کتابخانه روایات شیعه
الجزء الأول
[مقدمة المحقق (الخرسان)]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
حياة المؤلّف و التعريف بالكتاب
بقلم: العلامة السيّد محمّد مهديّ الخرسان
الحمد للّه ربّ العالمين و سلام على عباده الذين اصطفى محمّد و آله الطاهرين.
ما زالت المكتبة الحيدريّة في النجف الأشرف تتحف القراء بكل سفر جليل و كنز ثمين من آثار السلف الصالح خدمة للدين. و تخليدا لذكرى أعلامنا الماضين. و إحياء لما اندثر أو كاد من آثارهم. و قبل ذلك كله طلبا لمرضاة اللّه تعالى.
و انها اليوم لتطالع القراء الكرام بكتاب (روضة الواعظين و بصيرة المتعظين) تأليف الشيخ الحافظ الواعظ الشهيد السعيد أبي عليّ الفتال النيسابوريّ من أعلام القرنين الخامس و السادس الهجريين.
و ان في إعادة طبع هذا الكتاب و تيسير نسخته للقراء في هذا الوقت لفتة طيبة تقدر فتشكر، فعسى أن يكون هذا الكتاب و أمثاله من الكتب الإسلامية النافعة مدعاة لتهذيب النفوس و تخليصها من أدران المادة. فحيا اللّه الأستاذ محمّد كاظم الكتبى صاحب المكتبة الحيدريّة و شد أزره و وفقه لما يحب و يرضى.
و قد طلب إلى أن اقدم لهذا الكتاب بما تيسر ليتسنى للقارئ الكريم الوقوف على صفحة ناصعة من تاريخ الفكر المجيد في القرنين الخامس و السادس.
فأجبت و أنا في زحمة من الأعمال، فعذرى سلفا الى القراء إن قصرت في التقديم أو أخطأت في التصوير، فإن البحث يستدعى إعطاء الفرصة التامة.
و لا فرصة و الكتاب تمّ طبعه و هو بانتظار هذه الوريقات. و من اللّه أستمد التوفيق و التسديد أنّه ولي ذلك.
المؤلّف
هو الحافظ الواعظ الشهيد السعيد أبو علي محمّد بن الحسن بن عليّ أحمد ابن علي الفتال النيسابوريّ الفارسيّ.
و الذي يلاحظ معاجم التراجم يجد الرجل منسوبا الى أبيه تارة و الى جده علي اخرى و الى جده أحمد بن علي ثالثا، و ربما يظن التعدّد خصوصا إذا وجد التفريق في الوصف و النسبة، كما احتمل ذلك غير واحد. و من الخير أن ندل القارئ على المعاجم الذي ذكرته منسوبا الى أبيه الحسن، فهى: معالم العلماء ص 116، و مقدّمة المناقب ج 1 ص 13، و المقابيس ص 5، و خاتمة المستدرك ج 3 ص 492، و إيضاح المكنون ج 1 ص 334 و 598، و الكنى و الألقاب ج 3 ص 90، و روضات الجنّات ص 564 و غيرها.
و أمّا التي نسبته الى جده على فهي: فهرست الشيخ منتجب الدين، و اجازة العلّامة الحلّيّ لبني زهرة، و مقدّمة المناقب أيضا و غيرها.
و أمّا التي نسب فيها الى جده الأعلى أحمد بن علي فهي: فهرست الشيخ منتجب الدين أيضا، و رجال ابن داود ص 295، و لسان الميزان لابن حجر ج 5 ص 44، و شعب المقال للنراقى ص 228، و الوجيزة للمجلسيّ، و منهج المقال ص 280، و تحفة الاحباب ص 314، و جامع الرواة ج 2 ص 62 و تأسيس الشيعة ص 395 و غيرها.
و التحقيق ان الرجل واحد، و لكن المترجمين اختلفوا في نسبته الى آبائه لأنهم كانوا من الشهرة و ذيوع الصيت بالمكان اللائق بهم، حتى صح أن ينسب الى كل منهم حفيدهم، و النسبة الى الجد الأدنى أو الأعلى أمر شائع في كتب التاريخ و التراجم، و لا يخفى ذلك على من لاحظ تراجم امثال: ابن طاوس، ابن شهرآشوب، ابن زهرة، ابن معد، ابن حمزة، ابن سعيد و غيرهم.
تعريف المعاجم له و ثناء الشّيوخ عليه
1- قال تلميذه الوفى الحافظ محمّد بن عليّ بن شهرآشوب السروى في معالم العلماء ص 116 طبعة الحيدريّة:
محمّد بن الحسن الفتال الفارسيّ النيسابوريّ، له كتاب التنوير في معاني التفسير، و روضة الواعظين و بصيرة المتعظين.
و قال في مقدّمة كتاب المناقب ج 1 ص 13 عند ذكر أسانيده لرواية كتب الشيعة فقال: فأما اسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ ابى جعفر الطوسيّ حدّثنا بذلك ... و حدّثنا أيضا المنتهى بن أبي زيد بن كيابكى الحسيني الجرجانى.
و محمّد بن الحسن الفتال النيسابوريّ و جدى شهرآشوب عنه أيضا سماعا و قراءة و مناولة و اجازة بأكثر كتبه و رواياته. و أمّا أسانيد كتب الشريفين المرتضى و الرضى و رواتهما فعن ... و عن محمّد بن علي الفتال الفارسيّ أيضا عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضى، و قد سمع المنتهى و الفتال بقراءة ابويهما عليه- أى المرتضى-
و قال في ص 14: و حدّثني الفتال بالتنوير في معاني التفسير، و بكتاب روضة الواعظين و بصيرة المتعظين.
2- و عده معاصره الشيخ الجليل عبد الجليل القزوينى في كتابه النقض ص 51 في جملة أعلام الطائفة كالشيخ المفيد و الطوسيّ و الشريفين و اضرابهم.
ثمّ قال ما ترجمته: