کتابخانه روایات شیعه
الثاقب في المناقب
الاهداء
إليك يا صاحب المعجزات الباهرات الباقيات.
إليك يا نبي الرحمة و خاتم النبيين.
و إلى آلك الطيبين الطاهرين المعصومين الغر الميامين.
أقدم هذا الجهد المتواضع في إحياء هذا الكتاب، و كلي أمل باللّه تعالى أن ينال رضاكم، و أن يكون ذخرا ليوم لا ينفع فيه مال و لا بنون إنه سميع الدعاء.
نبيل رضا علوان
تقريظ
تفضّل الأخ الخطيب و الشاعر الحسيني الشيخ محمّد باقر الايرواني النجفي دام توفيقه و أتحفنا بأبيات من شعره تضمّنت تاريخ صدور الكتاب.
و له منّا جزيل الشكر
من هبة المولى الكريم الواهب
فزنا بنيل الخير و المواهب
نسأله التّأييد و المزيد من
توفيقه و اليسر في المطالب
فالأمر موكول له جلّ اسمه
و غالب و فوق كلّ غالب
نحمده على عظيم منّه
ان قد هدانا للطّريق الصّائب
و اللّه قد ألهمنا حبّ الولا
لآل بيت المصطفى الأطايب
هم قادة للدّين و الدّنيا معا
و من رجاهم لم يعد بخائب
و اللّه قد شرّفهم على الورى
و خصّهم بأشرف المراتب
و أصبحت طاعتهم مقرونة
بطاعة اللّه كفرض واجب
لا يشفعون في غد إلّا لمن
والاهم رغم العدوّ النّاصبي
و ها هو الكتاب خير شاهد
أتحفنا به يراع كاتب
أعني النّبيل ابن الرّضا حقّقه
ببالغ الجهد و شوق جاذب
إلى الملا أرّخته: (قل علنا
عنوانه الثّاقب في المناقب )
130/ 151 182/ 634/ 90/ 224 المجموع 1411 هجري
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مقدمة المحقق
الحمد للّه الأوّل بلا ابتداء، و الآخر بعد فناء الأشياء، الوليّ الحميد، العزيز المجيد، المتفرّد بالملك و القدرة، الفعّال لما يريد، له الخلق و الأمر.
و الحمد للّه الذي الخلق بقدرته، و جعلهم دليلا على إلهيّته، و بعث فيهم رسلا مبشّرين و منذرين لئلا يكون للناس على اللّه حجّة بعد الرسل، يأمرونهم بعبادته، و أيّد كلّ رسول بآيات و معجزات جعلها دليلا على صدق نبوّته.
و صلّى اللّه على محمّد خاتم الأنبياء و المرسلين، و صاحب المعجز المبين (القرآن العظيم) أوّل الثقلين، كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
و الصلاة و السلام على آله الطيّبين، ثاني الثقلين، و المقرونين بالكتاب المبين، الهداة المهديّين، ذوي الآيات الباهرات، و المعجزات الظاهرات، و منهل الفضائل و المكرمات، نجوم الهدى و أعلام التقى؛ ما غرّد طير و شدا.
أمّا بعد:
فقد كان الناس يطالبون كلّ نبيّ مرسل، أو وصيّ، أن يريهم بعض المعجزات و خوارق العادات شرطا لتصديقه و الايمان به فذلك أثبت طريق إلى معرفة صدقه و اثبات صحّة نبوّته و وصايته، فما هو المعجز؟
«المعجز في اللغة: ما يجعل غيره عاجزا، ثمّ تعورف في الفعل الذي يعجز القادر عن الاتيان بمثله.
و في الشرع: هو كلّ حادث، من فعل اللّه، أو بأمره، او تمكينه، ناقض لعادة الناس في زمان تكليف مطابق لدعوته، أو ما يجري مجراه» 1 .
فالمعجزة إذن هي برهان ساطع، و دليل قاطع، و علامة صدق، يظهرها اللّه على يدي النبي أو الوصي عند دعائه أو ادعائه، يمكن للناس من خلالها التمييز بين الصادق و الكاذب، و دفع الشكّ و الريب فيه، لئلا تبقى لهم حجّة في معصيته و مخالفته، و ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيا من حيّ عن بيّنة.
و للمعجز أحكام و شروط لا بدّ من توفّرها و معرفتها، ذكر الشيخ المصنّف أربعة منها في مقدّمة كتابه هذا 2 .