کتابخانه روایات شیعه
548- و بإسناده عن ابن عباس قال: دخلت فاطمة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مرضه الذي توفي فيه، فقال: نعيت إليّ نفسي، فبكت فقال لها: لا تبكين فإنك لا تمكثين من بعدي إلا اثنين و سبعين يوما حتى تلحقي بي (الحديث) 1360 .
549- و بإسناده عن علي عليه السّلام في حديث أنه قال لليهود: إن محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سألته قريش إحياء الموتى، فدعاني و بعثني معهم إلى المقابر فدعوت اللّه فقاموا من قبورهم ينفضون التراب عن رءوسهم بإذن اللّه، ثم ذكر ردّ عين قتادة لما ذهبت إلى أن قال: و لقد بادر عبد اللّه بن عتيك فأبين يده، فجاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و معه اليد المقطوعة فمسح عليها فاستوت يده 1361 .
550- و بإسناده عن أنس قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقوم فيسند ظهره إلى جذع منصوب يوم الجمعة فيخطب بالناس، فجاءه الوحي فقال: يا رسول اللّه اصنع لك شيئا تقعد عليه، فصنع له منبرا له درجات و يقعد على الثالثة، فلما صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حنّ 1362 الجذع إليه فالتزمه فسكت، فقال: و الذي نفسي بيده لو لم ألتزمه ما زال يحنّ إلى يوم القيامة ثم أمر بها فاقتلعت فدفنت تحت منبره 1363 .
551- و بإسناده عن علي عليه السّلام قال: خرجنا مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في غزاة و عطش الناس و لم يكن في المنزل ماء و كان في إناء ماء قليل، فوضع أصابعه فيه فتحلب منها الماء حتى روى الناس و الإبل و الخيل، و تزود الناس و كان في العسكر اثنا عشر الف بعير، و الخيل اثنا عشر الف فرس، و الناس ثلاثين ألفا 1364 .
552- و عن ابن بابويه بإسناده عن أنس قال: أرسلتني أم سليم يعني أمه على شيء صنعته و هو مدان من شعير طحنته و عصرت عليه من عكة كان فيها سمن، فقام النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من معه فدخل عليها فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أدخل عشرة عشرة، فدخلوا و أكلوا و شبعوا حتى أتي عليهم، فقيل لأنس: كم كانوا؟ قال: أربعين 1365 .
553- و روى حديثا طويلا فيه أن أبا طالب جاء من الشعب إلى المسجد فقال لقريش: إن ابن أخي أخبرني و لم يكذبني أن اللّه أخبره أنه بعث على صحيفتكم القاطعة دابة الأرض؛ فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم و ظلم و جور و تركت
اسم اللّه فبعثوا إلى الصحيفة و أنزلوها من الكعبة فإذا ليس فيها إلا باسمك اللهم 1366 .
الفصل الحادي و الثلاثون
554- و روى رجب الحافظ البرسي في كتاب مشارق أنوار اليقين عن زياد بن المنذر عن ليث بن سعيد عن كعب الأحبار أنه قال: قرأت اثنين و سبعين كتابا نزلت من السماء، و قرأت صحف دانيال و رأيت في الكل مولد محمد و مولد عترته، و إن اسمه لمعروف و لم يولد نبي نزلت عليه الملائكة قط إلا عيسى و أحمد، و ما ضرب على آدميّة حجب البتّة غير مريم و آمنة، و كان من علامة حمله أن نادى مناد من السماء في الليلة التي حملت به آمنة: أبشروا يا أهل السماء فقد حمل الليلة بأحمد و في الأرض كذلك حتى في البحور 1367 .
555- قال الحافظ البرسي و من إخباره عليه السّلام بالغيب: أنه مسح التراب عن وجه عمار يوم الخندق، و قال: تقتلك الفئة الباغية، و قال لأبي ذر: كيف أنت إذا طردت و نفيت، و قال: تبنى مدينة بين دجلة و الدجيل و قطربل تجبى إليها خزائن الأرض يخسف بها يعني بغداد 1368 .
556- قال: و من كرامته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه لما اشتد الأمر على المسلمين يوم الخندق صعد مسجد الفتح و صلى ركعتين و قال: اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد بعدها في الأرض، فجاءت الملائكة فقالت: يا رسول اللّه إن اللّه أمرنا لك بالطاعة فمرنا بما شئت، فقال: زعزعوا المشركين و اطردوهم و كونوا من ورائهم، ففعلوا ذلك فقال أبو سفيان لأصحابه: إن كنا نقاتل أهل الأرض فلنا قدرة عليهم، و إن كنا نقاتل أهل السماء فلا طاقة لنا بأهل السماء 1369 .
557- و عن ابن عباس قال: لما زوج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا بفاطمة عليهما السّلام، استدعى بتميرات و فضلة من سمن عربي و جفنة من سويق و جعلها في قصعة كانت لهم، ثم فركه بيده الشريفة، ثم قال: قدموا الصحاف و الجفان و القصاع، فقدمت فلم يزل يملأ من ذلك الحيس الجفان، و يحملونها إلى بيوت المهاجرين و الأنصار؛ و القصعة تمتلئ و تفيض حتى اكتفى سائر الناس، و القصعة على حالها 1370 .
الفصل الثاني و الثلاثون
558- و روى أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في المزار عن أبيه، و محمد بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه، و محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى، و جعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عمن حدّثه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: كان الحسين عليه السّلام في حجر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يلاعبه إلى أن قال: أما إن أمتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته كتب اللّه له حجة من حججي (الحديث) 1371 .
559- و عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن علي بن محمد بن سالم عن محمد بن خالد عن عبد اللّه بن حماد عن الأصم عن مسمع عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: كان الحسين عليه السّلام مع أمه تحمله، فأخذه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: لعن اللّه قاتلك، و لعن اللّه سالبك، و أهلك اللّه المتوازرين عليك و حكم اللّه بيني و بين من أعان عليك، فقالت: يا ابه أي شيء تقول فقال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي و بعدك من الأذى، و الظلم و البغي و الغدر! و هو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل، و كأني أنظر إلى معسكرهم و إلى موضع رحالهم و تربتهم، فقالت: يا ابه و أين هذا الموضع الذي تصف؟ فقال: موضع يقال له كربلاء، و هي ذات كرب و بلاء (الحديث) 1372 .
الفصل الثالث و الثلاثون
560- و روى محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة عدة أحاديث مما مر، و قال: أخبرنا أحمد بن هودة عن ابراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حماد عن أبان بن عثمان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال للعباس: أ لا أخبرك بما أخبرني به جبرئيل؟ قال: بلى، قال: قال لي: ويل لذريتك من ولد العباس! قال: يا رسول اللّه أ فلا أجتنب النساء؟ قال: قد فرغ اللّه مما هو كائن 1373 .
561- و قال: أخبرنا علي بن أحمد البندبيخي عن عبد اللّه بن موسى العباسي عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابراهيم بن محمد بن المستنير عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد اللّه بن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأبي: يا عباس
ويل لولدي من ولدك؛ و ويل لولدك من ولدي! فقال: يا رسول اللّه أ فلا أجبّ نفسي؟ فقال: لا، إن علم اللّه قد مضى و الأمور بيد اللّه و إن الأمر في ولدي 1374 .
الفصل الرابع و الثلاثون
562- و روى محمد بن مسعود العياشي في تفسيره عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قال: كشط له السموات السبع حتى نظر إلى السماء السابعة و ما فيها، و الأرضين السبع و ما فيهن، و فعل بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما فعل بإبراهيم؛ و إني لأرى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك 1375 .
563- و عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث أن عليا عليه السّلام وضع رأس النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو مريض في حجره، حتى غابت الشمس، و لم يكن صلى العصر، فلما انتبه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: اللهم إن عليا كان في طاعتك فاردد عليه الشمس حتى يصلي العصر في وقتها، قال: فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية، و نظر إليها أهل المدينة و إن عليا عليه السّلام قام و صلى، فلما انصرف غابت الشمس و صلوا المغرب 1376 .
564- و عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلى العشاء الآخرة و صلى الفجر في الليلة التي أسري به فيها بمكة 1377 .
565- و عن سلام الحناط عن رجل عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث أنه سأله عن المسجد الأقصى؟ قال: ذاك في السماء إليه أسري رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 1378 .
566- و عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: سمعته يقول: لما أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فانتهى إلى موضع قال له جبرئيل: قف (الحديث) 1379 .
567- و عنه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث أن جبرئيل قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما أسري به: إن هذا موضع لم يطأه أحد قبلك و لا يطأه أحد بعدك 1380 .
الفصل الخامس و الثلاثون
و روى علي بن عيسى الاربلي في كشف الغمة جملة من المعجزات السابقة من كتاب إعلام الورى و غيره.
568- و قال أيضا: نقل الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار عن هند بنت الجون قالت: نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خيمة خالتها أم معبد؛ فقام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض و مجّ في عوسجة إلى جانب الخيمة، فأصبحنا و هي كأعظم دوحة، و جاءت بتمر كأعظم ما يكون في لون الورس و رائحة العنبر و طعم الشهد، ما أكل منها جائع إلا شبع، و لا ظمآن إلا روي، و لا سقيم إلا برىء، و ما أكل من ورقها بعير و لا شاة إلا درّ لبنها، و كنا نسميها المباركة و ينتابنا من البوادي من يستشفي بورقها و يتزود منها، حتى أصبحنا يوما و قد تساقط ثمرها، و صغر ورقها، ففزعنا فما راعنا إلا نعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثم إنها بعد ثلاثين سنة أصبحت ذات شوك من أسفلها إلى أعلاها، و تساقط ثمرها و ذهبت، فما شعرنا إلا بمقتل أمير المؤمنين عليه السّلام، فما أثمرت بعد ذلك و كنا ننتفع بورقها، ثم أصبحنا و إذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط، و ذبل ورقها، فبينما نحن فزعون إذ أتانا مقتل الحسين عليه السّلام، و يبست الشجرة على أثر ذلك و ذهبت 1381 .
أقول: قد رأيت هذه الرواية في كتاب ربيع الأبرار كما نقلها.
569- قال: و من مسند أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى و كان يسمر مع علي عليه السّلام قال: كان يلبس ثياب الصيف في الشتاء، و ثياب الشتاء في الصيف، فقيل له: لو سألته؟ فسأله فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعث إليّ و أنا أرمد العين، فتفل في عيني و قال: اللهم أذهب عنه الحر و البرد، فما وجدت حرا و لا بردا منذ يومئذ (الحديث) 1382 .
570- و روى علي بن عيسى إخباره عليا عليه السّلام بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين، و إخباره بقتل الفئة الباغية عمارا من عدة طرق 1383 .
571- و روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث طويل أنه قال لأسماء بنت عميس:
إنك ستزوجين بهذا الغلام يعني علي بن أبي طالب، و تلدين له غلاما 1384 .
أقول: قد تواتر وقوع ما أخبر به عليه السّلام.
572- و عنه عليه السّلام في حديث طويل ما حاصله: أنه عمل وليمة في وقت تزويج فاطمة فأمر بشاة فطبخت، و بخمسة أمداد شعير فأكل جميع المهاجرين و الأنصار من الرجال و النساء و شبعوا و فضل منها.
573- قال: و روي أن أم الفضل قالت: رأيت عضوا من أعضائك في بيتي، قال: خيرا رأيت؛ تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن قثم، فولد الحسن فأرضعته بلبن قثم 1385 .
الفصل السادس و الثلاثون
574- و روى علي بن ابراهيم في تفسيره مرسلا عن أبي ذر في حديث له مع عثمان قال: قال لي حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا يفتنونك و لا يقتلونك إلى أن قال:
سمعته يقول إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين رجلا، جعلوا مال اللّه دولا، و كتاب اللّه دغلا، و عباده خولا، و الفاسقين حزبا، و الصالحين حربا، إلى أن قال: قال لي حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما: يا أبا ذر كيف أنت إذا قيل لك أيّ البلاد أحب إليك أن تكون فيها؟ فتقول مكة حرم اللّه و حرم رسوله، أعبد اللّه فيها حتى يأتيني الموت، فيقال: لا و لا كرامة لك، ثم يقال لك أي البلاد أبغض إليك أن تكون فيها؟ فتقول الربذة التي كنت فيها على غير دين الإسلام فيقال لك سر إليها، فقلت: إن هذا لكائن يا رسول اللّه؟ فقال: أي و الذي نفسي بيده إنه لكائن 1386 .
أقول: قد ذكر في أول الحديث أن عثمان قال له ذلك بعينه.
575- و روى علي بن ابراهيم أيضا جملة من المعجزات السابقة و روى عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال في خطبة الزهراء: و اللّه لقد عهد إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غير مرة، و لا ثنتين و لا ثلاث و لا أربع، فقال: يا علي إنك ستقاتل من بعدي الناكثين و القاسطين و المارقين 1387 .
576- قال: و حدثني أبي عن بعض رجاله رفعه إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: لما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الغار قال لأبي بكر: كأني أنظر إلى سفينة جعفر و أصحابه تعوم في البحر، و أنظر إلى الأنصار محتبين في أفنيتهم، فقال أبو بكر:
و تراهم يا رسول اللّه؟ فقال: نعم، قال: فأرنيهم فمسح على عينيه فرآهم 1388 .
577- و روى في حديث طويل في غزاة تبوك قال: فنظر الناس إلى راكب على الطريق، فأخبروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بذلك، فقال: كن أبا خيثمة فأقبل أبو خيثمة و نظروا إلى شخص مقبل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كن أبا ذر فقالوا: هو أبو ذر فقال: أدركوه بالماء فإنه عطشان فأدركوه بالماء و وافى أبو ذر و معه إداوة فيها ماء، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: معك ماء و عطشت؟ فقال: نعم يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي انتهيت إلى صخرة و عليها ماء السماء فذقته، فإذا هو عذب بارد، فقلت:
لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال له: يا أبا ذر تعيش وحدك، و تموت وحدك، و تبعث وحدك، و تدخل الجنة وحدك، يسعد بك قوم من أهل العراق يتولون غسلك و تجهيزك و الصلاة عليك و دفنك، ثم ذكر أن ذلك وقع كما قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أن أهل العراق كان فيهم مالك الأشتر و أصحابه 1389 .
578- و روى حديثا طويلا في قوله تعالى: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ما حاصله: أنهم كانوا خمسة فدعا عليهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاستجيب دعاؤه و هلكوا و قصتهم طويلة 1390 .