کتابخانه روایات شیعه
[مقدمة في منهج التحقيق حول الكتاب]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ألّف الشيخ الصدوق هذا الكتاب، معتمدا المنهج الكلامي المعروف عند أهل الحديث و هو الاعتماد في معرفة اصول الدين على النصوص الواردة، من كتاب و حديث و مفسرا لها حسب ما ورد من تفسيره عن أهل البيت- عليهم السّلام باعتبارهم معادن الحكمة و العلم و مخازن المعرفة.
و بما أن المنهج الكلامي المتبع لدى جمهور الشيعة هو المنهج الذي يقول إنّ اصول الدين و مسائل العقيدة لا بدّ أن يتوصّل الانسان إليها بنفسه و بالاستعانة بعقله الذي هو رسول باطن لديه، و ان استرشد إلى ذلك بطريق أهل البيت- عليهم السّلام- و العلماء بحديثهم فلا بأس، أما أن يتقيد في ذلك بالنصوص، و لا يتعداها، أو يعتمد على ما ضعف و وهن منها، أو يقلّد من يقول فيها برأي، اعتمادا على الظن، فلا.
و بما أن الشيخ المفيد يعتمد المنهج الثاني، فهو قد تصدى للشيخ الصدوق في كتاب الاعتقادات، بالنقد و الردّ في كتاب (تصحيح الاعتقاد).
و على أساس من هذه المقابلة رأت رئاسة المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، أن يدرجوا كتاب (الاعتقادات) للشيخ الصدوق ضمن منشوراتهم، حتى يكون تمهيدا لطبع كتاب الشيخ المفيد.
و للبحث عن هذا الكتاب و منهج المحدثين، و نقده، مجال واسع، اكبر مما تحتمله هذه النظرات.
و اللّه الموفق.
(النسخ المعتمدة و منهجية التحقيق:) كانت النسخ المعتمدة في تحقيق الكتاب كالتالي:
1/ النسخة المحفوظة في مكتبة المرعشي، تحت رقم 1945 حرّرت سنة 817 ه، و هي أقدم النسخ المعتمدة. و قد رمزنا لها ب «م».
2/ النسخة المحفوظة في مكتبة المرعشي، تحت رقم 1382، حرّرت سنة 992 ه، و هي من النسخ الدقيقة و إن كان خطّها غير واضح تماما، و تمتاز بزيادات و إضافات أشرنا إليها في الهامش. و قد رمزنا لها ب «ر».
3/ النسخة المحفوظة في آستانة قدس رضوي، تحت رقم 367- اخبار، حرّرت سنة 880 ه في 33 صفحة حجم 18 13. و هي من أدق النسخ. و قد رمزنا لها ب «ق».
4/ النسخة المحفوظة في آستانة قدس رضوي، تحت رقم 368- اخبار، حرّرت سنة 999 ه، و هي في 49 صفحة بحجم 17 10 و قد رمزنا لها ب «س».
بالاضافة إلى ذلك استعنّا بالطبعة الحجرية للكتاب التي صوّرت سنة
1370 ضمن مجموعة تتضمن شرح باب الحادي عشر و آداب المتعلّمين و غيرها.
و قد رمزنا لها ب «ج».
و النسخة التي اعتمدها المجلسي في موسوعته الحديثية بحار الأنوار و وزّعها على أبوابها المناسبة، و قد أفردنا جدولا بذلك في نهاية المقدّمة.
و تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد الذي يمثل مناقشة نقدية للكتاب، و قد استفدنا منه في موارد محدودة جدا باعتبار انه يكتفي بذكر بداية الباب فقط.
و في مورد واحد فقط بدت عبارته غير متسقة تماما استعنّا بكتاب الحر العاملي «الهجعة» الذي نقل عبارة الكتاب و قد اثبتناها في الهامش.
و من خلال الممارسة العملية يبدو انّ النسختين (ق، س) قد استنسختا من أصل واحد، و ذلك لتشابههما في الاختلافات و لوجود الحواشي و التعليقات المتحدة في هامشيهما. و يبدو كذلك انّ النسختين (م، ر) قد استنسختا من أصل واحد، و ذلك لتشابه الاختلافات و لانفرادهما بزيادات تخلو منها النسختين (ق، س)، و باتحاد السقوطات أو الإضافات التي كتبت في الهامش. و يبدو كذلك انّ النسخة الحجرية قد طبعت على النسختين الأخيرتين أو على نسخة قريبة منهما، و قد استعنّا بها في قراءة الهوامش التي لم يظهرها التصوير جيدا.
و لم نتخذ أيّا من النسخ الخطيّة أصلا و محورا للعمل باعتبار تأخّرها جميعا عن عصر المؤلف، بل اعتمدنا طريقة التلفيق فيما بينها، لتقديم نص متقن و مضبوط بقدر الإمكان، مع ملاحظة انّنا لم نثبت في المتن أيّ عبارة تنفرد بها إحدى النسخ إلّا نادرا، لانّ الكتاب- كما يبدو- كان محورا للتعليقات و الحواشي المتكثرة التي تأخذ طريقها- بالاستنساخ المتتابع- بشكل طبيعي داخل النص، لذلك كان العمل حذرا جدا في التعامل مع هذه الزيادات.
امّا بالنسبة لاختلافات النسخ الخطيّة فقد كانت الهوامش البيت الذي تأوي إليه و إن بدت بعضها بعيدة عن الصحة، امّا الخطأ المحض فقد أعرضنا عنه و خاصة في نسخة (س) التي ملئت بالأخطاء الفاحشة. امّا غير النسخ الخطيّة فلم نحاول معارضتها حرفا بحرف بالنسخ الخطيّة إلّا في حالة الاختلافات أو الزيادات المهمة جدا.
و حاولنا بقدر الإمكان عدم إرباك النص بكثرة الاختلافات فعمدنا إلى نقل العبارة المختلف فيها بكلمتين أو أكثر، إلى الهامش تسهيلا للقارئ لإدراكها ضمن سياقها الآخر.
و قد استخرجنا نصوص الكتاب من المصادر الحديثية المسندة، إلّا ما انفرد كتابنا بإرساله، مع ملاحظة انّ أغلب أو كل أبواب الكتاب هي نصوص مروية يعثر عليها المتتبع بيسر و سهولة في مظانها.