کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

المجتنى من الدعاء المجتبى


صفحه قبل

المجتنى من الدعاء المجتبى، النص، ص: 1

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ يقول مولانا السعيد المرحوم شرف آل الرسول النقيب الطاهر المعظم أوحد الدهر و فريد العصر الزاهد العابد ذو الفضائل الجمة و المآثر الجميلة رضي الدين ركن الإسلام و المسلمين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي قدس الله روحه و أسكن الرحمة رخامه و ضريحه أحمد الله جل جلاله بحسب ما يهديني إليه و يقويني عليه و أشهد أن لا إله إلا الله شهادة تقربني إليه و تؤمنني في الدنيا و عند القدوم عليه و أشهد أن محمدا جدي عبده و رسوله و أعز الخلائق عليه و أنه أحق بما أسنده إليه في تعيينه لمن يقوم مقامه فيه و يحفظه و يؤديه و بعد فإني وجدت دعوات لطيفة و مهمات شريفة و قد سميتها بالمجتنى من الدعاء المجتبى و جعلت أولها ما نقلته من الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم و الأحزان و قمع الغموم و الأشجان تأليف أحمد بن داود النعماني‏

قَالَ: وَ شَكَا رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ص جَاراً يُؤْذِيهِ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ ع‏

المجتنى من الدعاء المجتبى، النص، ص: 2

إِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْ يَا شَدِيدَ الْمِحَالِ يَا عَزِيزُ أَذْلَلْتَ [ذَلَّلْتَ‏] بِعِزَّتِكَ جَمِيعَ خَلْقِكَ [مَنْ خَلَقْتَ‏] اكْفِنِي شَرَّ فُلَانٍ بِمَا شِئْتَ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ سَمِعَ الصُّرَاخَ [الصِّيَاحَ‏] وَ قِيلَ فُلَانٌ مَاتَ اللَّيْلَةَ.

مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ وَ الْمُهِمَّاتِ الْمَذْكُورَةِ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ‏ دَعَا النَّبِيُّ ص عَلَى الْأَحْزَابِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَ يَوْمَ الثُّلَثَاءِ وَ اسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَ الْعَصْرِ فَعُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ قَالَ جَابِرٌ فَمَا نَزَلَ بِي أَمْرٌ غَائِظٌ وَ تَوَجَّهْتُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ إِلَّا عَرَفْتُ الْإِجَابَةَ.

وَ مِنْهُ قَالَ النَّبِيُّ ص‏ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيَطْلُبْهَا فِي الْعِشَاءِ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ مِنَ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ يَعْنِي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ.

وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ قَالَ: وَ كَانَ النَّبِيُّ ص إِذَا أَهَمَّهُ أَمْرٌ أَوْ كَرَبَهُ أَوْ بَلَغَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَأْسٌ قُبِضَ يَدُهُ ثُمَّ قَالَ تضايقي تنفرجي [تنفرجي‏] ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَ رَفَعَ يَدَهُ فَقَالَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَ‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ اللَّهُمَّ كُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَإِنَّكَ‏ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلًا فَوَ اللَّهِ مَا يَبْسُطُهَا حَتَّى يَأْتِيَهُ الْفَرَجُ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى‏ فَمَا يَخْفِضُ يَدَيْهِ الْمُبَارَكَتَيْنِ حَتَّى يَنْزِلَ اللَّهُ تَعَالَى النَّصْرَ.

وَ مِنْهُ‏ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ سُلْطَانٍ وَ غَيْرِهِ فَقُلْ‏ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‏ فَإِنَّكَ لَا تَرَى فِي وَجْهَهُ قَتَراً وَ لَا ذِلَّةً.

وَ مِنْهُ‏ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى سُلْطَانٍ تَخَافُهُ فَقُلْ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي اللَّهُ رَبِّي اللَّهُ رَبِّي وَ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً تَقُولُهُ مِرَاراً فَإِنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ.

وَ مِنْهُ‏ لِلسُّلْطَانِ تَقُولُ فِي وَجْهِهِ إِذَا رَآكَ مِمَّا قَدْ جُرِّبَ أَطْفَأْتُ غَضَبَكَ يَا فُلَانُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.

وَ مِنْهُ‏ قَالَ تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ أَكْرَهَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ عَلَى الْعَمَلِ فَهَرَبْتُ فَلَمَّا رَجَعْتُ حَبَسَنِي حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي رَأْسِي شَعْرَةٌ سَوْدَاءُ فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي عَلَيْهِ‏

المجتنى من الدعاء المجتبى، النص، ص: 3

ثِيَابٌ بَيَاضٌ فَقَالَ يَا تَوْبَةُ قَدْ أَطَالُوا حَبْسَكَ قُلْتُ أَجَلْ قَالَ قُلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِيَةَ وَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ثَلَاثاً وَ هُوَ مِنَ الدُّعَاءِ الْمُسْتَجَابِ الَّذِي لَا يُشَكُّ فِيهِ يُدْعَى بِهِ فِي الشَّدَائِدِ وَ الْحُبُوسِ وَ يَقْتَرِنُ الْفَرَجُ بِهِ قَالَ فَلَمَّا اسْتَيْقَظْتُ فَكَتَبْتُ مَا قَالَ ثُمَّ تَوَضَّأْتُ وَ صَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ جَعَلْتُ أَدْعُو حَتَّى صَلَّيْتُ صَلَاةَ الصُّبْحِ فَجَاءَ حَرَسِي فَقَالَ أَيْنَ تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ فَحَمَلَنِي فِي قُيُودِي وَ أَدْخَلَنِي عَلَيْهِ وَ أَنَا أَتَكَلَّمُ بِهِنَّ فَلَمَّا رَآنِي أَمَرَ بِإِطْلَاقِي قَالَ تَوْبَةُ فَعَلَّمْتُهُ [فعلمتهن‏] رَجُلًا فِي السِّجْنِ فَقَالَ لَمْ أُدْعَ إِلَى عَذَابٍ قَطُّ فَقُلْتُهُنَّ إِلَّا خُلِّيَ عَنِّي فَجِي‏ءَ بِي يَوْماً إِلَى الْعَذَابِ فَجَعَلْتُ أَتَذَكَّرُهُنَّ فَلَا أَذْكُرُهُنَّ حَتَّى جُلِدْتُ مِائَةَ سَوْطٍ فَذَكَرْتُهُنَّ حِينَئِذٍ وَ دَعَوْتُهُنَّ [فَدَعَوْتُ بِهِنَ‏] فَخُلِّيَ عَنِّي.

وَ مِنْهُ‏ لِلْعَدُوِّ تَقُولُهُ فِي وَجْهِهِ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى ضَرِّكَ‏ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ .

وَ مِنْهُ‏ لِلسُّلْطَانِ إِذَا خِفْتَهُ‏ وَ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏ فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ.

وَ مِنْهُ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ص‏ مَنْ ظُلِمَ وَ أَقَامَ ظَالِمُهُ عَلَى ظُلْمِهِ لَا يَرْجِعُ عَنْهُ فَلْيَفُضَّ الْمَاءَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ يُسْبِغُ الْوُضُوءَ وَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ظَلَمَنِي وَ اعْتَدَى عَلَيَّ وَ نَصَبَ لِي وَ أَمَضَّنِي وَ أَرْمَضَنِي وَ أَذَلَّنِي وَ أَخْلَقَنِي اللَّهُمَّ فَكِلْهُ إِلَى نَفْسِهِ وَ هُدَّ رُكْنَهُ وَ عَجِّلْ جَائِحَتَهُ وَ اسْلُبْهُ نِعْمَتَكَ عِنْدَهُ وَ اقْطَعْ رِزْقَهُ وَ أَبْتِرْ عُمُرَهُ وَ امْحُ أَثَرَهُ وَ سَلِّطْ عَلَيْهِ عَدُوَّهُ وَ خُذْهُ مِنْ مَأْمَنِهِ كَمَا ظَلَمَنِي وَ اعْتَدَى عَلَيَّ وَ نَصَبَ لِي وَ أَمَضَّ وَ أَرْمَضَ وَ أَذَلَّ وَ أَخْلَقَ فَإِنَّهُ لَا يُمْهَلُ.

وَ مِنْهُ وَ رُوِيَ‏ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ رَجُلٍ ظُلَامَةٌ فَقَالَ وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْقِبْلَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فَأَعِدْنِي فَإِنَّكَ‏ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَعْدَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ مِنْهُ‏ مِنْ دُعَاءِ يَعْقُوبَ وَ يُوسُفَ عَلَّمَهُ جَبْرَئِيلُ وَ هُوَ

المجتنى من الدعاء المجتبى، النص، ص: 4

فِي الْجُبِّ اللَّهُمَّ يَا لَطِيفاً فَوْقَ كُلِّ لَطِيفٍ الْطُفْ بِي فِي جَمِيعِ أَحْوَالِي كَمَا أُحِبُّ وَ أَرْضَى فِي دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي.

وَ مِنْهُ‏ رَأَى رَجُلٌ النَّبِيَّ فَسَأَلَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ دُعَاءَ الْفَرَجِ فَقَالَ قُلْ يَا مَنْ لَا يُسْتَحْيَا مِنْ مَسْأَلَتِهِ وَ لَا يُرْتَجَى الْعَفْوُ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِ أَشْكُو إِلَيْكَ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ وَ أَسْأَلُكَ مَا لَا يَعْظُمُ عَلَيْكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ادْعُ بِمَا شِئْتَ يُنْجِحُ اللَّهُ طَلِبَتَكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَحْدِي فَقَالَ لَكَ وَ لِكُلِّ مَنْ دَعَا بِهَا.

وَ مِنْهُ وَ رُوِيَ‏ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيَصُمِ الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِيسَ وَ الْجُمُعَةَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ تَطَهَّرَ وَ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ بِالرَّغِيفِ إِلَى مَا دُونَ ذَلِكَ وَ أَكْثَرَ أَوْ أَقَلَّ فَإِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ ... الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ‏ الَّذِي‏ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ‏ الَّذِي‏ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ‏ الَّذِي مَلَأَتْ عَظَمَتُهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَ خَشَعَتْ لَهُ الْأَبْصَارُ وَ وَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ خَشْيَتِهِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَقْضِيَ حَاجَتِي فِي كَذَا وَ كَذَا وَ كَانَ يَقُولُ لَا تُعَلِّمُوهَا سُفَهَاءَكُمْ فَيَدْعُو بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ وَ يُقَالُ لَا يَدْعُو بِهَا عَلَى مَأْثَمٍ وَ لَا قَطِيعَةِ رَحِمٍ.

وَ مِنْهُ رُوِيَ‏ أَنَّ مَنْ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ اسْتَجَابَ لَهُ مَا سُئِلَ مِنْ كَشْفِ كَرْبٍ وَ غَيْرِ ذَلِكَ يَا وَدُودُ يَا وَدُودُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ يَا فَعَّالًا لِمَا يُرِيدُ أَسْأَلُكَ بِعِزِّكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ مُلْكِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ نُورُكَ الَّذِي مَلَأَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَكْفِيَنِي كَذَا وَ كَذَا يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي يَا مُغِيثُ أَغِثْنِي.

وَ مِنْهُ‏ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَحْجُبَ اللَّهُ عَنْكَ بَصَرَ مَنْ تَخَافُهُ وَ تَتَّقِي جَانِبَهُ فَقُلْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسَى‏

المجتنى من الدعاء المجتبى، النص، ص: 5

عَلَى الْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ‏ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً أَنْ تَطْمِسَ عَنِّي بَصَرَ مَنْ أَخْشَاهُ وَ تُمْسِكَ لِسَانَهُ وَ تَخْتِمَ عَلَى قَلْبِهِ وَ تَحْبِسَ يَدَهُ وَ تُقْعِدَهُ مِنْ رِجْلِهِ‏ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

دُعَاءٌ ذَكَرَ صَاحِبُ التَّأْرِيخِ أَنَّهُ دَعَا بِهِ الْمُسْلِمُونَ فَجَازُوا بِهِ فِي بَحْرٍ كَانَ يَتَعَذَّرُ جَوَازُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا كَرِيمُ يَا حَلِيمُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا حَيُّ يَا مُحْيِي الْمَوْتَى يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا رَبَّنَا.

دُعَاءٌ آخَرُ ذَكَرَ صَاحِبُ التَّأْرِيخِ أَنَّ رَاهِباً سَمِعَ الْمَلَائِكَةَ تَدْعُو بِهِ لِلْمُسْلِمِينَ فَأَسْلَمَ وَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحَارِبُونَ فِي الْبَحْرِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ وَ الْبَدِيعُ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَكَ شَيْ‏ءٌ وَ الدَّائِمُ غَيْرُ الْغَافِلِ وَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَ خَالِقُ مَا يُرَى وَ مَا لَا يُرَى وَ كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ فِي شَأْنٍ وَ عَلِمْتَ اللَّهُمَّ كُلَّ شَيْ‏ءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ.

وَ مِنْ كِتَابِ بَعْضِ سِيَرِ الْأَئِمَّةِ ع بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِي قَدْ آذَاهُ رَجُلٌ جُنْدِيٌّ مِنْ أَصْحَابِ إِسْحَاقَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ بِدُعَاءِ الاسْتِيصَالِ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ غُمَّهُ بِالشَّرِّ غَمّاً وَ لُمَّهُ بِالشَّرِّ لَمّاً وَ طُمَّهُ بِالشَّرِّ طَمّاً وَ قُمَّهُ بِالشَّرِّ قَمّاً وَ أَطْرِقْهُ بِلَيْلَةٍ لَا أُخْتَ بِهَا وَ سَاعَةٍ لَا مَنْجَى لَهُ مِنْهَا قَالَ فَغَضِبَ عَلَى الْجُنْدِيِّ بَعْدَ أَيَّامٍ إِسْحَاقُ بْنُ عِمْرَانَ فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ عُنُقُهُ فَقُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِي هَذَا الْجُنْدِيُّ الَّذِي دَعَوْتَ عَلَيْهِ قُتِلَ فَقَالَ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ .

وَ وَجَدْتُ فِي هَذَا الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ لَفْظَ دُعَاءِ مَوْلَانَا الصَّادِقِ ع عَلَى دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ الَّذِي هَلَكَ بِدُعَائِهِ لَفْظاً فِيهِ فِي حَالِ سُجُودِهِ وَ هُوَ يَا ذَا الْقُوَّةِ الْقَوِيَّةِ وَ الْقَدَمِ الْأَزَلِيَّةِ وَ يَا ذَا الْمِحَالِ الشَّدِيدِ وَ النَّصْرِ الْعَتِيدِ وَ يَا ذَا الْعِزَّةِ الَّتِي كُلُّ خَلْقٍ لَهَا ذَلِيلٌ خُذْ دَاوُدَ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ وَ افْجَأْهُ مُفَاجَاةَ مَلِيكٍ مُنْتَصِرٍ فَإِذَا بِالصِّيَاحِ قَدْ عَلَا فِي دَارِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ وَ إِذَا بِهِ قَدْ مَاتَ.

صفحه بعد