کتابخانه روایات شیعه
[المقدمات]
[مقدمة الناشر]
كلمة سريعة
مقدّمة الطبعة الأولى
الدعاء ... نشيد العارفين و لذة العابدين، و قرة عين المتقين به يسبح الإنسان في روحانية ملائكية تعيد له الاتصال باللّه كلما انقطعت الصلة و تقويها كلما وهنت او ضعفت ... من خلال الدعاء يتصل الإنسان .. الصغير ..
الضعيف باللّه الكبير العظيم فاطر السماء و الأرض، فيرتفع الإنسان و يكبر و يعلو ... و كلما ازداد الاتصال و تقوّى كلما شعر الإنسان بلذة الدعاء و طيب المناجاة .. و تحرر من قيود الطغاة و أصحاب الجاه و السلطان ...
في جنح الظلام ... و في وضح النهار .. في الازمات الشديدة و المحن .. في أيّام الرخاء و النعم، في السراء و الضراء ... و عند ما تضيق الدنيا في عيني الإنسان ... في اثناء ذلك كله يتوجه الإنسان إلى اللّه بالدعاء فتنفتح الدنيا في عينيه و يتبدد الظلام و تزول المحن و تستمر أيّام الرخاء و النعم ..
من يملك الدعاء و التوجه إلى اللّه، يملك كنزا لا يقدّر بثمن .. انه اعظم رصيد يواجه به الحياة، حيث يتخطى به الازمات و يتغلب على متاعب الحياة و مصائبها .. انه رصيد أهل الايمان و التقوى في كل أحوالهم و رصيد غيرهم في اوقات الازمات قهرا عنهم حيث لا يجدون الا اللّه يتوجهون إليه لكشف الضر عنهم و البلاء.
و الاتصال باللّه- عبر الدعاء- و ان لم يكن بحاجة الى شفيع او وسيط من البشر و لكنه بحاجة الى ان يستجمع ما هو مقرر على لسان الأنبياء
و المعصومين كتاب (عدّة الداعي) لمؤلّفه أحمد بن فهد الحلّي رضوان اللّه عليه و الذي هو بين ايدينا يبيّن بوضوح و جلاء، الدعاء و مقدماته و شرائط قبوله و كيفيته، و متى يكون من حيث الزمان و المكان، و يجيب على تساؤلنا و تساؤل غيرنا، لما ذا ندعوا فلا يستجاب لنا؟ و كيف ينسجم خطاب اللّه و امره لنا بقوله: ادعوني استجب لكم فنتوجه إليه بالدعاء و نتضرع كثيرا و مع ذلك لا نجد الاستجابة و لا يتحقّق ما نريده من الدعاء ... انه يأخذ بأيدينا الى الطريق الصحيح و يضعنا على الجادة المستقيمة التي ان استوفينا شرائطها و اتممنا مقدماتها تحقّق لنا ما نريد و نطلب بالدعاء ...
كما انه تريح شبهة عالقة في اذهان الناس و خصوصا ممن لم يعيشوا العقيدة باللّه على اصولها و التي مفادها: ان الدعاء يتعارض مع السنن الطبيعية و قوانين الأسباب و المسببات الموجودة في العالم.
و لا يقتصر الكتاب على ما ذكرنا من شبهات تدور حول الدعاء بل يسرد كل شبهة و يبدّدها و يتعرض لكل مشكلة فيحلّها ...
لقد جمع الكتاب ما تفرق في غيره من الكتب فكان مرجعا في موضوعه يعود إليه كل كاتب أراد ان يخوض في هذا الحقل و قد استشهد بما ورد فيه كل من تعرض للدعاء و أراد ان يكتب في هذا الباب.
انه الكتاب الذي انفرد في موضوعه يخرج الآن الى القراء الكرام و نحن بأمسّ الحاجة إليه، حيث الصحوة الإسلامية اخذت دورها في الساحة العالمية و على كل المستويات الفكرية و السياسية و النقابية و التي كانت الثورة الإسلامية بقيادة الامام آية اللّه العظمى السيّد الخميني دام ظله هي السبب في اثارتها و تحريكها و اشعال فتيلها ...
و هذه الصحوة التي اثارتها الثورة كما هي بحاجة الى البندقية بحاجة لى استمرارية الاتصال باللّه و عدم الانقطاع عنه و لو لحظة واحدة ... بحاجة مستمرة الى الدعاء فانه اقوى سلاح للانتصار على الاعداء .. هذا إذا عرفنا
الدعاء و وقفنا على حقيقته و عملنا بمضمونه ... فالى (عدّة الداعي) لنطهر قلوبنا بذكر اللّه و نبقى على صلة مستمرة به في سائر الأوقات ...
الى (عدّة الداعي) حيث تحلّ العقد و تبدد الشبهات و ترتفع الغشاوة عن العيون و الابصار ...
و في ختام كلمتنا السريعة نسأل اللّه و نتوجه إليه ان يتقبل اعمالنا و يجعلها خالصة لوجهه الكريم انه نعم المولى و نعم النصير ...