کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفضائل (لابن شاذان القمي)

المقدمة حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏ مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ خَبَرُ عِطْرِفَةَ الْجِنِّيِ‏ خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏ خَبَرُ الْجَامِ‏ خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏ خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏ خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏ خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏ خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏ حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏ حِكَايَةُ وَفَاةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ خَبَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏ فهرس مواضيع الكتاب‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)


صفحه قبل

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 51

الخليل ع و رفع رأسه إلى السماء و قال يا رب البيت العتيق و الركن الوثيق و الحجر الغريق و زمزم الدقيق أنت تعلم أن أبا العاص رهن المفتاح في ثمن الشراب و استخف ببيتك و لم يعرف حق بيتك و أنا استرجعته و غسلته و فعلت به ما فعلت اللهم إني أسألك أن تسلب هذا العز عن أبي العاص و من أهل بيته ثم رجع إلى منزله قال الواقدي فأصبح أهل مكة يوم الثاني و كان في الحرم و اجتمع الخلق بباب بيت الله الحرام يزورونه فما كان إلا هنيئة حتى جاء أبو العاص و معه المفتاح و الناس يتأخرون عن طريقه تعظيما له إذ كان هو صاحب مفتاح بيت الله الحرام فدنا أبو العاص إلى فتح الباب فأدخل المفتاح في مجرى القفل فلم يدخل فيه المفتاح فاحتال أبو العاص كل حيلة أن ينبعث المفتاح في القفل فلم يدخل فيه بأمر الله و قدرته فانتفخت يد أبي العاص من مداومة نفسه من الشدة فوقعت الصيحة في العرب أن باب بيت الله الحرام قد انغلق حتى ما عاد أن ينفتح فتعجب الخلق من ذلك و بقي الباب مغلوقا و الناس في مصيبة عظيمة من أمره فلما أتى على الناس شهر اجتمع بمكة زهاء ألف رجل على أن يزوروا بيت الله الحرام و قد نالهم الضجر لتطاول الأمر عليهم فلما أصبحوا يوم الإثنين هتف بهم هاتف يقول إن باب بيت الله لا ينفتح على يد من يرهن المفتاح عند الخمار و ليس لكم حيلة دون أن تصدوا كلكم إلى عامر بن شيبة و تدفعوا إليه المفتاح فإن الله قد سلب من بني أمية هذا العز فصار الناس كلهم إلى عامر بن شيبة و أخبروه بما كان من قول الهاتف فسمع عامر منهم ذلك فسار إلى باب بيت الله الحرام و معه المفتاح فقال بسم الله رب السماء و أدخل المفتاح في مجرى القفل فانفتح بأمر الله تعالى فدخل الخلق إلى بيت الله الحرام و سلب الله تعالى من بني أمية عزهم و جعله إلى عامر بن شيبة و جعله عقبا بعد عقب ثم إنه لا ينفتح إلى الساعة إلا على يدي عامر و أولاده فبقي عنده المفتاح إلى يوم فتح مكة فلما فتح رسول الله ص مكة و كان في أيام الحج فجعل غزوه سببا لحجه فلما

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 52

دخلها ذهب إلى مكة بيت الله الحرام و إذا الباب مغلق و كان عامر قد توارى مع المفتاح فبعث النبي ص في طلبه فوقع به علي بن أبي طالب ع و قال يا عامر أين المفتاح فقال هو ليس معي ففتشه فلم يكن معه فذهب إلى امرأته و قال لها ويلك أين المفتاح فإن رسول الله ص واقف قالت يا ابن أبي طالب ما لي به علم فعلا بسيفه و أراد ضربها فرفعت الامرأة يدها لتتقي السيف فسقط من تحت ذيلها المفتاح فوثب عامر بن شيبة و أخذه و قال يا علي أنا أسير به معك فذهب عامر بالمفتاح إلى النبي ص فقال النبي ص إني قادر على فتحه دون المفتاح غير أني أحببت أن أفتحه به فأخذ النبي ص المفتاح و فتحه و قد كان النبي ص يريد الدخول و كان يريد أن ينزع هذا الشرف من عامر فاغتم لذلك عامر فأنزل الله تعالى‏ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها فرد النبي ص المفتاح إلى عامر بن شيبة و بقي ذلك في يده و بيد عقبه إلى الآن قال الواقدي ثم إن المفتاح بقي عند عامر إلى أيام بني هاشم فلما كان في أيامهم زار الخلق بيت الله الحرام و طرحوا في تلك الوهدة من العجائب من ذهب و فضة و در و مرجان و زبرجد فلما مر خزنة البيت هموا بغلقه فعمد رجل منهم إلى البيت فقبض على ما اجتمع في الوهدة و سرق منه و لم يعلم به أحد و غلقوا الباب و فر السارق بالمال فأخفاه من أصحابه قال فلما كان صبيحة اليوم الثاني اجتمعت خزنة البيت و اعترفوا على أخذ باقي المال ليتقاسموه بينهم ففتحوا الباب فإذا بحية قد جمعت نفسها في الوهدة و هي حمراء كأنها قطعة دم و لها رأسان رأس عند ذنبها و رأس عند عنقها و هي تنفخ و تصفر فنظر الخزنة فلم يجسر أحد أن يتقدم إلى الوهدة لصولتها و هيبتها و كانت منطوية في الوهدة مدورة فبقي الخلق متعجبين منها و مما عاينوا منها فقالوا يا قوم من كان منكم أذنب فليتب إلى ربه و ليقر بذنبه فما ظهرت هذه الحية في بيت الله الحرام إلا لأحد قد أحدث خطيئة قال الواقدي فجاءهم الرجل السارق فأقر بما فعل فقالوا كلهم ويلك أ ما علمت أن‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 53

بيت الله الحرام لا يحتمل الغش و الخيانة فأمروه برد ما سرق جميع ذلك فأخذه القوم ثم قالت الحية أيها العرب و جيران بيت الله الحرام إياكم و الغش و الخيانة فإن الله تعالى لا يرضى بذلك و تأخرت الحية إلى عند الميزاب و غابت في الأرض إلى الساعة و قال محمد بن إسحاق بل جاءت حمامة طائرة و دخلت بيت الله الحرام و هي عظيمة الحلق و أخذت الحية بمنقارها و خرجت نحو سكة الحناطين فغابت و ما ظهرت بعد ذلك إلى أيام النبي ص و هو بعد ثلاثين سنة و هذا ما وجدناه من الخبر بالتمام و الكمال.

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 54

مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْوَرِعُ النَّاقِلُ ضِيَاءُ الدِّينِ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارُ الْهَمَدَانِيُّ ره فِي هَمَدَانَ فِي مَسْجِدِهِ فِي الثَّانِي وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْإِمَامُ رُكْنُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَوْقٍ الْخَطَّابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ شَاذَانَ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص عَنْ مِيلَادِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ آهْ آهْ سَأَلْتَ عَجَباً يَا جَابِرُ عَنْ خَيْرِ مَوْلُودٍ وُلِدَ بَعْدِي عَلَى سُنَّةِ الْمَسِيحِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَهُ نُوراً مِنْ نُورِي وَ خَلَقَنِي نُوراً مِنْ نُورِهِ وَ كِلَانَا مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ وَ خَلَقَنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً مَبْنِيَّةً وَ أَرْضاً مَدْحِيَّةً وَ لَا كَانَ طُولٌ وَ لَا عَرْضٌ وَ لَا ظُلْمَةٌ وَ لَا ضِيَاءٌ وَ لَا بَحْرٌ وَ لَا هَوَاءٌ بِخَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَبَّحَ نَفْسَهُ فَسَبَّحْنَاهُ وَ قَدَّسَ ذَاتَهُ فَقَدَّسْنَاهُ وَ مَجَّدَ عَظَمَتَهُ فَمَجَّدْنَاهُ فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ لَنَا فَخَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِي السَّمَاءَ فَمَسَكَهَا وَ الْأَرْضَ فَبَطَحَهَا وَ الْبِحَارَ فَعَمَّقَهَا وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ عَلِيٍّ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ فَجَمِيعُ مَا سَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ لِعَلِيٍّ وَ شِيعَتِهِ يَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَزَّ وَ جَلَّ نَقَلَنَا فَقَذَفَ بِنَا فِي صُلْبِ آدَمَ ع فَأَمَّا أَنَا فَاسْتَقْرَرْتُ فِي جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ وَ أَمَّا عَلِيٌّ فَاسْتَقَرَّ فِي جَانِبِهِ الْأَيْسَرِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَقَلَنَا مِنْ صُلْبِ آدَمَ ع فِي الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَةِ فَمَا نَقَلَنِي مِنْ صُلْبٍ إِلَّا نَقَلَ عَلِيّاً مَعِي فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 55

أَطْلَعَنَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ ظَهْرُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ نَقَلَنِي مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ ظَهْرُ عَبْدِ اللَّهِ وَ اسْتَوْدَعَنِي خَيْرَ رَحِمٍ وَ هِيَ آمِنَةُ فَلَمَّا ظَهَرْتُ ارْتَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ وَ ضَجَّتْ وَ قَالَتْ إِلَهَنَا وَ سَيِّدَنَا مَا بَالُ وَلِيِّكَ عَلِيٍّ لَا نَرَاهُ مَعَ النُّورِ الْأَزْهَرِ يَعْنُونَ بِذَلِكَ مُحَمَّداً فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّي أَعْلَمُ بِوَلِيِّي وَ أَشْفَقُ عَلَيْهِ مِنْكُمْ فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلِيّاً مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَمِنْ قَبْلِ أَنْ يَصِيرَ فِي الرَّحِمِ كَانَ رَجُلٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَ كَانَ زَاهِداً عَابِداً يُقَالُ لَهُ الْمُثْرِمُ بْنُ زَغِيبٍ الشَّيْقُبَانُ وَ كَانَ مِنْ أَحَدِ الْعُبَّادِ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى مِائَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ سَنَةً لَمْ يَسْأَلْهُ حَاجَةً إِلَّا أَجَابَهُ حَتَّى إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَسْكَنَ فِي قَلْبِهِ الْحِكْمَةَ وَ أَلْهَمَهُ بِحُسْنِ طَاعَتِهِ لِرَبِّهِ فَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُرِيَهُ وَلِيّاً لَهُ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى أَبَا طَالِبٍ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْمُثْرِمُ قَامَ إِلَيْهِ وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ وَ أَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ تَعَالَى فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ تِهَامَةَ قَالَ أَيِّ تِهَامَةَ فَقَالَ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ ثُمَّ قَالَ مِنْ هَاشِمٍ فَوَثَبَ الْعَابِدُ وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ ثَانِيَةً وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي وَلِيَّهُ ثُمَّ قَالَ أَبْشِرْ يَا هَذَا فَإِنَّ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى أَلْهَمَنِي إِلْهَاماً فِيهِ بِشَارَتُكَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَا هُوَ قَالَ وَلَدٌ يُولَدُ مِنْ ظَهْرِكَ هُوَ وَلِيُّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ وَصِيُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الْوَلَدَ مِنْ ظَهْرِكَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ الْمُثْرِمَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص بِهِ تَتِمُّ النُّبُوَّةُ وَ بِعَلِيٍّ تَتِمُّ الْوَصِيَّةُ قَالَ فَبَكَى أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ مَا اسْمُ هَذَا الْمَوْلُودِ قَالَ اسْمُهُ عَلِيٌ قَالَ أَبُو طَالِبٍ إِنِّي لَا أَعْلَمُ حَقِيقَةَ مَا تَقُولُ إِلَّا بِبُرْهَانٍ مُبِينٍ وَ دَلَالَةٍ وَاضِحَةٍ قَالَ الْمُثْرِمُ مَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَنْ أَعْلَمَ مَا تَقُولُهُ حَقٌّ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَلْهَمَكَ ذَلِكَ قَالَ فَمَا تُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ لَكَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُطْعِمَكَ فِي مَكَانِكَ هَذَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ أُرِيدُ طَعَاماً مِنَ الْجَنَّةِ فِي وَقْتِي هَذَا قَالَ فَدَعَا الرَّاهِبُ رَبَّهُ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَمَا اسْتَتَمَّ الْمُثْرِمُ دُعَاءَهُ حَتَّى أُوتِيَ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ فَاكِهَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَ عِذْقُ رُطَبٍ وَ عِنَبٍ وَ رُمَّانٍ فَجَاءَ بِهِ الْمُثْرِمُ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَتَنَاوَلَ مِنْهُ رُمَّانَةً

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 56

ثُمَّ نَهَضَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ رض فَلَمَّا اسْتَوْدَعَهَا النُّورَ ارْتَجَّتِ الْأَرْضُ وَ تَزَلْزَلَتْ بِهِمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَتَّى أَصَابَ قُرَيْشاً مِنْ ذَلِكَ شِدَّةٌ فَفَزِعُوا فَقَالُوا مُرُّوا بِآلِهَتِكُمْ إِلَى ذِرْوَةِ جَبَلٍ أَبِي قُبَيْسٍ حَتَّى نَسْأَلَهُمْ يُسَكِّنُونَ لَنَا مَا نَزَلَ بِنَا وَ حَلَّ بِسَاحَتِنَا قَالَ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا عَلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ وَ هُوَ يَرْتَجُّ ارْتِجَاجاً وَ يَضْطَرِبُ اضْطِرَاباً فَتَسَاقَطَتِ الْآلِهَةُ عَلَى وَجْهِهَا فَلَمَّا نَظَرُوا ذَلِكَ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا ثُمَّ صَعِدَ أَبُو طَالِبٍ الْجَبَلَ وَ قَالَ لَهُمْ أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَحْدَثَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ حَادِثاً وَ خَلَقَ فِيهَا خَلْقاً فَإِنْ لَمْ تُطِيعُوهُ وَ تُقِرُّوا لَهُ بِالطَّاعَةِ وَ تَشْهَدُوا لَهُ بِالْإِمَامَةِ الْمُسْتَحَقَّةِ وَ إِلَّا لَمْ يَسْكُنْ مَا بِكُمْ حَتَّى لَا يَكُونَ بِتِهَامَةَ سَكَنٌ قَالُوا يَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّا نَقُولُ بِمَقَالَتِكَ فَبَكَى وَ رَفَعَ يَدَيْهِ وَ قَالَ إِلَهِي وَ سَيِّدِي أَسْأَلُكَ بِالْمُحَمَّدِيَّةِ الْمَحْمُودَةِ وَ الْعَلَوِيَّةِ الْعَالِيَةِ وَ الْفَاطِمِيَّةِ الْبَيْضَاءِ إِلَّا تَفَضَّلْتَ عَلَى تِهَامَةَ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَوَ اللَّهِ الَّذِي خَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ قَدْ كَانَتِ الْعَرَبُ تَكْتُبُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَيَدْعُونَ بِهَا عِنْدَ شَدَائِدِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَ هِيَ لَا تَعْلَمُهَا وَ لَا تَعْرِفُ حَقِيقَتَهَا حَتَّى وُلِدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا ع أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ وَ تَضَاعَفَتِ النُّجُومُ فَأَبْصَرَتْ مِنْ ذَلِكَ عَجَباً فَصَاحَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ وَ قَالُوا إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِي السَّمَاءِ حَادِثٌ أَ لَا تَرَوْنَ إِشْرَاقَ السَّمَاءِ وَ ضِيَاءَهَا وَ تَضَاعُفَ النُّجُومِ بِهَا قَالَ فَخَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَ هُوَ يَتَخَلَّلُ سِكَكَ مَكَّةَ وَ مَوَاقِعَهَا وَ أَسْوَاقَهَا وَ هُوَ يَقُولُ لَهُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ فِي الْكَعْبَةِ حُجَّةُ اللَّهِ تَعَالَى وَ وَلِيُّ اللَّهِ فَبَقِيَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنْ عِلَّةِ مَا يَرَوْنَ مِنْ إِشْرَاقِ السَّمَاءِ فَقَالَ لَهُمْ أَبْشِرُوا فَقَدْ وُلِدَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَلِيٌّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يُخْتَمُ بِهِ جَمِيعُ الشَّرِّ وَ يُتَجَنَّبُ الشِّرْكُ وَ الشُّبُهَاتُ وَ لَمْ يَزَلْ يَذْكُرُ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ حَتَّى أَصْبَحَ فَدَخَلَ الْكَعْبَةَ وَ هُوَ يَقُولُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ‏

يَا رَبِّ رَبَّ الْغَسَقِ الدُّجِيِ‏

وَ الْقَمَرِ الْمُنْبَلِجِ الْمُضِيِ‏

بَيِّنْ لَنَا مِنْ حُكْمِكَ الْمَقْضِيِ‏

مَا ذَا تَرَى لِي فِي اسْمِ ذَا الصَّبِيِ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 57

فَسَمِعَ هَاتِفاً يَقُولُ‏

خُصِّصْتُمَا بِالْوَلَدِ الزَّكِيِ‏

وَ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمَرْضِيِ‏

إِنَّ اسْمَهُ مِنْ شَامِخٍ عَلِيٍ‏

عَلِيٌّ اشْتُقَّ مِنَ الْعَلِيِ‏

صفحه بعد