کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفضائل (لابن شاذان القمي)

المقدمة حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏ مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ خَبَرُ عِطْرِفَةَ الْجِنِّيِ‏ خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏ خَبَرُ الْجَامِ‏ خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏ خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏ خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏ خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏ خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏ حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏ حِكَايَةُ وَفَاةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ خَبَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏ فهرس مواضيع الكتاب‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)


صفحه قبل

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 63

فَمَسَحَهُمَا بِيَدِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ لِي افْتَحْهُمَا فَفَتَحْتُهُمَا فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ أُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئاً فَبَقِيتُ وَ اللَّهِ مُتَحَيِّراً أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَلَمَّا أَطَلْتُ النَّظَرَ قَالَ لِي هَلْ رَأَيْتَهُ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ غَمِّضْ عَيْنَيْكَ فَغَمَضْتُهُمَا ثُمَّ قَالَ افْتَحْهُمَا فَفَتَحْتُهُمَا فَإِذَا لَا عَيْنٌ وَ لَا أَثَرٌ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ رَأَيْتَ مِنْ عَلِيٍّ ع غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ لَا أَكْتُمُ عَنْكَ خُصُوصاً أَنَّهُ اسْتَقْبَلَنِي يَوْماً وَ أَخَذَ بِيَدِي وَ مَضَى بِي إِلَى الْجَبَّانَةِ وَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ فِي الطَّرِيقِ وَ كَانَ بِيَدِهِ قَوْسٌ فَلَمَّا صِرْنَا فِي الْجَبَّانَةِ رَمَى بِقَوْسِهِ مِنْ يَدِهِ فَصَارَ ثُعْبَاناً عَظِيماً مِثْلَ ثُعْبَانِ مُوسَى ع فَتَحَ فَاهُ وَ أَقْبَلَ نَحْوِي لِيَبْتَلِعَنِي فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ طَارَ قَلْبِي مِنَ الْخَوْفِ وَ تَنَحَّيْتُ وَ ضَحِكْتُ فِي وَجْهِ عَلِيٍّ ع وَ قُلْتُ لَهُ الْأَمَانَ يَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ اذْكُرْ مَا كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ مِنَ الْجَمِيلِ فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الْقَوْلَ اسْتَفْرَغَ ضَاحِكاً وَ قَالَ لَطُفْتَ فِي الْكَلَامِ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ نَشْكُرُ الْقَلِيلَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى الثُّعْبَانِ وَ أَخَذَهُ بِيَدِهِ وَ إِذَا هُوَ قَوْسُهُ الَّذِي كَانَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ يَا سَلْمَانُ إِنِّي كَتَمْتُ ذَلِكَ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ وَ أَخْبَرْتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ بَيْتِ يَتَوَارَثُونَ هَذِهِ الْأُعْجُوبَةَ كَابِراً عَنْ كَابِرٍ وَ لَقَدْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَأْتِي بِمِثْلِ ذَلِكَ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ يَأْتِيَانِ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَ أَنَا لَا أُنْكِرُ فَضْلَ عَلِيٍّ ع وَ سَابِقَتَهُ وَ نَجْدَتَهُ وَ كَثْرَةَ عِلْمِهِ فَارْجِعْ إِلَيْهِ وَ اعْتَذِرْ عَنِّي إِلَيْهِ وَ أَثْنِ عَنِّي عَلَيْهِ بِالْجَمِيلِ.

خَبَرٌ آخَرُ رُوِيَ‏ أَنَّ امْرَأَةً تَرَكَتْ طِفْلًا ابْنَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ عَلَى سَطْحٍ فَمَشَى الصَّبِيُّ يَحْبُو حَتَّى خَرَجَ مِنَ السَّطْحِ وَ جَلَسَ عَلَى رَأْسِ الْمِيزَابِ فَجَاءَتْ أُمُّهُ عَلَى السَّطْحِ فَمَا قَدَرَتْ عَلَيْهِ فَجَاءُوا بِسُلَّمٍ وَ وَضَعُوهُ عَلَى الْجِدَارِ فَمَا قَدَرُوا عَلَى الطِّفْلِ مِنْ أَجَلِ طُولِ الْمِيزَابِ وَ بُعْدِهِ عَنِ السَّطْحِ وَ الْأُمُّ تَصِيحُ وَ أَهْلُ الصَّبِيِّ كُلُّهُمْ يَبْكُونَ وَ كَانَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَجَاءُوا إِلَيْهِ فَحَضَرَ مَعَ الْقَوْمِ فَتَحَيَّرُوا فِيهِ وَ قَالُوا مَا لِهَذَا إِلَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَحَضَرَ عَلِيٌّ ع فَصَاحَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ فِي وَجْهِهِ فَنَظَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الصَّبِيِّ فَتَكَلَّمَ الصَّبِيُ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 64

بِكَلَامٍ لَا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ فَقَالَ ع أَحْضِرُوا هَاهُنَا طِفْلًا مِثْلَهُ فَأَحْضَرُوهُ فَنَظَرَ بَعْضُهُمَا إِلَى بَعْضٍ وَ تَكَلَّمَ الطِّفْلَانِ بِكَلَامِ الْأَطْفَالِ فَخَرَجَ الطِّفْلُ مِنَ الْمِيزَابِ إِلَى السَّطْحِ فَوَقَعَ فَرَحٌ فِي الْمَدِينَةِ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ ثُمَّ سَأَلُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ كَلَامِهِمَا فَقَالَ أَمَّا خِطَابُ الطِّفْلِ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ سَلَّمَ عَلَيَّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ وَ مَا أَرَدْتُ خِطَابَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ حَدَّ الْخِطَابِ وَ التَّكْلِيفِ فَأَمَرْتُ بِإِحْضَارِ طِفْلٍ مِثْلِهِ حَتَّى يَقُولَ لَهُ بِلِسَانِ الْأَطْفَالِ يَا أَخِي ارْجِعْ إِلَى السَّطْحِ وَ لَا تُحْرِقْ قَلْبَ أُمِّكَ وَ أَبِيكَ وَ عَشِيرَتِكَ بِمَوْتِكَ فَقَالَ دَعْنِي يَا أَخِي قَبْلَ أَنْ أَبْلُغَ فَيَسْتَوْلِيَ عَلَيَّ الشَّيْطَانُ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى السَّطْحِ فَعَسَى أَنْ تَبْلُغَ وَ يَجِي‏ءَ مِنْ صُلْبِكَ وَلَدٌ يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُوَالِيَ هَذَا الرَّجُلَ فَرَجَعَ إِلَى السَّطْحِ بِكَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع.

خَبَرٌ آخَرُ رُوِيَ‏ أَنَّ امْرَأَتَيْنِ جَاءَتَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ مَعَهُمَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ فَادَّعَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا أَنَّ الْوَلَدَ وَلَدُهَا وَ لَمْ يَكُنْ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ فَتَحَيَّرَ فِي ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ قَالَ مَا لِهَذَا إِلَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأُحْضِرَ ع فَقَصُّوا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَأَشَارَ إِلَى قَنْبَرٍ فَقَالَ سَلِّ سَيْفَكَ وَ اقْسِمِ الصَّبِيَّ بِنِصْفَيْنِ مُتَسَاوِيَيْنِ وَ أَعْطِ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا نِصْفَهُ فَبَكَتِ الْأُمُّ وَ قَالَتْ لَا تَقْتُلْهُ فَإِنِّي رَضِيتُ بِأَنْ يَكُونَ لَهَا جَمِيعاً وَ سَكَتَتِ الْأُخْرَى فَأَمَرَ ص بِرَدِّ الصَّبِيِّ إِلَى أُمِّهِ.

خَبَرٌ آخَرُ رَوَى عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رض قَالَ: كُنْتُ بَيْنَ يَدَيِ مَوْلَايَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ إِذَا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَدْ أَخَذَ بِمَجَامِعِ الْكُوفَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع اخْرُجْ يَا عَمَّارُ وَ ائْتِنِي بِذِي الْفَقَارِ الْبَتَّارِ لِلْأَعْمَارِ فَجِئْتُ بِهِ إِلَيْهِ فَقَالَ اخْرُجْ وَ امْنَعِ الرَّجُلَ عَنْ ظُلَامَةِ الْمَرْأَةِ فَإِنِ انْتَهَى وَ إِلَّا مَنَعْتُهُ بِذِي الْفَقَارِ قَالَ عَمَّارٌ فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ وَ قَدْ تَعَلَّقَ الرَّجُلُ بِزِمَامٍ جَمَلِهَا وَ الِامْرَأَةُ تَقُولُ إِنَّ الْجَمَلَ جَمَلِي وَ الرَّجُلُ يَقُولُ الْجَمَلُ جَمَلِي فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَنْهَاكَ عَنْ ظُلْمِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ يَشْتَغِلُ عَلِيٌّ بِشُغُلِهِ وَ يَغْسِلُ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 65

يَدَهُ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بِالْبَصْرَةِ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ جَمَلِي وَ يَدْفَعَهُ إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ الْكَاذِبَةِ فَقَالَ عَمَّارٌ رض فَرَجَعْتُ لِأُخْبِرَ مَوْلَايَ وَ إِذَا بِهِ قَدْ خَرَجَ وَ لَاحَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ لَهُ يَا وَيْلَكَ خَلِّ جَمَلَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ هُوَ لِي فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كَذَبْتَ يَا لِعَيْنُ قَالَ فَمَنْ يَشْهَدُ لِلِامْرَأَةِ يَا عَلِيُّ فَقَالَ الشَّاهِدُ الَّذِي لَا يُكَذِّبُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ الرَّجُلُ إِذَا شَهِدَ شَاهِدٌ وَ كَانَ صَادِقاً سَلَّمْتُهُ الْمَرْأَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع تَكَلَّمْ أَيُّهَا الْجَمَلُ لِمَنْ أَنْتَ فَقَالَ الْجَمَلُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكَ السَّلَامُ أَنَا لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ مُنْذُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالَ ع خُذِي جَمَلَكِ وَ عَارَضَ الرَّجُلَ بِضَرْبَةٍ قَسَمَهُ نِصْفَيْنِ.

خَبَرٌ آخَرُ قَالَ بَعْضُ الثِّقَاتِ‏ اجْتَمَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي عَامِ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ شَأْنِ الْأَنْبِيَاءِ إِذَا اسْتَقَامَ أَمْرُهُمْ أَنْ يَدُلُّوا عَلَى وَصِيٍّ مِنْ بَعْدِهِمْ فَيَقُومَ بِأَمْرِهِمْ فَقَالَ ص إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ وَعَدَنِي أَنْ يُبَيِّنَ لِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْوَصِيَّ مِنْ بَعْدِي وَ الْخَلِيفَةَ الَّذِي يَقُومُ بِأَمْرِي بِآيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَلَمَّا فَرَغَ النَّاسُ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَ دَخَلَ النَّاسُ الْبُيُوتَ وَ كَانَتْ لَيْلَةً ظَلْمَاءَ لَا قَمَرَ فِيهَا فَإِذَا نَجْمٌ قَدْ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ بِدَوِيٍّ عَظِيمٍ وَ شُعَاعٍ هَائِلٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى ذِرْوَةِ حُجْرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ صَارَتِ الْحُجْرَةُ كَالنَّهَارِ أَضَاءَتِ الدُّورُ بِشُعَاعِهِ فَفَزِعَ النَّاسُ وَ جَاءُوا يُهْرَعُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ يَقُولُونَ إِنَّ الْآيَةَ الَّتِي وَعَدْتَنَا بِهَا نَزَلَتْ وَ هُوَ نَجْمٌ قَدْ نَزَلَ عَلَى ذِرْوَةِ دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ النَّبِيُّ ص فَهُوَ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي وَ الْقَائِمُ مِنْ بَعْدِي وَ الْوَصِيُّ مِنْ بَعْدِي وَ الْوَلِيُّ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى فَأَطِيعُوهُ وَ لَا تُخَالِفُوهُ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ الْأَوَّلُ لِلثَّانِي مَا يَقُولُ فِي ابْنِ عَمِّهِ إِلَّا بِالْهَوَى وَ قَدْ رَكِبَتْهُ الْغَوَايَةُ فِيهِ حَتَّى لَوْ أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَهُ نَبِيّاً مِنْ بَعْدِهِ لَفَعَلَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى‏ وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‏ ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى‏ وَ ما

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 66

يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى‏ السُّورَةَ.

وَ قَالَ فِي ذَلِكَ الْعَوْنِيُ‏

مَنْ صَاحِبُ الدَّارِ الَّتِي انْقَضَّ بِهَا

نَجْمٌ مِنَ الْأُفُقِ فَأَنْكَرْتُمْ لَهَا .

خَبَرٌ آخَرُ رُوِيَ عَنِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ ع‏ أَنَّهُ كَانَ جَالِساً فِي الْحَرَمِ فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ع فَجَاءَهُ رَجُلٌ شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ فَنِيَ عُمُرُهُ فِي الْمَعْصِيَةِ فَنَظَرَ إِلَى الصَّادِقِ ع فَقَالَ نِعْمَ الشَّفِيعُ إِلَى اللَّهِ لِلْمُذْنِبِينَ ثُمَّ أَخَذَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَ أَنْشَأَ يَقُولُ‏

بِحَقِّ جِلَاءِ وَجْهِكَ يَا وَلِيِّي‏

بِحَقِّ الْهَاشِمِيِّ الْأَبْطَحِيِ‏

بِحَقِّ الذِّكْرِ إِذْ يُوحَى إِلَيْهِ‏

بِحَقِّ وَصِيِّهِ الْبَطَلِ الْكَمِيِ‏

بِحَقِّ أَئِمَّةٍ سَلَفُوا جَمِيعاً

عَلَى مِنْهَاجِ جَدِّهِمُ النَّبِيِ‏

بِحَقِّ الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ إِلَّا

غَفَرْتَ خَطِيئَةَ الْعَبْدِ الْمُسِي‏ءِ

قَالَ فَسَمِعَ هَاتِفاً يَقُولُ يَا شَيْخُ كَانَ ذَنْبُكَ عَظِيماً وَ لَكِنْ غَفَرْنَا لَكَ جَمِيعَ ذُنُوبَكَ لِحُرْمَةِ شُفَعَائِكَ فَلَوْ سَأَلْتَنَا ذُنُوبَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَغَفَرْنَا لَهُمْ غَيْرَ عَاقِرِ النَّاقَةِ وَ قَتَلَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ.

خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏

رُوِيَ‏ أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ أَتَوْهُ وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْكَ السَّلَامُ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا وَ كَلَّمَ‏ مُوسى‏ تَكْلِيماً وَ كَانَ عِيسَى ع يُحْيِي الْمَوْتَى فَمَا صَنَعَ رَبُّكَ بِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ ع إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى إِنْ كَانَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا فَقَدِ اتَّخَذَنِي حَبِيباً وَ إِنْ كَانَ كَلَّمَ مُوسَى مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ فَقَدْ رَأَيْتُ جَلَّالَةَ رَبِّي وَ كَلَّمَنِي مُشَافَهَةً أَيْ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ وَ إِنْ كَانَ عِيسَى يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنْ شِئْتُمْ أَحْيَيْتُ لَكُمْ مَوْتَاكُمْ بِإِذْنِهِ تَعَالَى فَقَالُوا قَدْ شِئْنَا فَأَرْسَلَ مَعَهُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ أَنْ رَدَّاهُ بِرِدَائِهِ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 67

وَ كَانَ اسْمُ الرِّدَاءِ الْمُسْتَجَابَ وَ أَخَذَ مِنْطَقَتَهُ فَشَدَّ بِهَا وَسَطَهُ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَسِيرُوا مَعَ عَلِيٍّ ع إِلَى الْمَقَابِرِ فَلَمَّا أَتَوُا الْمَقَابِرَ سَلَّمَ ع عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ وَ دَعَا وَ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَا يَفْقَهُوهُ فَاضْطَرَبَتِ الْأَرْضُ وَ ارْتَجَّتْ وَ قَامَ الْمَوْتَى وَ قَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ ثُمَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ دَاخَلَهُمْ رُعْبٌ شَدِيدٌ فَقَالُوا حَسْبُكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَقِلْنَا أَقَالَكَ اللَّهُ فَأَمْسَكَ عَنِ اسْتِمْرَارِ كَلَامٍ وَ دُعَاءٍ فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقِلْنَا أَقَالَكَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّمَا رَدَدْتُمْ عَلَى اللَّهِ لَا أَقَالَكُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

خَبَرٌ آخَرُ رُوِيَ عَنِ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ أَنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ قَوْماً مِنَ الْخَوَارِجِ فَلَمَّا بَلَغَ الْمَوْضِعَ الْمَعْرُوفَ الْيَوْمَ بِسَابَاطَ وَ كَانَ هُوَ وَ مَنْ تَابَعَهُ مِنَ الْخَوَارِجِ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَ عَمْرُو بْنُ جُرْمُوزٍ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِهِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا لَكَ شِيعَةٌ وَ مُحِبٌّ وَ لِي أَخٌ وَ كُنْتُ شَفِيقاً عَلَيْهِ فَبَعَثَهُ عُمَرُ فِي جُنُودِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى قِتَالِ أَهْلِ الْمَدَائِنِ فَقُتِلَ هُنَاكَ وَ كَانَ مِنْ وَقْتِ مَقْتَلِهِ إِلَى الْيَوْمِ سِنِينَ كَثِيرَةً فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَمَا الَّذِي تُرِيدُ مِنْهُ قَالَ أُرِيدُ أَنْ تُحْيِيَهُ لِي قَالَ عَلِيٌّ ع لَا فَائِدَةَ لَكَ فِي حَيَاتِهِ قَالَ لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَهُ إِذَا أَبَيْتَ إِلَّا ذَلِكَ فَأَرِنِي قَبْرَهُ وَ مَقْتَلَهُ فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَمَدَّ الرُّمْحَ وَ هُوَ رَاكِبُ بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ فَرَكَزَ الْقَبْرَ بِأَسْفَلِ الرُّمْحِ فَخَرَجَ رَجُلٌ أَسْمَرُ طَوِيلٌ يَتَكَلَّمُ بِالْعُجْمَةِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لِمَ تَتَكَلَّمُ بِالْعُجْمَةِ وَ أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ بَلَى وَ لَكِنْ بُغْضُكَ فِي قَلْبِي وَ مَحَبَّةُ أَعْدَائِكَ فِي قَلْبِي فَانْقَلَبَ لِسَانِي فِي النَّارِ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رُدَّهُ مِنْ حَيْثُ جَاءَ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ارْجِعْ فَرَجَعَ إِلَى الْقَبْرِ وَ انْطَبَقَ عَلَيْهِ أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْحَالِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى وَلَايَةِ عَلِيٍّ ع.

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 68

خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ

قَالُوا إِنَّهُ لَمَّا رَجَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مِنْ قِتَالِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ أَخَذَ عَلَى النَّهْرَوَانَاتِ وَ أَعْمَالِ الْعِرَاقِ وَ لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ بُنِيَ بَيْتٌ بِبَغْدَادَ فَلَمَّا وَافَى نَاحِيَةَ بَرَاثَا صَلَّى بِالنَّاسِ الظُّهْرَ فَرَحَلُوا وَ دَخَلَ أَرْضَ بَابِلَ وَ قَدْ وَجَبَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَصَاحَ النَّاسُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا وَقْتُ الْعَصْرِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع هَذِهِ أَرْضٌ مَخْسُوفٌ بِهَا وَ قَدْ خُسِفَ بِهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ يُخْشَى عَلَيْهَا تَمَامُ الرَّابِعَةِ فَلَا يَحِلُّ لِنَبِيٍّ وَ لَا لِوَصِيٍّ أَنْ يُصَلِّيَ بِهَا فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ مِنْهُمْ نَعَمْ هُوَ لَا يُصَلِّي وَ يُقْتَلُ مَنْ يُصَلِّي يَعْنُونَ بِذَلِكَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ قَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ مِهْرَانَ الْعَبْدِيُّ فَتَبِعْتُهُ فِي مِائَةِ فَارِسَ وَ قُلْتُ وَ اللَّهِ لَا أُصَلِّي أَوْ يُصَلِّيَ هُوَ وَ إِلَّا قَلَّدْتُهُ صَلَاتِي الْيَوْمَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فَسَارَ ع إِلَى أَنْ قَطَعَ أَرْضَ بَابِلَ وَ قَدْ تَدَلَّتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ ثُمَّ غَابَتْ وَ احْمَرَّ الْأُفُقُ قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ يَا جُوَيْرِيَةُ هَاتِ الْمَاءَ قَالَ فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ الْإِنَاءَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ أَذِّنْ يَا جُوَيْرِيَةُ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا وَجَبَ وَقْتُ الْعِشَاءِ بَعْدُ قَالَ ع قُمْ وَ أَذِّنْ لِلْعَصْرِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي كَيْفَ يَقُولُ أَذِّنْ لِلْعَصْرِ وَ قَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَ لَكِنْ عَلَى الطَّاعَةِ فَأَذَّنْتُ فَقَالَ لِي أَقِمْ فَفَعَلْتُ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي الْإِقَامَةِ إِذْ تَحَرَّكَتْ شَفَتَاهُ بِكَلَامٍ كَأَنَّهُ مَنْطِقُ خَطَاطِيفَ لَا يُفْقَهُ فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ بِصَرِيرٍ عَظِيمٍ حَتَّى وَقَفَتْ فِي مَرْكَزِهَا مِنَ الْعَصْرِ فَقَامَ ع وَ كَبَّرَ وَ صَلَّى وَ صَلَّيْنَا وَرَاءَهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَقَعَتِ الشَّمْسُ كَأَنَّهَا سِرَاجٌ فِي وَسَطِ مَاءٍ وَ غَابَتْ وَ اشْتَبَكَتِ النُّجُومُ وَ أَزْهَرَتْ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ أَذِّنْ الْآنَ لِلْعِشَاءِ يَا ضَعِيفَ الْيَقِينِ قَالَ وَ رُدَّتْ لَهُ ع فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ ص بِمَكَّةَ وَ قَدْ كَانَ النَّبِيُّ ص قَدْ غَشِيَهُ الْوَحْيُ فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ حَضَرَ وَقْتُ الْعَصْرِ فَلَمْ يَبْرَحْ مِنْ مَكَانِهِ وَ مَوْضِعِهِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ص وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ عَلِيّاً كَانَ فِي طَاعَتِكَ فَرُدَّ عَلَيْهِ الشَّمْسَ لِيُصَلِّيَ الْعَصْرَ

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 69

فَرَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْهِ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً حَتَّى صَلَّى ثُمَّ غَابَتْ.

و قال السيد الحميري في ذلك قصيدته المعروفة بالمذهبة و منها

خير البرية بعد أحمد من له‏

مني الهوى و إلى بنيه تطربي‏

أمسي و أصبح معصما مني له‏

يهوى و حبل ولائه لم يقضب‏

ردت عليه الشمس لما فاته‏

وقت الصلاة و قد دنت للمغرب‏

حتى تبلج نورها في وقتها

للعصر ثم هوت هوي الكوكب‏

و عليه قد حبست ببابل مرة

أخرى و ما حبست لخلق معرب‏

إلا ليوشع أوله و لحبسها

و لردها تأويل أمر معجب .

خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏

صفحه بعد