کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفضائل (لابن شاذان القمي)

المقدمة حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏ مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ خَبَرُ عِطْرِفَةَ الْجِنِّيِ‏ خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏ خَبَرُ الْجَامِ‏ خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏ خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏ خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏ خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏ خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏ حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏ حِكَايَةُ وَفَاةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ خَبَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏ فهرس مواضيع الكتاب‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)


صفحه قبل

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 72

وَ هُمْ مِثْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَإٍ وَ أَصْحَابُهُ وَ قَالُوا لَوْ لَا أَنَّهُ الرَّبُّ وَ إِلَّا كَيْفَ يُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَضَاقَ صَدْرُهُ وَ أَحْضَرَهُمْ وَ قَالَ يَا قَوْمِ غَلَبَ عَلَيْكُمُ الشَّيْطَانُ إِنْ أَنَا إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ أَنْعَمَ عَلَيَّ بِإِمَامَتِهِ وَ وَلَايَتِهِ وَ وَصِيُّ رَسُولِهِ ص فَارْجِعُوا عَنِ الْكُفْرِ فَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ ابْنُ عَبْدِهِ وَ مُحَمَّدٌ ص خَيْرٌ مِنِّي وَ هُوَ أَيْضاً عَبْدُ اللَّهِ وَ إِنْ نَحْنُ‏ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ‏ فَخَرَجَ بَعْضٌ مِنَ الْكُفْرِ وَ بَقِيَ قَوْمٌ عَلَى الْكُفْرِ مَا رَجَعُوا فَأَلَحَّ عَلَيْهِمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِالرَّجُوعِ فَمَا رَجَعُوا فَأَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ وَ تَفَرَّقَ مِنْهُمْ قَوْمٌ فِي الْبِلَادِ وَ قَالُوا لَوْ لَا أَنَّ فِيهِ مِنَ الرُّبُوبِيَّةِ وَ إِلَّا فَمَا كَانَ أَحْرَقَنَا بِالنَّارِ فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلَانِ.

خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏

رَوَى أَبُو رَوَاحَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَنِ الْمَغْرِبِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ قَدْ أَرَادَ حَرْبَ مُعَاوِيَةَ فَنَظَرَ إِلَى جُمْجُمَةٍ فِي جَانِبِ الْفُرَاتِ وَ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهَا الْأَزْمِنَةُ فَمَرَّ عَلَيْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَدَعَاهَا فَأَجَابَتْهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَ تَدَحْرَجَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَكَلَّمَتْ بِكَلَامٍ فَصِيحٍ فَأَمَرَهَا بِالرُّجُوعِ فَرَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا كَمَا كَانَتْ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حَرْبِ النَّهْرَوَانِ أَبْصَرْنَا جُمْجُمَةً نَخِرَةً بَالِيَةً فَقَالَ هَاتُوهَا فَحَرَّكَهَا بِسَوْطِهِ وَ قَالَ أَخْبِرِينِي مَنْ أَنْتِ فَقِيرَةٌ أَمْ غَنِيَّةٌ شَقِيَّةٌ أَمْ سَعِيدَةٌ مَلِكٌ أَمْ رَعِيَّةٌ فَقَالَتْ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا پَرْوِيزُ بْنُ هُرْمُزَ مَلِكُ الْمُلُوكِ كُنْتُ مَلِكاً ظَالِماً فَمَلَكْتُ مَشَارِقَهَا وَ مَغَارِبَهَا سَهْلَهَا وَ جَبَلَهَا بَرَّهَا وَ بَحْرَهَا أَنَا الَّذِي أَخَذْتُ أَلْفَ مَدِينَةٍ فِي الدُّنْيَا وَ قَتَلْتُ أَلْفَ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا الَّذِي بَنَيْتُ خَمْسِينَ مَدِينَةً وَ فَضَضْتُ خَمْسَمِائَةِ جَارِيَةٍ بِكْرٍ وَ اشْتَرَيْتُ أَلْفَ عَبْدٍ تُرْكِيٍّ وَ أَلْفَ أَرْمَنِيٍّ وَ أَلْفَ رُومِيٍّ وَ أَلْفَ زَنْجِيٍّ وَ تَزَوَّجْتُ بِسَبْعِينَ أَلْفاً مِنْ بَنَاتِ الْمُلُوكِ وَ مَا مَلِكٌ فِي الْأَرْضِ إِلَّا غَلَبْتُهُ وَ ظَلَمْتُ أَهْلَهُ فَلَمَّا جَاءَنِي مَلِكُ الْمَوْتِ قَالَ لِي يَا ظَالِمُ يَا طَاغِي خَالَفْتَ الْحَقَّ فَتَزَلْزَلَتْ أَعْضَائِي وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصِي وَ عَرَضَ عَلَيَّ أَهْلَ حَبْسِي فَإِذَا هُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً مِنْ أَوْلَادِ الْمُلُوكِ قَدْ شَقُّوا مِنْ حَبْسِي فَلَمَّا رَفَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحِي سَكَنَ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنْ ظُلْمِي فَأَنَا مُعَذَّبٌ فِي النَّارِ أَبَدَ الْآبِدِينَ وَكَّلَ اللَّهُ بِي سَبْعِينَ أَلْفَ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 73

أَلْفٍ مِنَ الزَّبَانِيَةِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِرْزَبَةٌ مِنْ نَارٍ لَوْ ضُرِبَتْ جِبَالَ الْأَرْضِ لَاحْتَرَقَتِ الْجِبَالُ وَ تَدَكْدَكَتْ وَ كُلَّمَا ضَرَبَنِي الْمَلَكُ بِوَاحِدَةٍ مِنْ تِلْكَ الْمَرَازِبِ أَشْتَعِلُ فِي النَّارِ وَ أَحْتَرِقُ فَيُحْيِينِي اللَّهُ تَعَالَى وَ يُعَذِّبُنِي بِظُلْمِي عَلَى عِبَادِهِ أَبَدَ الْآبِدِينَ وَ كَذَلِكَ وَكَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ فِي بَدَنِي حَيَّةً تَلْسَعُنِي وَ عَقْرَباً تَلْدَغُنِي وَ كُلَّ ذَلِكَ أَحُسُّ بِهِ كَالْحَيِّ فِي دُنْيَاهُ فَتَقُولُ لِيَ الْحَيَّاتُ وَ الْعَقَارِبُ هَذَا جَزَاءُ ظُلْمِكَ عَلَى عِبَادِهِ ثُمَّ سَكَتَتِ الْجُمْجُمَةُ فَبَكَى جَمِيعُ عَسْكَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ضَرَبُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَهِلْنَا حَقَّكَ بَعْدَ مَا أَعْلَمَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ إِنَّمَا خَسِرْنَا حَقَّنَا وَ نَصِيبَنَا فِيكَ وَ إِلَّا فَأَنْتَ مَا يَنْقُصُ مِنْكَ شَيْ‏ءٌ فَاجْعَلْنَا فِي حِلٍّ مِمَّا فَرَّطْنَا فِيكَ وَ رَضِينَا بِغَيْرِكَ عَلَى مَقَامِكَ فَنَحْنُ نَادِمُونَ فَأَمَرَ ع بِتَغْطِيَةِ الْجُمْجُمَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ وَقَفَ مَاءُ النَّهَرِ مِنَ الْجَرْيِ وَ صَعِدَ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ كُلُّ حَيَوَانٍ وَ سَمَكٍ كَانَ فِي النَّهَرِ فَتَكَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ دَعَا وَ شَهِدَ لَهُ بِإِمَامَتِهِ وَ فِي ذَلِكَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ‏

سَلَامِي عَلَى زَمْزَمَ وَ الصَّفَا

سَلَامِي عَلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى‏

لَقَدْ كَلَّمَتْكَ لَدَى النَّهْرَوَانِ‏

نَهَاراً جَمَاجِمُ أَهْلِ الثَّرَى‏

وَ قَدْ بَدَرَتْ لَكَ حِيتَانُهَا

تُنَادِيكَ مُذْعِنَةً بِالْوَلَاءِ

.

خَبَرٌ آخَرُ قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رض‏ كُنْتُ مَعَ مَوْلَايَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ إِذْ عَبَرَ بِضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا النَّخْلَةُ عَلَى بُعْدِ فَرْسَخَيْنِ مِنَ الْكُوفَةِ فَخَرَجَ مِنْهَا خَمْسُونَ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ وَ قَالُوا أَنْتَ الْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ ع أَنَا هُوَ فَقَالُوا لَنَا صَخْرَةٌ مَذْكُورَةٌ فِي كُتُبِنَا عَلَيْهَا اسْمُ سِتَّةٍ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَ نَحْنُ نَطْلُبُ الصَّخْرَةَ فَلَمْ نَجِدْهَا فَإِنْ كُنْتَ إِمَاماً أَوْجِدْ لَنَا الصَّخْرَةَ فَقَالَ ع اتَّبِعُونِي فَسَارَعَ الْقَوْمُ خَلْفَهُ إِلَى أَنْ تَوَسَّطَ بِهِمُ الْبَرُّ وَ إِذَا بِحَبْلٍ مِنَ الرَّمْلِ عَظِيمٍ فَقَالَ ع أَيَّتُهَا الرِّيحُ انْسِفِي الرَّمْلَ عَنِ الصَّخْرَةِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى فَمَا كَانَ إِلَّا سَاعَةً حَتَّى نَسَفَتِ الرَّمْلَ عَنِ الصَّخْرَةِ

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 74

وَ ظَهَرَتِ الصَّخْرَةُ فَقَالَ ع هَذِهِ الصَّخْرَةُ صَخْرَتُكُمْ فَقَالُوا إِنَّ عَلَيْهَا اسْمَ سِتَّةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى مَا سَمِعْنَا وَ قَرَأْنَا فِي كُتُبِنَا وَ لَسْنَا نَرَى عَلَيْهَا الْأَسْمَاءَ فَقَالَ ع أَمَّا الْأَسْمَاءُ الَّتِي عَلَيْهَا فَهِيَ فِي وَجْهِهَا الَّذِي عَلَى الْأَرْضِ فَاقْلِبُوهَا فَاعْصَوْصَبُوا عَلَيْهَا وَ هُمْ جَمَاعَةٌ زُهَاءُ أَلْفِ رَجُلٍ فَمَا قَدَرُوا عَلَى قَلْبِهَا فَقَالَ ع تَنَحَّوْا عَنْهَا فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا وَ هُوَ رَاكِبٌ فَقَلَبَهَا فَوَجَدُوا فِيهَا أَسْمَاءَ الْأَنْبِيَاءِ السِّتَّةِ ع وَ هُمْ أَصْحَابُ الشَّرَائِعِ وَ هُمْ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ إِبْرَاهِيمُ وَ مُوسَى وَ عِيسَى وَ مُحَمَّدٌ ص فَقَالَ نَفَرُ الْيَهُودِ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ وَ الْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ أَجْمَعِينَ مَنْ عَرَفَكَ فَقَدْ نَجَا وَ سَعَدَ وَ مَنْ أَنْكَرَكَ فَقَدْ ضَلَّ وَ غَوَى وَ إِلَى الْجَحِيمِ هَوَى جَلَّتْ مَنَاقِبُكَ عَنِ التَّحْدِيدِ وَ كَثُرَتْ آثَارُ نِعْمَتِكَ عَنِ التَّعْدِيدُ وَ حَظُّكَ مِنَ اللَّهِ حَظٌّ سَعِيدٌ وَ خَيْرُكَ مِنْهُ خَيْرٌ مَزْيَدٌ.

خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏

رُوِيَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رض أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع جَالِساً عَلَى دَكَّةِ الْقَضَاءِ فَنَهَضَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ صَفْوَانُ بْنُ الْأَكْحَلِ وَ قَالَ لَهُ أَنَا رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِكَ وَ عَلَيَّ ذُنُوبٌ فَأُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي مِنْهَا فِي الدُّنْيَا لِأَصِلَ إِلَى الْآخِرَةِ وَ مَا عَلَيَّ ذَنْبٌ فَقَالَ الْإِمَامُ قُلْ لِي بِأَعْظَمِ ذُنُوبِكَ مَا هِيَ فَقَالَ أَنَا أَلُوطُ بِالصِّبْيَانِ فَقَالَ ع أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ضَرْبَةٌ بِذِي الْفَقَارِ أَوْ أَقْلِبُ عَلَيْكَ جِدَاراً أَوْ أُضْرِمُ لَكَ نَاراً فَإِنَّ ذَلِكَ جَزَاءُ مَنِ ارْتَكَبَ مَا ارْتَكَبْتَهُ فَقَالَ يَا مَوْلَايَ أَحْرِقْنِي بِالنَّارِ لِأَنْجُوَ مِنْ نَارِ الْآخِرَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع يَا عَمَّارُ اجْمَعْ أَلْفَ حُزْمَةِ قَصَبٍ لِنُضْرِمَهُ غَدَاةَ غَدٍ بِالنَّارِ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ انْهَضْ وَ أَوْصِ بِمَا لَكَ وَ بِمَا عَلَيْكَ قَالَ فَنَهَضَ الرَّجُلُ وَ أَوْصَى بِمَا لَهُ وَ مَا عَلَيْهِ وَ قَسَمَ أَمْوَالَهُ بَيْنَ أَوْلَادِهِ وَ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ثُمَّ أَتَى بَابَ حُجْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي بَيْتِ نُوحٍ ع شَرْقِيِّ جَامِعِ الْكُوفَةِ فَلَمَّا صَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ يَا عَمَّارُ نَادِ بِالْكُوفَةِ اخْرُجُوا وَ انْظُرُوا حُكْمَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ كَيْفَ يُحْرِقُ رَجُلًا مِنْ شِيعَتِهِ وَ مُحِبِّيهِ وَ هُوَ

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 75

السَّاعَةَ يُرِيدُ حَرْقَهُ بِالنَّارِ فَتَبْطُلُ إِمَامَتُهُ فَسَمِعَ ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ عَمَّارٌ رض فَأَخَذَ الْإِمَامُ ع الرَّجُلَ وَ بَنَى عَلَيْهِ أَلْفَ حُزْمَةٍ مِنَ الْقَصَبِ وَ أَعْطَاهُ مِقْدَحَةً وَ كِبْرِيتاً وَ قَالَ اقْدَحْ وَ أَحْرِقْ نَفْسَكَ فَإِنْ كُنْتَ مِنْ شِيعَتِي وَ مُحِبِّي وَ عَارِفِي فَإِنَّكَ لَا تُحْرَقُ فِي النَّارِ وَ إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُخَالِفِينَ الْمُكَذِّبِينَ فَالنَّارُ تَأْكُلُ لَحْمَكَ وَ تَكْسِرُ عَظْمَكَ قَالَ فَقَدَحَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ وَ احْتَرَقَ الْقَصَبُ وَ كَانَ عَلَى الرَّجُلِ ثِيَابٌ بِيضٌ فَلَمْ تَعَلَّقْ بِهَا النَّارُ وَ لَمْ يَقْرَبْهَا الدُّخَانُ فَاسْتَفْتَحَ الْإِمَامُ ع وَ قَالَ كَذَبَ الْعَاذِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً ثُمَّ قَالَ شِيعَتُنَا أُمَنَاءُ وَ أَنَا قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ شَهِدَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ.

خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ

قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ‏ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ أَتَاهُ وَفْدٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص عَلِّمْنِي الْإِيمَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَ تُصَلِّي الْخَمْسَ وَ تَصُومُ رَمَضَانَ وَ تُؤَدِّي الزَّكَاةَ وَ تَحُجُّ الْبَيْتَ وَ تُوَالِي وَصِيِّي هَذَا مِنْ بَعْدِي وَ أَشَارَ إِلَى عَلِيٍّ ع بِيَدِهِ وَ لَا تَسْفِكُ دَماً وَ لَا تَسْرِقُ وَ لَا تَخُونُ وَ لَا تَأْكُلْ مَالَ الْيَتِيمِ وَ لَا تَشْرَبِ الْخَمْرَ و تُوفِي بِشَرَائِعِي وَ تُحَلِّلُ حَلَالِي وَ تُحَرِّمُ حَرَامِي وَ تُعْطِي الْحَقَّ مِنْ نَفْسِكَ لِلضَّعِيفِ وَ الْقَوِيِّ وَ الْكَبِيرِ وَ الصَّغِيرِ حَتَّى عَدَّ عَلَيْهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص أَعِدْ عَلَيَّ فَإِنِّي رَجُلٌ نَسَّاءٌ فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَعَقَدَهَا بِيَدِهِ وَ قَامَ وَ هُوَ يَجُرُّ إِزَارَهُ وَ هُوَ يَقُولُ تَعَلَّمْتُ الْإِيمَانَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا بَعُدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ إِلَى مَنْ تُشِيرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَطْرَقَ إِلَى الْأَرْضِ فَجَدَّا فِي السَّيْرِ فَلَحِقَاهُ فَقَالا لَكَ الْبِشَارَةُ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ بِالْجَنَّةِ فَقَالَ أَحْسَنَ اللَّهُ تَعَالَى بِشَارَتَكُمَا إِنْ كُنْتُمَا مِمَّنْ يَشْهَدُ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ فَقَدْ عَلِمْتُمَا مَا عَلَّمَنِي النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 76

ص وَ إِنْ لَمْ تَكُونَا كَذَلِكَ فَلَا أَحْسَنَ اللَّهُ بِشَارَتَكُمَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَا تَقُلْ فَأَنَا أَبُو عَائِشَةَ زَوْجَةِ النَّبِيِّ ع قَالَ قُلْتُ ذَلِكَ فَمَا حَاجَتُكُمَا قَالا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ فَاسْتَغْفِرْ لَنَا فَقَالَ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكُمَا تَتْرُكَانِ رَسُولَ اللَّهِ صَاحِبَ الشَّفَاعَةِ وَ تَسْأَلَانِّي أَسْتَغْفِرُ لَكُمَا فَرَجَعَا وَ الْكَئَابَةُ لَائِحَةٌ فِي وَجْهَيْهِمَا فَلَمَّا رَآهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ص تَبَسَّمَ وَ قَالَ أَ فِي الْحَقِّ مَغْضَبَةٌ.

فلما توفي رسول الله و رجع بنو تميم إلى المدينة و معهم مالك بن نويرة فخرج لينظر من قام مقام رسول الله ص فدخل يوم الجمعة و أبو بكر على المنبر يخطب بالناس فنظر إليه و قال أخو تيم قالوا نعم قال فما فعل وصي رسول الله ص الذي أمرني بموالاته قالوا يا أعرابي الأمر يحدث بعده الأمر قال بالله ما حدث شي‏ء و إنكم قد خنتم الله و رسوله ثم تقدم إلى أبي بكر و قال من أرقاك هذا المنبر و وصي رسول الله ص جالس فقال أبو بكر أخرجوا الأعرابي البوال على عقبيه من مسجد رسول الله ص فقام إليه قنفذ بن عمير و خالد بن الوليد فلم يزالا يلكزان عنقه حتى أخرجاه فركب راحلته و أنشأ يقول‏

أطعنا رسول الله ما كان بيننا

فيا قوم ما شأني و شأن أبي بكر

إذا مات بكر قام عمرو مقامه‏

فتلك و بيت الله قاصمة الظهر

يدب و يغشاه العشار كأنما

يجاهد جما أو يقوم على قبر

فلو قام فينا من قريش عصابة

أقمنا و لكن القيام على جمر .

قال فلما استتم الأمر لأبي بكر وجه خالد بن الوليد و قال له قد علمت ما قاله مالك على رءوس الأشهاد و لست آمن أن يفتق علينا فتقا لا يلتئم فاقتله فحين أتاه خالد ركب جواده و كان فارسا يعد بألف فخاف خالد منه فآمنه و أعطاه المواثيق ثم غدر به بعد أن ألقى سلاحه فقتله و أعرس بامرأته في ليلته و جعل رأسه في قدر فيها لحم جزور لوليمة عرسه و بات ينزو عليها نزو الحمار و الحديث طويل.

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 77

خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏

قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ رض‏ كُنْتُ أَنَا وَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالشَّامِ فَبَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ نَظَرْنَا إِلَى شَيْخٍ وَ هُوَ مُقْبِلٌ مِنْ صَدْرِ الْبَرِّيَّةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْعِرَاقِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ عَرِّجُوا بِنَا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ لِنَسْأَلَهُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ وَ إِلَى أَيْنَ يُرِيدُ وَ كَانَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ وَ وَلَدَا مُعَاوِيَةَ خَالِدٌ وَ يَزِيدُ وَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ فَعَرَجْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا شَيْخُ وَ أَيْنَ تُرِيدُ فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّيْخُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمَ لَا تُجِيبُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ الشَّيْخُ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ التَّحِيَّةَ غَيْرَ هَذِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ صَدَقْتَ يَا شَيْخُ وَ أَخْطَأْنَا وَ أَحْسَنْتَ وَ أَسَأْنَا السَّلَامُ عَلَيْكَ قَالَ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا اسْمُكَ يَا شَيْخُ فَقَالَ اسْمِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَ كَانَ ذَلِكَ الشَّيْخُ طَاعِناً فِي السِّنِّ بِيَدِهِ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَدِيدِ وَ وَسَطُهُ مَشْدُودٌ بِشَرِيطٍ مِنْ لِيفِ الْمُقْلِ وَ عَلَيْهِ كِسَاءٌ قَدْ سَقَطَتْ لَحْمَتُهُ وَ بَقِيَتْ سَدَاتُهُ وَ قَدْ بَانَتْ شَرَاسِيفُ خَدَّيْهِ وَ قَدْ غَطَّتْ حَوَاجِبُهُ عَيْنَيْهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ وَ إِلَى أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ الشَّيْخُ أَتَيْتُ مِنَ الْعِرَاقِ أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ مُعَاوِيَةُ كَيْفَ تَرَكْتَ الْعِرَاقَ قَالَ عَلَى الْخَيْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ الِاتِّفَاقِ قَالَ لَعَلَّكَ أَتَيْتَ مِنَ الْكُوفَةِ مِنَ الْغَرِيِّ قَالَ الشَّيْخُ وَ مَا الْغَرِيُّ قَالَ مُعَاوِيَةُ الَّذِي فِيهِ أَبُو تُرَابٍ قَالَ الشَّيْخُ مَنْ تَعْنِي بِذَلِكَ وَ مَنْ هُوَ أَبُو تُرَابٍ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لَهُ الشَّيْخُ أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ وَ رَضَّ اللَّهُ فَاكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّكَ وَ أَبَاكَ وَ لِمَ لَا تَقُولُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَ الْغَيْثُ الْهَاطِلُ يَعْسُوبُ الدِّينِ وَ قَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ سَيْفُ اللَّهِ الْمَسْلُولُ وَ ابْنُ عَمِّ الرَّسُولِ وَ زَوْجُ الْبَتُولِ تَاجُ الْفُقَهَاءِ وَ كَنْزُ الْفُقَرَاءِ وَ خَامِسُ أَهْلِ الْعَبَاءِ وَ اللَّيْثُ الْغَالِبُ أَبُو الْحَسَنَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فَعِنْدَهَا قَالَ مُعَاوِيَةُ يَا شَيْخُ إِنِّي أَرَى لَحْمَكَ وَ دَمَكَ قَدْ خَالَطَ لَحْمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ دَمَهُ فَلَوْ مَاتَ عَلِيٌّ مَا أَنْتَ فَاعِلٌ قَالَ لَا أَتَّهِمُ فِي فَقْدِهِ رَبِّي وَ أُجَلِّلُ فِي‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 78

صفحه بعد