کتابخانه روایات شیعه
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد
بذي الفقار حملة منكرة ثلاث مرات كل حملة يضرب به حتى يعوج متنه ثم يخرج فيسويه بركبتيه ثم يحمل به حتى أفناهم.
و روى محمد بن حبيب قال خطب علي ع الخوارج يوم النهر فقال لهم نحن أهل بيت النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و عنصر الرحمة و معدن العلم و الحكمة نحن أفق الحجاز بنا يلحق البطيء و إلينا يرجع التائب أيها القوم إني نذير لكم أن تصبحوا صرعى بأهضام هذا الوادي.
إلى آخر الفصل
37 و من كلام له ع يجري مجرى الخطبة
فَقُمْتُ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَ تَطَلَّعْتُ حِينَ تَقَبَّعُوا وَ نَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا [تَمْنَعُوا تَقَبَّعُوا] وَ مَضَيْتُ بِنُورِ اللَّهِ حِينَ وَقَفُوا وَ كُنْتُ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً وَ أَعْلَاهُمْ فَوْتاً فَطِرْتُ بِعِنَانِهَا وَ اسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْقَوَاصِفُ وَ لَا تُزِيلُهُ الْعَوَاصِفُ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيَّ مَهْمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِيَّ مَغْمَزٌ الذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ لَهُ وَ الْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَ سَلَّمْنَاهُ لِلَّهِ أَمْرَهُ أَ تَرَانِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ اللَّهِ لَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ فَلَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ فَنَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَإِذَا طَاعَتِي قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَتِي وَ إِذَا الْمِيثَاقُ فِي عُنُقِي لِغَيْرِي.
هذه فصول أربعة لا يمتزج بعضها ببعض و كل كلام منها ينحو به أمير المؤمنين ع نحوا غير ما ينحوه بالآخر و إنما الرضي رحمه الله تعالى التقطها من كلام لأمير المؤمنين ع طويل منتشر قاله بعد وقعة النهروان ذكر فيه حاله منذ توفي رسول الله ص
و إلى آخر وقت فجعل الرضي رحمه الله تعالى ما التقطه منه سردا و صار عند السامع كأنه يقصد به مقصدا واحدا.
فالفصل الأول و هو من أول الكلام إلى قوله و استبددت برهانها يذكر فيه مقاماته في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أيام أحداث عثمان و كون المهاجرين كلهم لم ينكروا و لم يواجهوا عثمان بما كان يواجهه به و ينهاه عنه فهذا هو معنى قوله فقمت بالأمر حين فشلوا أي قمت بإنكار المنكر حين فشل أصحاب محمد ص عنه و الفشل الخور و الجبن.
قال و نطقت حين تعتعوا يقال تعتع فلان إذا تردد في كلامه من عي أو حصر 1697 قوله و تطلعت حين تقبعوا امرأة طلعة قبعة تطلع ثم تقبع رأسها أي تدخله كما يقبع القنفذ يدخل برأسه في جلده و قد تقبع الرجل أي اختبأ و ضده تطلع.
قوله و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم فوتا يقول علوتهم و فتهم و شأوتهم سبقا و أنا مع ذلك خافض الصوت يشير إلى التواضع و نفي التكبر.
و قوله فطرت بعنانها و استبددت برهانها يقول سبقتهم و هذا الكلام استعارة من مسابقة خيل الحلبة و استبددت بالرهان أي انفردت بالخطر 1698 الذي وقع التراهن عليه.
الفصل الثاني فيه ذكر حاله ع في الخلافة بعد عثمان يقول كنت لما وليت الأمر كالجبل لا تحركه القواصف يعني الرياح الشديدة و مثله العواصف.
و المهمز موضع الهمز و هو العيب و كذاك المغمز .
ثم قال الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له و القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه هذا آخر الفصل الثاني يقول الذليل المظلوم أقوم بإعزازه و نصره و أقوي يده إلى أن آخذ الحق له ثم يعود بعد ذلك إلى الحالة التي كان عليها قبل أن أقوم بإعزازه و نصره و القوي الظالم أستضعفه و أقهره و أذله إلى أن آخذ الحق منه ثم يعود إلى الحالة التي كان عليها قبل أن أهتضمه لاستيفاء الحق.
الفصل الثالث من قوله رضينا عن الله قضاءه إلى قوله فلا أكون أول من كذب عليه هذا كلام قاله ع لما تفرس في قوم من عسكره أنهم يتهمونه فيما يخبرهم به عن النبي ص من أخبار الملاحم و الغائبات و قد كان شك منهم جماعة في أقواله و منهم من واجهه بالشك و التهمة 1699
الأخبار الواردة عن معرفة الإمام علي بالأمور الغيبية
روى ابن هلال الثقفي في كتاب الغارات عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد بن علي قال لما قال علي ع سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألونني عن فئة تضل مائة و تهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقتها و سائقتها قام إليه رجل فقال أخبرني بما في رأسي و لحيتي من طاقة شعر فقال له علي ع و الله لقد حدثني خليلي أن على كل طاقة شعر من رأسك ملكا يلعنك و أن على كل طاقة شعر من لحيتك شيطانا يغويك و أن في بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله ص و كان ابنه قاتل الحسين ع يومئذ طفلا يحبو و هو سنان بن أنس النخعي.
و روى الحسن بن محبوب عن ثابت الثمالي عن سويد بن غفلة أن عليا ع خطب ذات يوم فقام رجل من تحت منبره فقال يا أمير المؤمنين إني مررت بوادي
القرى فوجدت خالد بن عرفطة قد مات فاستغفر له فقال ع و الله ما مات و لا يموت حتى يقود جيش ضلالة صاحب لوائه حبيب بن حمار فقام رجل آخر من تحت المنبر فقال يا أمير المؤمنين أنا حبيب بن حمار و إني لك شيعة و محب فقال أنت حبيب بن حمار قال نعم فقال له ثانية و الله إنك لحبيب بن حمار فقال إي و الله قال أما و الله إنك لحاملها و لتحملنها و لتدخلن بها من هذا الباب و أشار إلى باب الفيل بمسجد الكوفة قال ثابت فو الله ما مت حتى رأيت ابن زياد و قد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي ع و جعل خالد بن عرفطة على مقدمته و حبيب بن حمار صاحب رايته فدخل بها من باب الفيل.
و روى محمد بن إسماعيل بن عمرو البجلي قال أخبرنا عمرو بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث قال قال علي ع على المنبر ما أحد جرت عليه المواسي إلا و قد أنزل الله فيه قرآنا فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له فما أنزل الله تعالى فيك فقام الناس إليه يضربونه فقال دعوه أ تقرأ سورة هود قال نعم قال فقرأ ع أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ 1700 ثم قال الذي كان على بينة من ربه محمد ص و الشاهد الذي يتلوه أنا.
و روى عثمان بن سعيد عن عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير قال خطب علي ع فقال في أثناء خطبته أنا عبد الله و أخو رسوله لا يقولها أحد قبلي و لا بعدي إلا كذب ورثت نبي الرحمة و نكحت سيدة نساء هذه الأمة و أنا خاتم الوصيين
فقال رجل من عبس و من لا يحسن أن يقول مثل هذا فلم يرجع إلى أهله حتى جن و صرع فسألوهم هل رأيتم به عرضا قبل هذا قالوا ما رأينا به قبل هذا عرضا.
و روى محمد بن جبلة الخياط عن عكرمة عن يزيد الأحمسي أن عليا ع كان جالسا في مسجد الكوفة و بين يديه قوم منهم عمرو بن حريث إذ أقبلت امرأة مختمرة لا تعرف فوقفت فقالت لعلي ع يا من قتل الرجال و سفك الدماء و أيتم الصبيان و أرمل النساء فقال ع و إنها لهي هذه السلقلقة الجلعة المجعة و إنها لهي هذه شبيهة الرجال و النساء التي ما رأت دما قط قال فولت هاربة منكسة رأسها فتبعها عمرو بن حريث فلما صارت بالرحبة قال لها و الله لقد سررت بما كان منك اليوم إلى هذا الرجل فادخلي منزلي حتى أهب لك و أكسوك فلما دخلت منزله أمر جواريه بتفتيشها و كشفها و نزع ثيابها لينظر صدقه فيما قاله عنها فبكت و سألته ألا يكشفها و قالت أنا و الله كما قال لي ركب النساء و أنثيان كأنثي الرجال و ما رأيت دما قط فتركها و أخرجها ثم جاء إلى علي ع فأخبره فقال إن خليلي رسول الله ص أخبرني بالمتمردين علي من الرجال و المتمردات من النساء إلى أن تقوم الساعة.
قلت السلقلقة السليطة و أصله من السلق و هو الذئب و السلقة الذئبة و الجلعة المجعة البذيئة اللسان و الركب منبت العانة.
و روى عثمان بن سعيد عن شريك بن عبد الله قال لما بلغ عليا ع أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي ص و تفضيله إياه على الناس قال أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله ص و سمع مقاله في يوم غدير خم 1701 إلا قام
فشهد بما سمع فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول الله ص و ستة ممن على شماله من الصحابة أيضا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ص يقول ذلك اليوم و هو رافع بيدي علي ع من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه 1702 .
و روى عثمان بن سعيد عن يحيى التيمي عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء قال قام أعشى همدان 1703 و هو غلام يومئذ حدث إلى على ع و هو يخطب و يذكر الملاحم فقال يا أمير المؤمنين ما أشبه هذا الحديث بحديث خرافة فقال علي ع إن كنت آثما فيما قلت يا غلام فرماك الله بغلام ثقيف ثم سكت فقام رجال فقالوا و من غلام ثقيف يا أمير المؤمنين قال غلام يملك بلدتكم هذه لا يترك لله حرمة إلا انتهكها يضرب عنق هذا الغلام بسيفه فقالوا كم يملك يا أمير المؤمنين قال عشرين إن بلغها قالوا فيقتل قتلا أم يموت موتا قال بل يموت حتف أنفه بداء البطن يثقب سريره لكثرة ما يخرج من جوفه.
قال إسماعيل بن رجاء فو الله لقد رأيت بعيني أعشى باهلة و قد أحضر في جملة الأسرى الذين أسروا من جيش عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بين يدي الحجاج فقرعه و وبخه و استنشده شعره الذي يحرض فيه عبد الرحمن على الحرب ثم ضرب عنقه في ذلك المجلس.