کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفضائل (لابن شاذان القمي)

المقدمة حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏ مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ خَبَرُ عِطْرِفَةَ الْجِنِّيِ‏ خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏ خَبَرُ الْجَامِ‏ خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏ خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏ خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏ خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏ خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏ حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏ حِكَايَةُ وَفَاةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ خَبَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏ فهرس مواضيع الكتاب‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)


صفحه قبل

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 110

لَأُنَكِّلَنَّ بِكَ أَشَدَّ نَكَالٍ وَ هُوَ لَا يَرُدُّ جَوَاباً فَاجْتَمَعَ الْخَلْقُ عَلَيْهِ وَ ازْدَحَمَ النَّاسُ إِلَيْهِ لِيَنْظُرُوا مَا يُفْعَلُ بِهِ وَ إِذَا بِنُورٍ قَدْ سَطَعَ فَتَأَمَّلَهُ الْحَاضِرُونَ وَ إِذَا بِهِ عَيْبَةُ عِلْمِ النُّبُوَّةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ مَا هَذَا الرَّهَجُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالُوا لَهُ يَا عَلِيُّ الشَّابُّ الْمَقْدِسِيُّ قَدْ سَرَقَ وَ فَسَقَ فَقَالَ ع وَ اللَّهِ مَا سَرَقَ وَ لَا فَسَقَ وَ لَا حَجَّ أَحَدٌ غَيْرُهُ قَالَ فَلَمَّا أَخْبَرُوا عُمَرَ قَامَ قَائِماً فَأَجْلَسَهُ مَكَانَهُ فَنَظَرَ إِلَى الشَّابِّ الْمَقْدِسِيِّ مُسَلْسَلًا مُطْرِقاً إِلَى الْأَرْضِ وَ الِامْرَأَةُ قَائِمَةٌ فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَا مُحِلُّ الْمُشْكِلَاتِ وَ كَاشِفُ الْكُرُبَاتِ وَيْلَكِ قُصِّي عَلَيَّ قِصَّتَكِ فَأَنَا بَابُ مَدِينَةِ عِلْمِ الرَّسُولِ ص فَقَالَتْ يَا عَلِيُّ إِنَّ هَذَا الشَّابَّ سَرَقَ مَالِي وَ قَدْ شَاهَدَهُ الْوَفْدُ فِي مَزَادَتِهِ وَ مَا كَفَاهُ ذَلِكَ حَتَّى كُنْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي قَرُبْتُ مِنْهُ فَاسْتَرَقَنِي بِقِرَاءَتِهِ وَ اسْتَنَامَنِي وَ وَثَبَ إِلَيَّ فَوَاقَعَنِي وَ مَا تَمَكَّنْتُ مِنَ الْمُدَافَعَةِ عَنْ نَفْسِي خَوْفاً مِنَ الْفَضِيحَةِ وَ قَدْ حَمَلْتُ مِنْهُ فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كَذَبْتِ يَا مَلْعُونَةُ فِيمَا ادَّعَيْتِ عَلَيْهِ يَا أَبَا حَفْصٍ اعْلَمْ أَنَّ هَذَا الشَّابَّ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ إِحْلِيلٌ وَ إِحْلِيلُهُ فِي حُقَّةٍ مِنْ عَاجٍ ثُمَّ قَالَ يَا مَقْدِسِيُّ أَيْنَ الْحُقَّةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ قَالَ يَا مَوْلَايَ مَنْ أَعْلَمَكَ عَنِ الْحُقَّةِ فَالْتَفَتَ ع إِلَى عُمَرَ وَ قَالَ يَا أَبَا حَفْصٍ قُمْ هَاتِ وَدِيعَةَ هَذَا الرَّجُلِ فَأَرْسَلَ عُمَرُ وَ أَحْضَرَ الْحُقَّةَ فَفَتَحُوهَا فَإِذَا فِيهَا خِرْقَةٌ مِنْ حَرِيرٍ وَ بِهَا إِحْلِيلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ الْإِمَامُ قُمْ يَا مَقْدِسِيُّ فَقَامَ فَقَالَ جَرِّدُوهُ مِنْ ثِيَابِهِ لِيُنْظَرَ وَ يُتَحَقَّقَ حَالُهُ مِمَّنِ اتَّهَمَهُ بِالْفِسْقِ فَجَرَّدُوهُ مِنْ ثِيَابِهِ وَ إِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ فَضَجَّ الْعَالَمُ فَقَالَ لَهُمْ اسْكُتُوا وَ اسْمَعُوا مِنِّي حُكُومَةً أَخْبَرَنِي بِهَا ابْنُ عَمِّي رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ يَا مَلْعُونَةُ لَقَدْ تَجَرَّأْتِ عَلَى اللَّهِ وَيْلَكِ أَ لَمْ تَأْتِي إِلَيْهِ وَ قُلْتِ لَهُ كَيْتَ وَ كَيْتَ فَلَمْ يُجِبْكِ/ إِلَى ذَلِكِ فَقُلْتِ لَهُ وَ اللَّهِ لَأَرْمِيَنَّكَ بِحِيلَةٍ مِنْ حِيلَ النِّسَاءِ لَا تَنْجُو مِنْهَا فَقَالَتْ بَلَى يَا عَلِيُّ كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ ع ثُمَّ إِنَّكِ اسْتَنَمْتِيهِ فَجِئْتِ بِالْكِيسِ فَتَرَكْتِيهِ فِي مَزَادِهِ أَقِرِّي فَقَالَتْ نَعَمْ يَا عَلِيُّ فَقَالَ ع اشْهَدُوا عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ لَهَا وَ هَذَا حَمْلُكِ مِنَ الرَّاعِي الَّذِي طَلَبْتِ مِنْهُ الزَّادَ قَالَ لَكِ إِنِّي لَا أَبِيعُكِ الزَّادَ

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 111

وَ لَكِنْ تُمْكِنِينِي مِنْ نَفْسِكِ وَ خُذِي حَاجَتَكِ فَفَعَلْتِ ذَلِكِ وَ أَخَذْتِ الزَّادَ وَ هُوَ كَذَا وَ كَذَا قَالَتْ صَدَقْتِ يَا عَلِيُّ وَ ضَجَّ الْعَالَمُ لَهَا فَلَمَّا خَرَجْتِ مِنَ الرَّاعِي عَرَضَ لَكِ شَيْخٌ صِفَتُهُ كَذَا وَ كَذَا فَنَادَاكِ وَ قَالَ لَكِ يَا فُلَانَةُ لَا بَأْسَ عَلَيْكِ أَنْتِ حَامِلٌ مِنَ الرَّاعِي فَصَرَخْتِ وَ قُلْتِ وَا سَوْأَتَاهْ فَقَالَ لَا تَخَافِي وَ قُولِي لِلْوَفْدِ اسْتَنَامَنِي وَ وَاقَعَنِي الْمَقْدِسِيُّ وَ قَدْ حَمَلْتُ مِنْهُ فَيُصَدِّقُوكِ لِمَا ظَهَرَ لَهُمْ مِنْ سَرِقَتِهِ فَفَعَلْتِ ذَلِكِ كَمَا قَالَ لَكَ الشَّيْخُ فَقَالَتْ كَانَ ذَلِكَ يَا عَلِيُّ فَقَالَ هُوَ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ بِهَا فَقَالَ يُحْفَرُ لَهَا فِي مَقَابِرِ الْيَهُودِ إِلَى نِصْفِهَا وَ تُرْجَمُ بِالْحِجَارَةِ فَفَعَلَ بِهَا ذَلِكَ كَمَا أَمَرَ مَوْلَانَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ أَمَّا الْمَقْدِسِيُّ فَلَمْ يَزَلْ مُلَازِمَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِلَى أَنْ قُبِضَ رض فَعِنْدَ ذَلِكَ قَامَ عُمَرُ وَ هُوَ يَقُولُ لَوْ لَا عَلِيٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ وَ لَمْ يَصْدُقْ إِلَّا فِي ذَلِكَ ثُمَّ انْصَرَفَ النَّاسُ وَ قَدْ عَجِبُوا مِنْ حُكُومَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.

وَ مِنْ فَضَائِلِهِ ع قِيلَ إِنَّهُ كَانَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَ قَدْ دَنَتِ الْفَرِيضَةُ وَ لَمْ يَجِدْ مَاءً يُسْبِغُ بِهِ الْوُضُوءَ فَرَمَقَ بِطَرْفِهِ إِلَى الْسَّمَاءِ وَ النَّاسُ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ وَ مِيْكَائِيلُ ع وَ مَعَ جَبْرَئِيلَ سَطْلٌ فِيهِ مَاءٌ وَ مَعَ مِيكَائِيلَ مِنْدِيلٌ وَ وَضَعَا السَّطْلَ و الْمِنْدِيلَ بَيْنَ يَدَيْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ وَ مَسَحَ وَجْهَهُ الْكَرِيمَ بِالْمِنْدِيلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَجَا إِلَى السَّمَاءِ وَ الْخَلْقُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا.

وَ مِنْ فَضَائِلِهِ ع مَا وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: أُعْطِيتُ ثَلَاثاً وَ عَلِيٌّ مُشَارِكِي فِيهَا وَ أُعْطِيَ عَلِيٌّ ثَلَاثَةً وَ لَمْ أُشَارِكْهُ فِيهَا فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الثَّلَاثُ الَّتِي شَارَكَكَ فِيهَا عَلِيٌّ ع فَقَالَ لِوَاءُ الْحَمْدِ لِي وَ عَلِيٌّ حَامِلُهُ وَ الْكَوْثَرُ لِي وَ عَلِيٌّ سَاقَيْهِ وَ الْجَنَّةُ لِي وَ عَلِيٌّ قَاسِمُهَا وَ أَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي أُعْطِيَتْ عَلِيّاً وَ لَمْ أُشَارِكْهُ فِيهَا فَإِنَّهُ أُعْطِيَ رَسُولَ اللَّهِ صِهْراً وَ لَمْ أُعْطَ مِثْلَهُ وَ أُعْطِيَ زَوْجَتَهُ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 112

فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ لَمْ أُعْطَ مِثْلَهَا وَ أُعْطِيَ وَلَدَيْهِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع وَ لَمْ أُعْطَ مِثْلَهُمَا.

وَ مِنْ فَضَائِلِهِ ع‏ أَنَّهُ كَانَ هُوَ وَ فَاطِمَةُ ع فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ هُمَا يَطْحَنَانِ الْجَاوَرْسَ فَقَالَ النَّبِيُّ ص أَيُّكُمَا أَعْيَا فَقَالَ عَلِيٌّ ع فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ قُومِي يَا بُنَيَّةُ فَجَلَسَ النَّبِيُّ ص فِي مَوْضِعِهَا مَعَ عَلِيٍّ ع فَوَاسَاهُ فِي الطَّحْنِ لِلْحُبِّ.

وَ مِمَّا وَرَدَ فِي كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ لِلْجُمْهُورِ مَا يُرْفَعُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مُحْذُوفَ الْأَسَانِيدِ أَنَّهُ قَالَ: لَوِ اجْتَمَعَتِ الْخَلَائِقُ عَلَى حُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى النَّارَ.

وَ مِنْ فَضَائِلِهِ ع الَّتِي خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا دُونَ غَيْرِهِ مَا رَوَاهُ مَنْ أَثِقُ إِلَيْهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رض أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِي ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ كَامِلَةً أَصُومُ وَ أَطْوِي وَ مَا أَقْتَاتُ وَ هَذَا الْيَوْمَ وَ هُوَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ فَقَالَ لِي ع اتَّبْعِني يَا عَمَّارُ فَطَلَعَ مَوْلَايَ إِلَى الصَّحْرَاءِ لَوْ أَخَذْتَ مِنْ تِلْكَ مِمَّا تَسْتَغْنِي بِهِ وَ تَتَصَدَّقُ مِنْهُ لَمَا كَانَ فِي ذَلِكَ بَأْسٌ فَقَالَ ع يَا عَمَّارُ هَذَا بِقَدْرِ كِفَايَتِنَا هَذَا الْيَوْمَ ثُمَّ غَطَّاهُ وَ رَذَمَهُ وَ انْصَرَفَ عَنْهُ ثُمَّ انْفَصَل عَنْهُ عَمَّارٌ وَ غَابَ مَلِيّاً ثُمَّ عَادَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ يَا عَمَّارُ كَأَنِّي بِكَ وَ قَدْ مَضَيْتَ إِلَى الْكَنْزِ تَطْلُبُهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ اللَّهِ إِنِّي قَصَدْتُ الْمَوْضِعَ لِآخُذَ مِنَ الْكَنْزِ شَيْئاً فَمَا وَجَدْتُ لَهُ أَثَراً فَقَالَ ع يَا عَمَّارُ لَمَّا عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ لَا رَغْبَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا أَظْهَرَهَا لَنَا وَ لَمَّا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ لَكُمْ إِلَيْهَا رَغْبَةً أَبْعَدَهَا عَنْكُمْ.

وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ ع أَنَّهُ قَالَ لِي مَثَلُ حُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي النَّاسِ مَثَلُ سُورَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي الْقُرْآنِ فَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً كَانَ لَهُ ثَوَابُ ثُلُثِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَيْنِ كَانَ لَهُ ثَوَابُ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثاً كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَ كَذَا حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَنْ أَحَبَّهُ بِلِسَانِهِ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 113

كَانَ لَهُ ثَوَابُ ثُلُثِ أُمَّتِكَ وَ مَنْ أَحَبَّهُ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ كَانَ لَهُ ثَوَابُ ثُلُثَيْ أُمَّتِكَ وَ مَنْ أَحَبَّهُ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ وَ عَمَلِهِ كَانَ ثَوَابُ أُمَّتِكَ بِأَسْرِهَا.

وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏

وَ هُوَ مَحْذُوفُ الْأَسَانِيدِ يُرْفَعُ إِلَى أَبِي بَصِيرٍ رض رَوَى أَبُو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ع عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ ع‏ أَنَّهُ قَالَ لِجَابِرٍ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً مَتَى يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهَا فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ أَيَّ الْأَزْمِنَةِ أَحْبَبْتَهُ يَا مَوْلَايَ فَخَلَا بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ يَا جَابِرُ أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي يَدِ أُمِّي فَاطِمَةَ ع وَ مَا أَخْبَرَتْكَ بِهِ أُمِّي أَنَّهُ كَانَ فِي اللَّوْحِ مَكْتُوباً قَالَ جَابِرٌ أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنِّي دَخَلْتُ عَلَى أُمِّكَ فَاطِمَةَ فِي حَالِ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص أُهَنِّئُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَيْنِ ع فَرَأَيْتُ فِي يَدِهَا لَوْحاً أَخْضَرَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ زُمُرُّدٌ وَ رَأَيْتُهُ مَكْتُوباً بِالنُّورِ الْأَبْيَضِ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتِ وَ أُمِّي يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا اللَّوْحُ قَالَتْ أَهْدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى رَسُولِهِ ص فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ أَسْمَاءُ وُلْدِي وَ ذِكْرُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي فَأَعْطَانِيهِ أَبِي لِيُبَشِّرَنِي بِذَلِكَ قَالَ فَقُلْتُ لَهَا أَرِينِيهِ يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَعْطَتْهُ إِيَّايَ وَ نَسَخْتُهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا جَابِرُ هَلْ لَكَ أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَيَّ قَالَ نَعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَمَشَيْنَا إِلَى مَنْزِلِ جَابِرٍ ره قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَأَخْرَجَ لِي صَحِيفَةً مِنْ رَقٍّ فِيهَا مَا هَذِهِ صُورَتُهُ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ إِلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ نُورِهِ وَ سَفِيرِهِ وَ حِجَابِهِ وَ دَلِيلِهِ‏ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ‏ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَظِّمْ يَا مُحَمَّدُ أَسْمَائِي وَ اشْكُرْ نَعْمَائِي وَ لَا تَجْحَدْ آلَائِي‏ أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَمَنْ رَجَا فَضْلَ غَيْرِي وَ خَافَ غَيْرَ عَذَابِي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لَا أُعَذِّبُ بِهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِي إِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً (و) كَمُلَتْ أَيَّامُهُ وَ انْقَضَتْ مُدَّتُهُ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَصِيّاً وَ إِنِّي فَضَّلْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَ فَضَّلْتُ وَصِيَّكَ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ وَ أَكْرَمْتُهُ بِشِبْلَيْكَ وَ سِبْطَيْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ خَازِنَيْ وَحْيِي وَ أَكْرَمْتُ حُسَيْناً بِالشَّهَادَةِ وَ خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 114

اسْتُشْهِدَ فِيَّ وَ أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ عِنْدِي دَرَجَةً وَ جَعَلْتُ الْكَلِمَةَ التَّامَّةَ مَعَهُ وَ الْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عِنْدَهُ وَ بِعِتْرَتِهِ أُثِيبُ وَ أُعَاقِبُ أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ زَيْنُ الْعَابِدِينَ وَ زَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتِي أَجْمَعِينَ فَهُمْ حَبْلِيَ الْمَمْدُودُ الَّذِي يخفهم رَسُولِي لِوُجُودِ الْكِتَابِ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُهُمْ وَ لَا يُفَارِقُونَهُ حَتَّى يَرِدُوا عَلَى رَسُولِي فِي الْيَوْمِ الْمَعْهُودِ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ .

وَ رَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ سَمِعَتْ أُذُنَايَ‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع عُنْوَانُ صَحِيفَةِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُبُّ عَلِيٍّ.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رض‏ أَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي بَيْتِهِ فَغَدَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ لَا يَسْبِقَهُ أَحَدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَدَخَلَ وَ إِذَا النَّبِيُّ فِي صَحْنِ دَارِهِ وَ إِذَا رَأْسُهُ الْكَرِيمُ فِي حَجْرِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ بِخَيْرٍ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ ع جَزَاكَ اللَّهُ تَعَالَى عَنَّا خَيْراً أَهْلَ الْبَيْتِ فَقَالَ لَهُ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ إِنِّي أُحِبُّكَ وَ لَكَ عِنْدِي فَرْحَةٌ أَزُفُّهَا إِلَيْكَ أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ أَنْتَ سَيِّدُ وُلْدِ بَنِي آدَمَ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَ حِزْبِهِ تَزِفُّونَ زَفّاً زَفّاً وَ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ وَالاكَ وَ خَسِرَ 1 مَنْ تَخَلَّى عَنْكَ فَمُحِبُّ مُحَمَّدٍ مُحِبُّكَ وَ مُبْغِضُكَ لَنْ تَنَالَهُ الشَّفَاعَةُ مِنْ مُحَمَّدٍ ادْنُ مِنِّي يَا صَفْوَةَ اللَّهِ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِأَخِيكَ مِنِّي قَالَ فَأَخَذَ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي حَجْرِهِ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ص وَ قَالَ مَا هَذِهِ الْهَمْهَمَةُ فَأَخْبَرَهُ بِالْحَدِيثِ فَقَالَ ص يَا عَلِيُّ لَمْ يَكُنْ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ بَلْ هُوَ جَبْرَئِيلُ سَمَّاكَ بِمَا سَمَّاكَ بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ أَمَرَ أَنْ تَكُونَ مَحَبَّتُكَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وَ بُغْضُكَ فِي قُلُوبِ الْكَافِرِينَ.

وَ عَنْ عَبَايَةَ الْأَسَدِيِ‏ قَالَ بَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ النَّاسَ عَلَى زَمْزَمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا تَقُولُ فِيمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ يَكْفُرُ وَ لَا أَتَى بِصَوْمٍ وَ لَا صَلَاةٍ وَ لَا حَجٍّ وَ لَا قِبْلَةٍ وَ لَا جِهَادٍ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَيْحَكَ سَلْ عَمَّا يَعْنِيكَ وَ دَعْ عَنْكَ مَا لَا يَعْنِيكَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ مَا جِئْتُ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 115

إِلَّا لِهَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ مِمَّنِ الرَّجُلُ قَالَ مِنَ الشَّامِ أَخْبِرْنِي بِمَا سَأَلْتُكَ عَنْهُ قَالَ وَيْحَكَ اسْمَعْ مِنِّي إِنَّ مَثَلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَمَثَلِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ إِذْ آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ فَظَنَّ أَنَّهُ اسْتَوْعَبَ الْعِلْمَ كُلَّهُ حَتَّى صَحِبَ الْخَضِرَ ع فَأَمَرَ لَهُ وَ عَلَّمَهُ وَ لَمْ يَحْسُدْهُ وَ إِنَّكُمْ حَسَدْتُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَمَّا الْغُلَامُ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ ع كَانَ قَتْلُهُ لِلَّهِ تَعَالَى رِضًا وَ لِمُوسَى سَخَطاً وَ إِنَّ عَلِيّاً قَتَلَ الْخَوَارِجَ وَ كَانَ قَتْلُهُمْ لِلَّهِ رِضًا وَ لِأَهْلِ الضَّلَالَةِ سَخَطاً اسْمَعْ مِنِّي إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَأَوْلَمَ وَلِيمَةً وَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ عَشَرَةً عَشَرَةً فَلَبِثَ عِنْدَهَا أَيَّاماً وَ لَيَالِيَ وَ تَحَوَّلَ إِلَى بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ رض فَجَاءَ عَلِيٌّ ع وَ قَامَ بِالْبَابِ فَقَالَ ص إِنَّ بِالْبَابِ رَجُلًا لَيْسَ يَنْزَقُ وَ لَا يَخْرِقُ يُحِبُّ اللَّهَ تَعَالَى وَ رَسُولَهُ قُومِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَ افْتَحِي لَهُ الْبَابَ فَقَامَتْ وَ فَتَحَتْ لَهُ الْبَابَ فَأَخَذَ بِعَضُدَيِ الْبَابِ حَتَّى لَمْ يَحُسَّا وَ عَلِمَ أَنَّهَا وَصَلَتْ لِمُخْدَرِهَا فَدَخَلَ الْإِمَامُ ع عِنْدَ ذَلِكَ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ ص وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ يَا قُرَّةَ عَيْنِي ثُمَّ قَالَ ص لَهَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ أَ مَا تَعْرِفِيهِ فَقَالَتْ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ اشْهَدِي لَهُ أَنَّهُ وَصِيِّي وَ وَلَدَيْهِ قُرَّةُ عَيْنِي وَ رَيْحَانَتَايَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ اشْهَدِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ أَنَّهُ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي وَ اشْهَدِي أَنَّ لَحْمَهُ مِنْ لَحْمِي وَ دَمَهُ مِنْ دَمِي وَ اشْهَدِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ حَوْضِي وَ أَنَّهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ أَنَّهُ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ اشْهَدِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ أَنَّهُ قَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ مِنْ بَعْدِي.

وَ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى تَمِيمٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا بِالشَّامِ قَدِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ هُوَ يُغَطِّيهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ فَقَالَ نَعَمْ قَدْ جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَى أَنْ لَا يَسْأَلَنِي أَحَدٌ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا أَجَبْتُهُ وَ أَخْبَرْتُهُ قَالَ كُنْتُ شَدِيدَ الْوَقِيعَةِ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع كَثِيرَ الذِّكْرِ لَهُ فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 116

أَنْتَ صَاحِبُ الْوَقِيعَةِ فِي عَلِيٍّ فَقُلْتُ بَلَى فَضَرَبَ وَجْهِي وَ قَدِ اسْوَدَّ فَبَقِيَ كَمَا تَرَى.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ يَرْفَعُهُ إِلَى بِشْرِ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ وَ هُوَ فِي الْخِلَافَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَعْطِنِي عُدَّتِي قَالَ وَ مَا عُدَّتُكَ فَقَالَ ثَلَاثُ حَثَوَاتٍ يَحْثُو لِي رَسُولُ اللَّهِ فَحَثَا لَهُ ثَلَاثَ حَثَوَاتٍ مِنَ التَّمْرِ الصَّيْحَانِيِّ وَ كَانَتْ رَسْماً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَأَخَذَهَا وَ عَدَّهَا فَلَمْ يَجِدْهَا مِثْلَ مَا يَعْهَدُ فَقَالَ خُذْهَا فَمَا أَنْتَ خَلِيفَتُهُ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ قَالَ أَرْشِدُوهُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ فَلَمَّا دَخَلُوا بِهِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع ابْتَدَأَ الْإِمَامُ بِمَا يُرِيدُهُ مِنْهُ وَ قَالَ لَهُ تُرِيدُ حَثَوَاتٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ يَا فَتَى فَحَثَا لَهُ ع ثَلَاثَ حَثَوَاتٍ فِي كُلِّ حَثْوَةٍ سِتُّونَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةً عَلَى الْأُخْرَى فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنَّكَ خَلِيفَةُ اللَّهِ وَ خَلِيفَةُ رَسُولِهِ حَقّاً وَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَهْلٍ لِمَا جَلَسُوا فِيهِ فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ حَيْثُ قَالَ فِي لَيْلَةِ الْهِجْرَةِ وَ نَحْنُ خَارِجُونَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ كَفِّي وَ كَفُّ عَلِيٍّ فِي الْعَدَدِ سَوَاءٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ كَثُرَ الْقِيلُ وَ الْقَالُ فَخَرَجَ عُمَرُ فَسَكَّتَهُمْ.

وَ بِالْإِسْنَادِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى خَلْقاً لَا هُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ لَا مِنَ الْإِنْسِ يَلْعَنُونَ مُبْغِضِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الْقَنَابِرُ يُنَادُونَ فِي الشَّجَرِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى أَعْدَاءِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.

صفحه بعد