کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفضائل (لابن شاذان القمي)

المقدمة حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏ مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ خَبَرُ عِطْرِفَةَ الْجِنِّيِ‏ خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏ خَبَرُ الْجَامِ‏ خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏ خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏ خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏ خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏ خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏ حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏ حِكَايَةُ وَفَاةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ خَبَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏ فهرس مواضيع الكتاب‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)


صفحه قبل

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 66

يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى‏ السُّورَةَ.

وَ قَالَ فِي ذَلِكَ الْعَوْنِيُ‏

مَنْ صَاحِبُ الدَّارِ الَّتِي انْقَضَّ بِهَا

نَجْمٌ مِنَ الْأُفُقِ فَأَنْكَرْتُمْ لَهَا .

خَبَرٌ آخَرُ رُوِيَ عَنِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ ع‏ أَنَّهُ كَانَ جَالِساً فِي الْحَرَمِ فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ع فَجَاءَهُ رَجُلٌ شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ فَنِيَ عُمُرُهُ فِي الْمَعْصِيَةِ فَنَظَرَ إِلَى الصَّادِقِ ع فَقَالَ نِعْمَ الشَّفِيعُ إِلَى اللَّهِ لِلْمُذْنِبِينَ ثُمَّ أَخَذَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَ أَنْشَأَ يَقُولُ‏

بِحَقِّ جِلَاءِ وَجْهِكَ يَا وَلِيِّي‏

بِحَقِّ الْهَاشِمِيِّ الْأَبْطَحِيِ‏

بِحَقِّ الذِّكْرِ إِذْ يُوحَى إِلَيْهِ‏

بِحَقِّ وَصِيِّهِ الْبَطَلِ الْكَمِيِ‏

بِحَقِّ أَئِمَّةٍ سَلَفُوا جَمِيعاً

عَلَى مِنْهَاجِ جَدِّهِمُ النَّبِيِ‏

بِحَقِّ الْقَائِمِ الْمَهْدِيِّ إِلَّا

غَفَرْتَ خَطِيئَةَ الْعَبْدِ الْمُسِي‏ءِ

قَالَ فَسَمِعَ هَاتِفاً يَقُولُ يَا شَيْخُ كَانَ ذَنْبُكَ عَظِيماً وَ لَكِنْ غَفَرْنَا لَكَ جَمِيعَ ذُنُوبَكَ لِحُرْمَةِ شُفَعَائِكَ فَلَوْ سَأَلْتَنَا ذُنُوبَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَغَفَرْنَا لَهُمْ غَيْرَ عَاقِرِ النَّاقَةِ وَ قَتَلَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ.

خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏

رُوِيَ‏ أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ أَتَوْهُ وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْكَ السَّلَامُ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا وَ كَلَّمَ‏ مُوسى‏ تَكْلِيماً وَ كَانَ عِيسَى ع يُحْيِي الْمَوْتَى فَمَا صَنَعَ رَبُّكَ بِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ ع إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى إِنْ كَانَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا فَقَدِ اتَّخَذَنِي حَبِيباً وَ إِنْ كَانَ كَلَّمَ مُوسَى مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ فَقَدْ رَأَيْتُ جَلَّالَةَ رَبِّي وَ كَلَّمَنِي مُشَافَهَةً أَيْ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ وَ إِنْ كَانَ عِيسَى يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنْ شِئْتُمْ أَحْيَيْتُ لَكُمْ مَوْتَاكُمْ بِإِذْنِهِ تَعَالَى فَقَالُوا قَدْ شِئْنَا فَأَرْسَلَ مَعَهُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ أَنْ رَدَّاهُ بِرِدَائِهِ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 67

وَ كَانَ اسْمُ الرِّدَاءِ الْمُسْتَجَابَ وَ أَخَذَ مِنْطَقَتَهُ فَشَدَّ بِهَا وَسَطَهُ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَسِيرُوا مَعَ عَلِيٍّ ع إِلَى الْمَقَابِرِ فَلَمَّا أَتَوُا الْمَقَابِرَ سَلَّمَ ع عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ وَ دَعَا وَ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَا يَفْقَهُوهُ فَاضْطَرَبَتِ الْأَرْضُ وَ ارْتَجَّتْ وَ قَامَ الْمَوْتَى وَ قَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ ثُمَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ دَاخَلَهُمْ رُعْبٌ شَدِيدٌ فَقَالُوا حَسْبُكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَقِلْنَا أَقَالَكَ اللَّهُ فَأَمْسَكَ عَنِ اسْتِمْرَارِ كَلَامٍ وَ دُعَاءٍ فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقِلْنَا أَقَالَكَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّمَا رَدَدْتُمْ عَلَى اللَّهِ لَا أَقَالَكُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

خَبَرٌ آخَرُ رُوِيَ عَنِ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ أَنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ قَوْماً مِنَ الْخَوَارِجِ فَلَمَّا بَلَغَ الْمَوْضِعَ الْمَعْرُوفَ الْيَوْمَ بِسَابَاطَ وَ كَانَ هُوَ وَ مَنْ تَابَعَهُ مِنَ الْخَوَارِجِ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَ عَمْرُو بْنُ جُرْمُوزٍ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِهِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا لَكَ شِيعَةٌ وَ مُحِبٌّ وَ لِي أَخٌ وَ كُنْتُ شَفِيقاً عَلَيْهِ فَبَعَثَهُ عُمَرُ فِي جُنُودِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى قِتَالِ أَهْلِ الْمَدَائِنِ فَقُتِلَ هُنَاكَ وَ كَانَ مِنْ وَقْتِ مَقْتَلِهِ إِلَى الْيَوْمِ سِنِينَ كَثِيرَةً فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَمَا الَّذِي تُرِيدُ مِنْهُ قَالَ أُرِيدُ أَنْ تُحْيِيَهُ لِي قَالَ عَلِيٌّ ع لَا فَائِدَةَ لَكَ فِي حَيَاتِهِ قَالَ لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَهُ إِذَا أَبَيْتَ إِلَّا ذَلِكَ فَأَرِنِي قَبْرَهُ وَ مَقْتَلَهُ فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَمَدَّ الرُّمْحَ وَ هُوَ رَاكِبُ بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ فَرَكَزَ الْقَبْرَ بِأَسْفَلِ الرُّمْحِ فَخَرَجَ رَجُلٌ أَسْمَرُ طَوِيلٌ يَتَكَلَّمُ بِالْعُجْمَةِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لِمَ تَتَكَلَّمُ بِالْعُجْمَةِ وَ أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ بَلَى وَ لَكِنْ بُغْضُكَ فِي قَلْبِي وَ مَحَبَّةُ أَعْدَائِكَ فِي قَلْبِي فَانْقَلَبَ لِسَانِي فِي النَّارِ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رُدَّهُ مِنْ حَيْثُ جَاءَ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ارْجِعْ فَرَجَعَ إِلَى الْقَبْرِ وَ انْطَبَقَ عَلَيْهِ أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْحَالِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى وَلَايَةِ عَلِيٍّ ع.

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 68

خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ

قَالُوا إِنَّهُ لَمَّا رَجَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مِنْ قِتَالِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ أَخَذَ عَلَى النَّهْرَوَانَاتِ وَ أَعْمَالِ الْعِرَاقِ وَ لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ بُنِيَ بَيْتٌ بِبَغْدَادَ فَلَمَّا وَافَى نَاحِيَةَ بَرَاثَا صَلَّى بِالنَّاسِ الظُّهْرَ فَرَحَلُوا وَ دَخَلَ أَرْضَ بَابِلَ وَ قَدْ وَجَبَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَصَاحَ النَّاسُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا وَقْتُ الْعَصْرِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع هَذِهِ أَرْضٌ مَخْسُوفٌ بِهَا وَ قَدْ خُسِفَ بِهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ يُخْشَى عَلَيْهَا تَمَامُ الرَّابِعَةِ فَلَا يَحِلُّ لِنَبِيٍّ وَ لَا لِوَصِيٍّ أَنْ يُصَلِّيَ بِهَا فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ مِنْهُمْ نَعَمْ هُوَ لَا يُصَلِّي وَ يُقْتَلُ مَنْ يُصَلِّي يَعْنُونَ بِذَلِكَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ قَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ مِهْرَانَ الْعَبْدِيُّ فَتَبِعْتُهُ فِي مِائَةِ فَارِسَ وَ قُلْتُ وَ اللَّهِ لَا أُصَلِّي أَوْ يُصَلِّيَ هُوَ وَ إِلَّا قَلَّدْتُهُ صَلَاتِي الْيَوْمَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فَسَارَ ع إِلَى أَنْ قَطَعَ أَرْضَ بَابِلَ وَ قَدْ تَدَلَّتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ ثُمَّ غَابَتْ وَ احْمَرَّ الْأُفُقُ قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ يَا جُوَيْرِيَةُ هَاتِ الْمَاءَ قَالَ فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ الْإِنَاءَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ أَذِّنْ يَا جُوَيْرِيَةُ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا وَجَبَ وَقْتُ الْعِشَاءِ بَعْدُ قَالَ ع قُمْ وَ أَذِّنْ لِلْعَصْرِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي كَيْفَ يَقُولُ أَذِّنْ لِلْعَصْرِ وَ قَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَ لَكِنْ عَلَى الطَّاعَةِ فَأَذَّنْتُ فَقَالَ لِي أَقِمْ فَفَعَلْتُ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي الْإِقَامَةِ إِذْ تَحَرَّكَتْ شَفَتَاهُ بِكَلَامٍ كَأَنَّهُ مَنْطِقُ خَطَاطِيفَ لَا يُفْقَهُ فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ بِصَرِيرٍ عَظِيمٍ حَتَّى وَقَفَتْ فِي مَرْكَزِهَا مِنَ الْعَصْرِ فَقَامَ ع وَ كَبَّرَ وَ صَلَّى وَ صَلَّيْنَا وَرَاءَهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَقَعَتِ الشَّمْسُ كَأَنَّهَا سِرَاجٌ فِي وَسَطِ مَاءٍ وَ غَابَتْ وَ اشْتَبَكَتِ النُّجُومُ وَ أَزْهَرَتْ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ أَذِّنْ الْآنَ لِلْعِشَاءِ يَا ضَعِيفَ الْيَقِينِ قَالَ وَ رُدَّتْ لَهُ ع فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ ص بِمَكَّةَ وَ قَدْ كَانَ النَّبِيُّ ص قَدْ غَشِيَهُ الْوَحْيُ فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ حَضَرَ وَقْتُ الْعَصْرِ فَلَمْ يَبْرَحْ مِنْ مَكَانِهِ وَ مَوْضِعِهِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ص وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ عَلِيّاً كَانَ فِي طَاعَتِكَ فَرُدَّ عَلَيْهِ الشَّمْسَ لِيُصَلِّيَ الْعَصْرَ

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 69

فَرَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْهِ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً حَتَّى صَلَّى ثُمَّ غَابَتْ.

و قال السيد الحميري في ذلك قصيدته المعروفة بالمذهبة و منها

خير البرية بعد أحمد من له‏

مني الهوى و إلى بنيه تطربي‏

أمسي و أصبح معصما مني له‏

يهوى و حبل ولائه لم يقضب‏

ردت عليه الشمس لما فاته‏

وقت الصلاة و قد دنت للمغرب‏

حتى تبلج نورها في وقتها

للعصر ثم هوت هوي الكوكب‏

و عليه قد حبست ببابل مرة

أخرى و ما حبست لخلق معرب‏

إلا ليوشع أوله و لحبسها

و لردها تأويل أمر معجب .

خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏

عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِعَلِيٍّ ع إِذَا كَانَ غَداً وَقْتُ طُلُوعِ الشَّمْسِ سِرْ إِلَى جَبَّانَةِ الْبَقِيعِ وَ قِفْ عَلَى نَشَزٍ مِنَ الْأَرْضِ فَإِذَا بَزَغَتِ الشَّمْسُ سَلِّمْ عَلَيْهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَهَا أَنْ تُجِيبَكَ بِمَا فِيكَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ حَتَّى أَتَى الْبَقِيعَ وَ وَقَفَ عَلَى نَشَزٍ مِنَ الْأَرْضِ فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَالَ ع السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَلْقَ اللَّهِ الْجَدِيدَ الْمُطِيعَ لَهُ فَسُمِعَ دَوِيٌّ مِنَ السَّمَاءِ وَ جَوَابُ قَائِلٍ يَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَوَّلُ يَا آخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ يَا مَنْ‏ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏ فَسَمِعَ الِاثْنَانِ الْأَوَّلُ وَ الثَّانِي وَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ كَلَامَ الشَّمْسِ صَعِقُوا ثُمَّ أَفَاقُوا بَعْدَ سَاعَةٍ وَ قَدِ انْصَرَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ فَقَامُوا وَ أَتَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مَعَ الْجَمَاعَةِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ص إِنَّا نَقُولُ إِنَّ عَلِيّاً بَشَرٌ مِثْلُنَا وَ الشَّمْسُ تُخَاطِبُهُ بِمَا يُخَاطِبُ بِهِ الْبَارِي نَفْسَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ ص فَمَا سَمِعْتُمُوهُ قَالُوا سَمِعْنَا الشَّمْسَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَوَّلُ قَالَ قَالَتْ الصِّدْقَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي فَقَالُوا سَمِعْنَاهَا تَقُولُ يَا آخِرُ فَقَالَ قَالَتِ الصِّدْقَ هُوَ آخِرُ النَّاسِ عَهْداً بِي يُغَسِّلُنِي وَ يُكَفِّنُنِي وَ يُدْخِلُنِي قَبْرِي فَقَالُوا سَمِعْنَاهَا تَقُولُ يَا ظَاهِرُ فَقَالَ قَالَتْ الصِّدْقَ هُوَ الَّذِي أَظْهَرَ عِلْمِي فَقَالُوا سَمِعْنَاهَا تَقُولُ يَا بَاطِنُ فَقَالَ قَالَتِ الصِّدْقَ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 70

هُوَ الَّذِي بَطَنَ سِرِّي كُلَّهُ فَقَالُوا سَمِعْنَاهَا تَقُولُ يَا مَنْ‏ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏ فَقَالَ قَالَتِ الصِّدْقَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ السُّنَنِ وَ الْفَرَائِضِ وَ مَا يُشَاكِلُ عَلَى ذَلِكَ فَقَامُوا وَ قَالُوا أَوْقَعَنَا مُحَمَّدٌ فِي طَخْيَاءَ وَ خَرَجُوا مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ.

فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَوْنِيُّ رض‏

إِمَامِي كَلِيمُ الشَّمْسِ رَاجِعُ نُورِهَا

فَهَلْ لِكَلِيمِ الشَّمْسِ فِي الْقَوْمِ مِنْ مِثْلٍ .

خَبَرُ الْجَامِ‏

رُوِيَ‏ أَنَّ جَبْرَئِيلَ ع نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ ص بِجَامٍ مِنَ الْجَنَّةِ فِيهِ فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ فَدَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ ص فَسَبَّحَ الْجَامَ وَ كَبَّرَ وَ هَلَّلَ فِي يَدِهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَسَكَتَ الْجَامُ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى عُمَرَ فَسَكَتَ الْجَامُ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَسَبَّحَ الْجَامُ وَ كَبَّرَ وَ هَلَّلَ فِي يَدِهِ ثُمَّ قَالَ الْجَامُ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ لَا أَتَكَلَّمَ إِلَّا فِي يَدِ نَبِيٍّ أَوْ وَصِيٍّ ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ يَسْمَعُهُ كُلُّ أَحَدٍ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً .

خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏

رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِذْ سَمِعَ وَحَاةَ عَدْوِ الرِّجَالِ يَتَوَاقَعُونَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَ لَهُمْ مَا لَكُمْ قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ ثُعْبَاناً عَظِيماً قَدْ دَخَلَ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ وَ نَحْنُ نَفْزَعُ مِنْهُ فَنُرِيدُ أَنْ نَقْتُلَهُ فَقَالَ ع لَا يَقْرَبَنَّهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَبَداً وَ طَرَقُوا لَهُ فَإِنَّهُ رَسُولٌ قَدْ جَاءَ فِي حَاجَةٍ فَطَرَقُوا لَهُ فَمَا زَالَ يَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ صَفّاً بَعْدَ صَفَّ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَوَقَعَ فَمَهُ فِي أُذُنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَنَقَّ نَقِيقاً وَ تَطَاوَلَ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يُحَرِّكُ رَأْسَهُ ثُمَّ نَقَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مِثْلَ نَقِيقِهِ وَ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ فَانْسَابَ بَيْنَ الْجَمَاعَةِ فَالْتَفَتُوا فَلَمْ يَرَوْهُ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا خَبَرُ هَذَا الثُّعْبَانِ فَقَالَ ع هَذَا دَرْجَانُ بْنُ مَالِكٍ خَلِيفَتِي عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْجِنِّ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ اخْتَلَفُوا فِي أَشْيَاءَ فَأَنْفَذُوهُ إِلَيَّ وَ سَأَلَنِي عَنْهَا فَأَخْبَرْتُهُ بِجَوَابِ مَسَائِلِهِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ.

خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ

عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ قَالَ:

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 71

قَدِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْمَدَائِنَ فَنَزَلَ بِإِيوَانِ كِسْرَى وَ كَانَ مَعَهُ دُلَفُ بْنُ مُجِيرٍ فَلَمَّا صَلَّى قَامَ وَ قَالَ دُلَفُ قُمْ مَعِي وَ كَانَ مَعَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ سَابَاطَ فَمَا زَالَ يَطُوفُ مَنَازِلَ كِسْرَى وَ يَقُولُ لِدُلَفَ كَانَ لِكِسْرَى فِي هَذَا الْمَكَانِ كَذَا وَ كَذَا وَ يَقُولُ دُلَفُ هُوَ وَ اللَّهِ كَذَلِكَ فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّى طَافَ الْمَوَاضِعَ وَ أَخْبَرَ عَنْ جَمِيعِ مَا كَانَ فِيهَا وَ دُلَفُ يَقُولُ يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ كَأَنَّكَ وَضَعْتَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ فِي هَذِهِ الْأَمْكِنَةِ ثُمَّ نَظَرَ ع إِلَى جُمْجُمَةٍ نَخِرَةٍ فَقَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ خُذْ هَذِهِ الْجُمْجُمَةَ وَ كَانَتْ مَطْرُوحَةً ثُمَّ جَاءَ ع إِلَى الْإِيوَانِ وَ جَلَسَ فِيهِ وَ دَعَا بِطَسْتٍ فِيهِ مَاءٌ فَقَالَ لِلرَّجُلِ دَعْ هَذِهِ الْجُمْجُمَةَ فِي الطَّسْتِ ثُمَّ قَالَ ع أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ يَا جُمْجُمَةُ لَتُخْبِرِينِي مَنْ أَنَا وَ مَنْ أَنْتِ فَقَالَتِ الْجُمْجُمَةُ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ أَمَّا أَنْتَ فَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ أَمَّا أَنَا فَعَبْدُكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ كِسْرَى أَنُوشِيرَوَانُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كَيْفَ حَالُكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي كُنْتُ مَلِكاً عَادِلًا شَفِيقاً عَلَى الرَّعَايَا رَحِيماً لَا أَرْضَى بِظُلْمٍ وَ لَكِنْ كُنْتُ عَلَى دِينِ الْمَجُوسِ وَ قَدْ وُلِدَ مُحَمَّدٌ ص فِي زَمَانِ مُلْكِي فَسَقَطَ مِنْ شُرُفَاتِ قَصْرِي ثَلَاثٌ وَ عِشْرُونَ شُرْفَةً لَيْلَةَ وُلِدَ فَهَمَمْتُ أَنْ أُؤْمِنَ بِهِ مِنْ كَثْرَةِ مَا سَمِعْتُ مِنَ الزِّيَادَةِ مِنْ أَنْوَاعِ شَرَفِهِ وَ فَضْلِهِ وَ مَرْتَبَتِهِ وَ عِزِّهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مِنْ شَرَفِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ لَكِنِّي تَغَافَلْتُ عَنْ ذَلِكَ وَ تَشَاغَلْتُ عَنْهُ فِي الْمُلْكِ فَيَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ وَ مَنْزِلَةٍ ذَهَبَتْ مِنِّي حَيْثُ لَمْ أُؤْمِنْ بِهِ فَأَنَا مَحْرُومٌ مِنَ الْجَنَّةِ لِعَدَمِ إِيمَانِي بِهِ وَ لَكِنِّي مَعَ هَذَا الْكُفْرِ خَلَّصَنِيَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ عَذَابِ النَّارِ بِبَرَكَةِ عَدْلِي وَ إِنْصَافِي بَيْنَ الرَّعِيَّةِ فَأَنَا فِي النَّارِ وَ النَّارُ مُحَرَّمَةٌ عَلَيَّ فَوَا حَسْرَتَاهْ لَوْ آمَنْتُ بِهِ لَكُنْتُ مَعَكَ يَا سَيِّدَ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَبَكَى النَّاسُ وَ انْصَرَفَ الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنْ أَهْلِ سَابَاطَ إِلَى أَهْلِهِمْ وَ أَخْبَرُوهُمْ بِمَا اانَ وَ بِمَا جَرَى مِنَ الْجُمْجُمَةِ فَاضْطَرَبُوا وَ اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ الْمُخْلِصُونَ مِنْهُمْ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَبْدُ اللَّهِ وَ وَلِيُّهُ وَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ هُوَ النَّبِيُّ ص وَ قَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ هُوَ الرَّبُ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 72

وَ هُمْ مِثْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَإٍ وَ أَصْحَابُهُ وَ قَالُوا لَوْ لَا أَنَّهُ الرَّبُّ وَ إِلَّا كَيْفَ يُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَضَاقَ صَدْرُهُ وَ أَحْضَرَهُمْ وَ قَالَ يَا قَوْمِ غَلَبَ عَلَيْكُمُ الشَّيْطَانُ إِنْ أَنَا إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ أَنْعَمَ عَلَيَّ بِإِمَامَتِهِ وَ وَلَايَتِهِ وَ وَصِيُّ رَسُولِهِ ص فَارْجِعُوا عَنِ الْكُفْرِ فَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ ابْنُ عَبْدِهِ وَ مُحَمَّدٌ ص خَيْرٌ مِنِّي وَ هُوَ أَيْضاً عَبْدُ اللَّهِ وَ إِنْ نَحْنُ‏ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ‏ فَخَرَجَ بَعْضٌ مِنَ الْكُفْرِ وَ بَقِيَ قَوْمٌ عَلَى الْكُفْرِ مَا رَجَعُوا فَأَلَحَّ عَلَيْهِمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِالرَّجُوعِ فَمَا رَجَعُوا فَأَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ وَ تَفَرَّقَ مِنْهُمْ قَوْمٌ فِي الْبِلَادِ وَ قَالُوا لَوْ لَا أَنَّ فِيهِ مِنَ الرُّبُوبِيَّةِ وَ إِلَّا فَمَا كَانَ أَحْرَقَنَا بِالنَّارِ فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلَانِ.

خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏

صفحه بعد