کتابخانه روایات شیعه
316- و روى حديث نزول قوله تعالى: وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً 4984 ، في عثمان بن عفان، و طلحة، و عبيد، و كذا قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ 4985 ، ثم قال: و أما نزول الآيات فيهما فهو شيء رواه السدي رئيس مفسري أهل السنة، و صححه الحميدي رئيس محدثيهم 4986 .
317- و نقل عنهما أيضا أنهما رويا أن هذه الآية نزلت في عثمان وَ يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا ، إلى قوله: بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 4987 ، و نقل من كتب أهل السنة روايات كثيرة في مطاعن الثلاثة و مطاعن معاوية تقدم بعضها 4988 .
318- و نقل من كتاب تفسير الرازي إمام أهل السنة، و من تفسير النيشابوري أحد رؤسائهم عن ابن عباس أن الشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية 4989 .
الفصل الرابع و العشرون
319- و روى الحافظ أبو نعيم من علماء أهل السنة في كتاب حلية الأولياء عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قام عمر فقال: إن ناسا من المنافقين يزعمون أن رسول اللّه قد مات، و إن رسول اللّه ما مات، و لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل مات، و اللّه ليرجعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما رجع موسى، و ليقطعن أيدي رجال و أرجلهم زعموا أن رسول اللّه قد مات (الحديث) 4990 .
أقول: فيه عدة مطاعن لا تخفى على المنصف، قد مر ذكر بعضها.
الفصل الخامس و العشرون
320- و قال السيد الشريف من علماء أهل السنة في شرح المواقف: إنّا نستدل على ثبوت إمامة أبي بكر، و ليس طريق ثبوتها إلا البيعة، ثم قال في موضع آخر:
قال الآمدي: و إذا تقرر أن الإمامة ثبتت بالبيعة و الاختيار، فاعلم أن ذلك مما لا يفتقر إلى إجماع أهل الحل و العقد، بل الواحد و الاثنان من أهلها كاف في ذلك، لعلمنا
بأن الصحابة اكتفوا في عقد الإمامة بالواحد و الاثنين، كعقد عمر لأبي بكر، و عقد عبد الرحمن بن عوف لعثمان، و لم يشترطوا إجماع أهل المدينة، فضلا عن إجماع غيرهم (انتهى).
و العجب من اعترافهم هذا مع أن المتقدمين على شارح المواقف كانوا يدعون الإجماع على خلافة أبي بكر، و يعترفون بانحصار دليلها في الإجماع، و كأن المتأخرين لما لم يقدروا على إثبات حجية الإجماع لضعف أدلتها، كما يظهر من شرح المختصر و غيره من كتبهم، و لم يقدروا على إثبات تحققه هنا أيضا، بل اطلعوا على عدمه اكتفوا فيها بالواحد و اعترفوا بذلك، و ناهيك به ضعفا لظهور كون ذلك مصادرة حيث جعلوا الدعوى دليلا.
و قال في موضع آخر: طريق الإمامة منحصر في ثلاث: النص من الرسول، و النص من الإمام السابق، و بيعة أهل الحل و العقد (انتهى) و كان ينبغي أن يذكر النص من اللّه كقوله تعالى: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً 4991 ، وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً* 4992 ، يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ 4993 ، لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ 4994 إلى غير ذلك.
و العجب من غفلتهم و مخالفتهم لما دل على بطلان الاختيار من الآيات و الأدلة كقوله تعالى: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ 4995 ، يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ* 4996 ، يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ... وَ يَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً 4997 ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ 4998 ، وَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ 4999 ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ* 5000 ، وَ يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ 5001 وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ 5002 ، وَ لكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ
يَشاءُ 5003 ، يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ 5004 ، وَ اللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ 5005 ، وَ لكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ 5006 ، نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ* 5007 ، يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ 5008 ، اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ 5009 ، وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ 5010 ، أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ 5011 ، فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ 5012 «الآيات» و غير ذلك، و قال في موضع آخر: روي أن العباس قال لعلي: امدد يدك أبايعك و الزبير كان معه، و روي أنه سل السيف و قال: لا أرضى بخلافة أبي بكر، و قال أبو سفيان أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي عليكم تيم؟ و كرهت الأنصار خلافة أبي بكر (انتهى) 5013 .
فانظر إلى ترجيح قول واحد من أهل الحل و العقد بزعمهم على قول أكثر أهل الحل و العقد كما عرفت سابقا من عدم رضاهم. و قد نقل بعض أدلة الشيعة، و أجاب عنه بما يضحك به الثكلى، و لا يليق نقله و الجواب عنه.
321- و روى عزل أبي بكر عن الصلاة نقلا عن صحيح البخاري
. و روى أن أبا بكر أحرق الفجاءة المازني و هو يقول: أنا مسلم، و قطع يسار السارق، و ذلك خلاف الشرع و لم يعرف ميراث الجدة.
322- و روى عن عمر: أنه قال في عبد الرحمن بن أبي بكر: دويبة سوء، لهو خير من أبيه و أنكر عليه حيث لم يقتل خالد بن الوليد، و لم يعزله و قد قتل مالك بن نويرة و هو مسلم طمعا في امرأته لجمالها، و تزوج امرأته من ليلتها، و قال عمر: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى اللّه شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه 5014 .
و روى جملة من المطاعن السابقة، لكنه أنكر بعضها، و لم يقدر على إنكار الباقي، بل ذكر له توجيهات واهية جدا.
323- قال: روي أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعث أبا بكر إلى خيبر فرجع منهزما، ثم
بعث عمر فرجع منهزما فغضب الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لذلك (الحديث) 5015 .
أقول: و روى الفخر الرازي إمام أهل السنة جملة من المطاعن في كتاب الأربعين في أصول الدين، و في نهاية العقول، و لم يتعرض لردها، لكنه أولها تأويلا ضعيفا جدا.
الفصل السادس و العشرون
324- و روى علي بن موسى بن طاوس من علمائنا في كتاب اليقين في اختصاص علي بإمرة المؤمنين نقلا من فضائل علي لمحمد بن أحمد الطبري، بإسناد ذكره عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث طويل بعد النص على علي و الأئمة عليهم السّلام، قال: معاشر الناس سيكون بعدي أئمة يدعون إلى النار، و يوم القيامة لا ينصرون، اللّه و أنا بريئان منهم و من أشياعهم و أنصارهم، و جميعهم في الدرك الأسفل من النار، ألا و إنهم أصحاب الصحيفة، معاشر الناس إني أدعها إمامة و وراثة، و سيجعلون الإمامة بعدي ملكا و اغتصابا، ألا لعن اللّه الغاصبين و المتغصبين 5016 .
الفصل السابع و العشرون
325- و روى البخاري في صحيحه بإسناد ذكره أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: فاطمة بضعة مني، من أغضبها فقد أغضبني 5017 .
326- و بإسناده عن عائشة: إن فاطمة سألت أبا بكر بعد وفاة أبيها ميراثها مما أفاء اللّه عليه فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فغضبت بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة حتى توفيت، و عاشت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ستة أشهر و كانت تسأل أبا بكر نصيبها من خيبر و فدك، و من صدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها 5018 .
الفصل الثامن و العشرون
و قال الفخر الرازي إمام أهل السنة في كتاب نهاية العقول: الإجماع لم ينعقد في خلافة أبي بكر أصلا، إذ كان سعد بن عبادة مع كونه من أكابر أعيان الصحابة مخالفا لذلك حتى أنه لم يحضر جمعهم و أعيادهم أصلا، و كان تظاهره بذلك مستمرا
طول مدة خلافة أبي بكر، فلما توفي أبو بكر و استخلف عمر و كان غليظا شديدا لإيذاء المؤمنين انهزم منه سعد بن عبادة مهاجرا من المدينة خائفا فمات خارج المدينة فتم الإجماع هناك (انتهى). فانظر إلى شهادته على الشيخين بما تدعيه الشيعة 5019 .
الفصل التاسع و العشرون
فيما قيل في ذلك من الشعر و هو كثير جدا [أذكر منه قليلا]، فمن ذلك ما أورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة لبعض الإمامية من أبيات:
إذا كنتم ممن يروم لحاقه
فهلا برزتم نحو عمرو و مرحب
و كيف فررتم يوم أحد و خيبر
و يوم حنين مهربا بعد مهرب
فكيف غدا صنو النفيلي ويحه
أميرا على صنو النبي المرحب
و كيف علا من لم يطأ ثوب أحمد
على من علا من أحمد فوق منكب 5020
و من ذلك ما نقله أيضا لبعضهم في غصب ميراث فاطمة و حقها:
يا ابنة الطاهر كم تقرع بالظلم عصاك
غضب اللّه لخطب ليلة الطف عراك
و رعى النار غدا فظ رعى أمس حماك
مرّ لم تعطفه شكواك و لا استحيا بكاك
و اقتدى الناس به بعد فأردى ولداك
يا ابنة الراقي إلى السدرة في لوح السكاك
لهف نفسي و على مثلك فلتبك البواك
كيف لم تقطع يد مد إليك ابن صهاك
فرحوا يوم أهانوك بما ساء أباك
و لقد أخبرهم أن رضاه في رضاك
دفعا النص على إرثك لما دفعاك
و تعرضت لقدر تافه فانتهراك
و ادعيت النحلة المشهود فيها بالصكاك
فاستشاطا ثم ما أن كذبا أن كذباك
فزوى اللّه عن الرحمة زنديقا زواك
و نفى عن بابه الواسع شيطانا نفاك 5021
و من ذلك ما نقله أيضا لبعض المتأخرين:
يقولون سعد شكت الجن قلبه
ألا ربما صححت ذنبك بالعذر
و ما ذنب سعد أنه بال قائما
و لكن سعدا لم يبايع أبا بكر
و قد صبرت عن لذة العيش أنفس
و ما صبرت عن لذة النهي و الأمر 5022
و من ذلك ما أورده عبد علي القطيفي في كتاب مطالع الأنوار لبعض الشعراء:
تولى بإجماع على الناس أول
و نص على الثاني به و هو مرغم
و قال: أقيلوني فلست بخيركم
فلم نصها لو صح ما كان يزعم
و لو أدرك الثاني لمولى حذيفة
لولّاه دون الغير و الأنف يرغم
و قد نالها شورى من القوم ثالث
و جرد سيف للوصي و لهذم
فشورى و إجماع و نص خلافة
تعالوا على الإسلام نبكي و نلطم
و صاحبها المنصوص عنها بمعزل
يديم تلاوات القرآن و يختم
و لو أنه كان الولي عليهم
إذا لهداهم و هو في الدين أقوم
و من ذلك ما أورده للحميري:
أمّ تدب إلى ابنها و وليها
بالمؤذيات لها دبيب العقرب
لو أن والدها بقوة قلبها
لاقى اليهود بخيبر لم يهرب
و من ذلك: قول ابن أبي الحديد يمدح أمير المؤمنين عليه السّلام و يذكر فتح خيبر و فرار أبي بكر و عمر من قصيدة طويلة:
و ما أنس لا أنسى اللذين تقدما
و فرهما و الفرقد علما حوب
و لا الراية العظمى و قد ذهبا بها
ملابس ذل فوقها و جلابيب
يشلّهما من آل موسى شمر ذل
طويل نجاد السيف أجيد يعبوب
أحضرهما أم حضرا خرج خاضب
و ذان هما أم ناعم الخد مخضوب
دعا قصب العليا يملكها امرؤ
لغير أفاعيل الدناءة مقصوب
يرى أن طول البؤس و الحرب واحد
و أن دوام السلم و الخفض تعذيب
و قوله من قصيدة أخرى طويلة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السّلام:
و كم من رءوس في الرماح عقدتها
هناك لأجسام محللة العرى
و أعجب إنسانا من القوم كثرة
فلم تغن عنه ثم هرول مدبرا
و ليس بنكر في حنين فراره
ففي أحد قد فر رعبا و خيبرا
رويدك إن المجد حلو لطاعم
عريب فإن مارسته ذقت ممقرا
تنح عن العليا ليسحب ذيولها
همام تردى بالعلى و تأزّرا
فتى لم يعرق فيه تيم بن مرة
و لا عبد اللات الخبيثة أعصرا
و لا كان معزولا غداة براءة
و لا عن صلاة أمّ فيها مؤخرا
و لا كان في بعث ابن زيد مؤمّرا
عليه فأضحى لابن زيد مؤمّرا
و لا كان يوم الغار يهفو جنانه
حذارا و لا يوم العريش تسترا
إمام هدى بالقرص آثر فاقتضى
له القرص رد القرص أبيض أزهرا 5023
و قوله في قصيدة أخرى في مدح علي عليه السّلام:
قد قلت للأعداء إذ جعلوا له
ضدا أ يجعل كالخضيض سكاك؟
حاشى لنور الحق يعدل فضله
ظلم الضلال كما رأى الأفّاك
و قوله من قصيدة أخرى في مدحه عليه السّلام:
عجبا لقوم أخروك و كعبك العالي
و خد سواك أضرع أسفل
إن تمس محسودا فسؤددك الذي
أعطيت محسود المحل مبجل
و من ذلك قول مهيار بن مردويه الديلمي من قصيدة:
لي في الشيب صارف و من
الحزن على آل أحمد اشغال
معشر الرشد و الهدى حكم
البغي عليهم سفاهة و الضلال
و دعاة اللّه استجاب رجال
لهم ثم بدلوا فاستحالوا
حملوها يوم السقيفة أوزارا
تخف عنها الجبال و هي ثقال
ثم جاءوا من بعدها يستقيلون
و هيهات عثرة لا تقال
يا لها سوءة إذا أحمد قام
غدا بينهم فقال و قالوا
و تحاك الأخبار و اللّه يدري
كيف كانت يوم الغدير الحال 5024
و قوله من قصيدة:
و كيف صيرتم الإجماع حجتكم
و الناس ما اتفقوا كلا و لا اجتمعوا
أمر علي بعيد من مشورته
مستكره فيه و العباس ممتنع
و تدعيه قريش بالقرابة و الأ
نصار لا رفعوا فيه و لا وضعوا
فأي خلف كخلف كان بينهم