کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار

[مقدمة المحقق‏] ترجمة المؤلّف‏ ولادته و وفاته: سبط الطبرسيّ: مؤلّفاته: مصادر الكتاب: بعث الكتاب: الطبرسيّ: (كلمة شكر) [مقدمة المؤلف‏] فهرست الكتاب‏ الباب الأول في الإيمان و الإسلام و ما يتعلق بهما الفصل الأول في التوحيد الفصل الثاني في الإخلاص‏ الفصل الثالث في اليقين‏ الفصل الرابع في التوكل على الله و التفويض إليه و التسليم له‏ الفصل الخامس في الصبر الفصل السادس في الشكر الفصل السابع في الرضا الفصل الثامن في حسن الظن بالله‏ الفصل التاسع في التفكر الفصل العاشر في الإيمان و الإسلام‏ الفصل الحادي عشر في التقية الفصل الثاني عشر في التقوى و الورع‏ الفصل الثالث عشر في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الفصل الرابع عشر في أداء الأمانة الفصل الخامس عشر في الذكر الباب الثاني في ذكر الشيعة و أحوالهم و علاماتهم و آدابهم و ما يليق بها الفصل الأول في ذكر صفات الشيعة الفصل الثاني في ذكر علامات الشيعة الفصل الثالث في آداب الشيعة الفصل الرابع في منزلة الشيعة عند الله و حقوقهم و ما يجب أن يكونوا عليه‏ الفصل الخامس في ذكر ما جاء في فضائل شيعة علي ع‏ الفصل السادس في كرامة المؤمن على الله عز و جل‏ الفصل السابع في ذكر ما يجب من حق المؤمن على المؤمن‏ الفصل الثامن في أذى المؤمن و تتبع عثراته‏ الفصل التاسع في الدين‏ الباب الثالث في محاسن الأفعال و شرف الخصال و ما يشبههما الفصل الأول في التوبة الفصل الثاني في العبادة الفصل الثالث في الزهد الفصل الرابع في الخوف و الرجاء الفصل الخامس في المحبة و الشوق‏ الفصل السادس في الغنى و الفقر الفصل السابع في القناعة الفصل الثامن في العلم و العالم و تعليمه و تعلمه و استعماله‏ الفصل التاسع في الحث على الكتابة و التكاتب و ما يليق به‏ الفصل العاشر في قول الخير و فعله‏ الفصل الحادي عشر في الخصال المعدودة و ما يليق بها الفصل الثاني عشر في الأخذ بالسنة و معنى القرآن و ما يليق بهما الفصل الثالث عشر في اجتناب المحارم و ما يشبهها الفصل الرابع عشر في حقوق الوالدين و برهما الفصل الخامس عشر في صلة الرحم‏ الفصل السادس عشر في ذكر الأيتام‏ الفصل السابع عشر في إكرام الشيوخ‏ الفصل الثامن عشر في ذكر الشبان‏ الفصل التاسع عشر في الصدق و الاشتغال عن عيوب الناس و النهي عن الغيبة الفصل العشرون في حفظ اللسان‏ الفصل الحادي و العشرون في الإصلاح بين الناس و ما يشبهه‏ الفصل الثاني و العشرون في ذكر المداراة و حسن الملكة الفصل الثالث و العشرون في الرفق و حسن البشر الفصل الرابع و العشرون في محاسن الأفعال‏ الفصل الخامس و العشرون في الإنفاق‏ الفصل السادس و العشرون في اليأس و الاستغناء عن الناس‏ الباب الرابع في آداب المعاشرة مع الناس و ما يتصل بها الفصل الأول في اتخاذ الإخوان‏ الفصل الثاني في آداب المعاشرة الفصل الثالث في الاستئذان‏ الفصل الرابع في التسليم و المعانقة الفصل الخامس في المصافحة و التقبيل‏ الفصل السادس في آداب الجلوس‏ الفصل السابع في العطاس‏ الفصل الثامن في التزاور و الهجرة الفصل التاسع في صحبة الخلق و المواساة معهم‏ الفصل العاشر في حق الجار الفصل الحادي عشر في الحلم و كظم الغيظ و الغضب‏ الفصل الثاني عشر في التهادي و غيره‏ الباب الخامس في مكارم الأخلاق و نظائرها الفصل الأول في حسن الخلق‏ الفصل الثاني في التواضع‏ الفصل الثالث في العفو الفصل الرابع في السخاوة و البخل‏ الفصل الخامس في الحياء و ما يشبهه‏ الفصل السادس في الغيرة الفصل السابع في مكارم الأخلاق‏ الباب السادس في ذكر عيوب النفس و مجاهدتها و صفة العقل و القلب و ما يليق بها الفصل الأول في عيوب النفس و مجاهدتها الفصل الثاني في صفة العقل‏ الفصل الثالث في ذكر القلب‏ الفصل الرابع في الخلوة و العزلة و ما يليق بهما الفصل الخامس في الحقائق و النجابة الفصل السادس في الرفاهية الفصل السابع في ذم الدنيا الفصل الثامن فيما جاء في جمع المال و ما يدخل على المؤمن من النقص في جمعه‏ الباب السابع في ذكر المصائب و الشدائد و البلايا و ما وعد الله من الثواب و ذكر الموت‏ الفصل الأول فيما جاء في الصبر على المصائب‏ الفصل الثاني في فضل المرض و كتمانه‏ الفصل الثالث في الحزن‏ الفصل الرابع في التسلية الفصل الخامس في ذكر ما جاء في المؤمن و ما يلقى من أذى الناس و بغضهم إياه‏ الفصل السادس في الابتلاء و الاختبار الفصل السابع في الشدائد و البلايا الفصل الثامن في ذكر ما يجب على المؤمن من التسليم لأمر الله و الرضا بقضائه‏ الفصل التاسع في الموت‏ الباب الثامن في ذكر الخصال المنهي عنها و ما يناسبها الفصل الأول في الغضب‏ الفصل الثاني في الحسد الفصل الثالث في الرياء الفصل الرابع في العجب‏ الفصل الخامس في الظلم و الحرام‏ الفصل السادس في الدخول على السلاطين و أحوالهم و ذكر طاعة المخلوق‏ الفصل السابع في الخصال المنهي عنها الفصل الثامن في الشهرة و السرائر الفصل التاسع فيمن حقر مؤمنا الفصل العاشر في كتمان السر و ما يتصل به‏ الباب التاسع في ذكر المواعظ الباب العاشر في المتفرقات‏ في الدعاء لأخيك بظهر الغيب‏ في القرعة في الصيانة و المراشد و التهذيب‏ في نوادر الحب و البغض و التوفيق‏ في التذكر بالنعم و مؤنها في الاستدراج و كفر النعم‏ في الرئاسة في القبض و البسط و غيرهما في ذكر الوصية

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار


صفحه قبل

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، النص، ص: 117

الفصل الرابع في الخوف و الرجاء

مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْمُؤْمِنُ لَا يَخَافُ غَيْرَ اللَّهِ وَ لَا يَقُولُ عَلَيْهِ إِلَّا الْحَقَّ.

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ع‏ كُنْ لِمَا لَا تَرْجُو أَرْجَى مِنْكَ لِمَا تَرْجُو فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ ص خَرَجَ يَقْتَبِسُ لِأَهْلِهِ نَاراً- فَكَلَّمَهُ اللَّهُ وَ رَجَعَ نَبِيّاً وَ خَرَجَتْ مَلِكَةُ سَبَإٍ كَافِرَةً فَأَسْلَمَتْ مَعَ سُلَيْمَانَ وَ خَرَجَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ يَطْلُبُونَ الْعِزَّ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِينَ.

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَ اللَّهَ وَ مَنْ خَافَ اللَّهَ سَخَتْ نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا.

وَ عَنْهُ ع قَالَ: مَنْ خَافَ اللَّهَ أَخَافَ اللَّهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَ مَنْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ أَخَافَهُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ.

عَنْهُ ع قَالَ: يَا إِسْحَاقُ خَفِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَرَهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ تَرَى أَنَّهُ لَا يَرَاكَ فَقَدْ كَفَرْتَ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ ثُمَّ اسْتَتَرْتَ عَنِ الْمَخْلُوقِينَ بِالْمَعَاصِي وَ بَرَزْتَ لَهُ بِهَا فَقَدْ جَعَلْتَهُ فِي حَدِّ أَهْوَنِ النَّاظِرِينَ إِلَيْكَ.

عَنْهُ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي وَ يَقُولُونَ نَرْجُو فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ يَتَرَجَّحُونَ فِي الْأَمَانِيِّ- كَذَبُوا لَيْسُوا بِرَاجِينَ مَنْ رَجَا شَيْئاً طَلَبَهُ وَ مَنْ خَافَ مِنْ شَيْ‏ءٍ هَرَبَ مِنْهُ.

عَنْهُ ع قَالَ: لَا تَأْمَنْ إِلَّا مَنْ خَافَ اللَّهَ.

عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: خَرَجْتُ‏

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، النص، ص: 118

حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى هَذَا الْحَائِطِ فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ- يَنْظُرُ فِي تُجَاهِ وَجْهِي ثُمَّ قَالَ يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً عَلَى الدُّنْيَا فَالرِّزْقُ حَاضِرٌ لِلْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ قُلْتُ مَا عَلَى هَذَا أَحْزَنُ وَ إِنَّهُ كَمَا تَقُولُ- قَالَ فَعَلَى الْآخِرَةِ فَوَعْدٌ صَادِقٌ يَحْكُمُ فِيهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ أَوْ قَالَ قَادِرٌ- قُلْتُ مَا عَلَى هَذَا أَحْزَنُ وَ إِنَّهُ كَمَا تَقُولُ قَالَ فَمَا حُزْنُكَ قُلْتُ مَا نَخَافُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَ مَا فِيهِ مِنَ النَّاسِ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ هَلْ رَأَيْتَ أَحَداً خَافَ اللَّهَ فَلَمْ يُنْجِهِ قُلْتُ لَا قَالَ هَلْ رَأَيْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فَلَمْ يَكْفِهِ قُلْتُ لَا قَالَ هَلْ رَأَيْتَ أَحَداً سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ يُعْطِهِ قُلْتُ لَا.

قَالَ النَّبِيُّ ص‏ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنَ الْوَالِدَةِ الْمُشْفِقَةِ عَلَى وَلَدِهَا.

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً.

مِنْ كِتَابِ رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَ لَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ فَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا آمَنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ ارْجُ اللَّهَ رَجَاءً لَا يُجَرِّئُكَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَ خَفِ اللَّهَ خَوْفاً لَا يُؤْيِسُكَ مِنْ رَحِمَتِهِ.

قَالَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع‏ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَا تَزَالُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَكَ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِكَ وَ مَا كَانَتِ الْمُحَاسَبَةُ مِنْ هَمِّكَ وَ مَا كَانَ الْخَوْفُ لَكَ شِعَاراً وَ الْحُزْنُ لَكَ دِثَاراً يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ مَبْعُوثٌ وَ مَسْئُولٌ فَأَعِدَّ جَوَاباً.

وَ قَالَ ص‏ كَانَ دَاوُدُ ع يَعُودُهُ النَّاسُ وَ يَظُنُّونَ‏

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، النص، ص: 119

أَنَّهُ مَرِيضٌ وَ مَا بِهِ مِنْ مَرَضٍ إِلَّا خَوْفَ اللَّهِ وَ الْحَيَاءَ مِنْهُ.

وَ قَالَ ص‏ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ وَ بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ قَاضٍ فِيهِ فَلْيَتَزَوَّدِ الْعَبْدُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ وَ مِنْ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ وَ لَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ دَارٍ إِلَّا الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ.

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ عَجِبْتُ لِمَنْ فَزِعَ مِنْ أَرْبَعٍ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى أَرْبَعٍ- عَجِبْتُ لِمَنْ خَافَ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ- حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ‏ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ بِعَقِبِهَا- فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ عَجِبْتُ لِمَنِ اغْتَمَّ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ- لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ‏ - فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ بِعَقِبِهَا وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ‏ - وَ عَجِبْتُ لِمَنْ مُكِرَ بِهِ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ- أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ بِعَقِبِهَا- فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا - وَ عَجِبْتُ لِمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا وَ زِينَتَهَا كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ‏ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ‏ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ بِعَقِبِهَا- إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً. فَعَسى‏ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ‏ وَ عَسَى مُوجِبَةٌ.

وَ مِنْ كِتَابٍ‏ قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ فَقَالَ كَانَ فِيهَا الْأَعَاجِيبُ وَ كَانَ أَعْجَبَ مَا فِيهَا أَنْ قَالَ لِابْنِهِ خَفِ اللَّهَ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ وَ ارْجُ اللَّهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ- ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع كَانَ أَبِي يَقُولُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ فِي قَلْبِهِ نُورَانِ نُورُ رَجَاءٍ وَ نُورُ خَوْفٍ لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا- وَ لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا.

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، النص، ص: 120

وَ مِنْ كِتَابِ السَّيِّدِ نَاصِحِ الدِّينِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللَّهِ.

قَالَ أَبُو كَاهِلٍ‏ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَبَا كَاهِلٍ لَنْ يَغْضِبَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلَى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَخَافَةٌ وَ لَا تَأْكُلُ النَّارُ مِنْهُ هُدْبَةً.

جَاءَ حَبِيبُ بْنُ الْحَارِثِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ مِعْرَاضٌ لِلذُّنُوبِ قَالَ فَتُبْ إِلَى اللَّهِ يَا حَبِيبُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتُوبُ ثُمَّ أَعُودُ قَالَ فَكُلَّمَا أَذْنَبْتَ فَتُبْ قَالَ إِذًا يَا رَسُولَ اللَّهِ تَكْثُرُ ذُنُوبِي قَالَ عَفْوُ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ ذُنُوبِكَ يَا حَبِيبَ بْنَ الْحَارِثِ وَ قَالَ مَا مِنْ حَافِظَيْنِ يَرْفَعَانِ إِلَى اللَّهِ مَا حَفِظَا فَيَرَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي أَوَّلِ الصَّحِيفَةِ خَيْراً وَ فِي آخِرِهَا خَيْراً إِلَّا قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي مَا بَيْنَ طَرَفَيِ الصَّحِيفَةِ.

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: إِنَّ دَاوُدَ إِذَا أَتَى بِخَطِيئَةٍ خَافَ رَبَّهُ حَتَّى تَنْفَرِجَ مَفَاصِلُهُ مِنْ أَمَاكِنِهَا ثُمَّ يَذْكُرُ سَعَةَ رَحْمَتِهِ وَ عَائِدَتِهِ عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ فَتَرْجِعُ إِلَيْهِ.

وَ عَنْهُ ع قَالَ: لَوْ مَاتَ مَنْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لَمَا اسْتَوْحَشْتُ أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ مَعِي وَ إِذَا كَانَ قَرَأَ مِنَ الْقُرْآنِ‏ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ كَرَّرَهَا وَ يَكَادُ أَنْ يَمُوتَ مِمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَوْفِ.

الفصل الخامس في المحبة و الشوق‏

مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي حَدِيثٍ لَهُ قَالَ لِزِيَادٍ وَيْحَكَ هَلِ الدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ أَ لَا تَرَى قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ‏

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، النص، ص: 121

اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ‏ أَ وَ لَا تَرَى قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُحَمَّدٍ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ‏ وَ قَالَ‏ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ‏ - فَالدِّينُ هُوَ الْحُبُّ وَ الْحُبُّ هُوَ الدِّينُ.

عَنْهُ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيْراً فَانْظُرْ إِلَى قَلْبِكَ فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ يُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَفِيكَ خَيْرٌ وَ اللَّهُ يُحِبُّكَ وَ إِنْ كَانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ يُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَلَيْسَ فِيكَ خَيْرٌ وَ اللَّهُ يُبْغِضُكَ وَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا تَحَلَّى الْمُؤْمِنُ مِنَ الدُّنْيَا بِسِيمَاءَ وَ وَجَدَ حَلَاوَةَ حُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا كَأَنَّهُ قَدْ خُولِطَ وَ إِنَّمَا خَالَطَ الْقَوْمَ حَلَاوَةُ حُبِّ اللَّهِ فَلَمْ يَشْتَغِلُوا بِغَيْرِهِ.

عَنْهُ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَصْحَابِهِ أَيُّ عُرَى الْإِيمَانِ أَوْثَقُ فَقَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الصَّلَاةُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الزَّكَاةُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الصِّيَامُ وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الْحَجُّ وَ الْعُمْرَةُ- وَ قَالَ بَعْضُهُمُ الْجِهَادُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص كُلَّمَا قُلْتُمْ فَضْلٌ وَ لَيْسَ بِهِ وَ لَكِنْ أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِي اللَّهِ وَ أَنْ تُوَالِيَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَ تَبْرَأَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ.

عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَ كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ- وُجُوهُهُمْ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ يَغْبِطُهُمْ بِمَنْزِلَتِهِمْ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ يَقُولُ النَّاسُ مَنْ هَؤُلَاءِ فَيُقَالُ هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ.

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، النص، ص: 122

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَا الْتَقَى مُؤْمِنَانِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبّاً لِأَخِيهِ.

وَ عَنْهُ ع‏ مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ فِي اللَّهِ وَ يُبْغِضَ فِي اللَّهِ وَ يُعْطِيَ فِي اللَّهِ وَ يَمْنَعَ فِي اللَّهِ.

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ عَلَى أَبِي ذَرٍّ الْأَمْرُ قَالَ رَبِّ خَنِّقْنِي خِنَاقَكَ فَوَ عِزَّتِكَ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ قَلْبِي يُحِبُّكَ.

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: حُبُّ الْأَبْرَارِ لِلْأَبْرَارِ ثَوَابٌ لِلْأَبْرَارِ- وَ حُبُّ الْفُجَّارِ لِلْأَبْرَارِ فَضِيلَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَ بُغْضُ الْفُجَّارِ لِلْأَبْرَارِ زَيْنٌ لِلْأَبْرَارِ- وَ بُغْضُ الْأَبْرَارِ لِلْفُجَّارِ خِزْيٌ عَلَى الْفُجَّارِ.

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَحَبَّ رَجُلًا لِلَّهِ لَأَثَابَهُ اللَّهُ عَلَى حُبِّهِ إِيَّاهُ وَ إِنْ كَانَ الْمَحْبُوبُ فِي عِلْمِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَبْغَضَ رَجُلًا لِلَّهِ لَأَثَابَهُ اللَّهُ عَلَى بُغْضِهِ إِيَّاهُ وَ إِنْ كَانَ الْمُبْغَضُ فِي عِلْمِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع‏ قَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ عُرْضِ النَّاسِ يَلْقَانِي- فَيَحْلِفُ بِاللَّهِ إِنَّهُ يُحِبُّنِي فَأَحْلِفُ بِاللَّهِ إِنَّهُ صَادِقٌ فَقَالَ امْتَحِنْ قَلْبَكَ فَإِنْ كَانَ يُحِبُّهُ فَاحْلِفْ وَ إِلَّا فَلَا.

سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ أَوَدُّكَ فَكَيْفَ أَعْلَمُ أَنَّهُ يَوَدُّنِي فَقَالَ امْتَحِنْ قَلْبَكَ فَإِنْ كُنْتَ تَوَدُّهُ فَإِنَّهُ يَوَدُّكَ.

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ وَضَعَ حُبَّهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْقَطِيعَةِ.

قَالَ الْبَاقِرُ ص‏ إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِالْأَهْلِ وَ اللُّحْمَةِ وَ الْخَوَلِ وَ لَنَا أَنْ نَدْعُوَ بِمَا لَمْ يَنْزِلْ أَمْرُ اللَّهِ فَإِذَا نَزَلَ أَمْرُ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ لَنَا أَنْ نُحِبَّ مَا لَمْ يُحِبَّهُ اللَّهُ.

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، النص، ص: 123

وَ مِنْ كِتَابِ رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ فَطَبَقَةٌ يَعْبُدُونَهُ رَغْبَةً فِي ثَوَابِهِ فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْحُرَصَاءِ وَ هُوَ الطَّمَعُ وَ أُخْرَى يَعْبُدُونَهُ فَرَقاً مِنَ النَّارِ فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ وَ هِيَ الرَّهْبَةُ وَ لَكِنِ اعْبُدْهُ حُبّاً لَهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْكِرَامِ وَ هُوَ الْأَمْنُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ‏ وَ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ‏ فَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ أَحَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَ مِنَ الْآمِنِينَ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَنْ أَحَبَّنَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ.

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ فِي اللَّهِ وَ يُبْغِضَ فِي اللَّهِ وَ يُعْطِيَ فِي اللَّهِ وَ يَمْنَعَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

قَالَ النَّبِيُّ ص‏ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَ مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَ مَنْ كَانَ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ.

وَ قَالَ ص‏ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَ لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَ وَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْ‏ءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ.

وَ قَالَ: إِذَا النَّاسُ أَظْهَرُوا الْعِلْمَ وَ ضَيَّعُوا الْعَمَلَ- وَ تَحَابُّوا بِالْأَلْسُنِ وَ تَبَاغَضُوا بِالْقُلُوبِ وَ تَقَاطَعُوا فِي الْأَرْحَامِ‏ لَعَنَهُمُ اللَّهُ‏ عِنْدَ ذَلِكَ- فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى‏ أَبْصارَهُمْ‏ .

صفحه بعد