخير و الكرامة ثم أمر وهب أن تقدم المائدة فقدمت مائدة خضرة فأتي من الطعام الحار و البارد و الحلو و الحامض فأكلوا و شربوا قال و نثر عبد المطلب على ولده قيمة ألف‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 13

درهم من النثار و كان متخذا من مسك بنادق و من عنبر و من سكر و من كافور و نثر ذهب بقيمة ألف درهم عنبر و فرح الخلق بذلك شديدا.

قال الواقدي فلما فرغوا من ذلك نظر عبد المطلب إلى وهب و قال و رب السماء إني لا أفارق هذا السقف أو أؤلف بين ولدي عبد الله و حليلته فقال وهب بهذا السرعة لا يكون فقال عبد المطلب لا بد من ذلك فقام وهب و دخل على امرأته برة و قال لها اعلمي أن عبد المطلب قد حلف برب السماء أنه لا يفارق هذا السقف أو يؤلف بين ولده عبد الله و بين زوجته آمنة فقامت المرأة من وقتها و دعت بعشرة من المشاطات و أمرتهن أن يؤخذ في زينة آمنة فقعدن حول آمنة فواحدة منهن تنقش يديها و واحدة تخضب رجليها و واحدة تسرح ذوائبها و واحدة تمسحها بالملاء فلما كان عند غروب الشمس و فرغن من زينتها نصبوا سريرا من الخيزران و قد فرشوا عليه من ألوان الديباج و الوشي و أقعدت الجارية على السرير و عقدن على رأسها تاجا و على جبينها إكليلا و على عنقها مخانق الدر و الجواهر و تختمت بأنواع الخواتيم و جاء وهب و قال لعبد المطلب يا سيدي قم إلى العروس فقام عبد المطلب إلى العروس و هي كأنها فلقة قمر من حسنها و تقدم عبد المطلب إلى السرير و قبله و قبل عين العروس فقال عبد المطلب لولده عبد الله اجلس يا ولدي معها على السرير و افرح برؤيتها قال فرفع عبد الله قدمه و صعد إلى السرير و قعد إلى جنب العروس و فرح عبد الله و كان من عبد الله إلى أهله ما يكون من الرجال إلى النساء فواقعها فحملت بسيد المرسلين و خاتم النبيين و قام من عندها إلى عند أبيه فنظر إليه أبوه و إذا النور قد فارق من بين عينيه و بقي عليه من أثر النور كالدرهم الصحيح و ذهب النور إلى ثدي آمنة فقام عبد المطلب إلى عند آمنة و نظر إلى وجهها فلم يكن النور كما كان في عبد الله بل أنور فذهب عبد المطلب إلى عند حبيب الراهب فسأله عن ذلك فقال حبيب اعلم أن هذا النور هو صاحب النور بعينه و صار في بطن أمه فقام عبد المطلب و خرج مع‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 14

الرجل و بقي عبد الله عند أهله إلى أن ذهبت الصفرة من يديه و ذلك أن العرب كانوا إذا دخلوا بأهلهم يخضبون أيديهم بالحناء و لا يخرجون من عندهم و على أيديهم أثر من الحناء فبقي عبد الله أربعين يوما و خرج و نظر أهل مكة إلى عبد الله و النور قد فارق موضعه فرجع عبد المطلب من عند حبيب و قد أتى على رسول الله ص شهر واحد في بطن أمه و نادت الجبال بعضها بعضا و الأشجار بعضها بعضا و السماوات بعضها يستبشرون و يقولون ألا إن محمدا قد وقع في رحم أمه آمنة و قد أتى عليه شهر ففرحت بذلك الجبال و البحار و السماوات و الأرضون فرحا برسول الله ص ثم إن الله تعالى أراد قضاءه على فاطمة بنت عبد المطلب فورد عليه كتاب من يثرب بموت فاطمة و كان في الكتاب أنها ورثت مالا كثيرا خطيرا فأخرج إلى عندهم بأسرع ما تقدر عليه قال عبد المطلب لولده عبد الله يا ولدي لا بد لك أن تجي‏ء معي إلى المدينة فسافر مع أبيه و دخلا مدينة يثرب و قبض عبد المطلب المال و لما انتهيا من دخولهما المدينة بعشرة أيام اعتل عبد الله علة شديدة و بقي خمسة عشر يوما فلما كان يوم السادس عشر مات عبد الله فبكى عليه أبوه عبد المطلب بكاء شديدا و شق سقف البيت لأجله في دار فاطمة بنت عبد المطلب و إذا بهاتف يهتف و يقول قد مات من كان في صلبه خاتم النبيين و أي نفس لا تموت فقام عبد المطلب فغسله و كفنه في سكة يقال لها شين و بنى على قبره قبة عظيمة من جص و آجر و أحكمه و رجع إلى مكة و استقبله رؤساء قريش و بنو هاشم و اتصل الخبر إلى آمنة بوفاة زوجها فبكت و نفشت شعرها و خدشت وجهها و مزقت جيبها و دعت بالنائحات ينحن على عبد الله فجاء بعد ذلك عبد المطلب إلى دار آمنة و طيب قلبها و وهب لها في ذلك الوقت ألف درهم بيض و تاجين قد اتخذها عبد مناف لبعض بناته و قال لها يا آمنة لا تحزني فإنك عندي جليلة لأجل من في بطنك فلا يهمك أمرك فسكتت و طيب قلبها.

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 15

قال الواقدي فلما أتى على رسول الله ص في بطن أمه شهران أمر الله تعالى مناديا في سماواته و أرضه ينادي في السماوات و الأرض و الملائكة أن استغفروا لمحمد ص و أمته كل هذا ببركة النبي ص.

قال الواقدي فلما أتى على رسول الله ص في بطن أمه ثلاثة/ أشهر كان أبو قحافة راجعا من الشام فلما بلغ قريبا من مكة وضعت ناقته جمجمتها على الأرض ساجدة و كان بيد أبي قحافة قضيب فضربها بأوجع ضرب فلم ترفع رأسها فقال أبو قحافة فما أرى ناقة تركت صاحبها و إذا بهاتف يهتف و يقول لا تضرب يا أبا قحافة من لا يطيعك أ لا ترى أن الجبال و البحار و الأشجار سوى الآدميين سجدوا لله فقال أبو قحافة يا هاتف و ما السبب في ذلك قال اعلم أن النبي الأمي قد أتى عليه في بطن أمه ثلاثة أشهر قال أبو قحافة و متى يكون خروجه قال سترى يا أبا قحافة إن شاء الله تعالى فالويل كل الويل لعبدة الأصنام من سيفه و سيف أصحابه قال أبو قحافة فوقفت ساعة حتى رفعت الناقة رأسها فركبتها و جئت إلى عبد المطلب.

صفحه بعد