کتابخانه روایات شیعه
قلبه، و دواعي نفسه، و ما يعركه من أديمها 828 و يعلكه من شكيمها 829 .
[المجاز] (160)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فِي خُطْبَةٍ طَوِيلَةٍ: «وَ النِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ» 830 .
و هذه من أحاسن الاستعارات؛ و ذلك أنّه عليه الصلاة و السلام جعل النساء من أقوى ما يصيد به الشيطان الرجال، فهنّ كالحبائل المبثوثة، و الأشراك المنصوبة؛ لأنّهن مظانّ الشهوات، و مقاود 831 الخطيئات، و بهنّ يستخفّ الركين 832 ، و يستخون الأمين.
[المجاز] (161)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فِي كَلَامٍ: «وَ الشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ» 833 .
و هذا القول مجاز، و المراد أنّ الشباب يحسّن القبيح، و يسفّه الحليم، و يحلّ مسكة 834 المتماسك، و يكون عذرا للمتهالك، فمن هذه الوجوه يشبّه صاحبه بالسكران من الخمر، و المغلوب على العقل. و من هناك
قيل: «سكر الشباب كسكر الشراب» و على ذلك قول الشاعر:
إنّ شرخ الشّباب و الشّعر الأس
ود ما لم يعاص كان جنونا 835
[المجاز] (162)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «أَلَا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَنْبِ ابْنِ آدَمَ، أَ لَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَ انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ! ...».
في حديث طويل 836 .
و هذه استعارة، كأنّه عليه الصلاة و السلام جعل اهتياج الطبع و احتدام 837 الغيظ، بمنزلة الجمرة التي تتوقّد في جوف الإنسان، فيظهر أثر اتقادها في احمرار عينيه، و اختناق وريديه، فلا تزال كذلك حتّى يطفئها برد الرضا، أو عواطف الحلم و البقيا 838 .
[المجاز] (163)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «الْعِلْمُ رَائِدٌ، وَ الْعَدْلٌ سَائِقٌ، وَ النَّفْسُ حَرُونٌ» 839 .
و هذا الكلام مجاز؛ و ذلك أنّه عليه الصلاة و السلام شبّه علم الإنسان بالرائد الذي يتقدّم أمام الحيّ 840 ، فيدلّهم على المنزل الوسيع، و المرعى
المريع 841 ؛ لأنّ العلم يأخذ بصاحبه إلى المناجي، و يعدل به عن المغاوي، و شبّه العقل بالسائق؛ لأنّه يحثّ الإنسان على سلوك النهج الأسلم، و يحمله على الذهاب في الطريق الأقوم، و شبّه النفس بالدابّة الحرون 842 ؛ لأنّها تتقاعس عن مراشدها، و تلذع بسوط الأدب حتّى تسلك طرق مصالحها.
[المجاز] (164)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «كُلُّ وَاعِظٍ قِبْلَةٌ» 843 .
و هذا القول مجاز، و المراد أمر الناس بالإقبال على الواعظ لهم و المتكلّم بما يأخذ إلى الرشاد بأزمّتهم- إصغاء إلى كلامه، و تفهّما لمقاصد خطابه- كإقبالهم على القبلة التي يصلّون إليها، و يتوجّهون نحوها، و لا يجوز لهم الانحراف عنها.
[المجاز] (165)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ، وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ، وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ، وَ نِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ اللِّينُ» 844 .
و هذا الكلام مجاز، و المراد أنّ كلّ خلّة 845 من هذه الخلال المذكورة، تؤازر صاحبتها، و تعاضد 846 قرينتها، و تقوى كلّ واحدة منها باختها، كما يؤازر الرجل صاحبه على الأمر يطلبه، و العدوّ يحاربه، فيشتدّ متناهما،
و تستحصف 847 قواهما.
[المجاز] (166)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «زَادُ الْمُسَافِرِ الْحُدَاءُ وَ الشِّعْرُ؛ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِخْنَاءٌ [خَناً]» 848 .
و هذا القول مجاز، و المراد أنّ التعلّل 849 بأغاريد 850 الحداء و أناشيد القريض، يقوم للمسافرين مقام الزاد المبلغ في إمساك الأرماق، و الاستعانة على قطع المسافات. و إلى هذا المعنى ذهب الشاعر بقوله:
إنّ الحديث طرف من القرى 851
[المجاز] (167)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «مَنْ عَدَّ غَداً مِنْ أَجَلِهِ فَقَدْ أَسَاءَ صُحْبَةَ الْمَوْتِ» 852 .
و هذا القول مجاز؛ لأنّه عليه الصلاة و السلام أقام الموت للإنسان مقام العشير المحالم، و الرفيق الملازم، و جعل من اغترّ بطول أجله و اتساع مهله، بمنزلة من أساء صحبة ذلك الرفيق المصاحب، و الخليط المقارب؛ إذا كان الأولى أن يعتقد أنّه غير مفارق له، و أنّ المدى غير منفرج بينه و بينه. و على ذلك قول الشاعر:
و المنايا قلائد الأعناق 853
[المجاز] (168)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ، وَ عَلِيٌّ بَابُهَا، وَ لَنْ تُدْخَلَ الْمَدِينَةُ إِلَّا مِنْ بَابِهَا» 854 .
و هذا القول مجاز؛ لأنّه عليه الصلاة و السلام شبّه علمه بالمدينة المحصّنة التي لا يطمع طامع في دخولها و لا الوصول إليها إلّا من بابها، و أقام عليّا أمير المؤمنين عليه السّلام لتلك المدينة مقام الباب الذي يفتتح من جهته، و يوصل إليها من ناحيته.
[المجاز] (169)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «لِكُلِّ شَيْءٍ وَجْهٌ، وَ وَجْهُ دِينِكُمُ الصَّلَاةُ، فَلَا يَشِينَنَّ أَحَدُكُمْ وَجْهَ دِينِهِ، وَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَنْفٌ، وَ أَنْفُ الصَّلَاةِ التَّكْبِيرُ» 855 .
و هذا القول مجاز، و المراد أنّ الصلاة يعرف بها جملة الدين، كما أنّ الوجه يعرف به جملة الإنسان؛ لأنّها أظهر العبادات، و أشهر المفروضات، و جعل أنفها التكبير؛ لأنّه أوّل ما يبدو من أشراطها 856 ، و يسمع من أذكارها و أركانها.
[المجاز] (170)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «أَطْعِمُوا اللَّهَ يُطْعِمْكُمْ».
و هذا القول مجاز؛ لأنّه سبحانه قال: وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ 857 و المراد أطعموا فقراء اللّه الذين أمركم بإطعامهم و جعلكم سببا لأرزاقهم، يجازكم على ذلك بجزيل الثواب، و يكثر لكم من الأخلاف و الأعواض.
[المجاز] (171)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «الْعِلْمُ خَزَائِنُ، وَ مِفْتَاحُهَا السُّؤَالُ، فَاسْأَلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ؛ فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ أَرْبَعَةٌ: السَّائِلُ، وَ الْمُجِيبُ، وَ الْمُسْتَمِعُ، وَ الْمُحِبُّ لَهُمْ» 858 .
و هذا القول مجاز، و المراد تشبيه العلم في قلوب العلماء بالخزائن المستبهمة، و الأبواب المستغلقة، و إنّما تستفتح بسؤال السائلين، و يستخرج ما فيها ببحث الباحثين.
[المجاز] (172)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «الْمَوْتُ رَيْحَانَةُ الْمُؤْمِنِ» 859 .
و هذا القول مجاز، و المراد أنّ المؤمن يستروح 860 إلى الموت تغوّثا من كروب الدنيا و همومها، و روعاتها و خطوبها، كما يستروح الإنسان إلى طيب المشمومات، و نظر المستحسنات.
[المجاز] (173)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ: «الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، وَ عَمُودُ
الدِّينِ» 861 .
و هذا القول مجاز، و المراد أنّ المؤمن يستدفع بالدعاء كيد الكائدين، و ظلم الظالمين، فيقوم له مقام السلاح الذي يريق الدماء، و يغلّ الأعداء 862 . و جعل عليه الصلاة و السلام الدعاء عمود الدين؛ لأنّه لا يصدر إلّا عن قلب المخلص الأوّاب، لا الشاكّ المرتاب، و الإخلاص قطب الدين الذي عليه المدار، و إليه المحار 863 .
[المجاز] (174)
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ مِنْ كَلَامٍ فِي وَصْفِ النِّسَاءِ: «وَ مِنْهُنَّ رَبِيعٌ مُرْبِعٌ، وَ غُلٌّ قَمِلٌ» 864 .
و هذا القول مجاز، و المراد تشبيه المرأة الحسناء المستأنقة 865 بالربيع المزهر و الروض المنوّر 866 ، و تشبيه المرأة الشوهاء المستثقلة بالغلّ الذي يثقل الرقاب، و يطوّل العذاب. و جعله عليه الصلاة و السلام قملا 867 ، ليكون أعظم لعذابه، و أبلغ في مكروه المبتلى به.
[المجاز] (175)