کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفضائل (لابن شاذان القمي)

المقدمة حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏ مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ خَبَرُ عِطْرِفَةَ الْجِنِّيِ‏ خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏ خَبَرُ الْجَامِ‏ خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏ خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏ خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏ خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏ خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏ حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏ حِكَايَةُ وَفَاةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ خَبَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏ فهرس مواضيع الكتاب‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)


صفحه قبل

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 77

خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏

قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ رض‏ كُنْتُ أَنَا وَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالشَّامِ فَبَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ نَظَرْنَا إِلَى شَيْخٍ وَ هُوَ مُقْبِلٌ مِنْ صَدْرِ الْبَرِّيَّةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْعِرَاقِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ عَرِّجُوا بِنَا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ لِنَسْأَلَهُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ وَ إِلَى أَيْنَ يُرِيدُ وَ كَانَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ وَ وَلَدَا مُعَاوِيَةَ خَالِدٌ وَ يَزِيدُ وَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ فَعَرَجْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا شَيْخُ وَ أَيْنَ تُرِيدُ فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّيْخُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمَ لَا تُجِيبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ الشَّيْخُ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ التَّحِيَّةَ غَيْرَ هَذِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ صَدَقْتَ يَا شَيْخُ وَ أَخْطَأْنَا وَ أَحْسَنْتَ وَ أَسَأْنَا السَّلَامُ عَلَيْكَ قَالَ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا اسْمُكَ يَا شَيْخُ فَقَالَ اسْمِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَ كَانَ ذَلِكَ الشَّيْخُ طَاعِناً فِي السِّنِّ بِيَدِهِ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَدِيدِ وَ وَسَطُهُ مَشْدُودٌ بِشَرِيطٍ مِنْ لِيفِ الْمُقْلِ وَ عَلَيْهِ كِسَاءٌ قَدْ سَقَطَتْ لَحْمَتُهُ وَ بَقِيَتْ سَدَاتُهُ وَ قَدْ بَانَتْ شَرَاسِيفُ خَدَّيْهِ وَ قَدْ غَطَّتْ حَوَاجِبُهُ عَيْنَيْهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ وَ إِلَى أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ الشَّيْخُ أَتَيْتُ مِنَ الْعِرَاقِ أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ مُعَاوِيَةُ كَيْفَ تَرَكْتَ الْعِرَاقَ قَالَ عَلَى الْخَيْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ الِاتِّفَاقِ قَالَ لَعَلَّكَ أَتَيْتَ مِنَ الْكُوفَةِ مِنَ الْغَرِيِّ قَالَ الشَّيْخُ وَ مَا الْغَرِيُّ قَالَ مُعَاوِيَةُ الَّذِي فِيهِ أَبُو تُرَابٍ قَالَ الشَّيْخُ مَنْ تَعْنِي بِذَلِكَ وَ مَنْ هُوَ أَبُو تُرَابٍ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لَهُ الشَّيْخُ أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ وَ رَضَّ اللَّهُ فَاكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّكَ وَ أَبَاكَ وَ لِمَ لَا تَقُولُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَ الْغَيْثُ الْهَاطِلُ يَعْسُوبُ الدِّينِ وَ قَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ سَيْفُ اللَّهِ الْمَسْلُولُ وَ ابْنُ عَمِّ الرَّسُولِ وَ زَوْجُ الْبَتُولِ تَاجُ الْفُقَهَاءِ وَ كَنْزُ الْفُقَرَاءِ وَ خَامِسُ أَهْلِ الْعَبَاءِ وَ اللَّيْثُ الْغَالِبُ أَبُو الْحَسَنَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فَعِنْدَهَا قَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ إِنِّي أَرَى لَحْمَكَ وَ دَمَكَ قَدْ خَالَطَ لَحْمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ دَمَهُ فَلَوْ مَاتَ عَلِيٌّ مَا أَنْتَ فَاعِلٌ قَالَ لَا أَتَّهِمُ فِي فَقْدِهِ رَبِّي وَ أُجَلِّلُ فِي‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 78

بُعْدِهِ حُزْنِي وَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لَا يُمِيتُ سَيِّدِي وَ إِمَامِي حَتَّى يَجْعَلَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَّةً قَائِمَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ يَا شَيْخُ هَلْ تَرَكْتَ مِنْ بَعْدِكَ امْرَأً تَفْتَخِرُ بِهِ قَالَ وَ كَيْفَ لَا وَ قَدْ تَرَكْتُ الْفَرَسَ الْأَشْقَرَ وَ الْحَجْرَ الْمَدُورَ وَ الْمِنْهَاجَ لِمَنْ أَرَادَ الْمِعْرَاجَ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لَعَلَّهُ لَا يَعْرِفُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَسَأَلَهُ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ لَهُ يَا شَيْخُ هَلْ تَعْرِفُنِي قَالَ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا مُعَاوِيَةُ أَنَا الشَّجَرَةُ الزَّكِيَّةُ وَ الْفُرُوعُ الْعَلِيَّةُ أَنَا سَيِّدُ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ بَلْ أَنْتَ اللَّعِينُ ابْنُ اللَّعِينِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ فِي كِتَابِهِ الْمُبِينِ إِنَّ اللَّهَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ‏ وَ الشَّجَرَةُ الْخَبِيثَةُ وَ الْعُرُوقُ الْمُخْبِثَةُ الْخَسِيسَةُ الَّذِي ظَلَمَ نَفْسَهُ وَ رَبَّهُ وَ قَالَ فِيهِ نَبِيُّهُ الْخِلَافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى آلِ أَبِي سُفْيَانَ الزَّنِيمِ بْنِ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ الْفَاشِي ظُلْمُهُ فِي الْعِبَادِ فَعِنْدَهَا اغْتَاظَ مُعَاوِيَةُ وَ حَنِقَ عَلَيْهِ فَرَدَّ يَدَهُ إِلَى قَائِمِ سَيْفِهِ وَ هَمَّ بِقَتْلِ الشَّيْخِ ثُمَّ قَالَ لَوْ لَا الْعَفْوُ أَحْسَنُ لَأَخَذْتُ رَأْسَكَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَ رَأَيْتَ لَوْ كُنْتَ فَاعِلًا ذَلِكَ قَالَ الشَّيْخُ إِذاً وَ اللَّهِ أَفُوزُ بِالسَّعَادَةِ وَ تَفُوزُ أَنْتَ بِالشَّقَاوَةِ وَ قَدْ قَتَلَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ مَنْ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْخُ عُثْمَانُ نَفَى أَبَا ذَرٍّ وَ ضَرَبَهُ حَتَّى مَاتَ وَ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَ عُثْمَانُ شَرٌّ مِنْكَ قَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ هَلْ كُنْتَ حَاضِراً يَوْمَ الدَّارِ قَالَ وَ مَا يَوْمُ الدَّارِ قَالَ مُعَاوِيَةُ يَوْمَ قَتَلَ عَلِيٌّ عُثْمَانَ فَقَالَ الشَّيْخُ بِاللَّهِ مَا قَتَلَهُ وَ لَوْ فَعَلَ ذَلِكَ لَاعْتَلَاهُ بِأَسْيَافٍ حِدَادٍ وَ سَوَاعِدَ شِدَادٍ وَ كَانَ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُطِيعاً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ قَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ هَلْ حَضَرْتَ يَوْمَ صِفِّينَ قَالَ وَ مَا غِبْتُ عَنْهَا قَالَ كَيْفَ كُنْتَ فِيهَا قَالَ الشَّيْخُ أَيْتَمْتُ مِنْكَ أَطْفَالًا وَ أَرْمَلْتُ مِنْكَ نِسْوَاناً كُنْتُ كَاللَّيْثِ أَضْرِبُ بِالسَّيْفِ تَارَةً وَ بِالرُّمْحِ أُخْرَى قَالَ مُعَاوِيَةُ هَلْ ضَرَبْتَنِي بِشَيْ‏ءٍ قَطُّ قَالَ الشَّيْخُ ضَرَبْتُكَ بِثَلَاثَةٍ وَ سَبْعِينَ سَهْماً فَأَنَا صَاحِبُ السَّهْمَيْنِ اللَّذَيْنِ وَقَعَا فِي بُرْدَتِكَ وَ صَاحِبُ السَّهْمَيْنِ اللَّذَيْنِ وَقَعَا فِي مَسْجِدِكَ وَ صَاحِبُ السَّهْمَيْنِ اللَّذَيْنِ وَقَعَا فِي عَضُدَيْكَ وَ لَوْ

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 79

كَشَفْتَ الْآنَ لَأَرَيْتُكَ مَكَانَهُمَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلشَّيْخِ هَلْ حَضَرْتَ يَوْمَ الْجَمَلِ قَالَ وَ مَا يَوْمُ الْجَمَلِ قَالَ مُعَاوِيَةُ يَوْمَ قَاتَلَتْ عَائِشَةُ عَلِيّاً قَالَ وَ مَا غِبْتُ عَنْهُ قَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ أَمْ مَعَ عَائِشَةَ قَالَ الشَّيْخُ بَلْ مَعَ عَلِيٍّ قَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ أَ لَمْ يَقُلِ اللَّهُ‏ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ‏ وَ قَالَ النَّبِيُّ ص هِيَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ الشَّيْخُ أَ لَمْ يَقُلِ اللَّهُ تَعَالَى‏ يا نِساءَ النَّبِيِ‏ إِلَى قَوْلِهِ‏ وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى‏ وَ قَالَ النَّبِيُّ ص أَنْتَ يَا عَلِيُّ خَلِيفَتِي عَلَى نِسَائِي وَ أَهْلِي وَ طَلَاقُهُنَّ بِيَدِكَ أَ فَتَرَاهَا خَالَفَتْ اللَّهَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ عَاصِيَةً اللَّهَ وَ رَسُولَهُ خَارِجَةً مِنْ بَيْتِهَا وَ هِيَ فِي ذَلِكَ سَفَكَتْ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَ أَذْهَبَتْ أَمْوَالَهُمْ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَ هِيَ كَامْرَأَةِ نُوحٍ فِي النَّارِ وَ لَبِئْسَ مَثْوَى الْكَافِرِينَ قَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ مَا جَعَلْتَ لَنَا شَيْئاً نَحِجُّ بِهِ عَلَيْكَ فَمَتَى ظُلِمَتِ الْأُمَّةُ وَ طَفِئَتْ عَنْهُمْ قَنَادِيلُ الرَّحْمَةِ قَالَ لَمَّا صِرْتَ أَمِيرَهَا وَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَزِيرَهَا قَالَ فَاسْتَلْقَى مُعَاوِيَةُ عَلَى قَفَاهُ مِنَ الضَّحِكِ وَ هُوَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ فَقَالَ يَا شَيْخٌ هَلْ لَكَ مِنْ شَيْ‏ءٍ نَقْطَعُ بِهِ لِسَانَكَ قَالَ مَا عِنْدَكَ قَالَ عِشْرُونَ نَاقَةٍ حَمْرَاءَ مُحَمَّلَةً عَسَلًا وَ بُرّاً وَ سَمْناً وَ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ تُنْفِقُهَا عَلَى عِيَالِكَ وَ تَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى زَمَانِكَ قَالَ الشَّيْخُ لَسْتُ أَقْبَلُهَا قَالَ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْخُ لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ دِرْهَمٍ حَلَالٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ حَرَامٌ قَالَ مُعَاوِيَةَ لَئِنْ أَقَمْتَ مَعِي فِي دِمَشْقَ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقِكَ قَالَ مَا أَنَا بِمُقِيمٍ مَعَكَ فِيهَا قَالَ مُعَاوِيَةُ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْخُ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‏ وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ‏ وَ أَنْتَ أَوَّلُ ظَالِمٍ وَ آخِرُ ظَالِمٍ ثُمَّ تَوَجَّهَ الشَّيْخُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ هَذَا آخِرُ الْحَدِيثِ.

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 80

خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏

رُوِيَ أَنَّهُ جَاءَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ الْإِمَامَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ هُوَ وَ زَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ ع يَأْكُلَانِ تَمْراً فِي الصَّحْرَاءِ إِذْ تَدَاعَيَا بَيْنَهُمَا بِالْكَلَامِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع يَا فَاطِمَةُ إِنَّ النَّبِيَّ ص يُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْكِ فَقَالَتْ وَا عَجَبَا مِنْكَ يُحِبُّكَ أَكْثَرَ مِنِّي وَ أَنَا ثَمَرَةُ فُؤَادِهِ وَ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِهِ وَ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهِ وَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ غَيْرِي فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ ع يَا فَاطِمَةُ إِنْ لَمْ تُصَدِّقِينِي فَامْضِي بِنَا إِلَى أَبِيكِ مُحَمَّدٍ ص قَالَ فَمَضَيْنَا إِلَى حَضْرَتِهِ ص فَتَقَدَّمَتْ وَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص أَيُّنَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنَا أَمْ عَلِيٌّ ع قَالَ النَّبِيُّ ص أَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ وَ عَلِيٌّ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْكَ فَعِنْدَهَا قَالَ سَيِّدُنَا وَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع ع أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ أَنَا وَلَدُ فَاطِمَةَ ذَاتِ التُّقَى قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى قَالَ عَلِيٌّ ع وَ أَنَا ابْنُ الصَّفَا قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا ابْنَةُ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا فَخْرُ الْوَرَى قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ دَنا فَتَدَلَّى‏ وَ كَانَ مِنْ رَبِّهِ‏ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا وَلَدُ الْمُحْصَنَاتِ قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا بِنْتُ الصَّالِحَاتِ وَ الْمُؤْمِنَاتِ قَالَ عَلِيٌّ خَادِمِي جَبْرَئِيلُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا خَاطَبَنِي فِي السَّمَاءِ رَاحِيلُ وَ خَدَمَتْنِي الْمَلَائِكَةُ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا وُلِدْتُ فِي الْمَحَلِّ الْبَعِيدِ الْمُرْتَقَى قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا زُوِّجْتُ فِي الرَّفِيعِ الْأَعْلَى وَ كَانَ مَلَاكِي فِي السَّمَاءِ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا حَامِلُ اللِّوَاءِ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ مَنْ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا ابْنُ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا الضَّارِبُ عَلَى التَّنْزِيلِ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا صَاحِبَةُ التَّأْوِيلِ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سِينِينَ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا الشَّجَرَةُ الَّتِي تُخْرِجُ أُكُلَهَا أَعْنِي الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنُ الْحَكِيمُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ النَّبِيِّ ص الْكَرِيمِ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ الصَّادِقِ الْأَمِينِ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا الْحَبْلُ الْمَتِينُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ خَيْرِ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا لَيْثُ الْحُرُوبِ قَالَتْ فَاطِمَةُ

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 81

أَنَا مَنْ يَغْفِرُ اللَّهُ بِهِ الذُّنُوبَ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا الْمُتَصَدَّقُ بِالْخَاتَمِ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ سَيِّدِ الْعَالَمِ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا سَيِّدُ بَنِي هَاشِمٍ قَالَتْ أَنَا ابْنَةُ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى قَالَ عَلِيٌّ أَنَا الْإِمَامُ الْمُرْتَضَى قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا ابْنَةُ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا ابْنَةُ النَّبِيِّ الْعَرَبِيِّ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا الشُّجَاعُ الْكَمِيُّ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ أَحْمَدَ النَّبِيِّ ص قَالَ عَلِيٌّ أَنَا الْمُبْطِلُ الْأَرْوَع قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا الشَّفِيعُ الْمُشَفَّعُ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا ابْنَةُ مُحَمَّدٍ الْمُخْتَارِ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا قَاتِلُ الْجَانِّ قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا ابْنَةُ رَسُولِ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا خِيَرَةِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا خِيَرَةُ النِّسْوَانِ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا مُكَلَّمُ أَصْحَابِ الرقيم قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ مَنْ أُرْسِلَ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَ بِهِمْ رَءُوفُ رَحِيمُ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ نَفْسِي نَفْسَ مُحَمَّدٍ ص حَيْثُ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ‏ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا الَّذِي قَالَ فِي‏ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ‏ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا عَلَّمْتُ شِيعَتِي الْقُرْآنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا يُعْتِقُ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّنِي مِنَ النِّيرَانِ قَالَ أَنَا شِيعَتِي مِنْ عِلْمِي يَسْطُرُونَ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا مِنْ بَحْرِ عِلْمِي يَغْتَرِفُونَ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا الَّذِي اشْتَقَّ اللَّهُ تَعَالَى اسْمِي مِنْ اسْمِهِ فَهُوَ الْعَالِي وَ أَنَا عَلِيٌّ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا كَذَلِكَ فَهُوَ الْفَاطِرُ وَ أَنَا فَاطِمَةَ قَالَ عَلِيٌّ ع أَنَا حَيَاةُ الْعَارِفِينَ قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا مَسْلَكِ نَجَاةِ الرَّاغِبِينَ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا الْحَوَامِيمُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ الطَّوَاسِينِ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا كَنْزُ الْغِنَى قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا الْكَلِمَةُ الْحُسْنَى قَالَ عَلِيٌّ أَنَا بِي تَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ فِي خَطِيئَتِهِ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا بِي قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا كَسَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا أُشَارِكُكَ فِي الدَّعْوَى قَالَ عَلِيٌّ أَنَا طُوفَانُهُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا سَوْرَتُهُ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا النَّسِيمُ الْمُرْسَلُ لِحِفْظِهِ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا مِنِّي أَنْهَارُ الْمَاءِ وَ اللَّبَنِ وَ الْخَمْرِ وَ الْعَسَلِ فِي الْجِنَانِ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا الطُّورُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا الْكِتَابُ الْمَسْطُورُ قَالَ عَلِيٌ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 82

وَ أَنَا الرُّقِّ الْمَنْشُورُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا السَّقْفُ الْمَرْفُوعُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا الْبَحْرُ الْمَسْجُورُ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا عِلْمِي مِنَ النَّبِيِّينَ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا ابْنَةُ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا الْبِئْرُ وَ الْقَصْرُ الْمَشِيدُ قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا مِنِّي شَبَّرُ وَ شَبِيرٌ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا بَعْدَ الرَّسُولِ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ قَالَتْ أَنَا الْبَرَّةُ الزَّكِيَّةُ فَعِنْدَهَا قَالَ النَّبِيُّ ص لَا تُكَلِّمِي عَلِيّاً فَإِنَّهُ ذُو الْبُرْهَانِ قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا ابْنَةُ مَنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا الْبَطِينُ الْأَصْلَعُ قَالَتْ فَاطِمَةُ أَنَا الْكَوْكَبُ الَّذِي يَلْمَعُ قَالَ النَّبِيُّ ص فَهُوَ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا خَاتُونُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَتْ فَاطِمَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص لَا تُحَامِ لِابْنِ عَمِّكَ وَ دَعْنِي وَ إِيَّاهُ قَالَ عَلِيٌّ ص يَا فَاطِمَةُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدٍ عَصَبَتُهُ وَ نُخْبَتُهُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا لَحْمُهُ وَ دَمُهُ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا الصُّحُفُ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا الشَّرَفُ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا وَلِيُّ زُلْفَى قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا الْخَمْصَاءُ الْحَسْنَاءُ قَالَ عَلِيٌّ وَ أَنَا نُورُ الْوَرَى قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ أَنَا الزَّهْرَاءُ فَعِنْدَهَا قَالَ النَّبِيُّ ص لِفَاطِمَةَ يَا فَاطِمَةُ قُومِي وَ قَبِّلِي رَأْسَ ابْنِ عَمِّكَ فَهَذَا جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسْرَافِيلُ وَ عَزْرَائِيلُ مَعَ أَرْبَعَةٍ آلَافِ مِنَ الْمَلَائِكَةُ يُحَامُونَ مَعَ عَلِيٍّ ع وَ هَذَا أَخِي رَاحِيلُ وَ دَرْدَائِيلُ مَعَ أَرْبَعَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَنْظُرُونَ بِأَعْيُنِهِمْ قَالَ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ فَقَبَّلَتْ رَأْسَ الْإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع ع بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ص وَ قَالَتْ يَا أَبَا الْحَسَنِ بِحَقِّ رَسُولِ اللَّهِ ص مَعْذِرَةً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَيْكَ وَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ قَالَ فَوَهَبَهَا الْإِمَامُ ع وَ قَبَّلَتْ يَدَ أَبِيهَا ع.

و هذا ما وجدناه في النسخة من الحديث على التمام و الكمال و نستغفر الله العظيم من الزيادة و النقصان و نعوذ بالله من سخط الرحمن.

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 83

حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏

صفحه بعد