کتابخانه روایات شیعه
[مقدمات التحقيق]
[مقدمة الناشر]
بسم اللّه الرحمن الرحيم
نظرا لاهمية هذا الكتاب الجليل و أمثاله في يقظة الأمة الإسلامية، و تعميق الثقافة الدينية و خاصّة في الظروف الراهنة، عزمت هذه المؤسسة على تحقيقه و اخراجه بالصورة اللائقة به و بأمثاله.
فعهدت بهذه المهمة الى فضيلة: الشيخ مالك المحمودى، و الشيخ إبراهيم البهادرى فقاما بتحقيق هذا الكتاب في ضوء مخطوطاته المتعدّدة التي قدمتها اليهم هذه المؤسّسة، و ذلك تحت اشراف الأستاذ جعفر السبحانى.
و المؤسّسة اذ تشكرهم على ما بذلوه من جهد كبير في هذا السبيل، راجية لهم من اللّه جزيل الاجر، و عظيم الثواب، تعتز بتقديم هذا السفر النفيس الى الاوساط الإسلامية على أمل ان يحتل مكانه الجدير به في المجامع العلمية في القريب العاجل، و من اللّه التوفيق.
مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الى من قال عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
«عنوان صحيفة المؤمن: حب عليّ بن أبي طالب 1 .
من سره أن يحيى حياتى، و يموت مماتى، و يسكن جنة عدن غرسها ربى فليوال عليا بعدى، و ليوال وليه، و ليقتد بالائمة من بعدى فانهم عترتى خلقوا من طينتى، رزقوا فهما و علما، و ويل للمكذبين بفضلهم من امتى القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم اللّه شفاعتى» 2 .
نقدم هذه الصحيفة المباركة ...
تقديم بقلم جعفر السبحانى
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الشخصية العلوية و ابعادها البشرية و المعنوية و العمدة لابن البطريق الحلى في المناقب
«قال الإمام أحمد بن حنبل: فى حقّ الإمام عليّ عليه السلام ما لاحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل ما لعلى رضي اللّه عنه»
(مناقب احمد لابن الجوزى الحنبلى ص 163)
الامام على و مكونات الشخصية الثلاثة
تعود شخصية كل إنسان- حسب ما يرى علماء النفس- الى ثلاثة عوامل هامة لكل منها نصيب وافر في تكوين الشخصية و اثر عميق في بناء كيانها.
و كأنّ الشخصية الانسانية لدى كل إنسان اشبه بمثلث يتألف من اتصال هذه الاضلاع الثلاثة بعضها ببعض، و هذه العوامل الثلاثة هى:
1- الوراثة:
2- التعليم و الثقافة.
3- البيئة و المحيط.
ان كل ما يتصف به المرء من صفات حسنة او قبيحة، عالية او وضيعة تنتقل الى الإنسان عبر هذه القنوات الثلاث، و تنمو فيها من خلال هذه الطرق.
ان الابناء لا يرثون منا المال و الثروة و الأوصاف الظاهرية فقط كملامح الوجه و لون العيون، و كيفيات الجسم بل يرثون كل ما يتمتع به الآباء من خصائص روحية و صفات اخلاقية عن طريق الوراثة كذلك.
فالابوان- بانفصال جزئي «الحويمن» و «البويضة» المكونين للطفل، منهما، انما ينقلان- في الحقيقة- صفاتهما ملخصة الى الخلية الأولى المكونة من ذينك الجزءين، تلك الخلية الجنينية التي تنمو مع ما تحمل من الصفات و الخصوصيات الموروثة.
و يشكّل تأثير الثقافة و المحيط، الضلعين الآخرين في مثلث الشخصية الانسانية، فان لهذين الامرين أثرا مهما و عميقا في تنمية السجايا الرفيعة المودعة في باطن كل انسان بصورة فطرية جبلية او المتواجدة في كيانه بسبب الوراثة من الابوين.
فان في مقدور كل معلم ان يرسم مصير الطفل و مستقبله من خلال ما يلقى إليه من تعليمات و توصيات و ما يعطيه من سيرة و سلوك و من آراء و افكار، فكم من بيئة حولت افرادا صالحين الى فاسدين، او فاسدين الى صالحين.
ان تأثير هذين العاملين العميق من الوضوح بحيث لا يحتاج الى المزيد من البيان و التوضيح. على اننا يجب ان لا ننسى دور إرادة الإنسان نفسه وراء هذه العوامل الثلاثة.
الامام على و الجانب الموروث في شخصيته
لم يكن الامام على عليه السّلام كبشر بمستثنى من هذه القاعدة.
فقد ورث الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام جانبا كبيرا من شخصيته النفسية، و الروحية و الاخلاقية من هذه العوامل و الطرق الثلاث و إليك تفصيل ذلك:
1- الامام على و الوراثة من الابوين