کتابخانه روایات شیعه
حسين إنّ في الشعير عوضا عن البرّ 5049 .
قال مؤلّف هذا الكتاب: إعطاؤه عليه السلام عمر بن سعد لعنه اللّه هذا المبلغ الجزيل مع علمه عليه السلام أنّ إعطاءه ذلك له ليس بدافع عنه عليه السلام القتل، لعلمه عليه السلام إنّه يقتل، و أيضا إنّه لو رضي ابن سعد بأخذ هذا المال الجزيل، و رضي بعزل نفسه عن قتاله، كان عبيد اللّه بن زياد لعنه اللّه يجعل أميرا سواه في قتال الحسين عليه السلام، و إنّما عمر بن سعد واحد من جملة الألوف و العساكر: فإعطاؤه عليه السلام ذلك للذي حقّت عليه كلمة العذاب إنّما هو من جملة جوده الواسع، و هذا واضح بيّن.
الباب السادس عشر ذكره عليه السلام ما قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أبيه و أخيه و نفسه عليهم السلام
1- سليم بن قيس الهلالي في كتابه، و الحديث عن سليم بن قيس، و عمر ابن أبي سلمة، حديثهما واحد، شهد ذلك سليم و عمر، قالا: قدم معاوية حاجّا في إمارته، بعد ما قتل عليّ عليه السلام، و بايعه الحسن عليه السلام، و استقبله أهل المدينة، فنظر فإذا الّذين قد استقبلوه من قريش أكثر من الانصار فسأل عن ذلك 5050 ، فقالوا: إنّهم احتاجوا ليس لهم دوابّ، قال: فأين نواضحهم.
قال قيس بن سعد بن عبادة، و كان سيّد الأنصار و ابن سيّدهم: أفنوها يوم بدر و احد و ما بعدهما من مشاهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين ضربوك و أباك على الإسلام حتى ظهر أمر اللّه و أنتم كارهون، قال معاوية: اللّهمّ غفرا 5051 ، قال قيس: أما إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال سترون بعدي أثرة 5052 ثم قال: يا معاوية تعيّرنا بنواضحنا، أما و اللّه لقد لقيناكم عليها يوم
بدر و أنتم جاهدون على إطفاء نور اللّه، و أن تكون كلمة الشيطان هي العليا، ثم دخلت أنت و أبوك في الدين كرها كما ضربناكم عليه.
فقال معاوية: كأنك تمنّ علينا بنصرتكم إيّانا، فللّه و لقريش بذلك المنّ و الطول، أ لستم تمنّون علينا يا معشر الأنصار بنصرتكم رسول اللّه و هو من قريش و هو ابن عمّنا و منّا، فلنا المنّ و الطول إذا جعلكم أنصارنا و أتباعنا فهداكم اللّه بنا.
قال قيس: إنّ اللّه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رحمة للعالمين، فبعثه إلى الناس كافّة إلى الإنس و الجنّ و الأحمر و الأسود و الأبيض و اختاره لنبوّته و اختصّه برسالته فكان أوّل من صدّقه و آمن به ابن عمّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و كان عمّه أبو طالب يذبّ عنه و يمنعه و يحول بين كفّار قريش و بين أن يردعوه و يؤذوه، و أمره بتبليغ رسالات ربّه، فلم يزل ممنوعا من الضيم و الأذى حتى مات عمّه أبو طالب، و أمر ابنه عليّ بن أبي طالب بمؤازرته و نصرته، فآزره 5053 عليّ و نصره، و جعل نفسه دونه في كل شدّة و كلّ ضيق و كل خوف، فاختصّ بذلك عليّا عليه السلام من بين قريش و أكرمه من بين جميع العرب.
فجمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جميع بني عبد المطّلب منهم 5054 أبو لهب، و أبو طالب و هم يومئذ أربعون رجلا، فدعاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خادمهم يومئذ عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يومئذ في حجر عمّه أبي طالب.
فقال: أيّكم لينتدب أن يكون أخي، و وزيري، و وصيّي، و خليفتي،
في أمّتي، و وليّ كلّ مؤمن بعدي؟ فسكت القوم حتّى أعادها ثلاث مرّات.
فقال عليّ عليه السلام: أنا يا رسول اللّه، فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده على رأس عليّ عليه السلام، فوضع رأسه في حجره، ثمّ تفل في فيه، و قال: اللّهمّ املأ جوفه حكما، و علما، و فهما، فقال أبو لهب: يا أبا طالب اسمع الآن و أطع لابنك عليّ.
فجعله من نبيّه بمنزلة هارون من موسى، و آخا بين الناس، و آخا بينه و بين نفسه 5055 ، و لم يدع قيس بن سعد شيئا من مناقبه إلّا ذكرها، و احتجّ بها.
و قال: منهم أهل البيت 5056 جعفر بن أبي طالب الطيّار في الجنة بجناحين اختصّه اللّه بذلك من بين الناس، و منهم حمزة سيّد الشهداء، و منهم سيّدة نساء أهل الجنّة الطاهرة المطهّرة الطيّبة المباركة.
فنحن و اللّه خير منكم، يا معشر قريش، و أحبّ إلى اللّه، و إلى رسوله، و أهل بيته منكم، لقد قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاجتمعت الأنصار إلى أبي بكر، فقالوا: نبايع سعدا، فجاءت قريش فخاصموا بحجّة عليّ عليه السلام و أهل بيته عليهم السلام و خاصمونا بحقّه و قرابته، فأقعدت قريش 5057 أن يكونوا ظلموا الأنصار و آل محمّد عليهم السلام.
و لعمري ما لأحد من الأنصار، و لا من قريش، و لا من العرب، و لا من العجم في الخلافة حقّ و لا نصيب مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام و ولده من بعده عليهم السلام.
فغضب معاوية و قال: يا بن سعد عمّن أخذت هذا و عمّن رويته و عمّن سمعته؟ أبوك حدّث بهذا و عنه أخذته؟ فقال له قيس بن سعد: أخذته عمّن هو خير من أبي و أعظم عليّ حقّا من أبي، قال: من هو؟ قال: عليّ بن أبي طالب
عليه السلام، أخذته عن عالم هذه الامّة و ربّانيّها و صدّيقها الّذي أنزل اللّه فيه ما أنزل قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ 5058 فلم يدع آية أنزلت فيه إلّا ذكرها.
فقال معاوية: إنّ صدّيقها أبو بكر، و فاروقها عمر، و الّذي عنده علم الكتاب عبد اللّه بن سلام 5059 .
قال قيس: أحقّ بهذه الاشياء 5060 و أولى بها الّذي أنزل اللّه فيه: أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ 5061 و الّذي أنزل اللّه فيه: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ 5062 و الذي نصبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بغدير خم، فقال: «من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به من نفسه».
و قال في غزاة تبوك: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي هذا و كان معاوية يومئذ بالمدينة فعند ذلك نادى منادي معاوية، و كتب بذلك نسخة إلى جميع عمّاله: ألا برئت الذمة ممّن يروي حديثا من مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام أو فضل أهل بيته، فقامت الخطباء في كلّ كورة، و على كلّ منبر بلعن عليّ عليه السلام و التبرّي منه، و الوقيعة فيه و في أهل بيته، و العيب لهم بما ليس فيهم.
قال و مرّ معاوية بحلقة من قريش فلمّا رأوه قاموا إليه غير عبد اللّه بن عبّاس فقال له: يا بن عبّاس ما منعك من القيام إليّ كما قام أصحابك إلّا للموجدة على قتالي لكم يوم صفّين، يا بن عبّاس ما منعك؟ إنّ ابن عمي عثمان قتل مظلوما
قال ابن عباس: فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما فسلّم لولده الأمر و هذا ابنه.
قال: إنّ عمر قتله مشرك، قال ابن عبّاس فمن قتل عثمان؟ قال:
المسلمون، قال: ذلك أضعف لحجّتك 5063 و أحلّ لدمه إن كان المسلمون قتلوه و خذلوه فما كان إلّا بحقّ.
قال معاوية: فإنّا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن مناقب عليّ و أهل بيته فكفّ لسانك يا بن عبّاس و اربع على نفسك 5064 ، قال: أ تنهانا عن قراءة القرآن، قال لا، قال: أ تنهانا عن تأويله، قال: نعم، قال: فنقرأه و لا نسأل عمّا عنى اللّه به، و ما أنزل علينا؟ قال: نعم تسأل عن ذلك من يتأوّله على غير ما تقول أنت و أهل بيتك.
قال: إنّما انزل على أهل بيتي، فأسأل عنه آل أبي سفيان، و آل أبي معيط أو اليهود أو النصارى، أو المجوس؟ قال: فقد عدّلتنا بهم، قال: لعمري ما أعدّلكم بهم و إن نهيت الامّة ألا تعبدوا اللّه بالقرآن، و ما فيه من أمر أو نهي، أو حلال أو حرام، أو ناسخ أو منسوخ، أو عامّ أو خاص، أو محكم أو متشابه و إن لم تسأل الامّة عن ذلك ضلّوا و تاهوا و اختلفوا، قال: فاقرأ القرآن و لا ترو شيئا مما أنزل اللّه فيكم، و ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيكم و ارو ما سوى ذلك.
قال: فإنّ في القرآن: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ 5065 قال معاوية: يا بن عبّاس اعص نفسك 5066 و كفّ عنّي لسانك، و إن كنت لا بدّ فاعلا فليكن ذلك سرّا لا تسمع أحدا
فقال: إنّا أهل بيت إنّما نجزع قبل المصيبة، فإذا وقع أمر اللّه رضينا بقضائه و سلّمنا لأمره. 6603
3- و عنه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن العلاء بن كامل، قال: كنت جالسا عند أبي عبد اللّه عليه السلام فصرخت صارخة من الدار فقام أبو عبد اللّه عليه السلام ثم جلس فاسترجع و عاد في حديثه حتّى فرغ منه ثم قال: إنّا لنحبّ أن نعافى أنفسنا و أموالنا و أولادنا، فاذا وقع القضاء فليس لنا أن نحبّ مالم يحبّ اللّه لنا. 6604
4- و عنه، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن أبي المغرا قال: حدّثني يعقوب الأحمر قال: دخلنا على أبي عبد اللّه عليه السلام نعزّيه بإسماعيل، فترحّم عليه ثم قال: إن اللّه عزّ و جلّ نعى الى نبيه صلّى اللّه عليه و آله نفسه فقال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 6605 و قال كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ 6606 ثمّ أنشأ يحدّث، فقال: إنه يموت أهل الارض حتى لا يبقى أحد، ثم يموت أهل السماء حتّى لا يبقى أحد إلّا ملك الموت و حملة العرش و جبرائيل و ميكائيل.
قال: فجيء ملك الموت حتى يقوم بين يدي اللّه عزّ و جلّ فيقال
له: من بقي؟ و هو أعلم فيقول: يا رب لم يبق إلّا ملك الموت و حملة العرش، و جبرئيل، و ميكائيل فيقال له: قل لجبرائيل و ميكائيل:
فليموتا، فتقول الملائكة عند ذلك: رسوليك و أمينيك فيقول: إنّي قد قضيت على كلّ نفس فيها الروح الموت ثمّ يجيء ملك الموت حتى يقف بين يدي اللّه عزّ و جلّ فيقال له: من بقي؟ و هو أعلم، فيقول: يا رب لم يبق إلّا ملك الموت و حملة العرش، فيقول: قل لحملة العرش:
فليموتوا.
قال: ثمّ يجيء كئيبا حزينا لا يرفع طرفه فيقال: من بقي؟ فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت، فيقال له: مت يا ملك الموت فيموت، ثم يأخذ الأرض بيمينه و السموات بيمينه 6607 و يقول: أين الذين كانوا يدعون معي شريكا؟ أين الذين كانوا يجعلون معي إلها آخر؟! 6608
الباب الثلاثون حديثه مع القدري
1- العيّاشي في «تفسيره» بإسناده عن الحسن بن محمّد الجمّال، عن بعض أصحابنا قال: بعث عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة أن وجّه الى محمّد بن علي بن الحسين و لا تهيجّه و لا تروعّه و اقض له حوائجه و قد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا فقال: ما لهذا إلّا محمّد بن عليّ، فكتب إلى صاحب المدينة أن يحمل محمّد بن علي إليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه فقال له أبو جعفر عليه السلام: إنّي شيخ كبير لا أقوى على الخروج و هذا جعفر إبني يقوم مقامي فوجّهه إليه.
فلمّا قدم على الأموي أزراه لصغره و كره أن يجمع بينه و بين القدري مخافة أن يغلبه و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري، فلمّا كان من الغد إجتمع الناس بخصومتهما فقال الأموي لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّه قد أعيانا أمر هذا القدري و إنّما كتبت إليك لأجمع بينك و بينه فانّه لم يدع أحدا إلّا خصمه فقال: إنّ اللّه يكفيناه.
قال: فلمّا إجتمعوا قال القدري لأبي عبد اللّه عليه السلام: سل عمّا شئت فقال له: إقرأ سورة الحمد.
قال: فقرأها، و قال الأموي و أنا معه: ما في سورة الحمد علينا! إنّا
للّه و إنّا إليه راجعون.
قال فجعل القدري يقرء سورة الحمد حتى بلغ قول اللّه تبارك و تعالى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فقال له جعفر عليه السلام: قف من تستعين و ما حاجتك الى المعونة ان الامر إليك؟ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 6609 . 6610
قال مؤلّف هذا الكتاب: توجيه ذلك أنّ القدري يقول: إنّ فعل العبد من العبد مفوّض إليه أمره من اللّه سبحانه و تعالى، و ليس للّه سبحانه مشيّة في فعله، بل هو مهمل، و نفسه مستقلّ في أفعاله، و هذا القول خلاف الجبر، و القول الصحيح هو المنزلة بين المنزلتين لا جبر و لا تفويض، و الجبر هو قول المجبرة، و التفويض هو قول القدرية.
و قول المجبرة بأنّ العباد مجبورون على أفعالهم و أن أفعال العباد من اللّه سبحانه مخلوقة منه تعالى الطاعات و المعاصي.
و التفويض هو قول القدرية و هو أنّ فعل العبد مفوّض الى العبد حسب ما قررّناه سابقا فقال الامام أبو عبد اللّه عليه السلام في ردّه على القدري من سورة الفاتحة في قوله تعالى: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 6611 من نستعين إذا كنت في زعمك الأمر إليك في أفعالك مفوّض إليّك بالإستقلال لست محتاجا إلى غيرك فيه، فكيف تطلب المعونة فيما أنت فيه مستقّلا غير محتاج؟ فلمّا تطلب المعونة على افعالك من اللّه سبحانه
و تعالى دلّ على الحاجة في افعالك و طلب المعونة من اللّه تعالى على أفعالك و لست بمفوّض إليك في أفعالك و مهمل، كما زعمت فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . 6612
[المنهج الثامن في الامام السابع أبي الحسن الاول موسى بن جعفر ع]
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه رب العالمين و صلّى اللّه على محمد و آله الطاهرين أما بعد فهذا المنهج الثامن في الامام السابع أبي الحسن الاول موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و فيه اثنان و عشرون بابا.
الباب الأول- في مولده عليه السلام.
الباب الثاني- في حديثه عليه السلام مع أبي حنيفة.
الباب الثالث- في معرفة الشيعة له عليه السلام لما علموا من غزارة علمه عليه السلام.
الباب الرابع- حديثه عليه السلام مع النصرانية و ما في ذلك من سرائر العلوم.
الباب الخامس- حديثه عليه السلام مع الراهب و الراهبة و ما في ذلك من سرائر العلوم.