کتابخانه روایات شیعه
و قال اللّه عز و جل: لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ 8563 و قال عز و جل مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَ أُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ 8564 و معناه كانا يتغوطان فمن ادعى للأنبياء ربوبية أو ادعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الإمام إمامة فنحن منه براء في الدنيا و الآخرة 8565 .
26- و قال: حدثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد الصيرفي قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام: من قال بالتناسخ فهو كافر، ثم قال عليه السّلام:
لعن اللّه الغلاة أ لا كانوا يهودا أ لا كانوا نصارى، أ لا كانوا مجوسا، أ لا كانوا قدرية، أ لا كانوا مرجئة أ لا كانوا حرورية، ثم قال عليه السّلام لا تقاعدوهم و لا تصادقوهم و ابرءوا منهم برىء اللّه منهم 8566 .
27- و قال: حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السّلام: ما تقول في التفويض؟
فقال: إن اللّه تبارك و تعالى فوّض إلى نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمر دينه فقال: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فأما الخلق و الرزق فلا، ثم قال عليه السّلام: إن اللّه عز و جل يقول: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ* و يقول: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ 8567 .
أقول: التفويض بالمعنى الثاني نوع من الغلو و هو ظاهر.
28- و قال: حدثنا محمّد بن علي بن بشار قال: حدثنا المظفر بن أحمد بن الحسين القزويني قال: حدثنا العباس بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر عليه السّلام قال حدثنا الحسن بن سهل القمي عن محمّد بن خالد عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الغلاة و المفوضة؟ فقال: الغلاة كفار و المفوضة مشركون من جالسهم أو خالطهم أو واكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوّجهم أو تزوج منهم، أو ائتمنهم على أمانة، أو صدّق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية اللّه عز و جل و ولاية رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ولايتنا أهل البيت 8568 .
29- و قال: حدثنا تميم بن عبد اللّه عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي عن الرضا عليه السّلام في حديث أنه سأله عن قوم يزعمون أن الحسين بن علي لم يقتل و أنه ألقي شبهه على حنظلة بن سعد الشامي، و أنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم و يحتجون بهذه الآية: وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا فقال: كذبوا عليهم غضب اللّه و لعنته و كفروا بتكذيبهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في إخباره بأن الحسين عليه السّلام سيقتل، و اللّه لقد قتل الحسين و قتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين و الحسن بن علي عليهم السّلام، و إني و اللّه لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني، أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبره به جبرئيل عن رب العالمين عز و جل و أما قول اللّه عز و جل: وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا فإنه يقول: و لن يجعل اللّه لكافر (للكافرين خ ل) على المؤمن (المؤمنين خ ل) حجة و لقد أخبر اللّه عز و جل عن كفار قتلوا النبيين بغير الحق، و مع قتلهم إياهم لم يجعل اللّه لهم على أنبيائه عليهم السّلام سبيلا من طريق الحجة 8569 .
الفصل الثالث
30- و في كتاب إكمال الدين و إتمام النعمة قال: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه عن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح عن صاحب الزمان عليه السّلام في حديث و قد سئل عن قتل الحسين عليه السّلام كيف يجوز أن يسلّط اللّه
عدوه على وليه؟ قال: إن اللّه لا يخاطب المؤمنين بمشاهدة العيان إلى أن قال: كان من تقدير اللّه عز و جل و لطفه بعباده و حكمته أن جعل أنبياءه مع هذه القدرة و المعجزات في حالة غالبين و في أخرى مغلوبين، و في حال قاهرين و في حال مقهورين و لو جعلهم اللّه عز و جل في جميع أحوالهم غالبين قاهرين و لم يبتلهم و لم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون اللّه، و لما عرف فضل صبرهم على البلاء و المحن و الاختبار، و لكنه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا في حال المحنة و البلوى صابرين و في حال العافية و الظهور على الأعداء شاكرين، و يكونوا في جميع أحواله لهم متواضعين غير شامخين و لا متجبرين، و ليعلم العباد أنّ لهم عليهم السّلام إلها هو خالقهم و مدبّرهم فيعبدوه و يطيعوا رسله، و تكون حجة اللّه ثابتة على من تجاوز الحدّ فيهم، و ادعى لهم الربوبية، أو عاند أو خالف و عصى و جحد ما أتت به الرسل و الأنبياء ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيّ عن بينة 8570 .
و رواه في كتاب العلل بهذا السند. و رواه الشيخ في كتاب الغيبة عن جماعة عن ابن بابويه. و رواه الطبرسي في الاحتجاج عن ابن بابويه بالإسناد.
الفصل الرابع
31- و روى الصدوق ابن بابويه في كتاب الأمالي قال: حدثنا أبي عن علي بن محمّد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمّد بن إسماعيل عن صالح عن علقمة عن الصادق عليه السّلام في حديث قال: يا علقمة ما أعجب أقاويل الناس في عليّ عليه السّلام! كم بين من يقول إنه ربّ معبود و بين من يقول إنه عبد عاص للمعبود! و لقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية 8571 .
32- و بإسناد تقدم في النصوص على عليّ عليه السّلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث قال: يهلك فيه يعني في عليّ اثنان و لا ذنب له: محبّ غال و مقصّر (قال ظ) 8572 .
33- و قال: حدثنا محمد بن الحسن عن الصفار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عامر بن معقل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي
جعفر عليه السّلام قال: قال لي: يا أبا حمزة لا تضع عليا دون ما وضعه اللّه، و لا ترفع عليّا فوق ما رفعه اللّه، كفى بعليّ أن يقاتل أهل الكرة و أن يزوّج أهل الجنة 8573 .
الفصل الخامس
34- و روى الصدوق ابن بابويه في كتاب الخصال قال: حدثنا محمّد بن بشار القزويني عن المظفر بن أحمد و علي بن أحمد بن سليمان عن علي بن جعفر البغدادي عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن الحسن بن راشد عن علي بن سالم عن أبيه قال: قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام: أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه و يصدّقه على قوله، إن أبي حدّثني عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام: الغلاة و القدرية 8574 .
35- و قال: حدثنا أبي عن سعد عن محمّد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي بصير و (عن خ ل) محمد بن مسلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام في حديث الأربعمائة كلمة قال: إياكم و الغلو فينا، قولوا إنا عبيد مربوبون، و قولوا في فضلنا ما شئتم 8575 .
الفصل السادس
36- و روى الصدوق ابن بابويه في كتاب ثواب الأعمال عن محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن خالد بن ميسر عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث أنه قال: ما لكم لعلكم ترون أني نبيّ، و اللّه ما أنا كذلك و لكن لي قرابة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ولادة 8576 .
الفصل السابع
37- و روى ابن بابويه في كتاب التوحيد قال: حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: ما بعث اللّه عز و جل نبيّا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الإقرار بالعبودية، و خلع الأنداد، و أن اللّه يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء 8577 .
الفصل الثامن
38- و روى ابن بابويه في كتاب العلل قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل البرمكي عن جعفر بن سليمان الخزاز عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: لأيّ علة جعل اللّه الأرواح في الأبدان بعد كونها في ملكوته الأعلى في أرفع محلّ؟ فقال عليه السّلام: إن اللّه تبارك و تعالى علم أن الأرواح في شرفها و علوها متى ما تركت على حالها نزع أكثرها إلى دعوى الربوبية دونه عز و جل فجعلها بقدرته في الأبدان التي قدّرها في ابتداء الخلق، نظرا لها و رحمة و أحوج بعضها إلى بعض إلى أن قال: و بعث إليهم رسله و اتخذ عليهم حججه مبشرين و منذرين يأمرون بتعاطي العبودية و التواضع لمعبودهم بالأنواع التي تعبّدهم بها، و نصب لهم عقوبات في العاجل و عقوبات في الآجل إلى أن قال: فيعلم بذلك أنهم مربوبون و عباد مخلوقون «الحديث».
و قال في آخره: إنك لا ترى فيهم إلّا محبا للعلو على غيره، حتى أن منهم لمن نزع إلى دعوى الربوبية، و منهم من قد نزع إلى دعوى النبوة بغير حقها و منهم من نزع إلى دعوى الإمامة بغير حقها، و ذلك مع ما يرون في أنفسهم من النقص و العجز و الضعف و المهانة و الحاجة و الفقر و الآلام و الموت 8578 .
39- و قال: حدثنا محمّد بن علي بن بشار القزويني عن المظفر بن أحمد القزويني عن محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي عن سهل بن زياد الكوفي الأدمي عن سليمان بن عبد اللّه الخزاز عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث طويل في ذكر قتل الحسين عليه السّلام و شؤم يوم عاشوراء قال: يا ابن عم و إن ذلك أقل ضررا على الإسلام و أهله مما وصفه قوم انتحلوا مودتنا و زعموا أنهم يدينون بموالاتنا و يقولون بإمامتنا زعموا أن الحسين عليه السّلام لم يقتل و أنه شبّه على الناس أمره كعيسى بن مريم فلا لائمة إذا على بني أمية، و لا عتب على زعمهم، يا ابن عم من زعم أن الحسين عليه السّلام لم يقتل فقد كذّب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كذب من بعده من الأئمة عليهم السّلام في إخبارهم بقتله، و من كذّبهم فهو كافر و دمه مباح لكل من سمع ذلك منه، قال عبد اللّه بن الفضل: فقلت له يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فما تقول في قوم من شيعتك يقولون به؟ فقال عليه السّلام: ما هؤلاء من شيعتي و إني بريء منهم
إلى أن قال: ثم قال عليه السّلام: لعن اللّه الغلاة و المفوضة، فإنهم صغّروا عظمة اللّه و كفروا به و أشركوا و ضلّوا و أضلّوا فرارا من إقامة الفرائض و أداء الحقوق 8579 .
الفصل التاسع
40- و قال الصدوق ابن بابويه في كتاب الاعتقادات: اعتقادنا في الغلاة و المفوضة أنهم كفار باللّه جلّ اسمه، و أنهم شرّ من اليهود و النصارى و المجوس و القدرية و الحرورية و من جميع أهل البدع و الأهواء المضلة، و أنه ما صغر اللّه جل جلاله تصغيرهم شيء كما قال اللّه تعالى: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ. وَ لا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِيِّينَ أَرْباباً أَ يَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 8580 و قال تعالى: لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ* 8581 .
و اعتقادنا في النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه سمّ في غزوة خيبر فما زالت هذه الأكلة تعاوده حتى قطعت أبهره فمات منها، و أمير المؤمنين عليه السّلام قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه اللّه تعالى و دفن بالغريّ، و الحسن بن علي عليه السّلام سمّته امرأته جعدة بنت الأشعث الكندي لعنهما اللّه فمات من ذلك، و الحسين بن علي عليه السّلام قتل بكربلاء و قاتله سنان بن أنس النخعي لعنه اللّه، و علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام سمّه الوليد بن عبد الملك لعنه اللّه و الصادق عليه السّلام سمّه أبو جعفر المنصور الدوانيقي لعنه اللّه فقتله، و موسى بن جعفر عليه السّلام سمّه هارون لعنه اللّه فقتله، و الرضا علي بن موسى عليه السّلام قتله المأمون لعنه اللّه، و أبو جعفر محمّد بن علي عليه السّلام قتله المعتصم بالسمّ لعنه اللّه، و علي بن محمّد عليه السّلام قتله المتوكل بالسم لعنه اللّه، و الحسن بن علي العسكري عليه السّلام قتله المعتمد بالسم لعنه اللّه.
و اعتقادنا أن ذلك جرى عليهم على الحقيقة، و أنه ما شبّه للناس بأمرهم كما يزعمه من يتجاوز فيهم من الناس بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة و الصحة، لا على الحسبان و الخيلولة، و لا على الشك و التهمة فمن زعم أنهم شبهوا أو واحد منهم فليس من ديننا على شيء و نحن منه براء، و قد أخبر النبي و الأئمة عليهم السّلام أنهم مقتولون فمن قال إنهم لم يقتلوا فقد كذّبهم و من كذّبهم فقد كذّب اللّه عز و جل و كفر
به و خرج عن الإسلام، و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين، و كان الرضا عليه السّلام يقول في دعائه: «اللهم إني أبرأ إليك من الحول و القوة فلا حول و لا قوة إلا بك، اللهم إني أبرأ إليك من الذين ادّعوا ما ليس لنا بحق، اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا، اللهم لك الخلق و الأمر و إياك نعبد و إياك نستعين، اللهم أنت خالقنا و خالق آبائنا الأولين و آبائنا الآخرين، اللهم لا تليق الربوبية إلا لك و لا تصلح الإلهية إلا لك فالعن النصارى الذين صغّروا عظمتك و العن المضاهئين لقولهم من بريتك، اللهم إنا عبيدك و أبناء عبيدك لا نملك لأنفسنا ضرّا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا، اللهم من زعم أننا أرباب فنحن إليك منه براء كبراءة عيسى بن مريم من النصارى، اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون فلا تؤاخذنا بما يقولون و اغفر لنا ما يزعمون، رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلّوا عبادك و لا يلدوا إلا فاجرا كفارا» 8582 .
41- و روى عن زرارة قال: قلت للصادق عليه السّلام: إن رجلا من ولد عبد اللّه بن سبأ يقول بالتفويض قال: و ما التفويض؟ قلت: يقولون: إن اللّه عز و جل خلق محمّدا و عليا ثم فوّض الأمر إليهما فخلقا و رزقا و أحييا و أماتا، فقال عليه السّلام كذب عدوّ اللّه إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد: أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ 8583 فانصرفت إلى الرجل فأخبرته بما قال الصادق عليه السّلام فكأنما ألقمته حجرا و قال كأنما خرس 8584 .
الفصل العاشر