کتابخانه روایات شیعه
(الآيات التي تنزه فعله تعالى عن شبه أفعال العباد)
الثالث الآيات الدالة على أن أفعال الله تعالى منزهة عن أن تكون مثل أفعال المخلوقين في التفاوت و الاختلاف و الظلم
قال الله تعالى ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ 180 الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ 181 و الكفر و الظلم ليس بحسن و قال تعالى وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ 182 و الكفر ليس بحق و قد قال تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ 183 وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ 184 وَ ما ظَلَمْناهُمْ 185 لا ظُلْمَ الْيَوْمَ 186 وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا 187 .
(الآيات التي توبخ العباد على كفرهم و عصيانهم)
الرابع الآيات الدالة على ذم العباد على الكفر و المعاصي
كقوله تعالى كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ 188 و الإنكار و التوبيخ مع العجز عنه محال. و من مذهبهم أن الله خلق الكفر في الكافر و أراده منه و هو لا يقدر على غيره 189 فكيف يوبخه عليه و قال وَ ما مَنَعَ
النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى 190 و هو إنكار بلفظ الاستفهام و من المعلوم أن رجلا لو حبس آخر في بيت بحيث لا يمكنه الخروج عنه ثم يقول ما منعك من التصرف في حوائجي قبح منه ذلك و كذا قوله تعالى وَ ما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا 191 ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ 192 و قوله تعالى ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا 193 فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ 194 فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ 195 عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ 196 لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ 197 و كيف يجوز أن يقول لم تفعل مع أنه ما فعله و قوله تعالى لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ 198 لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ 199 . قال الصاحب بن عباد كيف يأمر بالإيمان و لم يرده و ينهى عن المنكر و قد أراده و يعاقب على الباطل و قدره و كيف يصرفه عن الإيمان و يقول فَأَنَّى تُصْرَفُونَ 200 و يخلق فيهم الكفر ثم يقول كَيْفَ تَكْفُرُونَ 201 و يخلق فيهم لبس الباطل ثم يقول لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ 202 و صدهم عن سواء السبيل ثم يقول لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ 203 و حال بينهم و بين الإيمان ثم قال وَ ما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ 204 و ذهب بهم عن الرشد ثم قال فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ 205 و أضلهم عن الدين حتى أعرضوا ثم قال فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ 206 .
(الآيات الدالة على التخيير في الأفعال التكليفية)
الخامس الآيات التي ذكر الله تعالى فيها تخيير العباد في أفعالهم و تعلقها بمشيئتهم
قال تعالى فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ 207 اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ 208 فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ 209 لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ 210 فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ 211 فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا 212 فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً 213 . و قد أنكر الله تعالى على من نفى المشيئة عن نفسه و أضافها إلى الله تعالى بقوله سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا 214 وَ قالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ 215 .
(الآيات التي فيها أمر العباد بالأفعال)
السادس الآيات التي فيها أمر العباد بالأفعال و المسارعة إليها قبل فواتها
كقوله تعالى وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ 216 أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ 217 اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ 218 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ 219 220 فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ 221 وَ اتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ 222 وَ أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ . 223
فكيف يصح الأمر بالطاعة و للمسارعة إليها مع كون المأمور ممنوعا عاجزا عن الإتيان به و كما يستحيل أن يقال فيها للمقعد الزمن قم و لمن يرمى من شاهق جبل احفظ نفسك فكذا هاهنا.
(الآيات التي حث الله تعالى فيها على الاستعانة به)
السابع الآيات التي حث الله تعالى فيها على الاستعانة به
كقوله تعالى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 224 فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ 225 اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ 226 . فإذا كان الله تعالى خلق الكفر و المعاصي كيف يستعان و يستعاذ به. و أيضا يلزم بطلان الألطاف و الدواعي لأنه تعالى إذا كان هو الخالق لأفعال العباد فأي نفع يحصل للعبد من اللطف الذي يفعله الله تعالى. و لكن الألطاف حاصلة كقوله تعالى أَ وَ لا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ 227 وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً 228 وَ لَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ 229 فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ 230 إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ 231 .
(الآيات الدالة على اعتراف الأنبياء بأعمالهم)
الثامن الآيات الدالة على اعتراف الأنبياء بذنوبهم 232 و إضافتها إلى أنفسهم
كقوله تعالى حكاية عن آدم ع رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا 233 و عن يونس ع سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 234 و عن موسى ع رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي 235 و قال يعقوب لأولاده بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً 236 و قال يوسف ع مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَ بَيْنَ إِخْوَتِي 237 و قال نوح ع رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ 238 . فهذه الآيات تدل على اعتراف الأنبياء بكونهم فاعلين لأفعالهم.
(الآيات الدالة على اعتراف الكفار و العصاة)
التاسع الآيات الدالة على اعتراف الكفار و العصاة
بأن كفرهم و معاصيهم كانت منهم كقوله تعالى وَ لَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ 239 إلى قوله أَ نَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ و قوله تعالى ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ 240 كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ 241 إلى قوله تعالى فَكَذَّبْنا و قوله تعالى أُولئِكَ يَنالُهُمْ
نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ 242 فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ 243 .
(الآيات الدالة على تحسر الكفار في الآخرة)
العاشر الآيات التي ذكر الله تعالى فيها ما يحصل منهم من التحسر في الآخرة على الكفر و طلب الرجعة
قال تعالى وَ هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ 244 قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً 245 وَ لَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً 246 أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 247 . فهذه الآيات و أمثالها من نصوص الكتاب العزيز الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ 248 فما عذر فضلائهم و هل يمكنهم الجواب عن هذا السؤال كيف تركتم هذه النصوص و نبذتموها وراءكم ظهريا 249 إلا بأنا طلبنا الحياة الدنيا و آثرناها على الآخرة و ما عذر عوامهم في الانقياد إلى فتوى علمائهم و اتباعهم في عقائدهم و هل يمكنهم الجواب عند السؤال كيف تركتم هذه الآيات و قد جاءكم بها نذير و عمرناكم ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ 250 إلا بأنا قلدنا آباءنا و علماءنا من غير فحص و بحث
و لا نظر مع كثرة الخلاف و بلوغ الحجة إلينا 251 فهل يقبل عذر هذين القبيلين و هل يسمع كلام الفريقين.
مخالفة الجبرية للحكم الضروري
و منها مخالفة الحكم الضروري الحاصل لكل أحد عند ما يطلب من غيره أن يفعل فعلا فإنه يعلم بالضرورة أن ذلك الفعل يصدر عنه و لهذا يتلطف في استدعاء الفعل منه بكل لطيفة و يعظه و يزجره عن تركه و يحتال عليه بكل حيلة و يعده و يتوعده على تركه و ينهاه عن فعل ما يكرهه و يعنفه على فعله و يتعجب من فعله ذلك و يستطرفه و يتعجب العقلاء من فعله و هذا كله دليل على فعله. و يعلم بالضرورة الفرق 252 بين أمره بالقيام و بين أمره بإيجاد السماوات و الكواكب و لو لا أن العلم الضروري حاصل بكوننا موجدين لأفعالنا لما صح ذلك.
مخالفة الجبرية لإجماع الأنبياء