کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة

[مقدمة الناشر] [مقدمة المحقق‏] موضوع الكتاب: هذا الكتاب: حياة المؤلّف: وصف النسخ: عملي في التحقيق: مقدمة المؤلف‏ سورة الفاتحة سورة البقرة و ما فيها من الآيات البينات في الأئمة الهداة سورة آل عمران و ما فيها من الآيات البينات في الأئمة الهداة سورة النساء و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المائدة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة ع‏ سورة الأنعام و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأعراف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأنفال و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة براءة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة يونس و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة هود و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة ع‏ سورة يوسف و فيها آية واحدة سورة الرعد و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة إبراهيم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحجر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النحل و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة سبحان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الكهف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة مريم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة طه و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأنبياء و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحج و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المؤمنون و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النور و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الفرقان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الشعراء و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النمل و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة القصص و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة العنكبوت و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الروم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة لقمان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة السجدة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأحزاب و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة سبإ و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الملائكة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة يس و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الصافات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة ص و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الزمر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المؤمن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة السجدة [فصلت‏] و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة حم عسق [الشورى‏] و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الزخرف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الدخان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الجاثية و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأحقاف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة محمد ص و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الفتح و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحجرات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة ق و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الذاريات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الطور و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النجم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة القمر فيها آية واحدة سورة الرحمن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الواقعة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحديد و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المجادلة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحشر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الممتحنة و فيها آيتان‏ سورة الصف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الجمعة و فيها آيات‏ سورة المنافقون‏ سورة التغابن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة التحريم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الملك و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة ن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحاقة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المعارج و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة نوح و فيها آية واحدة سورة الجن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المزمل و فيها آيتان‏ سورة المدثر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة القيامة و فيها آيتان‏ سورة الإنسان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المرسلات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النبإ و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النازعات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة عبس و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة كورت و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الإنفطار و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المطففين و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الإنشقاق و فيها آية واحدة سورة البروج و فيها آيتان‏ سورة الأعلى و فيها آية واحدة سورة الغاشية و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الفجر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة البلد و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الشمس و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الليل و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الضحى‏ سورة أ لم نشرح‏ سورة التين‏ سورة القدر و ما ورد في تأويلها من فضائل أهل البيت ع‏ سورة لم يكن‏ سورة الزلزلة سورة العاديات‏ سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الدين‏ سورة الكوثر سورة الإخلاص‏ الفهرس‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة


صفحه قبل

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 25

سورة الفاتحة

قال الله السميع العليم‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ .

فَضْلُهَا

جَاءَ فِي تَفْسِيرِ الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ السَّلَامُ قَالَ: أَلَا فَمَنْ قَرَأَهَا مُعْتَقِداً لِمُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ مُنْقَاداً لِأَمْرِهِمْ مُؤْمِناً بِظَاهِرِهِمْ وَ بَاطِنِهِمْ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا حَسَنَةً كُلُّ حَسَنَةٍ مِنْهَا أَفْضَلُ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ أَمْوَالِهَا وَ خَيْرَاتِهَا وَ مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى قَوْلِ قَارِئٍ يَقْرَأُهَا كَانَ لَهُ قَدْرُ ثُلُثِ مَا لِلْقَارِئِ فَلْيَسْتَكْثِرْ أَحَدُكُمْ مِنْ هَذَا الْخَيْرِ الْمُعْرَضِ لَكُمْ فَإِنَّهُ غَنِيمَةٌ فَلَا يَذْهَبَنَّ أَوَانُهُ فَتَبْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الْحَسْرَةُ.

و أما تأويلها

رَوَى أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ ع‏ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فَقَالَ الْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ وَ السِّينُ سَنَاءُ اللَّهِ وَ الْمِيمُ مُلْكُ اللَّهِ قَالَ السَّائِلُ فَقُلْتُ اللَّهُ فَقَالَ الْأَلْفُ آلَاءُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ النِّعَمُ بِوَلَايَتِنَا 40 وَ اللَّامُ إِلْزَامُ خَلْقِهِ بِوَلَايَتِنَا قَالَ قُلْتُ فَالْهَاءُ قَالَ هَوَانٌ لِمَنْ خَالَفَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ص قَالَ قُلْتُ الرَّحْمَنُ قَالَ بِجَمِيعِ الْعَالَمِ قَالَ قُلْتُ الرَّحِيمُ قَالَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ هُمْ شِيعَةُ

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 26

آلِ مُحَمَّدٍ ص خَاصَّةً 41 .

وَ ذَكَرَ فِي تَفْسِيرِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع قَالَ: وَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ الرَّحْمنِ‏ أَنَّ الرَّحْمَنَ مُشْتَقٌّ مِنَ الرَّحْمَةِ.

وَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا الرَّحْمَنُ وَ هِيَ مِنَ الرَّحِمِ شَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنْ اسْمِي مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَ مَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ‏ 42 ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّ الرَّحِمَ الَّتِي اشْتَقَّهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ اسْمِهِ بِقَوْلِهِ أَنَا الرَّحْمَنُ هِيَ الرَّحِمُ رَحِمُ مُحَمَّدٍ ص وَ إِنَّ مِنْ إِعْظَامِ اللَّهِ إِعْظَامَ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ مِنْ إِعْظَامِ مُحَمَّدٍ إِعْظَامَ رَحِمِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مِنْ شِيعَتِنَا هُوَ مِنْ رَحِمِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ إِعْظَامَهُمْ مِنْ إِعْظَامِ مُحَمَّدٍ فَالْوَيْلُ لِمَنِ اسْتَخَفَّ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ حُرْمَةِ رَحِمِ مُحَمَّدٍ ص وَ طُوبَى لِمَنْ عَظَّمَ حُرْمَتَهُ وَ أَكْرَمَ رَحِمَهُ وَ وَصَلَهَا وَ قَالَ الْإِمَامُ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ‏ الرَّحِيمُ‏ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مِنْ رَحْمَتِهِ أَنَّهُ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ وَ جَعَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً فِي الْخَلْقِ كُلِّهِمْ فَبِهَا يَتَرَاحَمُ النَّاسُ وَ تَرْحَمُ الْوَالِدَةُ وَلَدَهَا وَ تَحْنُو الْأُمَّهَاتُ‏ 43 مِنَ الْحَيَوَانِ عَلَى أَوْلَادِهَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَضَافَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ الْوَاحِدَةَ إِلَى تِسْعٍ وَ تِسْعِينَ رَحْمَةً فَيَرْحَمُ بِهَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ص ثُمَّ يُشَفِّعُهُمْ فِيمَنْ يُحِبُّونَ لَهُ الشَّفَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَّةِ حَتَّى إِنَّ الْوَاحِدَ لَيَجِي‏ءُ إِلَى مُؤْمِنٍ مِنَ الشِّيعَةِ فَيَقُولُ لَهُ اشْفَعْ لِي فَيَقُولُ لَهُ وَ أَيُّ حَقٍّ لَكَ عَلَيَّ فَيَقُولُ سَقَيْتُكَ يَوْماً مَاءً فَيَذْكُرُ ذَلِكَ فَيَشْفَعُ لَهُ فَيُشَفَّعُ فِيهِ وَ يَجِي‏ءُ آخَرُ فَيَقُولُ إِنَّ لِي عَلَيْكَ حَقّاً فَيَقُولُ وَ مَا حَقُّكَ‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 27

فَيَقُولُ اسْتَظْلَيْتَ‏ 44 بِظِلِّ جِدَارِي سَاعَةً فِي يَوْمٍ حَارٍّ فَيَشْفَعُ لَهُ فَيُشَفَّعُ فِيهِ فَلَا يَزَالُ يَشْفَعُ حَتَّى يُشَفَّعَ فِي جِيرَانِهِ وَ خُلَطَائِهِ وَ مَعَارِفِهِ وَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِمَّا يَظُنُّونَ‏ 45 .

و قال الله تعالى‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏

قَالَ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ الْعَسْكَرِيُّ ع‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الرِّضَا ع فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ مَا تَفْسِيرُهُ فَقَالَ لَقَدْ 46 حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع أَنَّ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ مَا تَفْسِيرُهُ فَقَالَ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ هُوَ أَنَّ اللَّهَ عَرَّفَ عِبَادَهُ بَعْضَ نِعَمِهِ عَلَيْهِمْ جُمَلًا إِذْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى مَعْرِفَةِ جَمِيعِهَا بِالتَّفْصِيلِ لِأَنَّهَا أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى أَوْ تُعْرَفَ فَقَالَ لَهُمْ قُولُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا وَ ذَكَّرَنَا بِهِ مِنْ خَيْرٍ فِي كُتُبِ الْأَوَّلِينَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَكُونَ فَفِي هَذَا إِيجَابٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لِمَا فَضَّلَهُ وَ فَضَّلَهُمْ بِهِ وَ عَلَى شِيعَتِهِمْ أَنْ يَشْكُرُوهُ بِمَا فَضَّلَهُمْ بِهِ عَلَى غَيْرِهِمْ.

و قال تعالى‏ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ .

تأويله ف الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ مَرَّ بَيَانُهُ و مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏

قَالَ الْإِمَامُ ع قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ يَوْمُ الدِّينِ‏ هُوَ يَوْمُ الْحِسَابِ سَمِعْتُ‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 28

رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْيَسِ الْكَيِّسِينَ وَ أَحْمَقِ الْحَمْقَى قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَكْيَسُ الْكَيِّسِينَ مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ وَ عَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَ إِنَّ أَحْمَقَ الْحَمْقَى مَنِ اتَّبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى الْأَمَانِيَّ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ يُحَاسِبُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ فَقَالَ إِذَا أَصْبَحَ ثُمَّ أَمْسَى رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ فَقَالَ يَا نَفْسُ إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَضَى عَلَيْكِ لَا يَعُودُ إِلَيْكِ أَبَداً وَ اللَّهُ تَعَالَى يَسْأَلُكِ عَنْهُ فَمَا الَّذِي أَفْنَيْتِهِ وَ مَا الَّذِي عَمِلْتِ فِيهِ أَ ذَكَرْتِ اللَّهَ أَ حَمِدْتِهِ أَ قَضَيْتِ حَقَّ أَخٍ مُؤْمِنٍ أَ نَفَّسْتِ عَنْهُ كَرْبَهُ أَ حَفِظْتِهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ فِي أَهْلِهِ وَ وَلَدِهِ أَ حَفِظْتِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي مُخَلَّفِيهِ أَ كَفَفْتِ عَنْ غِيبَةِ أَخٍ مُؤْمِنٍ بِفَضْلِ جَاهِكِ وَ أَ أَعَنْتِ مُسْلِماً مَا الَّذِي صَنَعْتِ فِيهِ فَيَذْكُرُ مَا كَانَ مِنْهُ فَإِنْ‏ 47 ذَكَرَ أَنَّهُ جَرَى مِنْهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَ شَكَرَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَ إِنْ ذَكَرَ مَعْصِيَةً أَوْ تَقْصِيراً اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى وَ عَزَمَ عَلَى تَرْكِ مُعَاوَدَتِهِ وَ مَحَا ذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ بِتَجْدِيدِ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ وَ عَرَضَ بَيْعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع عَلَى نَفْسِهِ وَ قَبُولَهُ لَهَا وَ إِعَادَةَ لَعْنِ أَعْدَائِهِ وَ شَانِئِيهِ وَ دَافِعِيهِ عَنْ حُقُوقِهِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَسْتُ أُنَاقِشُكَ فِي شَيْ‏ءٍ مِنَ الذُّنُوبِ مَعَ مُوَالاتِكَ أَوْلِيَائِي وَ مُعَادَاتِكَ أَعْدَائِي.

و قال تعالى‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏

قَالَ الْإِمَامُ ع‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قُولُوا يَا أَيُّهَا الْخَلْقُ الْمُنْعَمُ عَلَيْهِمْ‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ أَيُّهَا الْمُنْعِمُ عَلَيْنَا وَ نُطِيعُكَ مُخْلِصِينَ مَعَ التَّذَلُّلِ وَ الْخُضُوعِ بِلَا رِيَاءٍ وَ لَا سُمْعَةٍ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ وَ مِنْكَ نَسْأَلُ الْمَعُونَةَ عَلَى طَاعَتِكَ لِنُؤَدِّيَهَا كَمَا أَمَرْتَ وَ نَتَّقِي مِنْ دُنْيَانَا مَا عَنْهُ نَهَيْتَ وَ نَعْتَصِمُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَ مِنْ سَائِرِ مَرَدَةِ الْإِنْسِ الْمُضِلِّينَ وَ الْمُوذِينَ‏ئ الظَّالِمِينَ بِعِصْمَتِكَ.

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 29

وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏

قَالَ الْإِمَامُ ع قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ ع‏ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ يَقُولُ أَرْشِدْنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وَ أَرْشِدْنَا لِلُزُومِ الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّي إِلَى مَحَبَّتِكَ وَ الْمُبَلِّغِ إِلَى جَنَّتِكَ وَ الْمَانِعِ لَنَا مِنْ أَنْ نَتَّبِعَ أَهْوَاءَنَا فَنَعْطَبَ‏ 48 أَوْ نَأْخُذَ بِآرَائِنَا فَنَهْلِكَ.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ جَبْرَئِيلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ.

وَ مِنْهُ‏ يَا عِبَادِي اعْمَلُوا أَفْضَلَ الطَّاعَاتِ وَ أَعْظَمَهَا لِأُسَامِحَكُمْ‏ 49 وَ إِنْ قَصُرْتُمْ فِيمَا سِوَاهَا وَ اتْرُكُوا أَعْظَمَ الْمَعَاصِي وَ أَقْبَحَهَا لِئَلَّا أُنَاقِشَكُمْ‏ 50 فِي رُكُوبِ مَا عَدَاهَا فَإِنَّ أَعْظَمَ الطَّاعَاتِ تَوْحِيدِي وَ تَصْدِيقُ نَبِيِّي وَ التَّسْلِيمُ لِمَنْ نَصَبْتُهُ بَعْدَهُ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةُ الطَّاهِرُونَ مِنْ نَسْلِهِ وَ إِنَّ أَعْظَمَ الْمَعَاصِي عِنْدِي الْكُفْرُ بِي وَ بِنَبِيِّي وَ مُنَابَذَةُ وَلِيِّ مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَوْلِيَائِهِ مِنْ بَعْدِهِ فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَكُونُوا عِنْدِي فِي الْمَنْظَرِ الْأَعْلَى وَ الشَّرَفِ الْأَشْرَفِ فَلَا يَكُونَنَّ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِي آثَرَ عِنْدَكُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ بَعْدَهُ مِنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ وَ بَعْدَهُمَا مِنْ أَبْنَائِهِمَا الْقَائِمِينَ بِأُمُورِ عِبَادِي بَعْدَهُمَا فَإِنَّ مَنْ كَانَتْ تِلْكَ عَقِيدَتَهُ جَعَلْتُهُ مِنْ أَشْرَفِ مُلُوكِ‏ 51 جَنَّاتِي وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَيَّ مَنْ تَمَثَّلَ بِي وَ ادَّعَى رُبُوبِيَّتِي وَ أَبْغَضَهُمْ إِلَيَ‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 30

بَعْدَهُ مَنْ تَمَثَّلَ بِمُحَمَّدٍ وَ نَازَعَهُ نُبُوَّتَهُ وَ ادَّعَاهَا وَ أَبْغَضَهُمْ إِلَيَّ بَعْدَهُ مَنْ تَمَثَّلَ بِوَصِيِّ مُحَمَّدٍ وَ نَازَعَهُ مَحَلَّهُ‏ 52 وَ شَرَفَهُ وَ ادَّعَاهُمَا وَ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ الْمُدَّعِينَ لِمَا بِهِ لِسَخَطِي يَتَعَرَّضُونَ مَنْ كَانَ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْمُعَاوِنِينَ وَ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ مَنْ كَانَ بِفِعْلِهِمْ مِنَ الرَّاضِينَ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنَ الْمُعَاوِنِينَ وَ كَذَلِكَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ الْقَوَّامُونَ بِحَقِّي وَ أَفْضَلُهُمْ لَدَيَّ وَ أَكْرَمُهُمْ عَلَيَّ مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْوَرَى وَ أَكْرَمُهُمْ وَ أَفْضَلُهُمْ بَعْدَهُ عَلِيٌّ أَخُو الْمُصْطَفَى الْمُرْتَضَى‏ 53 ثُمَّ بَعْدَهُمَا الْقَوَّامُونَ بِالْقِسْطِ أَئِمَّةُ الْحَقِ‏ 54 وَ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَهُمْ مَنْ أَعَانَهُمْ عَلَى حَقِّهِمْ وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ بَعْدَهُمْ مَنْ أَحَبَّهُمْ وَ أَبْغَضَ أَعْدَاءَهُمْ وَ إِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ مَعُونَتُهُمْ.

و معنى هذا التأويل أن النبي و الأئمة ع هم الصراط المستقيم لما يأتي بيانه من طريق العامة

عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَسْبَاطٍ عَنْ مُجَاهِدٍ 55 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَى‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ أَيْ قُولُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ أَيْ إِلَى وَلَايَةِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ع‏ 56 .

وَ ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ 57 .

وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ عَنْهُمْ ص‏ أَنَّ الصِّرَاطَ صِرَاطَانِ صِرَاطٌ فِي الدُّنْيَا وَ صِرَاطٌ فِي الْآخِرَةِ فَأَمَّا الَّذِي فِي الدُّنْيَا فَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَمَنِ اهْتَدَى إِلَى وَلَايَتِهِ فِي الدُّنْيَا جَازَ عَلَى الصِّرَاطِ فِي الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ يَهْتَدِ إِلَى وَلَايَتِهِ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ يَجُزْ عَلَى الصِّرَاطِ فِي‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 31

الْآخِرَةِ 58 .

ثم قال تعالى‏ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ... . لما ذكر الصراط المستقيم عرفه و عرف أهله فقال‏ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ و القول في من هؤلاء المنعم عليهم‏ 59 الذين صراطهم هو الصراط المستقيم ذكر أبو علي الطبرسي رحمه الله في تفسيره أنهم النبي و الأئمة ع بدليل قوله تعالى‏ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ‏ الآية 60 .

و يؤيد ذلك ما جاء في تفسيره ع‏

صفحه بعد