کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

طب الإمام الرضا عليه السلام (الرسالة الذهبية)


صفحه قبل

طب الإمام الرضا عليه السلام (الرسالة الذهبية)، المقدمة، ص: 5

تقديم [للمحقق‏]

[في حياة الإمام الرضا عليه السلام‏]

- بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‏

[في مدحه عليه السلام‏]

لما كان المتعارف عند تحقيق المخطوط التعريف بالمؤلف و الكتاب تعريفا يتناسب و حجم المخطوط كما و كيفا، ليكون تقديما بين يدي القاري‏ء الكريم، فحري بنا أن تكون مقدمتنا هذه مختصرة.

ما ذا أقول، و ما عسى الكاتب أن يكتب، و البيان أن يحيط في تعريف ولي من أولياء اللّه، و وصي من أوصيائه، و امام من أئمته في أرضه، سليل النبوة، و معدن الرسالة، و ينبوع العلم، ثامن الائمة، الامام الرضا علي بن الامام الكاظم موسى بن الامام الصادق جعفر بن الامام الباقر محمد بن الامام السجاد زين العابدين علي بن الامام الشهيد بكربلاء الحسين بن الامام علي بن أبي طالب عليهم أفضل الصلاة و السلام.

طب الإمام الرضا عليه السلام (الرسالة الذهبية)، المقدمة، ص: 6

هيهات هيهات، ضلت العقول، و تاهت الاحلام، و حارت الالباب، و حصرت الخطباء، و كلت الشعراء، و عجزت الادباء، و عييت البلغاء، في وصف شأنه، و أقرت بالعجز و التقصير. فذكره قبس من نور اللّه يهدي المستنير به نحو السبيل الاقوم، و قدسية لا تضارعها قدسية، و عصمة متوارثة: امام بعد امام.

فهو علم الهدى، و المثل الاعلى في العلم و الورع و التقى، و الحلم و الاخلاق، كرس حياته الطاهرة لاعلاء كلمة الاسلام، و تاريخه حافل بجلائل الاعمال. انطلقت أعماله عن عقيدة و ايمان، استهدفت اصلاح أمة جده خاتم النبيين و سيد المرسلين صلى اللّه عليه و آله و سلم، الذي أرسله اللّه سبحانه و تعالى منقذا لعباده من الظلمات الى النور.

و قد أجاد الحسن بن هانى‏ء المعروف بأبي نؤاس حين عوتب على الامساك عن مديحه حيث قال:

قيل لي أنت أوحد الناس طرا

في فنون من الكلام النبيه‏

لك من جوهر الكلام بديع‏

يثمر الدر في يدي مجتنيه‏

فعلام تركت مدح ابن موسى‏

و الخصال التي تجمعن فيه‏

قلت لا أهتدي لمدح امام‏

كان جبريل خادما لابيه‏ 1

طب الإمام الرضا عليه السلام (الرسالة الذهبية)، المقدمة، ص: 7

ولادته و وفاته:

ولد عليه السلام في مدينة جده رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يوم الخميس لاحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الاول، سنة ثلاث و خمسين و مائة من الهجرة النبوية 2 . و قال الشيخ المفيد قدس سره: كان مولده عليه السلام سنة ثمان و أربعين و مائة 3 .

و توفي مسموما بطوس، في قرية يقال لها سناباذ، و دفن في دار حميد بن قحطبة الطائي، في القبة التي دفن فيها الرشيد، الى جانبه مما يلي القبلة، و ذلك في أول سنة (203) ه 4 . و قد تم عمره الشريف تسعا و أربعين عاما و ستة أشهر، أو خمسا و خمسين عاما على ما ذكره الشيخ المفيد. و كانت مدة امامته عليه السلام و قيامه بعد أبيه عشرين عاما.

و لما كانت شخصية الامام الرضا عليه السلام متشعبة الجوانب أسمى من أن يحيط بهابيان، تركت الخوض في خضمها لاصحاب الموسوعات التاريخية من ذوي الاختصاص.

من خلال الاحداث:

من الضروري أن نجد العلاقة بين امامنا الرضا عليه السلام، الذي عاش جل حياته بيثرب، و بين عبد اللّه بن هارون الرشيد الخليفة العباسي المعروف بالمأمون من خلال الاحداث.

طب الإمام الرضا عليه السلام (الرسالة الذهبية)، المقدمة، ص: 8

لقد عاصر الامام عليه السلام ستة من خلفاء بني العباس، و هم: المنصور، و المهدي، و الهادي، و الرشيد، و الامين، و المأمون. و كانت البلاد الاسلامية آنذاك تتمخض عن ثورات علوية متتالية، فكلما قضى على واحدة منها قامت الاخرى.

و كان المأمون يعيش خضم تلكم الاحداث السياسية، الا أنه بدهائه وسعة حيلته، رأى أن يجنح للاكثرية الساحقة في البلاد، و تسخيرها لاغراضه.

فأشخص عميد البيت العلوي الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام من مدينة جده صلى اللّه عليه و آله الى مرو عاصمة ملكه، لما رأى من فضله البارع، و علمه النافع، و ورعه الباطن و الظاهر، و تخليه عن الدنيا و أهلها و ميله للاخرة و ايثاره لها، و بعد أن أيقن أن الناس عليه متفقة، عقد له ولاية العهد من بعده، فأطفأ بذلك غضب العلويين.

كان اشخاصه عليه السلام على يد رجاء بن أبي الضحاك، و أمره المأمون أن يترك طريق الكوفة و قم، و يأخذ به طريق البصرة و الاهواز و فارس حتى يوافى مرو 5 .

و لما وصل الامام عليه السلام الى نيسابور و هو راكب بغلته الشهباء، فاذا بمحمد بن رافع و أحمد بن الحرث و يحيى بن يحيى و اسحاق بن راهويه و عدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته لطلب الحديث منه، و الرواية عنه، و التبرك به، فأجابهم لذلك، ثم سار متوجها الى مرو، فتلقاه المأمون بنفسه و أعظمه‏ 6 .

صفحه بعد