کتابخانه روایات شیعه
[36] باب الاعتقاد في العصمة
قال الشيخ أبو جعفر- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في الأنبياء و الرسل و الأئمّة و الملائكة صلوات اللّه عليهم أنّهم معصومون مطهّرون من كل دنس، و أنّهم لا يذنبون ذنبا، لا صغيرا و لا كبيرا، و لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ، وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ .
و من نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم 363 .
و اعتقادنا فيهم أنّهم موصوفون بالكمال و التمام 364 و العلم من أوائل امورهم إلى أواخرها، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص و لا عصيان 365 و لا جهل.
[37] باب الاعتقاد في نفي الغلو و التفويض
قال الشيخ أبو جعفر- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في الغلاة و المفوضة أنّهم كفّار باللّه تعالى، و أنّهم أشرّ من اليهود و النصارى و المجوس و القدرية و الحرورية 366 و من جميع أهل البدع و الأهواء المضلّة، و انّه ما صغّر اللّه جل جلاله تصغيرهم شيء.
و قال اللّه تعالى: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَ لا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِيِّينَ أَرْباباً أَ يَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 367 .
و قال اللّه تعالى: لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ* 368 .
و اعتقادنا في النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
أَنَّهُ سُمَّ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ 369 ، فَمَا زَالَتْ هَذِهِ الْأَكْلَةُ تعاده [تُعَاوِدُهُ] حَتَّى قَطَعَتْ أَبْهَرَهُ 370 فَمَاتَ مِنْهَا.
وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَتَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ، وَ دُفِنَ بِالْغَرِيِّ.
وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- سَمَّتْهُ امْرَأَتُهُ جَعْدَةُ بِنْتُ الْأَشْعَثِ الْكِنْدِيِّ، فَمَاتَ مِنْ ذَلِكَ.
وَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- قُتِلَ بِكَرْبَلَاءَ، وَ قَاتِلُهُ سِنَانُ بْنُ أَنَسٍ لَعَنَهُ اللَّهُ 371 .
وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- سَمَّهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَتَلَهُ.
وَ الْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- سَمَّهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ وَلِيدٍ فَقَتَلَهُ.
وَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- سَمَّهُ الْمَنْصُورُ فَقَتَلَهُ 372 .
وَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ- عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- سَمَّهُ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَقَتَلَهُ.
وَ الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى- عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- قَتَلَهُ الْمَأْمُونُ بِالسَّمِّ.
وَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- قَتَلَهُ الْمُعْتَصِمُ بِالسَّمِّ.
وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَتَلَهُ الْمُعْتَضِدُ 373 بِالسَّمِّ.
وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيُّ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَتَلَهُ الْمُعْتَمِدُ 374 بِالسَّمِّ.
و اعتقادنا في ذلك أنّه جرى عليهم على الحقيقة، و أنّه ما شبّه للناس أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحدّ فيهم 375 ، بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة و الصحة، لا على الحسبان و الخيلولة، و لا على الشك و الشبهة. فمن زعم أنّهم شبّهوا، أو واحد منهم، فليس من ديننا على شيء، و نحن منه برآء.
و قد أخبر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- و الأئمة- عليهم السّلام- أنّهم مقتولون، فمن قال إنّهم لم يقتلوا فقد كذّبهم، و من كذّبهم فقد كذّب اللّه و كفر به و خرج من الإسلام، وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ 376 .
وَ كَانَ الرِّضَا- عَلَيْهِ السَّلَامُ- يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ، فَلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ 377 .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الَّذِينَ ادَّعَوْا لَنَا مَا لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا فِينَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِي أَنْفُسِنَا.
اللَّهُمَّ لَكَ الْخَلْقُ 378 وَ مِنْكَ الْأَمْرُ، وَ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ خَالِقُنَا وَ خَالِقُ آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ وَ آبَائِنَا الْآخِرِينَ.
اللَّهُمَّ لَا تَلِيقُ الرُّبُوبِيَّةُ إِلَّا بِكَ، وَ لَا تَصْلُحُ الْإِلَهِيَّةُ إِلَّا لَكَ، فَالْعَنِ النَّصَارَى الَّذِينَ صَغَّرُوا عَظَمَتَكَ، وَ الْعَنِ الْمُضَاهِينَ لِقَوْلِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا عَبِيدُكَ وَ أَبْنَاءُ عَبِيدِكَ، لَا نَمْلِكُ لِأَنْفُسِنَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا مَوْتاً وَ لَا حَيَاةً وَ لَا نُشُوراً.
اللَّهُمَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّنَا أَرْبَابٌ فَنَحْنُ إِلَيْكَ مِنْهُ بِرَاءٌ، وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ إِلَيْنَا الْخَلْقَ وَ عَلَيْنَا الرِّزْقَ فَنَحْنُ إِلَيْكَ 379 مِنْهُ بِرَاءٌ كَبَرَاءَةِ عِيسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنَ النَّصَارَى.
اللَّهُمَّ إِنَّا لَمْ نَدْعُهُمْ إِلَى مَا يَزْعُمُونَ، فَلَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا يَقُولُونَ وَ اغْفِرْ لَنَا مَا يَزْعُمُونَ 380 .
. وَ رُوِيَ عَنْ زُرَارَةَ أَنَّهُ قَالَ قُلْتُ لِلصَّادِقِ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: إِنَّ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ يَقُولُ بِالتَّفْوِيضِ، قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «وَ مَا التَّفْوِيضُ»؟ قُلْتُ: يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ عَلِيّاً- عَلَيْهِ السَّلَامُ- ثُمَّ فَوَّضَ الْأَمْرَ 382 إِلَيْهِمَا، فَخَلَقَا، وَ رَزَقَا، وَ أَحْيَيَا، وَ أَمَاتَا.
فَقَالَ: «كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِ فَاقْرَأْ عَلَيْهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي سُورَةِ الرَّعْدِ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ 383 . فَانْصَرَفْتُ إِلَى الرَّجُلِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- 384 فَكَأَنَّمَا أَلْقَمْتُهُ حَجَراً، أَوْ قَالَ: فَكَأَنَّمَا خَرِسَ.
و قد فوّض اللّه تعالى إلى نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمر دينه، فقال: وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا 385 و قد فوّض ذلك إلى الأئمّة- عليهم السّلام-.
و علامة المفوضة و الغلاة و أصنافهم نسبتهم 386 مشايخ قم و علماءهم إلى القول بالتقصير.
و علامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلّي 387 بالعبادة مع تديّنهم 388 بترك الصلاة و جميع الفرائض، و دعوى المعرفة بأسماء اللّه العظمى، و دعوى اتباع الجنّ 389 لهم، و أنّ الولي إذا خلص و عرف مذهبهم فهو عندهم أفضل من الأنبياء- عليهم السّلام-.
و من علاماتهم أيضا دعوى علم الكيمياء و لا يعلمون منه 390 إلّا الدغل و تنفيق الشبه و الرصاص على المسلمين 391 .
[38] باب الاعتقاد في الظالمين
قال الشيخ- رحمه اللّه-: اعتقادنا فيهم أنّهم ملعونون، و البراءة منهم واجبة.
قال اللّه تعالى: وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ* 392 .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: إِنَّ سَبِيلَ اللَّهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-.
و الأئمّة في كتاب اللّه تعالى إمامان 394 : إمام هدى 395 ، و إمام ضلالة.
قال اللّه تعالى: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا 396 .